تحري ليلة القدر + زكات الفطر

عبدالله منوخ العازمي
1440/09/25 - 2019/05/30 13:21PM

( تحري ليلة القدر + زكات الفطر)

الخطبة الاولة                                  

الحمد لله، الحمد لله الذي لا خير إلا منه، ولا فضلَ إلا من لدُنه، أحمده حمدًا لا انقطاع لراتبه، ولا إقلاع لسحائبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مُجزِلُ الهِبات والعطايا، وغافرُ الذنوب والخطايا، وعالِمُ المقاصد والنوايا،

وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه والسائرين على ذلك السبيل وسائر المُنتمين إلى ذلك القَبيل.

أما بعد:

فيا أيها المسلمون: اتقوا الله؛ فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

أيها المسلمون: لقد مضى من رمضان صدرُه، وانقضى منه شطرُه، واكتملَ منه بدرُه، ويُوشِكُ الضيفُ أن يرتحِل، وشهرُ الصوم أن ينتقِل، فحُثُّوا حزمَ جزمكم، وشُدُّوا لَبَبَ عزمكم، وأرُوا اللهَ خيرًا من أنفسكم، فبالجِدِّ فازَ من فازَ، وبالعَزم جازَ من جازَ، وبالصبر حازَ من حازَ، ومن دامَ كسلُه خابَ أملُه، وتحقَّق فشلُه.

عباد الله:

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان

ويقول : (تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان )متفق عليه

 

الحديث دليل على ان المسلم مأمور بتحري ليلة القدر في العشر الأواخر من هذا الشهر الكريم ، وذلك بالقيام وإحياء الليل في طاعة الله تعالى                                         


ومعنى (يجاور)أي : يعتكف في المسجد.                      

 ومعنى  (تحروا )أي اطلبوا ، قال في "النهاية"

(أي : تعمدوا طلبها فيها.            

والتحري: القصد و الاجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشيء بالفعل و القول )

 

وقد دلت الاحاديث الثابتة على أن المسلم يتحرى ليلة القدر في أوتار العشر الأواخر ،

 فإن ضعف أو عجز عن طلبها في الأوتار ، فلا تفوته ليلة القدر في أوتار السبع البواقي

 ليلة خمس وعشرين ، وسبع وعشرين ،

 وأقربها ليلة سبع وعشرين؛

 

 لحديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال :(والله إني لأعلم أيٌ ليلة هي؟ هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم بقيامها ،  هي ليلة سبعة وعشرين)


ولا تختص ليلة القدر بليلة معينه في جميع الاعوام، بل تنتقل فتكون في عام سبع و عشرين ـ مثلاً ـ وفي آخر ليلة خمس وعشرين تبعا لمشيئة الله تعالى وحكمته ، و الاحاديث تفيد ذلك ، والله اعلم

 

وقد أخفيت ليلة القدر على الأمة فلم تبق معرفتها كساعة الجمعة .

ولله تعالى حكمة بالغة في أخفائها ، ليتحراها المسلمون ، وتعلو همتهم ويشتد طلبهم ، إذا لو علم أي ليلة هي، لتراخت العزائم طوال الشهر ، واكتفى بإحياء تلك الليلة .

يقول عبادة بن الصمات رضي الله عنه : خرج النبي صلى الله عليه مسلم  ليخبرنا بليلة القدر ، فتلاحى رجلان من المسلمين .

 فقال ( خرجت لاخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت ، وعسى ان يكون خيراً لكم فالتمسوها في التاسع و السابع و الخامس )

ومعنى :(فتلاحى فلان وفلان ) أي: وقعت بينهم ملاحات، وهي المخاصمة والمنازعة والمشاتمة ورفع  الأصوات ، وذلك شؤم ،ولهذا حرموا بركة ليلة القدر في تلك الليلة ، وهذا مما سبق في علم الله تعالى .

فقال ابن كثير رحمه الله :(فيه استئناس لما يقال : إن المماراة تقطع الفائدة والعلم النافع .

 وكما جاء في الحديث : ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)

 

وقوله :(فرفعت )أي : رفع علم تعييناها لكم ، لا رفعت بالكلية ،لأنه قال بعد ذلك :(فالتمسوها في التسع و السبع و الخمس ).

 

 عباد الله : عن ابي هريرة رضي الله عنه

ان النبي صلى الله عليه وسلم 

 قال: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه)

 وهي ليلة عظيمة شرفها الله تعالى ، وجعلها خير من الف شهر

في بركتها وبركت العمل الصالح فيها ،

 

 فهي أفضل من عبادة الف شهر .

وهي عبارة عن ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر،

ومن بركتها ان الله انزل القرآن فيها، قال تعالى ( إنا أنزلنه في ليلة القدر)

 

 

فعلى المسلم أن يحرص على تحقيق هذا الخير ، والحصول عليه بالعبادة والطاعة في ليالي العشر من الصلاة و التلاوة والذكر والدعاء ، وكل ما يستطيعه من الباقيات الصالحات.

عباد الله اقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ..............

 

 

الخطبة الثانية                                                                          

 

                                                                                         الحمدُ لله المُؤمَّلِ  الكريم، الرحمنِ الرحيم، أشهَدُ أن لا إله إلا هو الملكُ العليم،

وأشهَدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبِه أجمعين،

أما بعد:-  عباد الله:

                                                                                                              

    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال :( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاع من التمر أو صاع من الشعير ، على العبد والحر و الذكر والأنثى ، و الصغير و الكبير من المسلمين ، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة )متفق عليه .

الحديث دليل على وجوب زكاة الفطر،على الصغير والكبير،والذكر و الأنثى،و الحر والعبد من المسلمين، طهرة للصائم مما يكدر صومه وينقص ثوابه،وطعمة للمساكين في يوم الفرح و السرور،

وفيها الاتصاف بالكرم و المساواة، وفيها أظهار شكر نعمة الله بإتمام الصيام و القيام، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة .

                       

ومقدار زكاة  الفطر: صاع من طعام من بر أو شعير،أو تمر أو أقط ، أو ما يقوم مقامه من قوة البلد كالأرز،

ومقدار الصاع ثلاثة كيلو تقريباً

كما قال : ابن باز رحمه الله  والجنة الدائمة للأفتاء

قد يكون هنالك زيدة قليلة ينوي الأنسان بهاذه الزيد ان تكون صدقةعنه .

 

ويخرجها في البلد الذي يوافيه تمام رمضان وهو فيه قبل صلاة العيد،

هذا هو الأفضل،ويجوز تعجيلها قبل العيد بيوم أو يومين، لفعل بعض الصحابة رضي الله عنهم.قال أبو داود: (سمعت أحمد سئل عن زكاة الفطر قبل الصلاة؟ قال:

 كان أبن عمر رضي الله عنهما يخرجها قبل الفطر بيوم أو يومين وهو الذي روى الحديث)

 

  وإذا لم يعلم بالعيد إلا بعد الصلاة ، أو كان وقت أخراجها خارج البلد أو في بلد ليس فيها مستحق أجزأ إخراجها بعد الصلاة .

 

ولا يجوز دفع القيمة بدل الطعام، على أحد القوليين؛ لأنه خلاف المنصوص .

 قال أبو داود: ( قيل لأحمد وأنا أسمع: يعطي دراهم؟  قال:أخاف أن لا يجزئه،

خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم)

ويخرجها الإنسان عن نفسه وعمن تلزمه نفقته كزوجته وأولاده

 إذا لم يستطيعون أن يخرجوها عن أنفسهم، فإن استطاعوا أخرجوها ؛ لأنهم هم المخاطبون بها،

 كما في حديث ابن عمر المتقدم.

 

وعلى الإنسان أن يتأكد من استحقاق أخذها،

 

فإن من الناس من جرت عاداته بدفع زكاته أهل بيته إلى شخص معين لغرض من الأغراض،

 فإن الزكاة حق الله تعالى لا يجوز المحاباة فيه،  وقد تكون حالة هذا الشخص تغيرت،!!!

 فصار غير مستحق لها.

 

ويجوز للفقير إذا أخذ الفطرة من شخص أن يدفعها زكاة عن نفسه أو أحد من عائلته إذا تأكد من كيلها.

 

ولا يجوز للإنسان إخراج الردئ من الزكاة؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.

                                                                                                                                         هذا وصلوا وسلموا على من امركم بالصلاة عليه -  اللهم صلي وسلم على محمد وآل محمد كما صلية على

ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد ................

 

الدعاء :  اللهم اعز الاسلام والمسلمين ............................... 

 

 

 

 

 

المشاهدات 984 | التعليقات 0