ترامب.. المسحوق الذي يغسل به كارهونا أدرانهم_أمير سعيد
احمد ابوبكر
1437/03/08 - 2015/12/19 05:11AM
[align=justify]أهكذا صار دونالد ترامب متطرفاً، وصار نتنياهو وأوباما وكلينتون وكاميرون معتدلين؟!
أنتم بكل أسى تظلمون هذا الترامب الذي لم يكن إلا غطاء كالحاً يغطي وجوهاً أكثر كلاحة ودمامة منه، صيرها الإعلام فجأة أيقونات للوسطية والاعتدال.
رحم الله سنيناً كان الإعلام العالمي والعربي يخوفنا من احتمال وصول بنيامين نتنياهو المعروف بتطرفه لرئاسة حكومة الكيان الصهيوني في العام 1996 على إثر عملية عناقيد الغضب التي كان شنها "المعتدل" شمعون بيريز، الذي خلف "المعتدل" إسحاق رابين!؛ فإذا الزمن يمضي حتى ترانا نتعرف إلى "وسطية" و"اعتدال" نتنياهو الرافض هو ومجرمو الكنيست الصهيوني لتصريحات دونالد ترامب!
مسكين ترامب إذ باح بمكنون "المعتدلين" فطلب بمنع دخول المسلمين إلى "جنة الديمقراطية" و"واحة الحرية"، أمريكا، مسكين إذ كشف ما كان سيقدم عليه "المعتدلون" من تلقاء أنفسهم بعد سنين أو عقود، نتنياهو ذاته لو امتد به العمر قليلاً فسيطلب طرد كل فلسطيني مسلم من أرض فلسطين؛ فعلى طاولته أكبر تحدٍ تواجهه "إسرائيل"، القنبلة الديموغرافية الفلسطينية، حيث ستفيق "إسرائيل" بعد ثلاثة عقود أو أكثر على آبدة الأوابد، وهي وصول تعداد المسلمين داخل الخط الأخضر إلى أكثر من 50% من سكان فلسطين المحتلة 48، حينها ستقفز "الديمقراطية الصهيونية"، أو كما يقولون "واحة الديمقراطية الوحيدة وسط غابة الديكتاتوريات العربية" بمرشح "مسلم، فلسطيني" إلى سدة الحكم في "إسرائيل"! هذا في محل الوهم والسذاجة.. أما الحقيقة، فدون ذلك خرط القتاد، صفائح أعناق الفلسطينيين؛ فأنّى لمسلم أن يحكم فلسطين دون أن يحجزه العالم بسلاحه، ودون أن يفيض لوصوله شلالات دم وانتفاض؟!
أولاند يشعر أيضاً بمثل تلك المشاعر الظلامية الغارقة في بحور الكراهية؛ فمخاوفه تختلف قليلاً لكن تتفق في "وحدة المصير"؛ فماذا يصنع بنسبة تفوق الـ10 من سكان فرنسا، مسلمين، يزيدون ولا ينقصون، وسيكون رقماً بالمستقبل حتماً إلى لم يوقفهم أمثال ترامب لكن ربما بشكل يتناسب مع "أناقة باريس".
لكن مع هذا، انتبهوا؛ فلم يبلغ ترامب من الجرم ما يستجلب محاكمة أو ما سواها في بلاد "الحرية"؛ فهو لم يعادِ "السامية"، ولم يصبح "عنصرياً" بما يكفي لتوجيه أصابع الاتهام إليه، كما أنه لم يفعل أكثر من كونه يقدم "صورة سلبية عن أمريكا" أو هو "يشجع داعش على تجنيد إرهابيين" مثلما قال ساسة أمريكا.
ولحد الآن؛ يخجل ساسة العرب الأسخياء في توزيع بطاقات الإرهاب حتى على الفائزين بكل الاستحقاقات الانتخابية في بلادهم، من أن يدمغوا ترامب بالإرهاب أو حتى بالتطرف والعنصرية؛ فإذا كانت "نخبة الغرب" وإعلامه قد دانوا الملياردير الأمريكي فإن بني جلدتنا الذين بثوا برنامجه من قبل في كبريات فضائياتهم المتغربة ما زالوا "يتورعون" عن وصمه بالتطرف، لا لشيء سوى كونهم لا يعرفون أي شاطئ ستحط عليه سفينة الانتخابات الأمريكية، فمن يدري؛ فقد يكون دونالد ترامب هو رئيس أمريكا القادم ومن ثم رئيس العديد من الولايات العربية التابعة!
ولابد حتماً للورع هذا أن يستمر؛ فلا "شجاعة" أوباما وكيري وكلينتون وغيرهم ستكون قادرة على تحريك المياه الراكدة وامتداد الإدانة المسرحية العالمية إلى بلداننا العربية "المهاجرة"، ولا بعض أبناء جلدتنا يرى بالأصل فيما أقدم عليه ترامب تطرفاً أو عنصرية.
أمور أخرى جوهرية تجعل هذا "الورع" حتمياً، إذ من ذا يجرؤ عن أن يصم ترامب بالتطرف والعنصرية، وهو يمثل أكثر من ربع الأمريكيين حتى الآن؛ فحيث يظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "اي بي سي" أن غالبية الناخبين الجمهوريين يؤيدون بنسبة 59% موقف دونالد ترامب الذي يتصدر السباق إلى الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، فإن ما يعكسه هذا هو أن هذه الكتلة الهائلة من عشرات الملايين الأمريكيين تؤشر على عداء سافر للإسلام ذاته، كل ما فعله الملياردير الأمريكي هو أنه قد أظهره للعالمين.
نعم، ليس عسيراً على أي باحث موضوعي أن يعتبر هذه المواقف شديدة التطرف لترامب إنما هي سلوك يعبر عن قطاع كبير من الأمريكيين، ولو قيست الآراء أيضاً في أوروبا؛ فإن هذه الأرقام المفزعة سوف لن تكون كثيرة كذلك بالنسبة للأوروبيين "المتسامحين"!
ترامب لم يكشف إلا عن قطاعات موتورة ضد الإسلام آخذة في الازدياد في الغرب، ولو لم يجد هذا الإرهابي من يطرب للحنه لما عزفه، وهو رجل الأعمال الخبير الذي لا يضع قدمه في مكان من دون أن يتحسس موضع الربح فيه.
بالمناسبة، ترامب لم يتخرج من معاهد داعش العلمية في الموصل والرقة، وإنما هو خريج الأكاديمية العسكرية في نيويورك، وحصل فيها على درجة الشرف، ثم رقي إلى درجة كابتن وشارك زميلاً في تكوين مدرسة عسكرية للطلاب، وكرجل نشأ في بيئة عسكرية أمريكية، لم يكن عجيباً أن تكون تلك قناعاته، وإنما العجيب في جرأته على البوح بها، وعدم التزامه أسلوباً دبلوماسياً كزملائه.
أحد هؤلاء الزملاء هو دانيل بايبس الباحث العالمي الصهيوني المعروف، مؤسس ومدير منتدى الشرق الأوسط، والذي قام بالتدريس في كلية الحرب التابعة لبحرية الولايات المتحدة، كان أكثر حصافة من دونالد ترامب؛ فكتب مؤخراً منتقداً أطروحات ترامب لكنه عمد إلى تأكيد أهمية ما أثارته، مقترحاً في مقال نشره في واشنطن تايمز 11 ديسمبر الحالي بعنوان "عليك بحظر الإسلاميين وليس المسلمين" يقضي بإيجاد وسائل بمنع "الإسلاميين" من بين "المسلمين" المؤمنين بضرورة "تطبيق الشريعة، البرابرة الذين يؤمنون بالجهاد" على حد وصفه.
ترامب ليس بدعاً في الأمريكيين ولا الأوروبيين، وهو مدعوم بتأييد عشرات الملايين من الأمريكيين، وهو يعبر عن خط يراه اليوم كثيرون أنه متطرف برغم عدم اختلافه جذرياً مع آراء الآخرين "الدبلوماسية"، لكن هذا الخط قد لا نجده غداً متطرفاً، فحيث صار نتنياهو معتدلاً وسطياً فلن يكون مفاجئاً أن يأتي من بعد ترامب من لا يقول "لا تدخلوا المسلمين أمريكا"، وإنما من سيقول: "أخرجوا المسلمين منها أو اقتلوهم مثلما فعل أجدادنا مع الأندلسيين وغيرهم".
ومن يضع معيار التطرف بإمكانه أن يستمر في إزاحة هذا الخط قليلاً ليضم أمثال ترامب وقادة اليمين المتطرف في فرنسا والدول الاسكندنافية وغيرها بأوروبا اليوم، لكي تنصب لمسلمينا بالغرب محاكم التفتيش من جديد.
لدينا نحن المسلمين المتحضرين خط واحد ومعيار واحد للاعتدال والوسطية لا نحيد عنها مهما تقادمت بنا الأزمنة؛ فحيث لا يبيح لنا الإسلام مثلاً في جهادنا الذي يكرهون أن نقتل راهباً ما دام في صومعته مسالماً؛ فإن هذا أبداً لن يتغير كقيمة حضارية يتدنى عنها الغرب كثيراً حين تكون المصلحة هي من تضع القيم وتعرّف التطرف والاعتدال.
[/align]
أنتم بكل أسى تظلمون هذا الترامب الذي لم يكن إلا غطاء كالحاً يغطي وجوهاً أكثر كلاحة ودمامة منه، صيرها الإعلام فجأة أيقونات للوسطية والاعتدال.
رحم الله سنيناً كان الإعلام العالمي والعربي يخوفنا من احتمال وصول بنيامين نتنياهو المعروف بتطرفه لرئاسة حكومة الكيان الصهيوني في العام 1996 على إثر عملية عناقيد الغضب التي كان شنها "المعتدل" شمعون بيريز، الذي خلف "المعتدل" إسحاق رابين!؛ فإذا الزمن يمضي حتى ترانا نتعرف إلى "وسطية" و"اعتدال" نتنياهو الرافض هو ومجرمو الكنيست الصهيوني لتصريحات دونالد ترامب!
مسكين ترامب إذ باح بمكنون "المعتدلين" فطلب بمنع دخول المسلمين إلى "جنة الديمقراطية" و"واحة الحرية"، أمريكا، مسكين إذ كشف ما كان سيقدم عليه "المعتدلون" من تلقاء أنفسهم بعد سنين أو عقود، نتنياهو ذاته لو امتد به العمر قليلاً فسيطلب طرد كل فلسطيني مسلم من أرض فلسطين؛ فعلى طاولته أكبر تحدٍ تواجهه "إسرائيل"، القنبلة الديموغرافية الفلسطينية، حيث ستفيق "إسرائيل" بعد ثلاثة عقود أو أكثر على آبدة الأوابد، وهي وصول تعداد المسلمين داخل الخط الأخضر إلى أكثر من 50% من سكان فلسطين المحتلة 48، حينها ستقفز "الديمقراطية الصهيونية"، أو كما يقولون "واحة الديمقراطية الوحيدة وسط غابة الديكتاتوريات العربية" بمرشح "مسلم، فلسطيني" إلى سدة الحكم في "إسرائيل"! هذا في محل الوهم والسذاجة.. أما الحقيقة، فدون ذلك خرط القتاد، صفائح أعناق الفلسطينيين؛ فأنّى لمسلم أن يحكم فلسطين دون أن يحجزه العالم بسلاحه، ودون أن يفيض لوصوله شلالات دم وانتفاض؟!
أولاند يشعر أيضاً بمثل تلك المشاعر الظلامية الغارقة في بحور الكراهية؛ فمخاوفه تختلف قليلاً لكن تتفق في "وحدة المصير"؛ فماذا يصنع بنسبة تفوق الـ10 من سكان فرنسا، مسلمين، يزيدون ولا ينقصون، وسيكون رقماً بالمستقبل حتماً إلى لم يوقفهم أمثال ترامب لكن ربما بشكل يتناسب مع "أناقة باريس".
لكن مع هذا، انتبهوا؛ فلم يبلغ ترامب من الجرم ما يستجلب محاكمة أو ما سواها في بلاد "الحرية"؛ فهو لم يعادِ "السامية"، ولم يصبح "عنصرياً" بما يكفي لتوجيه أصابع الاتهام إليه، كما أنه لم يفعل أكثر من كونه يقدم "صورة سلبية عن أمريكا" أو هو "يشجع داعش على تجنيد إرهابيين" مثلما قال ساسة أمريكا.
ولحد الآن؛ يخجل ساسة العرب الأسخياء في توزيع بطاقات الإرهاب حتى على الفائزين بكل الاستحقاقات الانتخابية في بلادهم، من أن يدمغوا ترامب بالإرهاب أو حتى بالتطرف والعنصرية؛ فإذا كانت "نخبة الغرب" وإعلامه قد دانوا الملياردير الأمريكي فإن بني جلدتنا الذين بثوا برنامجه من قبل في كبريات فضائياتهم المتغربة ما زالوا "يتورعون" عن وصمه بالتطرف، لا لشيء سوى كونهم لا يعرفون أي شاطئ ستحط عليه سفينة الانتخابات الأمريكية، فمن يدري؛ فقد يكون دونالد ترامب هو رئيس أمريكا القادم ومن ثم رئيس العديد من الولايات العربية التابعة!
ولابد حتماً للورع هذا أن يستمر؛ فلا "شجاعة" أوباما وكيري وكلينتون وغيرهم ستكون قادرة على تحريك المياه الراكدة وامتداد الإدانة المسرحية العالمية إلى بلداننا العربية "المهاجرة"، ولا بعض أبناء جلدتنا يرى بالأصل فيما أقدم عليه ترامب تطرفاً أو عنصرية.
أمور أخرى جوهرية تجعل هذا "الورع" حتمياً، إذ من ذا يجرؤ عن أن يصم ترامب بالتطرف والعنصرية، وهو يمثل أكثر من ربع الأمريكيين حتى الآن؛ فحيث يظهر استطلاع رأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "اي بي سي" أن غالبية الناخبين الجمهوريين يؤيدون بنسبة 59% موقف دونالد ترامب الذي يتصدر السباق إلى الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، فإن ما يعكسه هذا هو أن هذه الكتلة الهائلة من عشرات الملايين الأمريكيين تؤشر على عداء سافر للإسلام ذاته، كل ما فعله الملياردير الأمريكي هو أنه قد أظهره للعالمين.
نعم، ليس عسيراً على أي باحث موضوعي أن يعتبر هذه المواقف شديدة التطرف لترامب إنما هي سلوك يعبر عن قطاع كبير من الأمريكيين، ولو قيست الآراء أيضاً في أوروبا؛ فإن هذه الأرقام المفزعة سوف لن تكون كثيرة كذلك بالنسبة للأوروبيين "المتسامحين"!
ترامب لم يكشف إلا عن قطاعات موتورة ضد الإسلام آخذة في الازدياد في الغرب، ولو لم يجد هذا الإرهابي من يطرب للحنه لما عزفه، وهو رجل الأعمال الخبير الذي لا يضع قدمه في مكان من دون أن يتحسس موضع الربح فيه.
بالمناسبة، ترامب لم يتخرج من معاهد داعش العلمية في الموصل والرقة، وإنما هو خريج الأكاديمية العسكرية في نيويورك، وحصل فيها على درجة الشرف، ثم رقي إلى درجة كابتن وشارك زميلاً في تكوين مدرسة عسكرية للطلاب، وكرجل نشأ في بيئة عسكرية أمريكية، لم يكن عجيباً أن تكون تلك قناعاته، وإنما العجيب في جرأته على البوح بها، وعدم التزامه أسلوباً دبلوماسياً كزملائه.
أحد هؤلاء الزملاء هو دانيل بايبس الباحث العالمي الصهيوني المعروف، مؤسس ومدير منتدى الشرق الأوسط، والذي قام بالتدريس في كلية الحرب التابعة لبحرية الولايات المتحدة، كان أكثر حصافة من دونالد ترامب؛ فكتب مؤخراً منتقداً أطروحات ترامب لكنه عمد إلى تأكيد أهمية ما أثارته، مقترحاً في مقال نشره في واشنطن تايمز 11 ديسمبر الحالي بعنوان "عليك بحظر الإسلاميين وليس المسلمين" يقضي بإيجاد وسائل بمنع "الإسلاميين" من بين "المسلمين" المؤمنين بضرورة "تطبيق الشريعة، البرابرة الذين يؤمنون بالجهاد" على حد وصفه.
ترامب ليس بدعاً في الأمريكيين ولا الأوروبيين، وهو مدعوم بتأييد عشرات الملايين من الأمريكيين، وهو يعبر عن خط يراه اليوم كثيرون أنه متطرف برغم عدم اختلافه جذرياً مع آراء الآخرين "الدبلوماسية"، لكن هذا الخط قد لا نجده غداً متطرفاً، فحيث صار نتنياهو معتدلاً وسطياً فلن يكون مفاجئاً أن يأتي من بعد ترامب من لا يقول "لا تدخلوا المسلمين أمريكا"، وإنما من سيقول: "أخرجوا المسلمين منها أو اقتلوهم مثلما فعل أجدادنا مع الأندلسيين وغيرهم".
ومن يضع معيار التطرف بإمكانه أن يستمر في إزاحة هذا الخط قليلاً ليضم أمثال ترامب وقادة اليمين المتطرف في فرنسا والدول الاسكندنافية وغيرها بأوروبا اليوم، لكي تنصب لمسلمينا بالغرب محاكم التفتيش من جديد.
لدينا نحن المسلمين المتحضرين خط واحد ومعيار واحد للاعتدال والوسطية لا نحيد عنها مهما تقادمت بنا الأزمنة؛ فحيث لا يبيح لنا الإسلام مثلاً في جهادنا الذي يكرهون أن نقتل راهباً ما دام في صومعته مسالماً؛ فإن هذا أبداً لن يتغير كقيمة حضارية يتدنى عنها الغرب كثيراً حين تكون المصلحة هي من تضع القيم وتعرّف التطرف والاعتدال.
[/align]