تحذير المؤمنين من أضرار التدخين

عايد القزلان التميمي
1442/10/15 - 2021/05/27 14:34PM
الخطبة الأولى /
الحمد لله الذي أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله ولزوم طاعته وأحذركم ونفسي من معصيته ومن مخالفة أمره.
أيها المؤمنون: إن من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين أن أحل لهم الطيبات وحرم عليهم الخبائث ؛ فقال تعالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ).
عباد الله : ألا وإن من الخبائث التي ابتليت بها مجتمعات المسلمين اليوم الدخان أو ما يُسمّى بالتبغ الذي انتشر شربه واستعماله بين الصغار والكبار وكذلك النساء .
ومازالت المنظمات والهيئات الصحية، وكذلك الجمعيات الخيرية والإنسانية المحلية منها والدولية، تنشر أبحاثها العلمية المؤكدة عن علاقة ظاهرة "شرب الدخان بأنواعه" بأمراض السرطان والجلطات والأوعية الدموية،.
وما زال العالم في عصرنا الحالي يعيش حرباً بين الجمعيات والهيئات والمنظمات الصحية والاجتماعية المكافحة لآفة التدخين وبين شركات التبغ، حتى ظهر في السنوات الأخيرة ما يسمى "السيجارة الإلكترونية"، التي أثبتت هي أيضاً خطورتها على صحة الإنسان .
عباد الله إن التدخين داء ، ومرض خطير، ابتلي به كثير من الناس، وهو يجمع كثيراً من خصال الشر فمن ذلك:
أن الدخان خبيث لا يشكُّ أحد في خبثه، وقد حرم الله الخبائث بقوله: ﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾ ، وقد قال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ﴾
 • التدخين إهلاك للنفس، وقد قال تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾
  • التدخين قتل للنفس ولو على المدى البعيد، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ وأن البعض يسميه بالانتحار البطيء، و ممن قتل نفسَه، ويدخل في قوله صلى الله عليه وسلم ((وَمَنْ شَرِبَ سَمّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدا مُخَلَّدا فِيهَا أَبَدا )) رواه البخاري ومسلم
.  • ومن خصال الشر في التدخين أنه فيه إيذاءً لعباد الله؛ وقد قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾  
• التدخين فيه إسراف وتبذير، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ وقال تعالى أيضًا: ﴿ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾
• التدخين ضرر على النفس والمجتمع والأمة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((لا ضرر ولا ضرار))؛ رواه أحمد والحاكم.
 • والتدخين فيه مُجاهرة بالمعصية، ومُباهاة، قال صلى الله عيه وسلم: ((كل أمتي معافى إلا المُجاهِرون ((
 • في التدخين معاونة لأهل الباطل على المعصية قال تعالى ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ))
عباد الله : التدخين يجعل صاحبه يُخالط أصدقاء السوء ويَمنعه من مُجالسة الأخيار والصالحين.
 أيها المؤمنون في التدخين ضياع الكثير من الوقت والعمر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ؟ ))؛ رواه الترمذي وصحَّحه الألباني.
أيها المسلمون: فليحمد الله من عصمه الله من هذا الداء الخبيث ويسأله الثبات عليها وأن يدعو الله لإخوانه بالعصمة منه،
ويجب على كل مسلم ابتلاه الله ووقع في عادة التدخين أن يتأمل في مضاره ونتائجه وأن يعتبر بمن أصيب بمرض السرطان أو الجلطات أو غيرها من الأمراض القاتلة, وأن يلح على ربه بالدعاء أن يعصمه من التدخين ويستعين بالله على ذلك .
بارك الله لي ولكم ..
الخطبة الثانية 
الحمد لله الذي وفق من شاء من عباده لطاعته فاستعملوا عقولهم لما فيه خيرهم وصلاحهم في الدنيا والآخرة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فيا أيها المؤمنون ، وكما يحرم شُرب الدخان يحرم بيعه والاتجار به واستيراده، وقد قال  : ((وإنَّ اللَّهَ تعالى إذا حرَّمَ علَى قَومٍ أكْلَ شيءٍ حرَّمَ عليهِم ثمنَهُ ))  ، وعلى هذا فالذي يبيع هذا الدخان قد ارتكب جريمة عظيمة وهي أنه عمل على ترويجه بين المسلمين فجلب إليهم ما يضر بهم في دينهم ودنياهم.
عباد الله وقال الشيخ ابن باز رحمه  الله : والواجب على من كان يشربه (أي الدخان) أو يَتَّجِرَ فيه البدار بالتوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى والنَّدم على ما مضى والعزم على ألا يعود في ذلك، ومن تاب صادقًا تاب الله عليه كما قال سبحانه (( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) وقال سبحانه (( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى )) وقال النبي ﷺ)) التوبةُ تَجُبُّ ما قبلَها))
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ ).
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله..
المرفقات

1622126083_تحذير المؤمنين من أضرار التدخين 16-10-1442هـ.doc

المشاهدات 1447 | التعليقات 0