بعد وساطة حزب الله .. المالكي والصدر يتوحدان ضد المكون السني

احمد ابوبكر
1437/07/09 - 2016/04/16 02:56AM
[align=justify]تمكن تحالف جديد بين "التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر، ورئيس حزب الدعوة نوري المالكي، برعاية زعيم مليشيا حزب الله اللبناني، حسن نصر من قلب موازين الأزمة السياسية الحالية في العراق، من إصلاحات حكومية تقوم على وزراء تكنوقراط، إلى إقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري.

استهداف للمكون السني

ويرى نواب عراقيون أن هذه الخطوة هي استهداف للمكون السني، وتجاوز على تمثيله في الحكومة العراقية، وانتهاك لكل المواثيق والتوافقات السياسية.

وقالت النائب عن ائتلاف العراقية ( أكبر كتلة سنية) نوره البجاري أن "هذا القرار هو استهداف لأهل السنة وتمثيلهم في الحكومة العراقية، بدليل أن رئيس الوزارء حيدر العبادي لم تتم اقالته وهو المتسبب الأول في أزمات العراق باعتباره رئيس السلطة التنفيذية، واليوم أداروا المشكلة على رئيس مجلس النواب وهو لا يمتلك سلطة لتنفيذ مطالب المتظاهرين بالإصلاحات".

وأضافت لـ"الإسلام اليوم"، أن هناك جهات خارجية تقود هذه الحملة وتسعى لعرقلة عملية الإصلاح ومحاولة تدوير المشكلة، إذ لم يطالب المتظاهرون والمعتصمون بإقالة رئيس مجلس النواب أبداً؛ لكن ما حدث هو تشويه لعملية التغيير المرتقب وترك رئيس الوزراء والفاسدين في مناصبهم دون تغيير؛ بل هناك مطالبات بإبقاء رئيس الوزراء تحت ذريعة أن الوضع السياسي مرتبك ولا يسمح بإقالته".

وعن دستورية الإقالة، قالت البجاري إن "النصاب لم يكتمل حيث أظهرت الكاميرات حضور 131 نائبا فقط، وهذا عدد لا يمكن له إقالة رئيس المجلس اذ يشترط الدستور العراقي موافقة نصف المجلس مع نائب واحد كي تتم عملية الاقالة وتكون دستورية وهذا لم يحصل".

من جانبه رفض رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قرار إقالته وأعلن استمراره في منصبه رئيساً للبرلمان، واستمرار المجلس في أداء دوره في التصويت واتخاذ القرارات التي تهم مصلحة الشارع العراقي، داعياً النواب إلى حضور الجلسة القادمة يوم السبت المقبل.

وقال الجبوري في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان "انه لا ينبغي لمجلس النواب أن يكون مصدرا للأزمات في البلاد، بل هو مصدر لحل الأزمات"، مبيناً أن "هناك تهميشاً متعمداً لمكون أساسي من مكونات العراق"، في إشارة إلى السنّة، مطالباً باستيعاب كل المطالب وفق السياق القانوني".

مؤامرة في الخارج تشعل صراعاً في الداخل

في هذه الأثناء يغيب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ونوري المالكي عن الأنظار في زيارة غير معلنة إلى لبنان، حيث سيلتقيان بزعيم مليشيا حزب الله ، يرافقهم، ممثلين عن مليشيات الحشد الشيعي، والحرس الثوري الإيراني؛ ومن المتوقع أن تهدف هذه الزيارة لتوحيد الرؤية الشيعية في العراق، وبحسب تسريبات إعلامية فإن القيادة الإيرانية كلفت حسن نصر الله القيام بمبادرة توحيد المليشيات الشيعية، والانقلاب على الحكومة العراقية.

أما المالكي فقال في تغريدة له على موقع تويتر إن "ما يجري داخل مجلس النواب هو حراك سياسي ناضج" رغم معارضته في وقتٍ سابق الاعتصامات أمام المنطقة الخضراء، التي وصفها أنها تهدف لإسقاط العملية السياسية، مبيناً أنه "لم يعد بالإمكان الاستمرار في الأخطاء التي عانت منها العملية السياسية".

وكثيراً ما تعوِّل إيران على ذراعها الأيمن والأكثر نفوذاً في المنطقة حزب الله اللبناني للمّ شمل أذرعتها الأخرى من المليشيات التابعة لها في العراق وسوريا والخليج .

من جانبه، قال الإعلامي أحمد الحاج إن "هناك صراع سياسي بين المالكي والعبادي، نجح النواب المعتصمون في مسعاهم الذي يحركه بشكل أو بآخر نوري المالكي - بحسب مراقبين - تحت يافطة إلغاء المحاصصة من خلف الكواليس رغبةً منه في عزل رفيقه في حزب الدعوة حيدر العبادي".

وأضاف في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن "العراق سيدخل في نفق مظلم آخر لم يكن بالحسبان، ودوامة جديدة تسير به إلى الهاوية بخطى متسارعة من غير كوابح دولية أو اقليمية؛ ربما لأنها جاءت متوافقة مع السيناريو التي وضعته سلفاً لتقسيم العراق مع رَكن مطالب المتظاهرين المشروعة على الرفوف لحين انتصار أحد طرفي النزاع على الآخر".

وتابع الحاج: "أن هذه مسرحية نجحت حتى الآن في تشتيت الأنظار عن مئات الآف من ملفات الفساد التي تدين وبالوثائق والأدلة أعضاء بارزين في مواقع المسؤولية، وسدة الحكم".

ويبقى الجو السياسي غائم كلياً حيث قدّم العبادي الأسبوع الماضي تشكيلة تضم 14 اسماً؛ أغلبهم أكاديميون، ضمن إصلاحات تهدف إلى تحرير الحكومة من قبضة القوى السياسية، لكنه قدم في جلسة، الثلاثاء، تعديلاً على التشكيلة لتضم مرشحين من الكتل السياسية، بخلاف الاتفاق الذي تبناه مقتدى الصدر وأحزاب سياسية أخرى بتشكيل حكومة كفاءات بعيدة عن الكتل السياسية.

المصدر: الاسلام اليوم
[/align]
المشاهدات 522 | التعليقات 0