بدعة المولد النبوي
كامل الضبع زيدان
1436/08/21 - 2015/06/08 08:04AM
حب النبي صلى الله عليه وسلم دين وإيمان وفرض واجب بعدد الأنفاس
والاحتفال بمولده من البدع والضلالات
خطبة الجمعة بجامع الأخوين سحيم وناصر ابني الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني رحمهما الله تعالى.
كيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم وكل نعيم نتعم به في الدنيا والآخرة سببه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبه أخرجنا رب العالمين من الظلمات إلى النور ومن الكفر إلى الإيمان ومن الضلالة إلى الهداية فحبه صلى الله عليه وسلم إيمان ودين وليس للمؤمن إن كان صادقا أن يختار يحب النبي صلى الله عليه وسلم أم لا يحبه بل من لم يحب النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون مؤمنا أصلا ويخطئ بذلك طريق الجنة لأن الجنة لا يدخلها إلا المؤمنون. روى الإمام البخاري عن عبد الله بن هشام قال: {كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر} قال ابن حجر رحمه الله أي الآن عرفت فنطقت بما يجب.
إذا فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد محبة الله عزو جل مباشرة فهو أحب إلى كل مؤمن صادق من ماله وولده ووالده وزوجه وأحب إليه من نفسه التي بين جنبيه قال الله عزو جل {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} وقال جل جلاله {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} أي عزيز عليه أي عنت وأي مشقة تصيب أمته في عبادتها لربها عزو جل من ذلك ما كان منه صلى الله عليه وسلم عندما امتنع من الخروج إلى أصحابه ليصلي بهم صلاة التراويح في رمضان وقال لهم إني خشيت أن تفرض عليكم فتشق عليكم بعد ذلك فهو حريص على هداية الأمة وإخراجها من الظلمات إلى النور وبها رؤوف ورحيم بأبي هو وأمي وروحي صلى الله عليه وسلم ولطالما تذكر أمته وبكى من أجلها وشفقة عليها فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما (أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عزو جل في إبراهيم{رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم} وقال عيسى عليه السلام { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} فرفع يديه وقال اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله عزو جل يا جبريل اذهب إلى محمد ـ وربك أعلم ـ فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسئله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال فرجع جبريل عليه السلام إلى رب العزة جل جلاله فقال الله عزو جل يا جبريل اذهب إلى محمد وقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك} رواه مسلم ووالله لقد أرضاه الله عزو جل وأخبره أن هذه الأمة المرحومة لها شطر أهل الجنة ويقول له رب العالمين يوم القيامة أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما عدا ذلك من الأبواب بعدما شفع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته. كيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم نحن من جاء بعده ولم نره وهو يقول صلى الله عليه وسلم {طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني} وفي رواية وطوبى سبع مرار لمن آمن بي ولم يرني} رواه الإمام أحمد في مسنده وطوبى شجرة في الجنة يسير الجواد المضمر السريع في ظلها مئة عام وما يبلغ منتهاها يا له من فضل عظيم لنا إن كنا صادقين.
إذا فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم فرض علينا وواجب بعدد أنفاسنا نحب الله عزو جل ونحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكون المؤمن صادقا في محبته إلا إذا أطاع الله وأطاع رسول الله فيما أمر وانتهى عما نهى عنه وزجر قال الله عزو جل {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} قال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى هذه الآية فضحت كل من يدعي المحبة إن لم يكن متبعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو كاذب في ادعاءه لمحبة الله عزو جل ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولله در القائل
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
والمحب الصادق يتبع ولا يبتدع فالبدع ضلالات ترد على صاحبها وتذهب بعمله أدراج الرياح هباء منثورا ويا حسرته على عمله الذي عمله وهو يظن أنه من المحسنين بل سيحمل وزر هذه البدعة المحدثة ووزر من عمل بها من بعده إلى يوم الدين يا لها من خسارة.
ومن هذه البدع المحدثة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام وهذه البدعة استحدثها العبيديون الضلال الذين ينتسبون ظلما وزورا وبهتانا إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم ويدعون حبهم لعلي رضي الله عنه وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهم أبعد ما يكونون منهم وكثير من علماء الأمة يخرجونهم من ملة الإسلام بالكلية هؤلاء المفترون هم من ملئوا بلاد المسلمين بهذه البدع وألجأوا الناس إلى عبادة القبور ودعاء المقبورين من دون الله لدفع الضر أو لجلب النفع وغيرها من قضاء الحوائج التي لا يقدر عليها إلا الواحد الأحد جل جلاله.
والنبي صلى الله عليه وسلم ما قصر في البلاغ وما ترك شيئا يقربنا من الجنة ويباعدنا عن النار إلا وأمرنا به وما ترك شيئا يقربنا من النار ويباعدنا عن الجنة إلا ونهانا عنه صلى الله عليه وسلم وما احتفل بيوم مولده في حياته ولا احتفل به أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين مع عظيم حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم وتضحيتهم بأموالهم وأنفسهم وأولادهم وبكل ما يملكون فداء للنبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يحتفلوا بمولده صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان ساروا على هديهم واقتفوا آثارهم وما ابتدعوا هذه البدعة والتي هي من الإطراء الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان خيرا لسبقونا إليه فهم السباقون لكل خير رضوان الله عليهم أجمعين.
وليعلم المبتدعون المغيرون المبدلون لهدي النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سيطردون ولا يردوا حوض الحبيب صلى الله عليه وسلم ولا يهنئوا بالشربة الهنيئة من يديه الشريفتين قال صلى الله عليه وسلم {ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا} رواه البخاري ومسلم وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} رواه البخاري ومسلم.
فعلينا أحبتي في الله عزو جل أن نسير خلف نبينا لا نغير ولا نبدل ولا نبتدع في دين الله عزو جل ما ليس فيه وأن نكون من الطائعين لله ولرسوله لنحقق قول الله عزو جل {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما}.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل واجعلنا للمتقين إماما اللهم آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم وبارك على أشرف المرسلين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
والاحتفال بمولده من البدع والضلالات
خطبة الجمعة بجامع الأخوين سحيم وناصر ابني الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني رحمهما الله تعالى.
كيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم وكل نعيم نتعم به في الدنيا والآخرة سببه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبه أخرجنا رب العالمين من الظلمات إلى النور ومن الكفر إلى الإيمان ومن الضلالة إلى الهداية فحبه صلى الله عليه وسلم إيمان ودين وليس للمؤمن إن كان صادقا أن يختار يحب النبي صلى الله عليه وسلم أم لا يحبه بل من لم يحب النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون مؤمنا أصلا ويخطئ بذلك طريق الجنة لأن الجنة لا يدخلها إلا المؤمنون. روى الإمام البخاري عن عبد الله بن هشام قال: {كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر} قال ابن حجر رحمه الله أي الآن عرفت فنطقت بما يجب.
إذا فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد محبة الله عزو جل مباشرة فهو أحب إلى كل مؤمن صادق من ماله وولده ووالده وزوجه وأحب إليه من نفسه التي بين جنبيه قال الله عزو جل {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} وقال جل جلاله {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} أي عزيز عليه أي عنت وأي مشقة تصيب أمته في عبادتها لربها عزو جل من ذلك ما كان منه صلى الله عليه وسلم عندما امتنع من الخروج إلى أصحابه ليصلي بهم صلاة التراويح في رمضان وقال لهم إني خشيت أن تفرض عليكم فتشق عليكم بعد ذلك فهو حريص على هداية الأمة وإخراجها من الظلمات إلى النور وبها رؤوف ورحيم بأبي هو وأمي وروحي صلى الله عليه وسلم ولطالما تذكر أمته وبكى من أجلها وشفقة عليها فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما (أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عزو جل في إبراهيم{رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم} وقال عيسى عليه السلام { إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} فرفع يديه وقال اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله عزو جل يا جبريل اذهب إلى محمد ـ وربك أعلم ـ فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسئله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال فرجع جبريل عليه السلام إلى رب العزة جل جلاله فقال الله عزو جل يا جبريل اذهب إلى محمد وقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك} رواه مسلم ووالله لقد أرضاه الله عزو جل وأخبره أن هذه الأمة المرحومة لها شطر أهل الجنة ويقول له رب العالمين يوم القيامة أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما عدا ذلك من الأبواب بعدما شفع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته. كيف لا نحبه صلى الله عليه وسلم نحن من جاء بعده ولم نره وهو يقول صلى الله عليه وسلم {طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني} وفي رواية وطوبى سبع مرار لمن آمن بي ولم يرني} رواه الإمام أحمد في مسنده وطوبى شجرة في الجنة يسير الجواد المضمر السريع في ظلها مئة عام وما يبلغ منتهاها يا له من فضل عظيم لنا إن كنا صادقين.
إذا فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم فرض علينا وواجب بعدد أنفاسنا نحب الله عزو جل ونحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكون المؤمن صادقا في محبته إلا إذا أطاع الله وأطاع رسول الله فيما أمر وانتهى عما نهى عنه وزجر قال الله عزو جل {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} قال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى هذه الآية فضحت كل من يدعي المحبة إن لم يكن متبعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو كاذب في ادعاءه لمحبة الله عزو جل ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولله در القائل
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
والمحب الصادق يتبع ولا يبتدع فالبدع ضلالات ترد على صاحبها وتذهب بعمله أدراج الرياح هباء منثورا ويا حسرته على عمله الذي عمله وهو يظن أنه من المحسنين بل سيحمل وزر هذه البدعة المحدثة ووزر من عمل بها من بعده إلى يوم الدين يا لها من خسارة.
ومن هذه البدع المحدثة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام وهذه البدعة استحدثها العبيديون الضلال الذين ينتسبون ظلما وزورا وبهتانا إلى فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم ويدعون حبهم لعلي رضي الله عنه وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهم أبعد ما يكونون منهم وكثير من علماء الأمة يخرجونهم من ملة الإسلام بالكلية هؤلاء المفترون هم من ملئوا بلاد المسلمين بهذه البدع وألجأوا الناس إلى عبادة القبور ودعاء المقبورين من دون الله لدفع الضر أو لجلب النفع وغيرها من قضاء الحوائج التي لا يقدر عليها إلا الواحد الأحد جل جلاله.
والنبي صلى الله عليه وسلم ما قصر في البلاغ وما ترك شيئا يقربنا من الجنة ويباعدنا عن النار إلا وأمرنا به وما ترك شيئا يقربنا من النار ويباعدنا عن الجنة إلا ونهانا عنه صلى الله عليه وسلم وما احتفل بيوم مولده في حياته ولا احتفل به أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين مع عظيم حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم وتضحيتهم بأموالهم وأنفسهم وأولادهم وبكل ما يملكون فداء للنبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يحتفلوا بمولده صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان ساروا على هديهم واقتفوا آثارهم وما ابتدعوا هذه البدعة والتي هي من الإطراء الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان خيرا لسبقونا إليه فهم السباقون لكل خير رضوان الله عليهم أجمعين.
وليعلم المبتدعون المغيرون المبدلون لهدي النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سيطردون ولا يردوا حوض الحبيب صلى الله عليه وسلم ولا يهنئوا بالشربة الهنيئة من يديه الشريفتين قال صلى الله عليه وسلم {ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا} رواه البخاري ومسلم وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} رواه البخاري ومسلم.
فعلينا أحبتي في الله عزو جل أن نسير خلف نبينا لا نغير ولا نبدل ولا نبتدع في دين الله عزو جل ما ليس فيه وأن نكون من الطائعين لله ولرسوله لنحقق قول الله عزو جل {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما}.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل واجعلنا للمتقين إماما اللهم آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم وبارك على أشرف المرسلين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان