بوابة الضياع ( المخدرات ) موافقة للتعميم
وليد الشهري
1444/10/14 - 2023/05/04 16:54PM
الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ،،فاتقوا الله - عباد الله- حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن أجسادكم على النار لا تتحمل ولا تقوى ..
نحمد الله تعالى - أيها الإخوة - على نِعم الله العظيمة وآلائه الجسيمة، نحمده تعالى على نعمة الإسلام، ونعمة التوحيد، التي بها ننجوا بإذن الله من عذابه وعقابه .
وإننا في هذه النعم التي نتقلب فيها بين أمن وإيمان، ورغد عيش في الأوطان، فإن الأعداء نقموا من بلاد الإسلام وخاصة بلاد الحرمين، لمحاربتها للشرك والأوثان، وجعل العبادة وصرفها للواحد الديان، فما فتئ العدو ولا زال يرمي بالمحن في مهبط الوحي خاصة وفي بلاد الإسلام عامة ، ومما فعله الأعداء تصدير المخدرات لبلاد الإسلام، ومحاولة إدمان من قدروا عليه من الشباب، وقد تحدثنا عن هذه الآفة قبل أشهر وعممت الوزارة للحديث عن ذلك مرة أخرى لمواكبة هذه الحملة الأمنية التي نسأل الله أن يكللها بالنجاح، وأن تصل إلى ما تصبوا إليه، وإلى ما يغيظ الأعداء في هذه الحرب؛ لأن المخدرات حرب مدمرة فبوصولها إلى بلد من البلدان فإنه هذا يغني عن الحرب بآلاف الدبابات والطائرات وراجمات الصواريخ، لأنها تفتك بعماد المجتمع وهم الشباب، فيضيع مستقبل البلد فيصبح الشاب المتعاطي لذلك بهيمياً لا يريد إلا قضاء شهواته، أو تحقيق تخيلاته ولو على حساب العرض والمال وهلاك النفس؛ لأنك ماذا تنتظر من شخص فقد عقله إلا الدمار والهلاك..
وإن أول بوابة لآفة المخدرات هي التدخين والصحبة السيئة، لأنه غالباً ليس هناك مدمن إلا وقد مر على رفيق السوء ومرَّ بمرحلة التدخين، فلم يجد فيها بغيته حتى أتى على مدمر العقول والألباب، فانتشار التدخين ليس بالأمر السهل، ولو صار منتشراً، ولو ألفه بعض الناس أو ألف منظره، فإنه هو الآخر انتحار بطيء ، يعصي الواحد منهم ربه يومياً عدة مرات، ليقابل الله بهذه المعاصي التي أتت على ماله الذي سيسأل عنه كله فيم أنفقه، وعن صحته التي أودعها الله في الإنسان ليعبده ويتقرب إليه، فإذا هو بنفسه قد أتى عليها ليدمرها، كل ذلك بدءاً من لحظة طيش مع صحبة سيئة لم يفكروا في العاقبة .
إخوة الإيمان .. إن سوء التربية جزء من هذه المشكلة حيث أن أحدهم يوفر لابنه السيارة والمال ولا يسأل عن رفقته ولا عن صلاته ولا عن دينه، ولكن يحاسبه إذا غاب عن المدرسة ويهتم به في طعامه وشرابه وكأنه يرعى بهيمة خلقت للدنيا لا للآخرة ولا لعبادة الله، يقول الله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ والإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُوْنِ. مَا أُرِيْدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أريْدُ أنْ يُطْعِمُوْنِ. إنَّ الله هُوَ الرزاق ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِيْنُ }. فإن المستقبل الحقيقي هو عند الله وفي الآخرة، فمن قام بعبادته وطاعته - سبحانه - أعطاه الله الدنيا والآخرة ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) ويقول ﷺ في الحديث الصحيح : ( من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ الله غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ )
إذن فاهتموا - عباد الله - بتربية أبناءكم، فإن الأسرة أكبر مشروع لديك، وهو من مشاريع الحسنات الجارية إن بذلت وسعك وبذلت السبب، أو من السيئات الجارية - نعوذ بالله - إن أسأت التربية فتعلموا من الأب الحرام وترك الطاعات، فمن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً .
ألا فلتكن - أيها الأب الكريم - قدوة لأبناءك في صلاتك وفي التبكير لها، وفي ذكرك لله وفي تلاوتك لكتاب الله وفي علاقتك بربك في كل شؤونك، ثم لا يُعدموا منك النصيحة في الفرص المناسبة، والكلمة الطيبة وحسن التعامل
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ،،،
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مِنْ أَعْظَمِ سِمَاتِ الْمُجْتَمَعِ الإِسْلاَمِيِّ الْمُدْرِكِ لِمَصَالِحِهِ: تَعَاوُنُ أَفْرَادِهِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَهَذَا مِنَ الْقَوَاعِدِ الْعَظِيمَةِ الْجَلِيلَةِ الَّتِي قَرَّرَهَا الإِسْلاَمُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) وإنه يجب التعاون مع جهات الأمن في التبليغ عن المتعاطي أو المروج، فإن لهم جهودا جبارة وعملاً بالليل والنهار لا ينقطع، ونحن آمنون مستريحون لا نعلم عن واقع تلك الآفة ولا نشعر بها إلا ما يُروى لنا، فحقٌّ علينا الدعاء لهم، وحقٌّ علينا التبليغ والتعاون معهم، وبلاغك صيانة له أولاً وصيانة للمجتمع ثانياً، فإن محاسبته وإيداعه السجن أفضل من تركه حتى يأتي على حَدٍّ أو قتل يوجب له الإعدام، فإن في البلاغ عنه حياة له ولغيره من الناس الذي قد يؤذيه، وفي السكوت عنه إثم لمخالفة شعيرة النهي عن المنكر، ولمخالفة التعليمات من ولاة الأمر التي تأمر بذلك ..
وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد بن عبد الله ..
أما بعد ،،فاتقوا الله - عباد الله- حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن أجسادكم على النار لا تتحمل ولا تقوى ..
نحمد الله تعالى - أيها الإخوة - على نِعم الله العظيمة وآلائه الجسيمة، نحمده تعالى على نعمة الإسلام، ونعمة التوحيد، التي بها ننجوا بإذن الله من عذابه وعقابه .
وإننا في هذه النعم التي نتقلب فيها بين أمن وإيمان، ورغد عيش في الأوطان، فإن الأعداء نقموا من بلاد الإسلام وخاصة بلاد الحرمين، لمحاربتها للشرك والأوثان، وجعل العبادة وصرفها للواحد الديان، فما فتئ العدو ولا زال يرمي بالمحن في مهبط الوحي خاصة وفي بلاد الإسلام عامة ، ومما فعله الأعداء تصدير المخدرات لبلاد الإسلام، ومحاولة إدمان من قدروا عليه من الشباب، وقد تحدثنا عن هذه الآفة قبل أشهر وعممت الوزارة للحديث عن ذلك مرة أخرى لمواكبة هذه الحملة الأمنية التي نسأل الله أن يكللها بالنجاح، وأن تصل إلى ما تصبوا إليه، وإلى ما يغيظ الأعداء في هذه الحرب؛ لأن المخدرات حرب مدمرة فبوصولها إلى بلد من البلدان فإنه هذا يغني عن الحرب بآلاف الدبابات والطائرات وراجمات الصواريخ، لأنها تفتك بعماد المجتمع وهم الشباب، فيضيع مستقبل البلد فيصبح الشاب المتعاطي لذلك بهيمياً لا يريد إلا قضاء شهواته، أو تحقيق تخيلاته ولو على حساب العرض والمال وهلاك النفس؛ لأنك ماذا تنتظر من شخص فقد عقله إلا الدمار والهلاك..
وإن أول بوابة لآفة المخدرات هي التدخين والصحبة السيئة، لأنه غالباً ليس هناك مدمن إلا وقد مر على رفيق السوء ومرَّ بمرحلة التدخين، فلم يجد فيها بغيته حتى أتى على مدمر العقول والألباب، فانتشار التدخين ليس بالأمر السهل، ولو صار منتشراً، ولو ألفه بعض الناس أو ألف منظره، فإنه هو الآخر انتحار بطيء ، يعصي الواحد منهم ربه يومياً عدة مرات، ليقابل الله بهذه المعاصي التي أتت على ماله الذي سيسأل عنه كله فيم أنفقه، وعن صحته التي أودعها الله في الإنسان ليعبده ويتقرب إليه، فإذا هو بنفسه قد أتى عليها ليدمرها، كل ذلك بدءاً من لحظة طيش مع صحبة سيئة لم يفكروا في العاقبة .
إخوة الإيمان .. إن سوء التربية جزء من هذه المشكلة حيث أن أحدهم يوفر لابنه السيارة والمال ولا يسأل عن رفقته ولا عن صلاته ولا عن دينه، ولكن يحاسبه إذا غاب عن المدرسة ويهتم به في طعامه وشرابه وكأنه يرعى بهيمة خلقت للدنيا لا للآخرة ولا لعبادة الله، يقول الله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ والإنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُوْنِ. مَا أُرِيْدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أريْدُ أنْ يُطْعِمُوْنِ. إنَّ الله هُوَ الرزاق ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِيْنُ }. فإن المستقبل الحقيقي هو عند الله وفي الآخرة، فمن قام بعبادته وطاعته - سبحانه - أعطاه الله الدنيا والآخرة ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) ويقول ﷺ في الحديث الصحيح : ( من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ الله غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ )
إذن فاهتموا - عباد الله - بتربية أبناءكم، فإن الأسرة أكبر مشروع لديك، وهو من مشاريع الحسنات الجارية إن بذلت وسعك وبذلت السبب، أو من السيئات الجارية - نعوذ بالله - إن أسأت التربية فتعلموا من الأب الحرام وترك الطاعات، فمن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً .
ألا فلتكن - أيها الأب الكريم - قدوة لأبناءك في صلاتك وفي التبكير لها، وفي ذكرك لله وفي تلاوتك لكتاب الله وفي علاقتك بربك في كل شؤونك، ثم لا يُعدموا منك النصيحة في الفرص المناسبة، والكلمة الطيبة وحسن التعامل
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ،،،
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مِنْ أَعْظَمِ سِمَاتِ الْمُجْتَمَعِ الإِسْلاَمِيِّ الْمُدْرِكِ لِمَصَالِحِهِ: تَعَاوُنُ أَفْرَادِهِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَهَذَا مِنَ الْقَوَاعِدِ الْعَظِيمَةِ الْجَلِيلَةِ الَّتِي قَرَّرَهَا الإِسْلاَمُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) وإنه يجب التعاون مع جهات الأمن في التبليغ عن المتعاطي أو المروج، فإن لهم جهودا جبارة وعملاً بالليل والنهار لا ينقطع، ونحن آمنون مستريحون لا نعلم عن واقع تلك الآفة ولا نشعر بها إلا ما يُروى لنا، فحقٌّ علينا الدعاء لهم، وحقٌّ علينا التبليغ والتعاون معهم، وبلاغك صيانة له أولاً وصيانة للمجتمع ثانياً، فإن محاسبته وإيداعه السجن أفضل من تركه حتى يأتي على حَدٍّ أو قتل يوجب له الإعدام، فإن في البلاغ عنه حياة له ولغيره من الناس الذي قد يؤذيه، وفي السكوت عنه إثم لمخالفة شعيرة النهي عن المنكر، ولمخالفة التعليمات من ولاة الأمر التي تأمر بذلك ..
وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة محمد بن عبد الله ..