بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الْأَرْحَام 12 جُمَادَى الثَّانِيَة 1446هـ

محمد بن مبارك الشرافي
1446/06/09 - 2024/12/11 18:53PM

بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الْأَرْحَام 12 جُمَادَى الثَّانِيَة 1446هـ

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}،{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ مِنْ أَفْضَلِ الْقُرُبَاتِ، وَأَجَلِّ الطَّاعَاتِ، وَهُوَ أَعْظَمُ حَقٍّ عَلَى الْعِبَادِ بَعْدَ حَقِّ اللهِ تَعَالَى وَحَقِّ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقَدْ جَاءَتِ النُّصُوصُ مُرَغِّبَةً فِيهِ وَمُبِيِّنَةً فَضْلَهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، وَقَالَ {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ في الجِهَادِ فَقالَ (أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟) قالَ: نَعَمْ، قالَ (فَفِيهِما فَجَاهِدْ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَعَنْهُ أَيْضًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قال {رِضا اللهِ في رِضا الوالدَيْنِ؛ وسَخَطُ اللهِ في سَخَطِ الوالدَيْنِ} أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

إِنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجنَّة، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ البَابَ أَوْ احْفَظْهُ) أَخَرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ صُوَرِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ: الْمُعَامَلَةَ الْحَسَنَةَ، بِطِيبِ الْكَلَامِ وَبَشَاشَةِ الْوَجْهِ، وَالْإِحْسَانَ إِلَيْهِمَا بِالْمَالِ وَبَذْلِ الْمَعْرُوفِ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}.

وَمِنْ صُوَرِ الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ: دَعْوَتُهُمَا إِلَى الْخَيْرِ وَأَمْرُهُمَا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيِهُمَا عَنِ الْمُنْكَرِ بِرِفْقٍ وَشَفَقَةٍ عَلَيْهِمَا، وَتَأَمَّل أَيُّهَا الْمُسْلِمُ مَوْقِفَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ أَبِيهِ، فَقَدْ ذَكَرَ اللهُ عَنْهُ مُحَاجَّتَهُ لِأَبِيهِ فِي سُورَةِ مَرْيَمَ، حَيْثُ فَقَالَ لَهُ {يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا}، فَكَمْ مِنَ الْوَالِدَيْنِ يَحْتَاجُ لِلتَّوْجِيهِ وَالْإِرْشَادِ بِلُطْفٍ وَعِنَايَةٍ، لِتَقصِيرٍ فِي طَاعَةٍ أَوْ وُقُوعٍ فِي مَعْصِيَةٍ، فَمَا أَجْمَلَ أَنْ تَكُونَ هِدَايَتُهُ عَلَى يَدِ وَلَدِهِ الذِي رَبَّاهُ، فَهَذَا مِنْ أْعَظْمِ الْبِرِّ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَلا يَقْتَصِرُ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ عَلَى حَيَاتِهِمَا، بَلْ يَسْتَمِرُّ بَعْدَ مَوْتِهِمَا، فَعَنْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِذْ جَاءَهُ رَجَلٌ مِن بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولُ اللهِ هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ فَقَالَ {نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ التِي لا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا} رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَقَالَ ابْنُ بَازٍ: لا بَأْسَ بِهِ.

وَكَمَا أَنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ عَمَلٌ عَظِيمٌ وَقُرْبَةٌ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَإِنَّ عُقُوقَهُمَا مِنْ أَقْبَحِ الذُّنُوبِ بَعْدَ الشِّرْكِ بِاللهِ، فَعَنْ نُفَيْعٍ بْنِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ) قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ (الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. فَاللَّهُمَّ ارْحَمْ وَالِدِينَا كَمَا رَبَّوْنَا صِغَارًا، وَأَحْسِنْ إِلَيْهِمَا كَمَا أَحْسَنُوا إِلَيْنَا، وَجَازِهِمَا عَنَّا خَيْرًا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَقُولُ قَولِي هَذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِيْ ولَكُمْ فاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ.

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ القَوِيُّ الْمَتِينُ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأَمِينِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ عِبَادَةٌ وَقُرْبَةٌ إِلَى اللهِ، وَتَرْكُهَا قَطِيعَةٌ وَمَعْصِيَةٌ، قَالَ تَعَالَى{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي أَيُّوبٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِمَا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيَبُاعِدُنِي مِنَ النَّارِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  (تَعْبُدُ اللهَ وَلا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئَاً وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ ذَا رَحِمِكَ), فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ تَمَسَّكَ بِمَا أَمَرْتُهُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ)

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: صِلُوا أَرْحَامَكُمْ بِالزِّيَارَاتِ وَالْهَدَايَا وَالنَّفَقَاتِ، صِلُوهُمْ بِالْعَطْفِ وَالْحَنَانِ وَلِينِ الْجَانِبِ، وَبَشَاشَةِ الْوَجْهِ وَالِإِكْرَامِ وَالاحْتَرَامِ، وَكُلِّ مَا يَتَعَارَفُ النَّاسُ مِنْ صِلَةٍ.

إِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ سَبَبٌ لِطُولِ الْعُمُرِ وَكَثَرْةِ الرِّزْقِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبَسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ , وَبَيَّنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْعِتْقِ، فعن مَيْمُونَةَ بِنْتِ الحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً وَلَمْ تَسْتَأْذِنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُهَا الَّذِي يَدُورُ عَلَيْهَا فِيهِ، قَالَتْ: أَشَعَرْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَعْتَقْتُ وَلِيدَتِي، قَالَ (أَوَفَعَلْتِ؟) قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ (أَمَا إِنَّكِ لَوْ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

أَيُّهَا المسلمون: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ لا يَصِلُ أَقَارِبَهُ إِلَّا إِذَا وَصَلُوهُ، وَهَذَا فِي الْحَقِيقَةِ لِيَسْ بِصِلَةٍ فَإِنَّهَا مُكَافَأَةٌ، إِذْ إِنَّ الْمُرُوءَةَ وَالْفِطْرَةَ السَّلِيمَةَ تَقْتَضِي مُكَافَأَةَ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ قَرِيبًا كَانَ أَمْ بَعِيدًا، وَالصِّلَةُ الحَقِيقِيَّةُ أَنْ تَصِلَ أَرَحَامَكَ وَلَوْ لَمْ يَصِلَوكَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وَأَمَّا قَطِيعَةُ الرَّحِمِ فَمُنْكَرٌ عَظِيمٌ وَشُؤْمٌ وَلُؤْمٌ، قَالَ تَعَالَى {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ}، فَسَلِّمْ عَلَى مَنْ هَجَرَكَ، وَاصْفَحْ عَمَّنْ آذَاكَ، وَصِلْ مَنْ جَفَاكَ، فَإِنْ أَعْرَضَ عَنْكَ، فَسَيَأْثَمُ وَتُؤْجَرُ، وَتَرْبَحُ وَيَخْسَرُ، ابْدَأْ بِمَنْ قَطَعَكَ وَقَطَعْتَهُ، بِرِسَالَةِ جَوَّالٍ، لَطِيفَةِ العِبَارَةِ، جَمِيلَةِ الإِثَارَةِ، ثُمَّ بِمُكَالَمَةٍ، بَعِيدَةٍ عَنْ العِتَابِ وَالمَلَامَةِ، مَلِيئَةٍ بِالحُبِّ وَالكَرَامَةِ، ثُمَّ بِزِيَارَةٍ خَفِيفَةٍ، تُبْرِزُ فِيهَا حَقَّ مَنْ زُرْتَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْأَرْبَعَةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ, أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ، وَتَابِعِي التَّابِعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَإِحْسَانِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ, اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَحْفَظَ بِلَادَنَا مِنَ الْأَفْكَارِ الْفَاسِدَةِ وَالْمَنَاهِجِ الْمُضِلَّةِ وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ ثبِّتْنَا عَلَى الْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ؛ وَجَنِّبْنَا مَسَالِكَ الضَّلَالِ وَالْبِدْعَةَ، اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنَّا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، عَنْ بَلَدِنَا هَذَا خَاصَّةً، وَعَنْ سَائِرِ بِلادِ الْمُسْلِمِينَ عَامَّةً يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاةَ أُمَرِنَا، اللَّهُمَّ وفِّقْ إِمَامَنَا وَوَليَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى وَخُذْ بِنَواصِيهِمْ لِلبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ ارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .

المرفقات

1733932434_بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الْأَرْحَام 12 جُمَادَى الثَّانِيَة 1446هـ.pdf

المشاهدات 1568 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا