بر الوالدين وصلة الرحم (( وبالوالدين إحسانا وبذي القربى ))
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1446/06/10 - 2024/12/12 13:58PM
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُهُ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا من يهدِهِ اللهُ فلا مُضلَّ لهُ ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه ﷺ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أما بعد فإِنَّ أصـدق الحديث كتابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وخيرَ الهَدْي هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ عِبَادَ اللهِ جُبِلَت النفوسُ على حُبِّ من أحسنَ إليها ولا أحدَ أعظمُ إحسانًا بَعْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ مِنْ الوَالِدَينِ وقد أوصى الله بالوالدَيْن كما قال تعالى (( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا )) ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ) قال الإمام الطبريُّ رحمه الله أي : وصَّاه فيهما بجميع معانِي الحُسن وأمرَ في سائرِ الناسِ ببعض الذي أمرَه به في والدَيْه فقال (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) يعني بذلك بعضَ معانِي الحُسن. ا.هـ
وَقَرَنَ سُبْحَانَهُ تَوْحِيدَهُ وَعِبَادَتَهُ بِالإِحْسَانِ إِلَى الوَالِدَينِ قَالَ تَعَالَى (( واعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيِّئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )) فَفَضْلُ الوَالِدَيْنِ عَظِيمٌ وَمِن حَقِهِمَا الشُّكْرِ بَعْدَ شُكْرِ اللهِ تَعَالَى (( أَن اِشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيكَ )) وَمِنْ شُكْرِهِمَا طَاعَتُهُمَا بِالمَعْرُوفِ والدُّعَاءُ لَهُمَا بِالرَّحْمَةِ (( وَقُلْ رَبِّ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) عِبَادَ اللهِ إِنَّ بِرَّ الوَالِدَيْنِ مِنْ أَعْظَمِ القُرُبَاتِ عِنْدَ الله تَعَالَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ قَالَ ﷺ ( الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا ) قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ ﷺ ( ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ) وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدانِ فِي العُمُرِ وَيُبَارَكُ لِلإِنْسَان فِي رِزْقِهِ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُمَا اللهُ عِبَادَ اللهِ إِنَّ صُوَرَ الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ كَثِيرَةٌ وَطُرُقَ الإِحْسَانِ إِلَيهِمَا مُتَنَوِّعَةٌ فَمِنْ صُوَرِ البِرِّ بِهِمَا إِسْعَادُهُمَا وَإِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَيْهِمَا وَمَدْحُهُمَا وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِمَا وَاحترامهما وتقديرهما وَأَخْذُ الإِذْنِ مِنْهُمَا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) اللهم ارزُقنا برَّ آبائِنا وأمَّهاتِنا أمواتًا وأحياءً وَارْحَمْهُم كَما رَبَونَا صِغَارًا بارَك الله لي ولَكم في القرآنِ العظيمِ ونفَعني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذّكر الحكيم أقولُ قولي هذَا وأستغفِر اللهَ لي ولكم ولِسائر المسلمين مِن كلّ ذنب فاستَغفروه وتوبوا إِليه إِنَّ رَبِي غَفُورٌ رَحِيمٌ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ (( واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) أَيْ اتَّقوُا الأَرْحامَ أَنْ تُقَصِّروُا في حَقِّها أَوْ أَنْ تَقْطعوُها فَصِلُوُا ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوُصَلَ صِلُوا أَرْحامَكُمْ مِنْ جِهَةِ آبائِكُمْ وَأُمَّهاتِكُمْ مِنَ الإِخْوَةِ وَالأَخواتِ وَالأَعْمامِ وَالعَمَّاتِ وَالأَخْوالِ وَالخالاتِ وَذُرَّيَّاتِهِمْ فَصِلَةُ رَّحِمِك وَأَقَارِبِك حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَيكَ قالَ تَعالَىَ (( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ )) وَفيِ الصَّحيِحَيْنِ مِنْ حديِثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ (الَّرحِمُ مُعَلَّقةٌ بِالعَرْشِ) وَالعَرْشُ أَعْظَمُ المخْلوُقاتِ في الكَوْنِ فَإِنَّ اللهَ تَعالَىَ خَلْقَهُ وَخَصَّهُ بِأَنِ اسْتَوَىَ عَلَيْهِ جَلَّ في عُلاهُ سُبْحَانَهُ (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) فَتَعَلُّقُ الرَّحِمِ بِالعَرْشِ أَعْظَمُ المخْلوُقاتِ دَليِلٌ علَىَ رِفْعَةِ شَأْنِها وَعظيِمِ مَكانَتِها وَقُرْبِها مِنَ اللهِ جَلَّ وَعَلا تقولُ أيِ الرحمُ مَن وصلني وَصلهُ اللهُ أَيْ بِكلِّ خيرٍ وفضلٍ وإحسانٍ وبِرٍّ ونفعٍ وأجرٍ ومَنْ قطعني قَطَعهُ اللهُ أَيْ قَطَعَ عَنْهٌ كٌلَّ ما فيِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَمْرِ ديِنِهِ وَدُنْياهُ فَصِلوُا أَرْحامَكُمْ وَأَقارِبِكُمْ بِكُلِّ خَيْرٍ وَبِرٍّ بِالزَّيارَةِ وَالهَدَيَّةِ وَالنَّفَقَةِ وَالمساعَدَةِ صِلوُهُمْ بِطيِبِ الكلامِ وَالحَنانِ وَالعَطْفِ وَليِنِ الجانِبِ وَبَشاشَةِ الوَجْهِ وَالإكْرامِ وَالاحْترامِ
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الصحابة وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ برَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أحْوَالَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَوَلِّي عَلَيهِم خِيَارَهُم اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِم اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَولَادَنَا وَفَلَذَاتِ أَكْبَادِنَا وَاِجْعَلْهُمْ قُرَةَ أَعْيُنٍ لَنَا (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (( عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
وَقَرَنَ سُبْحَانَهُ تَوْحِيدَهُ وَعِبَادَتَهُ بِالإِحْسَانِ إِلَى الوَالِدَينِ قَالَ تَعَالَى (( واعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيِّئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )) فَفَضْلُ الوَالِدَيْنِ عَظِيمٌ وَمِن حَقِهِمَا الشُّكْرِ بَعْدَ شُكْرِ اللهِ تَعَالَى (( أَن اِشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيكَ )) وَمِنْ شُكْرِهِمَا طَاعَتُهُمَا بِالمَعْرُوفِ والدُّعَاءُ لَهُمَا بِالرَّحْمَةِ (( وَقُلْ رَبِّ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) عِبَادَ اللهِ إِنَّ بِرَّ الوَالِدَيْنِ مِنْ أَعْظَمِ القُرُبَاتِ عِنْدَ الله تَعَالَى عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ قَالَ ﷺ ( الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا ) قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ ﷺ ( ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ) وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدانِ فِي العُمُرِ وَيُبَارَكُ لِلإِنْسَان فِي رِزْقِهِ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُمَا اللهُ عِبَادَ اللهِ إِنَّ صُوَرَ الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ كَثِيرَةٌ وَطُرُقَ الإِحْسَانِ إِلَيهِمَا مُتَنَوِّعَةٌ فَمِنْ صُوَرِ البِرِّ بِهِمَا إِسْعَادُهُمَا وَإِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَيْهِمَا وَمَدْحُهُمَا وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِمَا وَاحترامهما وتقديرهما وَأَخْذُ الإِذْنِ مِنْهُمَا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) اللهم ارزُقنا برَّ آبائِنا وأمَّهاتِنا أمواتًا وأحياءً وَارْحَمْهُم كَما رَبَونَا صِغَارًا بارَك الله لي ولَكم في القرآنِ العظيمِ ونفَعني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذّكر الحكيم أقولُ قولي هذَا وأستغفِر اللهَ لي ولكم ولِسائر المسلمين مِن كلّ ذنب فاستَغفروه وتوبوا إِليه إِنَّ رَبِي غَفُورٌ رَحِيمٌ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ (( واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) أَيْ اتَّقوُا الأَرْحامَ أَنْ تُقَصِّروُا في حَقِّها أَوْ أَنْ تَقْطعوُها فَصِلُوُا ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوُصَلَ صِلُوا أَرْحامَكُمْ مِنْ جِهَةِ آبائِكُمْ وَأُمَّهاتِكُمْ مِنَ الإِخْوَةِ وَالأَخواتِ وَالأَعْمامِ وَالعَمَّاتِ وَالأَخْوالِ وَالخالاتِ وَذُرَّيَّاتِهِمْ فَصِلَةُ رَّحِمِك وَأَقَارِبِك حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَيكَ قالَ تَعالَىَ (( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ )) وَفيِ الصَّحيِحَيْنِ مِنْ حديِثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ (الَّرحِمُ مُعَلَّقةٌ بِالعَرْشِ) وَالعَرْشُ أَعْظَمُ المخْلوُقاتِ في الكَوْنِ فَإِنَّ اللهَ تَعالَىَ خَلْقَهُ وَخَصَّهُ بِأَنِ اسْتَوَىَ عَلَيْهِ جَلَّ في عُلاهُ سُبْحَانَهُ (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) فَتَعَلُّقُ الرَّحِمِ بِالعَرْشِ أَعْظَمُ المخْلوُقاتِ دَليِلٌ علَىَ رِفْعَةِ شَأْنِها وَعظيِمِ مَكانَتِها وَقُرْبِها مِنَ اللهِ جَلَّ وَعَلا تقولُ أيِ الرحمُ مَن وصلني وَصلهُ اللهُ أَيْ بِكلِّ خيرٍ وفضلٍ وإحسانٍ وبِرٍّ ونفعٍ وأجرٍ ومَنْ قطعني قَطَعهُ اللهُ أَيْ قَطَعَ عَنْهٌ كٌلَّ ما فيِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَمْرِ ديِنِهِ وَدُنْياهُ فَصِلوُا أَرْحامَكُمْ وَأَقارِبِكُمْ بِكُلِّ خَيْرٍ وَبِرٍّ بِالزَّيارَةِ وَالهَدَيَّةِ وَالنَّفَقَةِ وَالمساعَدَةِ صِلوُهُمْ بِطيِبِ الكلامِ وَالحَنانِ وَالعَطْفِ وَليِنِ الجانِبِ وَبَشاشَةِ الوَجْهِ وَالإكْرامِ وَالاحْترامِ
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الصحابة وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ برَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أحْوَالَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَوَلِّي عَلَيهِم خِيَارَهُم اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِكُلِّ خَيرٍ ولِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ اللهمَّ احْفَظْ جُنُودَنَا الْمُرَابِطِينَ عَلَى الحُدُودِ وثبِّتْ أَقْدَامَهُمْ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِم اللَّهُمَّ أَصْلِحْ أَولَادَنَا وَفَلَذَاتِ أَكْبَادِنَا وَاِجْعَلْهُمْ قُرَةَ أَعْيُنٍ لَنَا (( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (( عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1734001112_خطبة الجمعة 12 من شهر جمادى الآخرة 1446هـ وبالوالدين إحسانا وبذي القربى.pdf
1734001128_خطبة الجمعة 12 من جمادى الآخرة 1446هـ وبالوالدين إحسانا وبذي القربى.docx