بوادر انقسام بين الحوثي وصالح مع اقتراب معركة صنعاء

احمد ابوبكر
1437/03/17 - 2015/12/28 04:21AM
[align=justify]يبدو أن مباحثات جنيف2 في مرحلتها الاولى، دقت أول مسمار في نعش العلاقة الحوثية بصالح، فقد بدأت الخلافات داخل تحالف الانقلاب، تظهر على السطح أكثر من أي وقت مضى.

سابقا كانت الخلافات تظهر عبر تسريبات صحفية، سرعان ما يتم نفيها من قبل ناطق المخلوع على عبد الله صالح، وهو ما لم يحدث مؤخرا

ويقدر محللون بأن الضامن الوحيد لاستمرار الحلف الحوثي والمخلوع هو استمرار الأزمة في اليمن، فإذا ما وضعت الحرب أوزارها كما يُعتقد قريبا، فإن ما يفرق الحلفاء أكثر مما يجمعهم.

ويدرك كثير من الحوثيين أبعاد هذه المعادلة، وباتوا مقتنعين أكثر من أي وقت مضى بأن حربهم خاسرة، خاصة مع تصاعد وطأة الضربات التي تستهدفهم، الأمر الي يقسم المعسكر الحوثي ويهدد حلفه مع صالح.

وتأتي الخلافات بين الطرفين بالتزامن مع اقتراب قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من العاصمة صنعاء، بالسيطرة على أولى مدن المحافظة (نهم) التي تبعد عن أمانة العاصمة حوالي 20 كيلو مترا، في صورة تكشف مدى التخبط والانهيار بين الحليفين.

ومؤخرا نشبت خلافات حادة بين قيادات عسكرية في الحرس الجمهوري التابع للمخلوع، ومليشيات الحوثي في العاصمة صنعاء، بعد أن رفضت قوات الحرس صرف كميات من الأسلحةبينها متوسطة وثقيلة من معسكر تابع لها.

ووفقا لمصدر عسكري يمني فإن مجاميع من المليشيات الحوثية قامت باقتحام معسكر الحرس الجمهوري، وأشهرت السلاح على الموجودين فيه، وقامت بفتح المخازن وأخذ السلاح وكميات كبيرة من الذخائر وغادرت الموقع دون ردة فعل من قبل الحرس الجمهوري خوفا من الدخول في اشتباكات مع المليشيات.

وأضاف المصدر الصحفي، أن تكرار مثل هذه الحوادث يشير وبشكل ملحوظ إلى فقدان صالح لنفوذه وعدم سيطرته بشكل أو بآخر على مجريات الأمور، ويعكس مدى تدهور التعاون بين الطرفين، في ظل خسارة العديد من المواقع العسكرية، في عدد من المحافظات.

ويقول رئيس مركز ساس للأبحاث ودراسات السياسيات، عدنان هاشم، "إن الخلافات بين الحوثي وصالح بدأت مبكراً منذ الخلاف على تشكيل حكومة غير الحكومة الرسمية، وتصاعد الخلاف في مفاوضات سويسرا الأخيرة حول ممثلي الوفد ورئيسه".

وأضاف هاشم في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أنه في الوقت الراهن ما يزال كل طرف بحاجة الآخر، حتى وإن كان هناك خلافات عميقة، متوقعا أن تنفجر هذه الخلافات إذا ما وجد أحد الطرفين (الحوثي – صالح) مصلحة له بإلغاء الآخر.

وتابع هاشم القول "الخطير في الخلاف الأخير أنه وصل إلى المنحى العسكري، وقيام الحوثيين باقتحام معسكرات للحرس الجمهوري لأخذ السلاح، الأمر الذي يشير إلى أن الحوثيين استنفذوا الأسلحة التي نهبوها من الدولة، وأن مخزون الحوثيين وصالح من السلاح يقرب من النفاذ، وهو مؤشر آخر سيجعل أحد الطرفين يبتلع الأخر ليبقى".

وكانت خلافات قد نشبت بين وفد الحوثي ووفد صالح في محادثات جنيف 2 الأخيرة، مع الحكومة اليمنية، التي عقدت في سويسرا في الـ15 من الشهر الجاري، ويعود سبب الخلاف الرئيس، أن كلا الوفدين يريد التحدث منفصلًا عن الآخر، وأن التناقضات فيما بين الجانبين، دفعت جماعة صالح إلى محاولة "التبرؤ" مما يقوله وفد الحوثي، واصفةً سلوكهم بالجماعات المسلحة الإرهابية، وفقا لمصدر يمني.

وأثناء مشاورات جنيف الأخيرة، حاول وفد صالح النأي بنفسه عن أي مسؤولية بشأن الحرب والحصار والاختطافات وتحميل المسؤولية الكاملة على مليشيات الحوثيين، الأمر الذي يشير بأن الخلافات وصلت إلى مستوى غير مسبوق بين الجانبين.

ومما يشير إلى تصاعد حدة الخلاف بين الحوثي وصالح، مهاجمة قيادي بارز في حزب المخلوع صالح، لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي لأول مرة، متهما إياه بالفساد واستغلال الدين لتجريع الشعب اليمني مرارة الظلم ومصادرة حقوقه الأمر الذي يعد ضرب قبيح من ضروب الإلحاد إن لم يكن أقبحها على الإطلاق". حسب قوله.

وخاطب القيادي المؤتمري عادل الشجاع، وهو مشارك في وفد صالح في محادثات جنيف2، زعيم الحوثيين قائلاً "أنت قلت لي أنك ثائر ضد الفساد فأصبحت الفساد بذاته، قلت لي إن 3500ريال (15$) ثمن الدبة البترول كثير، فأصبحت تبيع البترول ب12000 ريال (60$) إلى جيبك الخاص، قلت لي إن المؤسسات فاسدة ولكن بدلا من إصلاحها دمرتها".

ووجه الشجاع تساؤلات إلى زعيم الحوثيين عما إذا كان واعيا لما يفعله أم أنه يستخف بهم، قائلا "هل أنت واعي ما تفعله وبالتالي تستخف عقولنا؟ أم أنك تجهل ذلك؟ هل تعلم أنك قوضت الحياة الكريمة وجعلتنا عبارة عن مسوخ غير قادرين على الاستمرار في الحياة نفسها، هل تعلم أن عصابتك تطاولوا في البنيان ونهبوا موارد البلد".

ومن الجدير بالذكر أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح خاض ستة حروب منذ العام 2004 ضد الحوثيين في محافظة صعدة المعقل الرئيس للمليشيات، راح ضحيتها ما يقارب الـ60ألف جندي من أبناء الشعب، إلا أنه تحول بين عشية وضحاها إلى حليف رئيسي واستراتيجي للجماعة ضد شرعية الرئيس هادي، وسلم لها معسكرات الدولة وأسلحتها الثقيلة في عملية انتقامية من الشعب ودول الجوار.
المصدر: البشير[/align]
المرفقات

933.doc

934.doc

المشاهدات 514 | التعليقات 0