بدعة المولد النبوي ليست من السنة ولامن هدي الخلفاء الراشدين

محمد البدر
1440/03/07 - 2018/11/15 15:18PM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللهِ: قَالَ تَعَالَى: ﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ﴾.
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  :« بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْبِلاَدِ, وَالنَّصْرِ وَالرِّفْعَةِ فِي الدِّينِ, وَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِعَمَلِ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا فَلَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ » رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
ويقول الإمام مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ:وَمِنْ أَحْدَثَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ سَلَفُهَا فَقَدْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  خَانَ الدِّينَ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾. [المائدة: 3] فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا، لَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: الْبِدْعَةُ أَحَبُّ إلَى إبْلِيسَ مِنْ الْمَعْصِيَةِ ؛ فَإِنَّ الْمَعْصِيَةَ يُتَابُ مِنْهَا وَالْبِدْعَةَ لَا يُتَابُ مِنْهَا .
عِبَادَ اللهِ: في خضم غربة الدّين وقلة الدراية والمعرفة بهدي سيد الأنبياء والمرسلين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ظهر في بعض الناس أمور عجيبة ومحدثات غريبة وفتاوى وأقوال ما انزل الله بها من سلطان فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ »رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .قصد منها بعضهم إظهار المحبة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ، فاتخذوا من يوم مولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  عيداً، يجتمعون في مثل هذه الأيام على قراءة القصائد وتلاوة المدائح وإنشاد الأراجيز قاصدين من ذلك إبراز وإظهار محبتهم للنبي عليه الصلاة والسلام، وقد يفعلون الولائم لدعوة الناس لقراءة القرآن وقراءة قصص تذكرهم بالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  وهذا القصد عباد الله وإن كان في ذاته قصد حسن إلا أن إظهار محبتنا لنبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يجب أن يكون بالطّريقة التي كان عليها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عِبَادَ اللهِ: فالصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم لم يكن أحدٌ منهم على مثل هذه الأعمال، وحاشاهم أن يكون على شيء من ذلك لأن إظهارهم للمحبّة لم يكن بالإحداث والاختراع وإنما كان بالاقتداء والإتباع، ولهذا وجب علينا أجمعين أن نكون في إظهارنا لمحبتنا لرسولنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام مقتدين بالصحابة الكرام وتابعيهم بإحسان والكيس من عباد الله من ألزم نفسه السنة واقتدى بأولئك الأخيار وبأولئك الأماثل من الصحابة الأبرار ومن اتبعهم بإحسان وأن يحذر غاية الحذر من الأمور المحدثات والمنشآت المبتدعات التي ما أنزل الله بها من سلطان وليس عليها في كتاب الله وسنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  أي دليل أو برهان .
عِبَادَ اللهِ: إن الاحتفال بالمولد النبوي لم يكن معروفاً في زمن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ولا الصحابة رضي الله عن الجميع ولا التابعين ولا القرون المفضلة فَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قَالَ: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
واعلموا يا عِبَادَ اللهِ أن تاريخ مولده لم يثبت فيه شيء وإنما ثبت تاريخ وفاته فهل نفرح بذلك ونحتفل  ومن المفارقات والغرائب في هذا الزمان أن كل الفرق الضالة تحتفل به ،مثل الرافضة الذين يتهمون عائشة رضي الله عنها بالزنا ويلعنون الشيخين أبا بكر وعمر، ويكفرون الصحابة، كذلك النصيرية و البهائية والصوفية عباد القبور والأضرحة وغيرهم من الفرق الضالة والمنحرفة.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا.......
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللهِ: احذروا من وسائل الإعلام الفاسد فهو سلاح خطير جداً فهو ينقل الأخبار والحقائق بدقة واحترافية ،وينشر العلوم والمعارف المتنوعة وإظهار حقائق كانت خافية ؛وفي نفس الوقت ينشر الجهالات ، ويؤصل للضلالات ،ويسهل للناس تعلم السحر والشعوذة والدجل ويحجب الحق ويزيين الباطل ،وينشر الفساد ويسهل الوصول إليه ، وينشر البدع والشرك ومن ذلك الاحتفال بمولد النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  وتزينه للناس ،ومع خطورة ذلك وأثره على جهلة المسلمين المقلدين فإن كثيرًا من الدعاة إلي هذه البدعة لم يكتفوا بذلك ؛بل حاولوا الاستدلال لها، واخترعوا مسوغاتٍ لفعلها ، وأضفوا عليها شيئاً من الشرعية التي تخدع المتلقي الجاهل ، وهاجموا كل من ينكر هذه البدعة .
الا وصلوا ...
المشاهدات 1001 | التعليقات 0