تحريم المشاركة وتهنئة النصارى بأعيادهم

كامل الضبع زيدان
1436/08/21 - 2015/06/08 08:12AM
الإسلام دين الله الأوحد الذي ارتضاه لعباده وهو الطريق المستقيم
الموصل إلى جنات النعيم
قال الله عزو جل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} وقال جل شأنه {ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} قال ابن كثير رحمه الله أي من سلك طريقا غير ما شرعه الله فلن يقبل منه وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) كثير من جهال المسلمين يظن أن اليهود والنصارى أهل كتاب وأنهم من الناجين من عذاب الله وأنهم إخوة لنا وهذا من أجهل الجهل وهؤلاء أعداء الله والله عزو جل كفرهم في كتابه العزيز وأنهم مخلدون في جهنم إن لم يؤمنوا بنبي الله الخاتم حبيبنا صلى الله عليه وسلم ويعتقدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله بغير ذلك فهم مغضوب عليهم وضالون وهالكون مخلدون في جهنم هذه عقيدة المسلمين الصادقين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله تعالى: من اعتقد أن الكنائس بيوت الله وأن الله يعبد فيها وأن ما يفعله اليهود والنصارى طاعة لله أو أنه يحب ذلك ويرضاه فهو كافر مثلهم. وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ما حكم من لم يكفر اليهود والنصارى؟ فأجاب هو مثلهم من لم يكفر الكفار فهو مثلهم والإيمان بالله هو تكفير من كفر بالله وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله فقد حرم ماله ودمه وحسابه على الله) وهذه عقيدة المسلمين الناجين أمرهم بها رب العالمين جل وعلا وأوصاهم بها ووضحها وبينها حبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم وعلمها وعمل بها الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وتلقاها منهم أئمة الهدى من التابعين ومن بعدهم من علماء الأمة إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين فمن خالفهم فهو من أجهل الجاهلين وهو على خطر عظيم إن لم يتب إلى ربه قبل أن يندم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
من هذا يتبين لنا أن هؤلاء أعداء الله افتروا على الله الكذب وادعو له الصاحبة والولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وحرفوا وغيروا بدلوا في كتبهم التي نسخت أصلا بكتاب الله المجيد المعجز فكل ما يدعونه أنه دين وأنه عباده فهو ضلال مبين وبخاصة أعيادهم التي تحل في هذه الأيام والتي انبهر بها كثير من المسلمين إلا من رحم الله وشاركوهم فيها وهنئوهم بها وأهدوهم فيها وكل ذلك بهتان عظيم والعلماء يعدون المسألة مسألة كفر وإيمان وليست مسألة ذنوب ومعاصي وآثام فلا بد وأن ننتبه لذلك غاية الانتباه. واسمع إلى قول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى إذ يقول: أما تهنئتهم بشعائرهم وأعيادهم فحرام بالاتفاق وإن سلم فاعل ذلك من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة تهنئته بالسجود للصليب وهو أكبر جرما من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس والزنا وغيرها من الكبائر فمن هنئ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه. انتهى كلامه رحمه الله
وكأنه يقول أن الذي يفعل ذلك يبيح لهؤلاء المفترون على الله الكذب أن سيروا على ما أنتم عليه وداوموا عليه وكأنه يقرهم ويبارك ما يفعلونه مما يغضب الله عزو جل وكان الأجدر والأولى أن يدعوهم إلى دين الله وأن يكون سببا في نجاتهم من عذاب الله الذي أعده للكافرين ولو بمقاطعة برهم في هذه الأيام ليعلموا أنهم في ضلال مبين ولعلهم يتفكرون لماذا قطعنا وكان يبرنا والمسلم ليس ممنوعا من بر هؤلاء إن كانوا مسالمين وكانوا جيرانه أو زملاءه في العمل فهو مأمور ببرهم ليريهم أخلاق الإسلام لعلهم يسلمون ويكون سببا في نجاتهم من النار ومن ذلك أن يعودهم في مرضهم ويسأل عن أحوالهم ويهاديهم ويقبل هديتهم ولكن في غير أيام أعيادهم التي هي شعائر دينهم فإذا قاطع برهم في هذه الأعياد لربما يكون ذلك سببا في استفاقتهم من غيهم وكفرهم ونجاتهم من عذاب الله الأليم.
علينا أحبتي في الله عزو جل أن نستيقظ من غفلاتنا وأن لا نعرض أنفسنا لما يغضب الله عزو جل فقد وضح علماء الأمة العاملين أن من أعانهم على إقامة دينهم ببيع أو شراء الأشياء التي يستخدمونها في أعيادهم كشجرة الميلاد والزينة وبطاقات المعايدة وغيرها أو أجر لهم المسارح والفنادق والقاعات لإقامة شعائرهم فيها فكل ذلك سحت وحرام وكما أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به. يقول الله عزو جل {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل}.
أسأل الله العلي القدير أن يبصرنا بما فيه رضاه وأن يأخذ بأيدينا إليه أخذ الكرام عليه برحمته وهو أرحم الراحمين اللهم آمين وصلي اللهم وبارك على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
المشاهدات 1477 | التعليقات 0