بركات القرآن الكريم-12-9-1437-إبراهيم الحقيل-الملتقى-بتصرف
محمد بن سامر
1437/09/12 - 2016/06/17 02:53AM
[align=justify]أما بعدُ: فمِنْ بَرَكَةِ رَمَضَانَ الِالْتِفَاتُ فِيهِ إِلَى الْقُرْآنِ، وَكَثْرَةُ تِلَاوَتِهِ وَسَمَاعِهِ، وَالْقُرْآنُ كِتَابٌ مُبَارَكٌ، وُصِفَ بِالْبَرَكَةِ فِي عدةِ آيَاتٍ: [وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ]، [وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ]، [وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ]، [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ].
وَالْبَرَكَةُ هِيَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ المُتَزَايِدُ عَلَى الدَّوَامِ، وَمَعْنَى ذَلِكَ: أَنَّ خَيْرَ الْقُرْآنِ كَثِيرٌ مُتَزَايِدٌ لَا يَنْقُصُ، وَدَائِمٌ لَا يَنْقَطِعُ، وَبَرَكَتُهُ عَامَّةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
فَالْقُرْآنُ مُبَارَكٌ عَلَى قَارِئِهِ وَسَامِعِهِ وَمُتَدَبِّرِهِ؛ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِلَى أَضْعَافٍ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى، فَيَتْلُو سُورَةً قَصِيرَةً وَيَحْصُدُ أُجُورًا عَظِيمَةً.
وَالْقُرْآنُ بَرَكَةٌ عَلَى مُتَدَبِّرِهِ بِمَا يَحْصُلُ لِقَلْبِهِ مِنِ انْتِفَاعٍ بِالْقُرْآنِ، وَاتِّعَاظٍ بِهِ، وَاسْتِقَامَةٍ عَلَى أَمْرِ اللهِ-تَعَالَى-، مَعَ مَا يُؤْتَى مِنَ الْبَصِيرَةِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، [إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ]، فَمُتَدَبِّرُهُ سَيُهْدَى لِأَقْوَمِ الْأُمُورِ وَأَحْسَنِهَا فِي أقوالِه وأفعالِه، وأَفْكَارِهِ وَآرَائِهِ، وَجَمِيعِ أُمُورِهِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ.
وَالْقُرْآنُ بَرَكَةٌ عَلَى عَقْلِ حَافِظِهِ؛ لِأَنَّ حِفْظَ مُفْرَدَاتِ أَيِّ لُغَةٍ كَانَتْ يُوَسِّعُ الذَّاكِرَةَ، وَيُقَوِّي الِاسْتِحْضَارَ، فَكَيْفَ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَهِيَ أَشْرَفُ اللُّغَاتِ وَأَعْلَاهَا؟!، ثُمَّ كَيْفَ بِحِفِظِ لُبِّهَا وخلاصتِها وَهُوَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ؟، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ".
وَأَهْلُ الْقُرْآنِ يُمَتَّعُونَ بِعُقُولِهِمْ وَلَوْ طَالَتْ أَعْمَارُهُمْ فلا يصيبُهم الخرفُ والنسيانُ، وَكَثِيرٌ مِنْ القُرَّاءِ وأَئِمَّةِ الْقِرَاءَاتِ جَاوَزُوا التِّسْعِينَ وَعُقُولُهُمْ مَعَهُمْ، قالَ أحدُ السلفِ-رحمهم الله-: "كَانَ يُقَالُ: إِنَّ أَبْقَى النَّاسِ عُقُولًا قُرَّاءُ الْقُرْآنِ"، "مَنْ حَفِظَ الْقُرْآنَ مُتِّعَ بِعَقْلِهِ".
وَالْقُرْآنُ بَرَكَةٌ عَلَى بَيْتِ الرَّجُلِ وَأَهْلِهِ؛ لِأَنَّ الشَّيَاطِينَ تَفِرُّ مِنَ الْبُيُوتِ الَّتِي يُسْمَعُ فِيهَا الْقُرْآنُ؛ قالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "...إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ"، وبعضُ النَّاسِ يَشْكُونَ الْهُمُومَ وَالْغُمُومَ، وَيُعَانُونَ مِنْ ضِيقِ الصُّدُورِ وَالدُّورِ، وَمِنَ المَشَاكِلِ الْأُسْرِيَّةِ، وَمِنْ أَمْرَاضِ المَسِّ وَالسِّحْرِ وَالْعَيْنِ، وَمِنْ تَسَلُّطِ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ عَلَيْهِمْ، فَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ وِقَايَةٌ لِلْبُيُوتِ الَّتِي يُقْرَأُ فِيهَا مِنْ تَسَلُّطِهِمْ، وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُولُ: "الْبَيْتُ إِذَا تُلِيَ فِيهِ كِتَابُ اللَّهِ اتَّسَعَ بِأَهْلِهِ، وَكَثُرَ خَيْرُهُ، وَحَضَرَتْهُ الْمَلَائِكَةُ، وَخَرَجَتْ مِنْهُ الشَّيَاطِينُ، وَالْبَيْتُ الَّذِي لَمْ يُتْلَ فِيهِ كِتَابُ اللَّهِ، ضَاقَ بِأَهْلِهِ، وَقَلَّ خَيْرُهُ، وَتَنَكَّبَتْ عَنْهُ الْمَلَائِكَةُ، وَحَضَرَهُ الشَّيَاطِينُ".
وَهُوَ كَذَلِكَ شِفَاءٌ لِمَنْ أُصِيبُوا بِشَرِّ الشَّيَاطِينِ وَمَسِّهِمْ وَضُرِّهِمْ وشبهاتُهم؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ وِقَاءٌ وَشِفَاءٌ [وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ]، وَشِفَاؤُهُ عَامٌّ لِأَمْرَاضِ الْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ، وَلِجَمِيعِ الْأَسْقَامِ وَالْأَدْوَاءِ، وَرَقَى أحدُ الصحابةِ رضي الله عنهم لَدِيغًا بِالْفَاتِحَةِ فَبَرِئَ؛ وَلِذَا كَانَ مِنْ هَجْرِ الْقُرْآنِ هَجْرُ الِاسْتِشْفَاءِ بِهِ، وَكَمْ مِنْ شُبْهَةٍ عَمِلَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا عَمَلَهَا؟!، فَوَجَدَ فِي الْقُرْآنِ مَا يُزِيلُهَا، وَكَمْ مِنْ خَطَرَاتٍ وَوَسَاوِسَ وَشُكُوكٍ اعْتَرَتْ قُلُوبَ أَصْحَابِهَا، فَوَجَدُوا فِي الْقُرْآنِ مَا يَدْحَضُهَا وَيُبْعِدُهَا، وَيُثْبِتُ إِيمَانَهُمْ وَيَقِينَهُمْ [قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ].
وَالْقُرْآنُ بَرَكَةٌ عَلَى الْمَجَالِسِ الَّتِي يُتْلَى فِيهَا، فَيَسْتَجْلِبُ لِأَصْحَابِهَا كُلَّ خَيْرٍ، قَالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "... وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ".
وَمِنْ عَجَائِبِ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ مُبَارَكٌ عَلَى الصُّحُفِ والأوراقِ الَّتِي يُكْتَبُ فِيهَا، فَتَنْقَلِبُ بِآيَاتِ الْقُرْآنِ مِنْ صُحُفٍ وأوراقٍ لَا يُؤْبَهُ بِهَا وَلَا تُحْتَرَمُ، إِلَى صُحُفٍ وأوراقٍ يَجِبُ صِيَانَتُهَا وَرَفْعُهَا وَتَوْقِيرُهَا؛ لِمَا حَوَتْهُ مِنْ كَلَامِ اللهِ-تَعَالَى-، فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ مَكَانَةُ الْوَرَقِ الَّذِي حَوَاهُ، فَمَا مَكَانَةُ الصَّدْرِ الَّذِي حَفِظَهُ وَوَعَاهُ، وَسَلَكَ طَرِيقَهُ وَانْتَفَعَ بِهُدَاهُ؟!
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّ عُلُومَهُ وَمَعَارِفَهُ لَا تَنْضَبُ، وَلَا تَتَوَقَّفُ فَرَائِدُهُ وَفَوَائِدُهُ، وَما زَالَ الْعُلَمَاءُ مُنْذُ تَنَزُّلِهِ إِلَى الْيَوْمِ وَخِلَالَ أَرْبَعَةَ عَشْرَ قَرْنًا يَنْهَلُونَ مِنْهُ، وَيَغْتَرِفُونَ مِنْ بَحْرِ فَوَائِدِهِ، فَمَا أَسِنَ وَلَا سَكَنَ، بَلْ تَزْدَادُ فَوَائِدُهُ وَمَعَارِفُهُ مَعَ الِازْدِيَادِ فِي تَدَبُّرِهِ وَتَعَلُّمِهِ، حَتَّى بَلَغَتْ تفاسيرُ القرآنِ عَدَدًا وَكَمًّا تَفْنَى الْأَعْمَارُ قبلَ عَرْضِهَا وَقِرَاءَتِهَا كُلِّهَا.
بَلْ كَانَ لِلْقُرْآنِ مَدْخَلٌ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْعُلُومِ الْعَصْرِيَّةِ الَّتِي دَلَّتْ آيَاتُهُ عَلَيْهَا صَرَاحَةً، أَوْ إِشَارَةً وَإِيمَاءً، حَتَّى قَادَ كَثِيرًا مِنْ عُلَمَاءِ الْغَرْبِ إِلَى الْإِسْلَامِ؛ لِمَا وَجَدُوا فِيهِ مِنْ إِعْجَازٍ عِلْمِيٍّ فِي عُلُومِهِمُ الَّتِي يُتْقِنُونَهَا.
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّ وَظِيفَةَ مُعَلِّمِ القرآنِ أَشْرَفُ الْوَظَائِفِ وَأَعْلَاهَا؛ لِأَنَّهَا اشْتِغَالٌ بِكَلَامِ اللهِ-تَعَالَى-عَنْ كَلَامِ الْخَلْقِ، قالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أنَّ الِاشْتِغَالَ بِتَفْسِيرِهِ اشْتِغَالٌ بِأَشْرَفِ الْعُلُومِ وَأَعْلَاهَا، وَتَعُمُّ صَاحِبَهُ الْبَرَكَةُ؛ وَكَانَ بَعْضُ عُلَمَاءِ التَّفْسِيرِ يَقُولُ: اشْتَغَلْنَا بِالْقُرْآنِ فَغَمَرَتْنَا الْبَرَكَاتُ وَالْخَيْرَاتُ فِي الدُّنْيَا.
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ تَيْسِيرُ الْعَسِيرِ بِهِ، وَحُصُولُ المَطْلُوبِ، وَالْوُصُولُ إِلَى المَرْغُوبِ، وَدَفْعُ المَكْرُوهِ؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى هَمَّهُ، كَفَاهُ اللهُ تَعَالَى مَا أَهَمَّهُ، قَالَ عَبَّاسٌ الْكِنَانِيُّ عَنْ شَيْخِهِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ المَقْدِسِيِّ: أَوْصَانِي وَقْتَ سَفَرِي، فَقَالَ: أَكْثِرْ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَلَا تَتْرُكْهُ؛ فَإِنَّهُ يَتَيَسَّرُ لَكَ الَّذِي تَطْلُبُهُ عَلَى قَدْرِ مَا تَقْرَأُ، قَالَ: فَرَأَيْتُ ذَلِكَ وَجَرَّبْتُهُ كَثِيرًا، فَكُنْتُ إِذَا قَرَأْتُ كَثِيرًا تَيَسَّرَ لِي مِنْ سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَكِتَابَتِهِ الْكَثِيرُ، وَإِذَا لَمْ أَقْرَأْ لَمْ يَتَيَسَّرْ لِي.
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ يدافعُ عَنْ حَامِلِهِ وَقَارِئِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَكُونُ شَفِيعًا لَهُ وَهُوَ أَحْوَجُ مَا يَكُونُ إِلَى شَفَاعَتِهِ؛ قَالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ...".
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ يَرْقَى بِصَاحِبِهِ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا".
فَحَقَّ عَلَيْنَا أَنْ نُولِيَ كِتَابَ اللهِ-تَعَالَى-عِنَايَتَنَا، وَأَنْ نُفَرِّغَ لَهُ أَوْقَاتَنَا، وَأَنْ نَعْمُرَ بِهِ بُيُوتَنَا، وَأَنْ نَمْلَأَ بِعِظَاتِهِ قُلُوبَنَا، وَأَنْ نَشْرَحَ بِآيَاتِهِ صُدُورَنَا، وَأَنْ نُنِيرَ بِبَرَاهِينِهِ عُقُولَنَا، وَأَنْ نُعَلِّمَهُ نِسَاءَنَا وَأَوْلَادَنَا؛ فَلَا شَيْءَ يُنِيرُ لَهُمْ طَرِيقَ حَيَاتِهِمْ مِثْلُ الْقُرْآنِ، وَلَا ضَمَانَ لِمُسْتَقْبَلِهِمْ إِلَّا بِالْقُرْآنِ؛ فَهُوَ عِزُّهُمْ وَرِفْعَتُهُمْ، وَغِنَاهُمْ وَقُوَّتُهُمْ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ".
أَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ...
أَمَّا بَعْدُ: فما أجملَ أنْ يعمرَ المسلمُ وقتَه بالقرآنِ قراءةً وحفظًا وتدبرًا؛ فَمَنْ فُتِحَ لَهُ بَابُ الْقُرْآنِ وَجَدَ حَلَاوَتَهُ، فما تركَه ولا فارقَه، وهَذِهِ الْأَيَّامُ المُبَارَكَةُ فُرْصةٌ لِمُصَاحَبَةِ الْقُرْآنِ وَمُلَازَمَتِهِ حَتَّى يَكُونَ الْأَنِيسَ وَالرَّفِيقَ؛ فَإِنَّنَا أَحْوَجُ مَا نَكُونُ لِلْقُرْآنِ فِي زَمَنٍ كَثُرَتْ فِيهِ الْفِتَنُ المُضِلَّةُ الَّتِي تَتَخَطَّفُ النَّاسَ فَتَصْرِفُهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، ولَعَلَّ أَبْوَابَ الْقُرْآنِ تَتَفَتَّحُ لَنَا، فَنَعِيشُ بَقِيَّةَ حَيَاتِنَا نَتَلَذَّذُ بِآيَاتِهِ، فَنَنَالُ سَعَادَةَ الدُّنْيَا وَفَوْزَ الْآخِرَةِ، وَمَنْ صَدَقَ مَعَ اللهِ-تَعَالَى-فِي طَلَبِ طَاعَةٍ؛ صدقَ اللهُ معَه فآتَاهُ مَطْلُوبَهُ مِنْهَا، وأسعدُه بها في الدنيا والآخرةِ.[/align]
وَالْبَرَكَةُ هِيَ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ المُتَزَايِدُ عَلَى الدَّوَامِ، وَمَعْنَى ذَلِكَ: أَنَّ خَيْرَ الْقُرْآنِ كَثِيرٌ مُتَزَايِدٌ لَا يَنْقُصُ، وَدَائِمٌ لَا يَنْقَطِعُ، وَبَرَكَتُهُ عَامَّةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
فَالْقُرْآنُ مُبَارَكٌ عَلَى قَارِئِهِ وَسَامِعِهِ وَمُتَدَبِّرِهِ؛ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِلَى أَضْعَافٍ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى، فَيَتْلُو سُورَةً قَصِيرَةً وَيَحْصُدُ أُجُورًا عَظِيمَةً.
وَالْقُرْآنُ بَرَكَةٌ عَلَى مُتَدَبِّرِهِ بِمَا يَحْصُلُ لِقَلْبِهِ مِنِ انْتِفَاعٍ بِالْقُرْآنِ، وَاتِّعَاظٍ بِهِ، وَاسْتِقَامَةٍ عَلَى أَمْرِ اللهِ-تَعَالَى-، مَعَ مَا يُؤْتَى مِنَ الْبَصِيرَةِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، [إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ]، فَمُتَدَبِّرُهُ سَيُهْدَى لِأَقْوَمِ الْأُمُورِ وَأَحْسَنِهَا فِي أقوالِه وأفعالِه، وأَفْكَارِهِ وَآرَائِهِ، وَجَمِيعِ أُمُورِهِ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ.
وَالْقُرْآنُ بَرَكَةٌ عَلَى عَقْلِ حَافِظِهِ؛ لِأَنَّ حِفْظَ مُفْرَدَاتِ أَيِّ لُغَةٍ كَانَتْ يُوَسِّعُ الذَّاكِرَةَ، وَيُقَوِّي الِاسْتِحْضَارَ، فَكَيْفَ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَهِيَ أَشْرَفُ اللُّغَاتِ وَأَعْلَاهَا؟!، ثُمَّ كَيْفَ بِحِفِظِ لُبِّهَا وخلاصتِها وَهُوَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ؟، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ".
وَأَهْلُ الْقُرْآنِ يُمَتَّعُونَ بِعُقُولِهِمْ وَلَوْ طَالَتْ أَعْمَارُهُمْ فلا يصيبُهم الخرفُ والنسيانُ، وَكَثِيرٌ مِنْ القُرَّاءِ وأَئِمَّةِ الْقِرَاءَاتِ جَاوَزُوا التِّسْعِينَ وَعُقُولُهُمْ مَعَهُمْ، قالَ أحدُ السلفِ-رحمهم الله-: "كَانَ يُقَالُ: إِنَّ أَبْقَى النَّاسِ عُقُولًا قُرَّاءُ الْقُرْآنِ"، "مَنْ حَفِظَ الْقُرْآنَ مُتِّعَ بِعَقْلِهِ".
وَالْقُرْآنُ بَرَكَةٌ عَلَى بَيْتِ الرَّجُلِ وَأَهْلِهِ؛ لِأَنَّ الشَّيَاطِينَ تَفِرُّ مِنَ الْبُيُوتِ الَّتِي يُسْمَعُ فِيهَا الْقُرْآنُ؛ قالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "...إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ"، وبعضُ النَّاسِ يَشْكُونَ الْهُمُومَ وَالْغُمُومَ، وَيُعَانُونَ مِنْ ضِيقِ الصُّدُورِ وَالدُّورِ، وَمِنَ المَشَاكِلِ الْأُسْرِيَّةِ، وَمِنْ أَمْرَاضِ المَسِّ وَالسِّحْرِ وَالْعَيْنِ، وَمِنْ تَسَلُّطِ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ عَلَيْهِمْ، فَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ وِقَايَةٌ لِلْبُيُوتِ الَّتِي يُقْرَأُ فِيهَا مِنْ تَسَلُّطِهِمْ، وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يَقُولُ: "الْبَيْتُ إِذَا تُلِيَ فِيهِ كِتَابُ اللَّهِ اتَّسَعَ بِأَهْلِهِ، وَكَثُرَ خَيْرُهُ، وَحَضَرَتْهُ الْمَلَائِكَةُ، وَخَرَجَتْ مِنْهُ الشَّيَاطِينُ، وَالْبَيْتُ الَّذِي لَمْ يُتْلَ فِيهِ كِتَابُ اللَّهِ، ضَاقَ بِأَهْلِهِ، وَقَلَّ خَيْرُهُ، وَتَنَكَّبَتْ عَنْهُ الْمَلَائِكَةُ، وَحَضَرَهُ الشَّيَاطِينُ".
وَهُوَ كَذَلِكَ شِفَاءٌ لِمَنْ أُصِيبُوا بِشَرِّ الشَّيَاطِينِ وَمَسِّهِمْ وَضُرِّهِمْ وشبهاتُهم؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ وِقَاءٌ وَشِفَاءٌ [وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ]، وَشِفَاؤُهُ عَامٌّ لِأَمْرَاضِ الْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ، وَلِجَمِيعِ الْأَسْقَامِ وَالْأَدْوَاءِ، وَرَقَى أحدُ الصحابةِ رضي الله عنهم لَدِيغًا بِالْفَاتِحَةِ فَبَرِئَ؛ وَلِذَا كَانَ مِنْ هَجْرِ الْقُرْآنِ هَجْرُ الِاسْتِشْفَاءِ بِهِ، وَكَمْ مِنْ شُبْهَةٍ عَمِلَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا عَمَلَهَا؟!، فَوَجَدَ فِي الْقُرْآنِ مَا يُزِيلُهَا، وَكَمْ مِنْ خَطَرَاتٍ وَوَسَاوِسَ وَشُكُوكٍ اعْتَرَتْ قُلُوبَ أَصْحَابِهَا، فَوَجَدُوا فِي الْقُرْآنِ مَا يَدْحَضُهَا وَيُبْعِدُهَا، وَيُثْبِتُ إِيمَانَهُمْ وَيَقِينَهُمْ [قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ].
وَالْقُرْآنُ بَرَكَةٌ عَلَى الْمَجَالِسِ الَّتِي يُتْلَى فِيهَا، فَيَسْتَجْلِبُ لِأَصْحَابِهَا كُلَّ خَيْرٍ، قَالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "... وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ".
وَمِنْ عَجَائِبِ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ مُبَارَكٌ عَلَى الصُّحُفِ والأوراقِ الَّتِي يُكْتَبُ فِيهَا، فَتَنْقَلِبُ بِآيَاتِ الْقُرْآنِ مِنْ صُحُفٍ وأوراقٍ لَا يُؤْبَهُ بِهَا وَلَا تُحْتَرَمُ، إِلَى صُحُفٍ وأوراقٍ يَجِبُ صِيَانَتُهَا وَرَفْعُهَا وَتَوْقِيرُهَا؛ لِمَا حَوَتْهُ مِنْ كَلَامِ اللهِ-تَعَالَى-، فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ مَكَانَةُ الْوَرَقِ الَّذِي حَوَاهُ، فَمَا مَكَانَةُ الصَّدْرِ الَّذِي حَفِظَهُ وَوَعَاهُ، وَسَلَكَ طَرِيقَهُ وَانْتَفَعَ بِهُدَاهُ؟!
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّ عُلُومَهُ وَمَعَارِفَهُ لَا تَنْضَبُ، وَلَا تَتَوَقَّفُ فَرَائِدُهُ وَفَوَائِدُهُ، وَما زَالَ الْعُلَمَاءُ مُنْذُ تَنَزُّلِهِ إِلَى الْيَوْمِ وَخِلَالَ أَرْبَعَةَ عَشْرَ قَرْنًا يَنْهَلُونَ مِنْهُ، وَيَغْتَرِفُونَ مِنْ بَحْرِ فَوَائِدِهِ، فَمَا أَسِنَ وَلَا سَكَنَ، بَلْ تَزْدَادُ فَوَائِدُهُ وَمَعَارِفُهُ مَعَ الِازْدِيَادِ فِي تَدَبُّرِهِ وَتَعَلُّمِهِ، حَتَّى بَلَغَتْ تفاسيرُ القرآنِ عَدَدًا وَكَمًّا تَفْنَى الْأَعْمَارُ قبلَ عَرْضِهَا وَقِرَاءَتِهَا كُلِّهَا.
بَلْ كَانَ لِلْقُرْآنِ مَدْخَلٌ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْعُلُومِ الْعَصْرِيَّةِ الَّتِي دَلَّتْ آيَاتُهُ عَلَيْهَا صَرَاحَةً، أَوْ إِشَارَةً وَإِيمَاءً، حَتَّى قَادَ كَثِيرًا مِنْ عُلَمَاءِ الْغَرْبِ إِلَى الْإِسْلَامِ؛ لِمَا وَجَدُوا فِيهِ مِنْ إِعْجَازٍ عِلْمِيٍّ فِي عُلُومِهِمُ الَّتِي يُتْقِنُونَهَا.
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّ وَظِيفَةَ مُعَلِّمِ القرآنِ أَشْرَفُ الْوَظَائِفِ وَأَعْلَاهَا؛ لِأَنَّهَا اشْتِغَالٌ بِكَلَامِ اللهِ-تَعَالَى-عَنْ كَلَامِ الْخَلْقِ، قالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أنَّ الِاشْتِغَالَ بِتَفْسِيرِهِ اشْتِغَالٌ بِأَشْرَفِ الْعُلُومِ وَأَعْلَاهَا، وَتَعُمُّ صَاحِبَهُ الْبَرَكَةُ؛ وَكَانَ بَعْضُ عُلَمَاءِ التَّفْسِيرِ يَقُولُ: اشْتَغَلْنَا بِالْقُرْآنِ فَغَمَرَتْنَا الْبَرَكَاتُ وَالْخَيْرَاتُ فِي الدُّنْيَا.
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ تَيْسِيرُ الْعَسِيرِ بِهِ، وَحُصُولُ المَطْلُوبِ، وَالْوُصُولُ إِلَى المَرْغُوبِ، وَدَفْعُ المَكْرُوهِ؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَ كَلَامُ اللهِ تَعَالَى هَمَّهُ، كَفَاهُ اللهُ تَعَالَى مَا أَهَمَّهُ، قَالَ عَبَّاسٌ الْكِنَانِيُّ عَنْ شَيْخِهِ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ المَقْدِسِيِّ: أَوْصَانِي وَقْتَ سَفَرِي، فَقَالَ: أَكْثِرْ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَلَا تَتْرُكْهُ؛ فَإِنَّهُ يَتَيَسَّرُ لَكَ الَّذِي تَطْلُبُهُ عَلَى قَدْرِ مَا تَقْرَأُ، قَالَ: فَرَأَيْتُ ذَلِكَ وَجَرَّبْتُهُ كَثِيرًا، فَكُنْتُ إِذَا قَرَأْتُ كَثِيرًا تَيَسَّرَ لِي مِنْ سَمَاعِ الْحَدِيثِ وَكِتَابَتِهِ الْكَثِيرُ، وَإِذَا لَمْ أَقْرَأْ لَمْ يَتَيَسَّرْ لِي.
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ يدافعُ عَنْ حَامِلِهِ وَقَارِئِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَكُونُ شَفِيعًا لَهُ وَهُوَ أَحْوَجُ مَا يَكُونُ إِلَى شَفَاعَتِهِ؛ قَالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ...".
وَمِنْ بَرَكَةِ الْقُرْآنِ أَنَّهُ يَرْقَى بِصَاحِبِهِ فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا".
فَحَقَّ عَلَيْنَا أَنْ نُولِيَ كِتَابَ اللهِ-تَعَالَى-عِنَايَتَنَا، وَأَنْ نُفَرِّغَ لَهُ أَوْقَاتَنَا، وَأَنْ نَعْمُرَ بِهِ بُيُوتَنَا، وَأَنْ نَمْلَأَ بِعِظَاتِهِ قُلُوبَنَا، وَأَنْ نَشْرَحَ بِآيَاتِهِ صُدُورَنَا، وَأَنْ نُنِيرَ بِبَرَاهِينِهِ عُقُولَنَا، وَأَنْ نُعَلِّمَهُ نِسَاءَنَا وَأَوْلَادَنَا؛ فَلَا شَيْءَ يُنِيرُ لَهُمْ طَرِيقَ حَيَاتِهِمْ مِثْلُ الْقُرْآنِ، وَلَا ضَمَانَ لِمُسْتَقْبَلِهِمْ إِلَّا بِالْقُرْآنِ؛ فَهُوَ عِزُّهُمْ وَرِفْعَتُهُمْ، وَغِنَاهُمْ وَقُوَّتُهُمْ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ".
أَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ...
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
المرفقات
1075.doc
1076.doc