تداعيات تجاوزات إيران بعد القصاص من عميلها

احمد ابوبكر
1437/03/24 - 2016/01/04 05:28AM
[align=justify]لا شك أن السلطات السعودية كانت تتوقع من دولة طائفية توسعية راعية للإرهاب كــ "إيران" ردود فعل عدوانية هستيرية بعد تنفيذ حكم القصاص العادل بحق عميلها "نمر باقر النمر" , كتلك التي حصلت بالفعل بعد ساعات من إعلان تنفيذ الحكم ....إلا أن طهران لم تكن – على ما يبدو - تتوقع كل تلك التداعيات التي تسارعت ردا على تجاوزاتها العدوانية حيال حكم قضائي صادر عن دولة ذات سيادة .


لقد ظنت طهران أن تهديداتها المسبقة ضد المملكة في حال الإقدام على تنفيذ حكم القصاص العادل "الإعدام" بحق "النمر" وأمثاله من المتورطين في جرائم إرهابية، والدعوة لإشاعة الفوضى والتحريض على أعمال العنف والتخريب ، وإثارة الفتنة وإذكائها ، وإيغال الصدور بالكذب والبهتان ، والإخلال بالنظام العام ...... سيمنع المملكة من ممارسة سيادتها على أراضيها ومواطنيها , وسيقف حاجزا دون تنفيذ الأحكام التي تساهم في استتباب الأمن وتوطيد السلام ....إلا أن حزم المملكة بددت تلك الظنون الرافضية الواهمة .


لم تقتصر ردود الأفعال العدوانية الرافضية على خلفية القصاص من "النمر" على تصريحات المسؤولين الإيرانيين التي تطاولت على المملكة وسيادتها , وخالفت الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها في التعامل بين الدول , من خلال تهديد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري للمملكة السعودية بزعمه أنها : ستدفع "ثمنا باهظا" لإعدامها رجل الدين الشيعي , واتهامه المسؤولين في المملكة بـ"التهور واللامسؤولية" , ناهيك عن هجوم المرشد الأعلى للرافضة "خامنئي" على المملكة بزعمه : "أن السعودية ستواجه "انتقاما إلهيا" بعد إعدام نمر النمر " .......


بل تجاوز العدوان الرافضي حدود التصريحات والتنديدات والتهديدات إلى الفعل والممارسة , حيث هاجم عدد من الإيرانيين بالقنابل الحارقة مبنى السفارة السعودية بالعاصمة طهران ، ما أدى إلى اندلاع النيران في المبنى , كما هاجم آخرون مبنى القنصلية السعودية في مدينة مشهد لتندلع النيران في جزء منها أيضا , وهو ما يعتبر عملا إرهابيا مخالفا لكل المعاهدات والأعراف الدولية .


لم تتوقف البلطجة والإرهاب الرافضي عند حدود التصريحات العدوانية والممارسات الإرهابية الإيرانية فحسب , بل سارع عملاء خامنئي في المنطقة بالتنديد والتهديد والوعيد , فها هي مليشيا ما يسمى "عصائب أهل الحق" العراقية تطالب بتنفيذ أحكام الإعدام بحق أهل السنة من السعوديين المدانين – زورا وبهتانا - بتنفيذ عمليات إرهابية في العراق , رغم أن الحكومة العراقية الرافضية الحالية ليست بحاجة للتحريض ضد أهل السنة عموما , فقد أقدمت حكومة المالكي - ومن بعده العبادي - بتنفيذ الكثير من أحكام الإعدام بحق الأبرياء من سنة العراق وغيرهم .


لم يكن إستياء الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" من تنفيذ القصاص العادل بحق عميل إيران في المملكة مفاجئا , فهو على كل حال ينطق بلسان من ابتدعوا هذه المنظمة وجعلوها خادمة لتوجهاتهم ومصالحهم , حيث يرون قتل امرئ – وإن كان القتل قصاصا وبالحق – جريمة لا تغتفر , بينما قتل شعوب آمنة في سورية والعراق واليمن جريمة فيها نظر , ولا تستدعي من الأمين العام إلا القلق .


كما لم تكن عبارات الخشية والتحذير الأمريكية والغربية من عواقب إعدام "النمر" الوخيمة مستغربة , فالعلاقة الحميمة بينهم وبين الرافضة لم تعد خافية , فهم يخشون من التداعيات الطائفية من تنفيذ حكم قضائي بحق متهم بالكثير من الجرائم الإرهابية , بينما لا يخشون من تداعيات قيام بلطجية طهران بإحراق مبنى السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد , حيث لم نسمع منهم حتى الآن إدانة صريحة لهذه الجريمة , كما أنهم لم يعبروا عن تلك الخشية من جرائم الرافضة الوحشية بحق آلاف المدنيين في كل من سورية والعراق واليمن .


وعلى الرغم من قيام إيران بإعدام ما لا يقل عن 852 سني في الأشهر الــ 15 الأخيرة حسب إحصائية الأمم المتحدة ، بما يجعلها الأعلى بمعدل الإعدام في العالم نسبة إلى عدد السكان , ومع إعدامها لأكثر من 743 في عام 2014م , و 694 في عام 2015 بحسب منظمة العفو الدولية .....إلا أن ذلك لم يثر استياء الأمين العام للأمم المتحدة , ولم يحرك بواعث الخشية من التداعيات الطائفية لدى ساسة الدول الغربية !!


ومع هذا الضوء الأخضر الدولي لاستمرار طهران بممارسة بلطجتها وإرهابها ضد سيادة المملكة وحقوق أهل السنة عموما , إلا أن حجم الدعم الشعبي والإقليمي والدولي لقيام المملكة بتنفيذ حكم القصاص بحق عميل إيران "النمر" , قد أربك مخططات الرافضة وأجبرها على إعادة حساباتها الخاطئة .


فقد صرح مسؤول إيراني منذ قليل بأن حكومة بلاده قامت بتوقيف 40 "متظاهرا" بعد الهجوم على السفارة السعودية في طهران , وبغض النظر عن حقيقة ذلك فإنه يشير إلى خشية الرافضة من تداعيات تصعيدها ضد المملكة .


ويكفي تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا "تويتر" لاستقراء الموقف الشعبي السعودي والإقليمي الداعم لموقف المملكة الحازم تجاه عملاء إيران في الخليج عموما وفي السعودية على وجه الخصوص , فقد غرد الكثيرون من أبناء المملكة والخليجين عموما تحت هاشتاج بعنوان : طرد_سفراء_ايران_من_الخليج , على خلفية خبر الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد .


كما أن تبني كتائب الشهيد محي الدين آل ناصر الأحوازية استهداف منشأة النفط الحساسة في مدينة الأحواز مساء السبت، ردا على الحملة الإيرانية ضد السعودية بعد إعلانها إعدام "عشرات الإرهابيين" ومن بينهم نمر النمر , وإعلان حركة النضال العربي لتحرير الأحواز بقيادة أحمد مولى وقوفها الكامل بجانب المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي ضد التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية ، و استعدادها الكامل لمواجهة إيران ومشروعها التوسعي على حساب العرب بالمنطقة .... ربما دفع طهران لكبح جماع تهورها في التصعيد والمواجهة .


وإذا أضفنا إلى كل ما سبق تأييد كل من دولة الإمارات والبحرين لما تقوم به المملكة السعودية من إجراءات لحماية أمنها ومحاربة الإرهاب ومواجهته , ناهيك عن تأييد مجلس علماء باكستان لأحكام القصاص التي نفذتها بلاد الحرمين بحق المتهمين بجرائم وعمليات إرهابية ......فإن حساب الربح والخسارة ربما يجبر الرافضة على التوقف عن البلطجة والإرهاب ضد حقوق الدول السنية في تنفيذ العقوبات القانونية الشرعية الصادرة عن القضاء .


أخيرا يمكن القول : إن التجارب أثبتت أن الحوار وحسن الجوار والنوايا الحسنة لم تجد نفعا مع أمثال "إيران" , وأنه لا بد من الحزم في التعامل معها بندية , حتى لا تستمرئ التطاول على حقوق الدول السنية البدهية .[/align]
المشاهدات 567 | التعليقات 0