تأملات فى ليلة القدر وسورة القدر
محمد مرسى
1431/09/22 - 2010/09/01 14:17PM
سورة القدر سُبقت بسورة العلق وبعدها سورة البينة. آخر سورة العلق قوله تعالى (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)) وتأتي بعدها (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وهذه الليلة هي ليلة السجود والاقتراب. إذن هي مناسبة واضحة ظاهرة مع آخر آية من السورة التي قبلها كما أن سورة العلق تبدأ بقوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وهو يقرأ ما أُنزل في لية القدر فكأنه إقرأ ما أنزلناه في ليلة القدر فهي مناسبة ظاهرة مع ما قبلها في بديتها وفي نهايتها. مناسبتها لما بعدها في سورة البينة، نلاحظ في هذه السورة قال (إنا أنزلناه) ذكر ضمير المنزِل (إنا) و(أنزلنا) وضمير المنزَل (الهاء في أنزلناه) الذي هو القرآن لم يصرح لا بالمنزِل ولا بالمنزَل (إنا أنزلناه) وفي آية البينة بيّن هذا الضمير ضمير المنزِل ووضح المنزَل عليه قال (رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)) رسول من الله هو المنزَل عليه والله المنزِل إذن بين ضمير المنزِل بـ (الله) والهاء في أنزلناه في (يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3))، الصحف المطهرة هي القرآن. رسول يتلو الصحف المطهرة الذي هو القرآن الكريم الذي أنزلناه. وضح المنزَل عليه (رسول من الله) وذكر المنزِل وبيّنه بعد أن كان ضميراً (من الله) والصحف المطهرة أي القرآن (الهاء في أنزلناه). فإذن سورة البينة بيّنت الضمائر التي في سورة القدر قبلها وهو تناسب جميل حتى في الإسم البينة بيّنت هذه الضمائر. فإذن مناسبتها لما بعدها وما قبلها ظاهرة. سورة القدر 5 آيات بعدد الليالي التي تُرجى فيها ليلة القدر، الرسول قال نطلبها في الوتر من العشر الأواخر وهي خمس ليالي 21،23،25،27،29 وهي خمس آيات، إذن ليلة القدر هي خمس آيات بعدد الليالي التي تُرجى أو تلتمس فيها ليلة القدر أدراك يعني ما أعلمك وتقال في الأمور العظيمة في الأمر الذي يراد به التفخيم والتعظيم تحديداً يقال ما أدراك وليس على أمر سهل هين، يعني لم تبلغ دراية علمك بهذا الأمر لم تعلم علو قدرها ولم تعلم علو مكانتها، العلم بها خارج عن علوم الناس وعن دائرة معارف الناس(وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ). إذن كل ما أدراك تريد أن تفخم أي أمر وتعظمه سواء في العذاب أو العقاب يوم القيامة (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ) (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)) تفخيم وتعظيم بمعنى ما أعلمك على سبيل الاستفهام أنه من باب التعظيم
المرفقات
64.doc
64.doc
المشاهدات 5754 | التعليقات 5
وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)(2)
*ما معنى ما أدراك؟ ما أدراك يعني ما أعلمك وتقال في الأمور العظيمة في الأمر الذي يراد به التفخيم والتعظيم تحديداً يقال ما أدراك وليس على أمر سهل هين، يعني لم تبلغ دراية علمك بهذا الأمر لم تعلم علو قدرها ولم تعلم علو مكانتها، العلم بها خارج عن علوم الناس وعن دائرة معارف الناس (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ). إذن كل ما أدراك تريد أن تفخم أي أمر وتعظمه سواء في العذاب أو العقاب يوم القيامة (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ) (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)) تفخيم وتعظيم بمعنى ما أعلمك على سبيل الاستفهام أنه من باب التعظيم.
*القرآن يستخدم المضارع (وما يدريك)؟
كل (ما أدراك) يجيب عنه وكل (ما يدريك) لا يجيب عنه وهذه قاعدة في القرآن كله ذكرها القدامى. (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3))(وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)) أما (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)) لم يجب كل ما يدريك لم يجب وكل ما أدراك أجاب، دلالة على أنه تعبير مقصود وقوانين موضوعة في القرآن الكريم في التعبير. أدراك فعل ماضي ويدريك فعل مضارع أدراك، أجاب عن الماضي ولم يجب عن المضارع الذي يكون للإستقبال أو الامتداد.
*(وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) لم كرر ليلة القدر؟
عندنا قاعدة الإسم الظاهر أقوى وآكد من الضمير. فنلاحظ أن تكرارها يفيد توكيدها وتعظيمها. مثال: (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)) ما قال ما أدراك ما الهاوية ذكر الضمير وأجاب (نَارٌ حَامِيَةٌ (11))، في سورة الهمزة لما ذكر الحطمة (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)) أضاف إليه (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)) أي الأعظم والأفخم نار حامية أو نار الله الموقدة؟ نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة. وقال وما أدراك ما الحطمة لم يقل وما أدراك ما هي، فلما جاء بالضمير اختزل في الكلام ولما ذكر الإسم الظاهر فخم وعظم وجاء بما هو أبلغ. وبعد ذلك قال (ليلة القدر خير من ألف شهر) كرر مرة أخرى وذكر فضلها وهذا تكرير آخر. هذا التعبير لم يرد في القرآن نظيره مطلقاً، يكرر مرتين لكن لا يكرر ثلاث مرات مثال (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)) ما قال الطارق النجم الثاقب، (وما أدراك ما الحطمة) لم يقل الحطمة نار الله الموقدة، لم يقل في جميع القرآن إلا في هذه الليلة العظيمة هنا قال (ليلة القدر خير من ألف شهر) كان يمكن أن يقول خير من ألف شهر. التكرار للزيادة في تفخيمها وتعظيمها لأن الذي أُنزل فيها كلامه وأعلى من كل شيء وهو كلامه سبحانه وتعالى أعلى من الطارق فلا يقاس بهذه الليلة التي أُنزل فيها سبحانه ومن هذا نستشف عظمة هذا القرآن الكريم ولم يرد في القرآن غير هذا التعبير. (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)) هي أعلى عند الله تعالى. قال (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) الانفطار) كرر مرتين فقط . هذة إشارة إلى عظمها وعلو مكانتها عند الله سبحانه وتعالى.
ذكرالدكتور فاضل أن تكرار كلمة ثلاث مرات لم يرد إلا في سورة القدر لكنها تكررت فيالحاقة والقارعة ثلاث مرات فهل يمكن التوضيح؟
قلت لما يقول وما أدراك ما القارعة أوغيرها لا يكرر القارعة كذا، الحاقة ما الحاقة ما قال الحاقة كذا، القارعة ماالقارعة ما قال القارعة كذا، الحطمة وما أدراك ما الحطمة، لم يقلها إلا في القدرليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر، لم تتكرر إلا فيسورة القدر. لما يسأل هذا السؤال لا يعيد نفس الجواب ولم يعيدها إلا في سورة القدر.
(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْكُلِّ أَمْرٍ (4)
ألف مراد على الحقيقة أي أكثر من 83 عاماً ليلة واحدة الطاعة فيها خير من 83 عاماً ليس فيها ليلةقدر وهذا يدل على تعظيمها، والمقصود ألف شهر من الدنيا، ليلة واحدة الطاعة فيها خيرمن ألف شهر، خير من أكثر من 83 عاماً وليس مثلها. هكذا هي وذكر تعالى في موضع آخرخمسة آلآف وفي موطن آخر (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) الصافات) لكن هي هكذا ألف شهر. وقسم يقولون أنها للتكثير (اسْتَغْفِرْ لَهُمْأَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنيَغْفِرَ اللّهُ (80) التوبة) لكن لما نقرأ موقف الرسولصمنها كأن الله أذن لي أكثر من ذلك لأستغفرن له أكثر منذلك فسأزيد فقطع الله تعالى هذا القول وأنزل قوله تعالى (سَوَاء عَلَيْهِمْأَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) المنافقين).
*قال تعالى (تنزل الملائكة) وليس تتنزل؟
جاءت في آية أخرى (تتنزل) (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُعَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوابِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) فصلت) هذا وفق قانون تعبيري فيالقرآن الكريم وهو أنه يقتطع من الفعل إذا كان الحدث أقل وإذا كان الحدث أطول يعطيالفعل درجته كاملة. هنا الملائكة تتنزل ليلة واحدة بينما (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوارَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ) الملائكة تتنزل كل لحظة عند الموت، عند الاحتضار كل لحظة على مدار السنة أما فيليلة القدر فهي ليلة واحدة. إذن تتنزل أكثر من تنزل. في لية القدر نفهم تنزلالملائكة ليلة واحدة(تنزل)ومن بركتها أنها تتنزل الملائكةوالروح فيها تنزلاً لكن في هذه الليلة وليس في الليالي الأخرى. اللغة العربية تجيزالحذف للتخفيف لكن وضعها هذا الموضع البلاغي طبعاً لا، لكن من حيث اللغة له أنيقولها متى يشاء ، الفعل المضارع الذي يبدأ بتاءين لك أن تحذف إحداهما. الدلالةواحدة وما يزاد قيمة بلاغية مضافة للآية القرآنية حتى نفهم شيئاً معيناً تقولهالآية.
(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)الروحقالوا على الأرجح جبريلu. (فيها) أي في ليلة القدر.
*ما معنى (بإذن ربهم)؟
قيل الملائكة يشتاقون لرؤية المؤمنين في الأرض فيستأذنون ربهم في هذه الليلة ليسلموا على المؤمنين، يستأذنونه فيأذن لهم. ما عظمة هذه الليلة؟ يستأذنون ربهم لزيارة أهل الأرض والسلام على المؤمنين فيأذن لهم فيتنزّلون (بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ). ما المقصود بالسلام هنا؟ هل هي سلام من كل أمر أو من كل أمر سلام؟ السلام فيها رأيين الأول التحية (السلام عليكم) والثاني الأمان والسلامة. هل سلام تتعلق بالأمر أو تتعلق بالليلة؟ هي تحتمل ولذلك وضعت هنا قدّم السلام لو قال هي سلام سيكون أمر واحد. هل هي سلام من كل أمر؟ (من كل أمر (4) سلام (5)). المعنيان مرادان هل هي سلام من كل أمر؟ قالوا نعم لأن الله تعالى لا يقدر في هذه الليلة إلا الخير، في الليالي الأخرى يقدر الشر وما إلى ذلك ما يصيب الإنسان، لا يقدر في هذه الليلة إلا الخير فإذن لا يقدر إلا ما فيها السلامة وفي غيرها يقدر ما شاء إذا أصبحت سلام من كل أمر.
قيل الملائكة يشتاقون لرؤية المؤمنين في الأرض فيستأذنون ربهم في هذه الليلة ليسلموا على المؤمنين، يستأذنونه فيأذن لهم. ما عظمة هذه الليلة؟ يستأذنون ربهم لزيارة أهل الأرض والسلام على المؤمنين فيأذن لهم فيتنزّلون (بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ). ما المقصود بالسلام هنا؟ هل هي سلام من كل أمر أو من كل أمر سلام؟ السلام فيها رأيين الأول التحية (السلام عليكم) والثاني الأمان والسلامة. هل سلام تتعلق بالأمر أو تتعلق بالليلة؟ هي تحتمل ولذلك وضعت هنا قدّم السلام لو قال هي سلام سيكون أمر واحد. هل هي سلام من كل أمر؟ (من كل أمر (4) سلام (5)). المعنيان مرادان هل هي سلام من كل أمر؟ قالوا نعم لأن الله تعالى لا يقدر في هذه الليلة إلا الخير، في الليالي الأخرى يقدر الشر وما إلى ذلك ما يصيب الإنسان، لا يقدر في هذه الليلة إلا الخير فإذن لا يقدر إلا ما فيها السلامة وفي غيرها يقدر ما شاء إذا أصبحت سلام من كل أمر.
ما دلالة استخدام صيغة الجمع في القرآن مثل ضربنا،أنزلنا وغيرها مما ورد في القرآن؟
القرآن استعمل صيغةالجمع(فَضَرَبْنَاعَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً {11} الكهف)وصيغة الإفراد (ذَرْنِيوَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً {11} وَجَعَلْتُلَهُ مَالاً مَّمْدُوداً {12} وَبَنِينَ شُهُوداً {13} وَمَهَّدتُّلَهُ تَمْهِيداً {14}المدثر) وفي صيغة الجمع يؤتى بما يسمى ضميرالتعظيم ويستعمل إذا كان المقام مقام تعظيم وتكثير ويستعمل الإفراد إذا كان المقاممقام توحيد أو مقام آخر كالعقوبة المنفردة . لكن من المهم أن نذكر أمراً وهو أنهسبحانه وتعالى في كل موطن في القرآن الكريم وبلا استثناء إذا استعمل ضمير التعظيملا بد من أن يأتي بعده بما يدل على الإفراد حتى يزيل أي شك من شائبة الشرك لأنه مننزل عليهم القرآن كانوا عريقين في الشرك (إِنَّاأَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {1} فَصَلِّلِرَبِّكَوَانْحَرْ {2}) (إِنَّاأَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ {3} تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُوَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِرَبِّهِممِّن كُلِّ أَمْرٍ {4})فضميرالتعظيم لا يمكن أن يستمر إلى نهاية الآيات فلا بد من وجود شيء يدل على الإفراد .
*مااللمسة البيانية في ترتيب الملائكة والروح في القرآن (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُوَالرُّوحُ إِلَيْهِ (4) المعارج) (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَابِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) القدر) (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا(38) النبأ) ما اللمسة في تقديم وتأخيرالملائكة؟
يقدم الملائكة في الحركة لأن حركة الملائكة في الصعود والنزول كثيرة (هَلْ يَنظُرُونَإِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ (210) البقرة) (أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِمُنزَلِينَ (124) آل عمران) (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ (111) الأنعام) فيما كان فيه حركة يقدم الملائكة وفيما كان فيه الحركة قليلة أو ليسفيه حركة يقدم الروح (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّايَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) النبأ) هذه ليست حركة وليست صعوداً أو نزولاً. الروح قسم قالوا هو جبريلuوقسم قالوا خلق منالله عظيم. يقدم الملائكة ساعة الحركة وإذا جمعت الملائكة والروح في غير ما حركةيقدّم الروح.
*مااللمسة البيانية في ترتيب الملائكة والروح في القرآن (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُوَالرُّوحُ إِلَيْهِ (4) المعارج) (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَابِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) القدر) (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا(38) النبأ) ما اللمسة في تقديم وتأخيرالملائكة؟
يقدم الملائكة في الحركة لأن حركة الملائكة في الصعود والنزول كثيرة (هَلْ يَنظُرُونَإِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ (210) البقرة) (أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِمُنزَلِينَ (124) آل عمران) (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ (111) الأنعام) فيما كان فيه حركة يقدم الملائكة وفيما كان فيه الحركة قليلة أو ليسفيه حركة يقدم الروح (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّايَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) النبأ) هذه ليست حركة وليست صعوداً أو نزولاً. الروح قسم قالوا هو جبريلuوقسم قالوا خلق منالله عظيم. يقدم الملائكة ساعة الحركة وإذا جمعت الملائكة والروح في غير ما حركةيقدّم الروح.
*(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) الشعراء) (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَابِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) القدر) كيف تنزل الشياطين؟
الشياطين تستمع وتتنزل على الكهنة.لماذا لا تنزل الشياطين؟ كانوا يذهبون إلى السماء فيستمعون (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَيَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا (9) الجن) كانوا يستمعون شيئاً من الغيب فينزل وينقرفي أذن الكاهن هذا المراد (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) الشعراء) واستعمل الفعل نفسهمع الملائكة ومع المطر المهم أنه يأتي من فوق. تنزّل ليس مرة واحد وإنما فيهاالتدرج والاستمرار لأنهم موجودين في كل زمن وليس في زمن واحد. يمكن استخدام نفسالفعل مع الملائكة والشياطين
(سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (5)
*سلام هي حتى مطلع الفجر؟ أم هي حتى مطلع الفجر؟
(من كل أمر) قالوا معناها من أجل كل أمر لأن (من) تفيد التعليل أحياناً كما في قوله (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا (25) نوح) (من) فيها تعليل لا تقتصر على كونها حرف جر وإنما لها معاني دلالية أخرى، إذن هي هنا تعليلية أي من أجل كل أمر. سلام من كل أمر أو من أجل كل أمر؟ سلام من كل أمر أو هي سلام؟ هل هي حتى مطلع الفجر أو سلام هي حتى مطلع الفجر؟ تحتملها كلها. سلام من كل أمر أو من كل أمر سلام، وسلام هي حتى مطلع الفجر وهي حتى مطلع الفجر، الآيات تحتمل كل هذه المعاني. (سلام هي) تحتمل أن تكون سلام خبر مقدم وهي مبتدأ مؤخر (هي سلام) لو قال هي سلام سيكون معنى واحداً. (سلام هي) هذا التقديم جمع المعاني كلها عندما قدم كلمة سلام على (هي) لجمع المعاني كلها ولو قال هي سلام لم تجمع هذه المعاني. سلام من كل أمر ليست مثل سلام هي من كل أمر يصير الفاصل بين العامل والمعمول بالأجنبي بالمبتدأ وهذا لا يصح وهو ضعيف. (سلام من كل أمر) الجار والمجرور (من كل أمر) هذا متعلق بسلام وعامل فيه، لما تقول(سلام هي) (هي) مبتدأ و (سلام) خبر متقدم و (من كل أمر) معمول المتقدم فاصل بينهما بأجنبي وهذا تعبير ضعيف في اللغة وقسم لا يجيزه أصلاً فلما قدّم فلما قدّم انتفى وكل المعاني مطلوبة وكلها مرادة وكلها صحيحة. هي سلام من كل أمر وسلام هي حتى مطلع الفجر وهي حتى مطلع الفجر. في جملة واحدة أشياء عديدة كلها صحيحة مطلوبة ولو قدّم أو أخّر تنتفي ويصير معنى واحد لو قال هي سلام. إضافة إلى ما فيها من القصر والاهتمام لما قدّم السلام وأهمية السلام وهذا يتسق مع المقصد العام للسورة وشأن السورة وقدرها عند الله تعالى. ثم ما قال حتى آخرها وإنما قال (حتى مطلع الفجر) والفجر ليس من الليل الفجر بداية الصبح. حتى بمعنى الغاية هنا أي لغاية مطلع الفجر، إذن لم يبق شيء من الليل، مطلع الليل ليس من الليل وإنما هو متصل به وهو من الصبح فقال (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) يعني استغرق الليل كله لم يبق فيه لحظة واحدة. ثم نلاحظ قوله (سلام هي حتى مطلع الفجر) (سلام هي) تعبير مجازي أصلاً (هي) للزمن الليلة وسلام حدث المبتدأ والخبر يجب أن يكونا من جنس واحد، هذه مبالغة يعني هذه الليلة كلها تحولت إلى سلام، ليس فيها سلام ولا سلام فيها وإنما سلام هي ، هذا إخبار بالحدث (سلام) عن الزمن (الذي هو الليلة).
نلاحظ في هذه السورة على قصرها جمع تعظيمات أكثر من 12 - 14 تعظيماً أولاً العظمة في (إنّا) وأكّد فيها و(أنزلنا)، ذكر الضمير في أنزلناه لم يذكر الظاهر لنباهته ثم تعظيم الليلة التي أنزل فيها (خير من ألف شهر) وسماها ليلة القدر ما قال ليلة شريفة فجمع فيها ليلة الشرف وما يقدر فيها من الأمور، قال ما أدراك، ما قال ما هي وإنما قال وما أدراك ما ليلة القدر، ثم كرر ليلة القدر ما قال هي خير من ألف شهر، ثم قال (خير من ألف شهر) وذكر تنزل الملائكة وليس الملائكة فقط وإنما الملائكة والروح وذلك أيضاً بإذن الله أي استأذنوا ربهم، ومن كل أمر وليس من أمر واحد عموم الأمور، وسلام، وسلام هي فجعلها كلها سلام، وتقديم سلام وحتى مطلع الفجر، كلها تعظيمات وهي تستحق.
(سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (5)
*سلام هي حتى مطلع الفجر؟ أم هي حتى مطلع الفجر؟
(من كل أمر) قالوا معناها من أجل كل أمر لأن (من) تفيد التعليل أحياناً كما في قوله (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا (25) نوح) (من) فيها تعليل لا تقتصر على كونها حرف جر وإنما لها معاني دلالية أخرى، إذن هي هنا تعليلية أي من أجل كل أمر. سلام من كل أمر أو من أجل كل أمر؟ سلام من كل أمر أو هي سلام؟ هل هي حتى مطلع الفجر أو سلام هي حتى مطلع الفجر؟ تحتملها كلها. سلام من كل أمر أو من كل أمر سلام، وسلام هي حتى مطلع الفجر وهي حتى مطلع الفجر، الآيات تحتمل كل هذه المعاني. (سلام هي) تحتمل أن تكون سلام خبر مقدم وهي مبتدأ مؤخر (هي سلام) لو قال هي سلام سيكون معنى واحداً. (سلام هي) هذا التقديم جمع المعاني كلها عندما قدم كلمة سلام على (هي) لجمع المعاني كلها ولو قال هي سلام لم تجمع هذه المعاني. سلام من كل أمر ليست مثل سلام هي من كل أمر يصير الفاصل بين العامل والمعمول بالأجنبي بالمبتدأ وهذا لا يصح وهو ضعيف. (سلام من كل أمر) الجار والمجرور (من كل أمر) هذا متعلق بسلام وعامل فيه، لما تقول(سلام هي) (هي) مبتدأ و (سلام) خبر متقدم و (من كل أمر) معمول المتقدم فاصل بينهما بأجنبي وهذا تعبير ضعيف في اللغة وقسم لا يجيزه أصلاً فلما قدّم فلما قدّم انتفى وكل المعاني مطلوبة وكلها مرادة وكلها صحيحة. هي سلام من كل أمر وسلام هي حتى مطلع الفجر وهي حتى مطلع الفجر. في جملة واحدة أشياء عديدة كلها صحيحة مطلوبة ولو قدّم أو أخّر تنتفي ويصير معنى واحد لو قال هي سلام. إضافة إلى ما فيها من القصر والاهتمام لما قدّم السلام وأهمية السلام وهذا يتسق مع المقصد العام للسورة وشأن السورة وقدرها عند الله تعالى. ثم ما قال حتى آخرها وإنما قال (حتى مطلع الفجر) والفجر ليس من الليل الفجر بداية الصبح. حتى بمعنى الغاية هنا أي لغاية مطلع الفجر، إذن لم يبق شيء من الليل، مطلع الليل ليس من الليل وإنما هو متصل به وهو من الصبح فقال (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) يعني استغرق الليل كله لم يبق فيه لحظة واحدة. ثم نلاحظ قوله (سلام هي حتى مطلع الفجر) (سلام هي) تعبير مجازي أصلاً (هي) للزمن الليلة وسلام حدث المبتدأ والخبر يجب أن يكونا من جنس واحد، هذه مبالغة يعني هذه الليلة كلها تحولت إلى سلام، ليس فيها سلام ولا سلام فيها وإنما سلام هي ، هذا إخبار بالحدث (سلام) عن الزمن (الذي هو الليلة).
نلاحظ في هذه السورة على قصرها جمع تعظيمات أكثر من 12 - 14 تعظيماً أولاً العظمة في (إنّا) وأكّد فيها و(أنزلنا)، ذكر الضمير في أنزلناه لم يذكر الظاهر لنباهته ثم تعظيم الليلة التي أنزل فيها (خير من ألف شهر) وسماها ليلة القدر ما قال ليلة شريفة فجمع فيها ليلة الشرف وما يقدر فيها من الأمور، قال ما أدراك، ما قال ما هي وإنما قال وما أدراك ما ليلة القدر، ثم كرر ليلة القدر ما قال هي خير من ألف شهر، ثم قال (خير من ألف شهر) وذكر تنزل الملائكة وليس الملائكة فقط وإنما الملائكة والروح وذلك أيضاً بإذن الله أي استأذنوا ربهم، ومن كل أمر وليس من أمر واحد عموم الأمور، وسلام، وسلام هي فجعلها كلها سلام، وتقديم سلام وحتى مطلع الفجر، كلها تعظيمات وهي تستحق.
*(سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) القدر) هل (حتى) هنا مجرد ظرف زمان أي ينتهي السلام بمجرد بزوغ الفجر؟
(حتى) حرف قد تكون حرف جر أو حرف ابتداء. يقولون إذا انقضت ليلة القدر هل انتهى السلام وأصبح غير سلام؟ سلام هي حتى مطلع الفجر (حتى) إنتهاء الغاية. ماذا نفهم من (سلام هي حتى مطلع الفجر)؟ قالوا ربنا في هذه الليلة لا يقدّر إلا الخير، لا يقدّر ما فيه بلاء في هذه الليلة لا يقدّر إلا الخير والسلام فقط حتى مطلع الفجر أما بقية الليالي فيقدّر فيها ما يشاء من الخير والشر أما في هذه الليلة فلا يقدّر فيها إلا الخير. وقسم قال أن الله تعالى قال (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) قالوا هؤلاء يسلّمون على المؤمنين في هذه الليلة ثم ينتهي هذا إلى مطلع الفجر. فإذن هي سلام من كثرة ما تسلِّم الملائكة على المسلمين والمؤمنين فإذن هي سلام حتى مطلع الفجر أي إشاعة السلام فيها أي أن الملائكة تحيي المسلمين في هذه الليلة، إذن سلام هي. هناك معنين أن الله تعالى يقدّر فيها الخير ولا يقدّر فيها البلاء حتى مطلع الفجر أما في سائر الليالي يقدّر السلام والبلاء. والأمر الآخر في قوله (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)يسلّمون على المسلمين فيشيعون السلام. وقسم قال هي سلام من كل أمر وهي حتى مطلع الفجر، هذه الليلة هي حتى مطلع الفجر كفترة زمنية وحدّ زمني.
(حتى) تدخل على الإسم والفعل. وهي مذكورة في كتب النحو وقد تدخل على الأسماء وعلى الأفعال. إذا دخلت على الإسم ولم تكن ابتدائية (أي تدخل على الجُمَل) تكون حرف جر، (حضر الرجال حتى أخوك حضر) (رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبال) هنا دخلت على جملة. أما حرف الجر فيدخل على الإسم وتُعرب حرف ابتداء. إذا دخلت (حتى) على الفعل فهي نوعين قسم يقول إنها ناصبة إذا دخلت على المضارع (قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) طه) بشرط أن تكون للدلالة على الاستقبال فإن كان الفعل المضارع بمعنى الحال أو المُضيّ لم تنصبه وكانت حرف ابتداء. إذن (حتى) تدخل على حرف وعلى ظرف (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ (193) البقرة) (حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا (71) الزمر)
(حتى) حرف قد تكون حرف جر أو حرف ابتداء. يقولون إذا انقضت ليلة القدر هل انتهى السلام وأصبح غير سلام؟ سلام هي حتى مطلع الفجر (حتى) إنتهاء الغاية. ماذا نفهم من (سلام هي حتى مطلع الفجر)؟ قالوا ربنا في هذه الليلة لا يقدّر إلا الخير، لا يقدّر ما فيه بلاء في هذه الليلة لا يقدّر إلا الخير والسلام فقط حتى مطلع الفجر أما بقية الليالي فيقدّر فيها ما يشاء من الخير والشر أما في هذه الليلة فلا يقدّر فيها إلا الخير. وقسم قال أن الله تعالى قال (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) قالوا هؤلاء يسلّمون على المؤمنين في هذه الليلة ثم ينتهي هذا إلى مطلع الفجر. فإذن هي سلام من كثرة ما تسلِّم الملائكة على المسلمين والمؤمنين فإذن هي سلام حتى مطلع الفجر أي إشاعة السلام فيها أي أن الملائكة تحيي المسلمين في هذه الليلة، إذن سلام هي. هناك معنين أن الله تعالى يقدّر فيها الخير ولا يقدّر فيها البلاء حتى مطلع الفجر أما في سائر الليالي يقدّر السلام والبلاء. والأمر الآخر في قوله (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)يسلّمون على المسلمين فيشيعون السلام. وقسم قال هي سلام من كل أمر وهي حتى مطلع الفجر، هذه الليلة هي حتى مطلع الفجر كفترة زمنية وحدّ زمني.
(حتى) تدخل على الإسم والفعل. وهي مذكورة في كتب النحو وقد تدخل على الأسماء وعلى الأفعال. إذا دخلت على الإسم ولم تكن ابتدائية (أي تدخل على الجُمَل) تكون حرف جر، (حضر الرجال حتى أخوك حضر) (رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبال) هنا دخلت على جملة. أما حرف الجر فيدخل على الإسم وتُعرب حرف ابتداء. إذا دخلت (حتى) على الفعل فهي نوعين قسم يقول إنها ناصبة إذا دخلت على المضارع (قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) طه) بشرط أن تكون للدلالة على الاستقبال فإن كان الفعل المضارع بمعنى الحال أو المُضيّ لم تنصبه وكانت حرف ابتداء. إذن (حتى) تدخل على حرف وعلى ظرف (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ (193) البقرة) (حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا (71) الزمر)
****تناسب خاتمة القدر مع فاتحة البينة****
في سورة القدر ذكر إنزال القرآن لكن لم يذكر إسم القرآن وإنما جاء بالضمير (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)) لم يصرِّح بالقرآن لفظاً فسورة البيّنة بيّنت المقصود (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)) البيّنة معناها الظاهر الواضح البيّن، تبيّن الضمير الذي قبلها (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ) كأنها مبينة لما قبلها، صحف مطهرة فيها كتب قيمة. أنزلناه على من؟ (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2)) أنزله على الرسول r.
سؤال: إذن من خلال ربطكم لبدايات السور مع خواتيم التي قبلها نرى أن كل كلمة متعلقة بما قبلها وما بعدها ومترابطة. القدامى لاحظوا هذا الارتباط العجيب فقالوا القرآن كالآية الواحدة وكالكلمة الواحدة. القرآن يفسر بعضه بعضاً.
سؤال: إذن من خلال ربطكم لبدايات السور مع خواتيم التي قبلها نرى أن كل كلمة متعلقة بما قبلها وما بعدها ومترابطة. القدامى لاحظوا هذا الارتباط العجيب فقالوا القرآن كالآية الواحدة وكالكلمة الواحدة. القرآن يفسر بعضه بعضاً.
المصدر
أبو عبد الرحمن
جميلة هذه اللمسات البيانية التي اتحفنا بها فضيلة الشيخ ( وأظن مكانها في ملتقى المقالات ) ولإكمال البناء هذه بقيتها :
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِkوَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِkلَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍkتَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَابِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍkسَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِk)
*فكرة عامة عن السورة:
للحديث صلة
تعديل التعليق