بين التاريخ الهجري والتاريخ الميلادي (مختصرة ومشكولة) PDF + DOC
عبدالله اليابس
بين التاريخ الهجري والتاريخ الميلادي الجُمُعَةُ 2/1/1442هـ
الحَمْدُ للهِ وَفَّقَ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ لِمَكارِمِ الأَخْلَاقِ، وَهَدَاهُمْ لِمَا فِيهِ فَلَاحُهُمْ يَوْمَ التَّلَاقِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ الـمَلِكُ الحَقُّ الخَلَّاقُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَفْضَلُ الْبَشَرِ عَلَى الإِطْلَاقِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الـمَسَاقِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. أَغْلَبُ الأُمَمِ لَهَا تَارِيْخٌ وَحَضَارَةٌ.. وَتَأرِيْخُ أُمَّةِ الإِسْلَامِ مِنْ أَرْقَى وَأَعَزِّ التَّوَارِيخِ فِي جَمِيْعِ الـمَجَالَاتِ.. وَإِذَا أَرَادَ شَخْصٌ أَنْ يَهْدِمَ أَيَّ أُمَّةٍ فَإِنَّ مِنْ أَهَمِّ مَا يَبْدَأُ بِهِ أَنْ يَقْطَعَ صِلَتَهَا بِمَاضِيْهَا.. وَبِكُلِّ مَا يَرْبِطُهَا بِهِ.
لَمَّا أَرَادَ الأَعْدَاءُ إِضْعَافَ الـمُسْلِمِيْنَ كَانَ لَهُمْ مَسَارَانِ: غَزْوٌ عَسْكَرِيٌّ (وَهُوَ مَا يُسَمَّى بِالاِسْتِعْمَارِ)، وغَزْوٌ ثَقَافِيٌّ، وَخَطَرُ الثَانِيْ أَشَدُّ مِنَ الأَوَّلِ؛ لِأَنَّ الأَوَّلَ قَدْ يَزُولُ بِزَوَالِ الـمُحْتَلِّ، بَيْنَمَا الثَانِيْ يَبْقَى عَلَى مَرِّ الأَيَامِ وَالعُصُورِ.
لَمَّا غَزَا الـمُسْتَعْمِرُ بِلَادَ الـمُسْلِمِينَ كَانَ مِنْ أَوَّلِ مَا حَارَبَهُ التَقْوِيْمُ الهِجْرِيُّ، فَبِهِذَا التَقْوِيْمِ يَرْتَبِطُ الـمُسْلِمُ بِأَجْدَادِهِ العِظَامِ، وَبِحَادِثَةِ الهِجْرَةِ التِي أَعَزَّ اللهُ بِهَا الـمُسْلِمِيْنَ، وَبِهِ يَعْرِفُ الـمُسْلِمُ رَمَضَانَ والحَجَّ وَعَاشُورَاءَ وَالأَيَّامَ البِيْضَ وَغَيْرَهَا مِنَ الطَّاعَات، كَمَا أَنَّ عَلَيْهِ الحِسَابُ فِي عِدَّةِ الطَلَاقِ وَالإِيْلَاءِ والحَمْلِ والرَّضَاعَةِ وَالحِدَادِ وَغَيْرِهَا، وَلِذَلِكَ حَاوَلَ الـمُسْتَعمْرُ الإِلْزَامَ بِأَنْ يَكُونَ التَأْرِيْخُ بِالتَّقْوِيمِ الـمِيْلَادِيِّ النَصْرَانِيِّ، وَأَقُولُ النَّصْرَانِيَّ لأَنَّ التَقْوِيْمَ الـمِيلَادِيَّ تَقْوِيْمٌ دِيْنِيٌّ، مَرْبُوطٌ بِوِلَادَة الـمَسِيْحِ عِيْسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالذِيْ يَعْتَقِدُ النَصَارَى فِيْهِ الأُلُوهِيَّةَ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ إِعْدَادِ الكَنِيْسَةِ الكَاثُولِيْكِيَّةِ النَصْرَانِيَّةِ، حَيْثَ قَامَ بِاعْتِمَادِهِ بِشَكْلِهِ الحَالِيِّ بَابَا الفَاتِيْكَانِ: غْرِيْغُوْرِي الثَالِثَ عَشَرَ فِي عَامِ 1582م، إِذْ قَامَ بِحَذْفِ بَعْضِ الأَيَامِ مِنَ السَنَوَاتِ السَابِقَةِ، وَالتِيْ تَبَيَّنَ أَنَّ فِيْهَا خَطَأً فِي الحِسَابِ.
هَذَا التَّقْوِيْمُ الـمِيْلَادِيُّ فِيْ حَقِيْقَتِهِ مَعِيْبٌ مُشَوَّهٌ؛ وَحِسَابُهُ غَيْرُ دَقِيْقٍ، فَالأَصْلُ أَنَّهُ مَرْبُوطُ بِدَوْرَةِ الأَرْضِ حَوْلَ الشَمْسِ، وَالتِيْ تَسْتَغْرِقُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَخَمْسَةً وِسِتِّيْنَ (365) يَوْمًا وَبِضْعَ سَاعَاتٍ، وَلِذَلِكَ يَجْعَلُونَ فِي كُلِّ أَرْبَعِ سِنِيْنَ مَا يُسَمَّى بِالسَنَةِ الكَبِيْسَةِ، فَيَجْبُرُونَ السَاعَاتِ الزَائِدَةَ بَيَوْمٍ كَامِلٍ فِي السَّنَةِ الأَخِيْرَةِ، وَيَكُونُ هُنَاكُ فِيْ كُلِّ عَامٍ سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ (26) ثَانِيَةً مَفْقُودَةٌ، وَهَذِهِ الثَوَانِيْ الـمَفْقُودَةُ هِي التِي جَعَلَتْ بَابَا الفَاتِيْكَانِ كَمَا تَقَدَّمَ يَحْذِفُ بَعْضَ الأَيَّامِ لِيُصْلِحَ الخَلَلَ، وَبِالتَّالِي فَإِنَّ أَسَاسَ الخَطَأِ فِي الحِسَابِ مَا زَالَ مَوْجُودًا، كَمَا أَنَّ بَعْضُ الأَشْهُرِ عَدَدُ أَيَّامِهَا ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا، وَبَعْضُهَا تِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ وأُخْرَى ثَلَاثُونَ وَوَاحِدٌ وَثَلَاثُونَ، وَلَيْسَ بَعْضُهَا أَوْلَى بِالزِيَادَةِ مِنْ بَعْضٍ، لَكِنَّهُمْ جَعَلُوا الأَشْهُرَ التِي بِاسْمِ آلِهَتِهِمْ أو قَادَتِهِمُ الـمَحْبُوبِينَ وَاحِدًا وَثَلَاثِيْنَ يَوْمًا مِنْ بَابِ التَفَاؤُلِ، وَأَنْقَصُوا غَيْرَهَا حَتَّى يَكْتَمِل حِسَابُ عَدَدِ أَيَّامِ السَّنَةِ.
يُؤَكِّدُ أَخْطَاءَ هَذَا التَّارِيْخ: أَنَ النَصَارَى يَحْتَفِلُونَ بِـمِيلَادِ الـمَسِيْحِ عِيْسَى بنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيْ اليومِ الخَامِسِ وَالعِشْرِيْنَ (25) مِنْ شَهْرِ دِيْسَمْبَرَ مِنْ كُلِّ عَامٍ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وُلِدَ فِيْ ذَلِكَ اليَوْمِ، وهَذَا التَّارِيْخُ لِمَنْ يَتأَمَّلُهُ يَقَعُ فِي فَصْلِ الشِتَاءِ، بَيْنَمَا الـمَسِيْحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وُلِدَ قَطْعًا فِي فَصْلِ الصَّيْفِ؛ فَقَدْ أَمَر اللهُ تَعَالَى مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ بَأَنْ تَهُزَّ جِذْعَ النَخْلَةِ: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}، وَالرُّطَبُ كَمَا تَعْلَمُونَ لَا يَكُونُ إِلَا فِي فَصْلِ الصَّيْفِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى {جَنِيًّا}: أَيْ حَانَ وَقْتُ جَنْيِهَا، وَهُوَ مَا لَا يَكُونُ إِلَّا فِيْ فَصْلِ الصَّيْفِ.
كَمَا أَنَّ وِلَادَةَ الـمَسِيْحِ فِيْ فَصْلِ الشِّتَاء ثَابِتَةٌ فِي الإِنْجِيْلِ فِي أكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. التَّارِيْخَ الهِجْرِيَّ القَمَرِيَّ هُوَ اِخْتَيارُ اللهِ تَعَالَى لِلْنَّاسِ مُنْذُ بَدْءِ الخَلِيْقَةِ، {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}، وَالأَشْهُرُ الحُرُمُ أَشْهُرٌ هِجْرِيَّةٌ كَمَا تَعْلَمُونَ.
وَرَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لَا نَكْتُبُ ولَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وهَكَذَا، يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وعِشْرِينَ، ومَرَّةً ثَلَاثِينَ).
إِنَّ التَّارِيْخَ الهِجْرِيَّ لَيْسَ رَقْمًا فِيْ وَرَقَةً التَّقْوِيْمِ فَقَطْ؛ وَإِنَّمَا هُوَ دِيْنٌ وَتَارِيْخٌ وَحَضَارَةٌ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَرَاقِبُوهُ فِيْ السِّرِّ وَالَّنَجْوَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَنَا عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى..
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. التَقْوِيْمُ الهِجْرِيُّ: تَأرِيْخُ أُمَّتِكُم، وَهُوَ مَا اِخْتَارَهُ لَكُمْ رَبُّكُم، وَسَرَى عَلَيْهِ عَمَلُ أَسْلَافِكُمْ، حَتَّى غَزَا الـمُسْتَعْمِرُ بِلَادَ الـمُسْلِمِيْنَ.. وَجَلَبَ مَعَهُ تَارِيخَهُ، وَجَعَلَهُ رَمْزًا لِلْتَقَدُّمِ والتَّحَضُّرِ.
فَاعْتَزُّوا بِتَارِيخِكُم، وَأَرِّخُوا بِهِ، وَعَلِّمُوه أَوْلَادَكُم.
وَمِنْ أَشَدِّ مَا يَدْعُو لِلْعَجَبِ أَنَّكَ تَسْمَعُ بَعْضَ الأَفْرَادِ أَوْ حَتَّى بَعْضَ وَسَائِلِ الإِعْلَامِ تُؤَرِّخُ بِأَحْدَاثٍ هِجْرِيَّةٍ بِالتَّارِيخِ الـمِيْلَادِيِّ، فَيَقُولُونَ حَجُّ عَامِ 2020م ! أَوْ رَمَضَان 2020م، وَهَذَا وَاللهِ مِنَ العَجَبِ العُجَابِ.
وعَلَى أَهَميَّةِ التَّأْرِيخِ بِالتَّقْويْمِ الهِجْرِيِّ، فَإِنَّهُ لَا مَانِعَ مِنَ اِسْتِخْدَامِ التَّقْوِيْمِ الـمِيْلَادِيِّ، بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ الهِجْرِيُّ هُوَ الأَصْلُ، فَيُقَالُ: التَّارِيخُ هُوَ كَذَا الـمُوَافِقُ لِكَذَا بِالتَّقْوِيمِ الـمِيْلَادِيِّ، كَمَا قَالَه الشَّيخُ مُحَمَّدُ العُثَيمِين رَحِمَهُ اللهُ.
الـمُسْلِمُ يَبْدَأُ تَأْرِيْخُهْ *** مِنْ أَوَّلِ عَامٍ هِجْريَّهْ
مِنْ هِجرَةِ سَيِّدِ أُمَّتِنَا *** لِيَشِيْدَ حَيَاةً دِيْنِيَّهْ
فَأَنَا تَقْوِيمِي هِجْرِيٌّ *** وَشُهُورُ حَيَاتِي قَمَرِيَّهْ
اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الـمَهْمُومِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الـمَكْرُوبِيْنَ، وَاِقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الـمَدِيْنِيْنَ، وَاِشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى الـمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَحْفَظَنَا بِحِفْظِكَ، وَأَنْ تَكْلَأَنَا بِرِعَايَتِكَ، وَأَنْ تَدْفَعَ عَنَّا الغَلَاء َوَالوَبَاءَ وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَّلَازِلَ وَالمِحَنَ وَسُوءَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. اِعْلِمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ لِلْصَلَاةِ عَلَيهِ فِي هَذَا اليَوْمِ وَالإِكْثَارِ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الأَيَّامِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى، وَيَنْهَى عَنْ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
التاريخ-الهجري-2-1-1442
التاريخ-الهجري-2-1-1442
بين-التاريخ-الهجري-والميلادي-2-1-1442
بين-التاريخ-الهجري-والميلادي-2-1-1442
المشاهدات 1640 | التعليقات 2
ما شاء الله تبارك الله … خطبةٌ مختلفةٌ عن غيرها … أحسن الله إليك يا شيخ عبدالله
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق