بداية الدراسة عن بعد

علي القرني
1442/01/07 - 2020/08/26 11:32AM

بعد غد بداية العام الدراسي الجديد، وهي مناسبة لها تأثير كبير في حياتنا اليومية، وفي برامجنا، وأوقات راحتنا وعملنا، بل هي مناسبة تحسب لها الدول والمؤسسات التربوية ألف حساب وحساب، وذلك في ظل تزايد إدراك العالم بأهمية العملية التعليمية؛ حتى أضحى التعليم من أبرز سماته البارزة، وعلاماته المتميزة.   فالكل يُدرك اليوم أن التعليم أس التطوير والتنمية، ولا غرابة، فهو مشروع استثمار غاية في الأهمية، أليس استثمارًا في العقول والأفكار  عباد الله : دينكم دين الأنوار ، ربكم جل جلاله نور , فـ (( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )) متصف سبحانه بصفة النور العظيم , وحجابه النور ، وجميع الأنوار الحسية والمعنوية في الأرض والسماوات العلا من نوره جل جلاله .

واختار جل جلاله وأراد أن يخلق ملائكته المقربين من نور . فسبحان من خلق الأنوار كلها واتصف بهذه الصفة العلية .   ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم : نور وسراج منير , قال الله تعالى في وصفه : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا )) ، ببعثته ثم هجرته استنارت الدنيا     . والقرآن الكريم نور , قال العلي الكبير : (( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ))          أيها المسلمون : العلم نور , ونحن على أعتاب الدراسة  منارات العلم والنور   فليكن هدفكم الرئيس من الدراسة تحصيل النور لتكونوا عباداً لله صالحين , تعبدون الله وحده لا شريك له على نور وبصيرة , فلذلك خلقكم  (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )

واستحضروا أيها الطلاب والطالبات الأهداف السامية الأخرى للدراسة :

ــ إنكم تدرسون لتكونوا جنوداً لأمتكم , فتسعون إلى عزها ومجدها مهما كان مجالكم في المستقبل .

ــ إنكم تدرسون : لتتعلموا ، وترفعوا الجهل عن أنفسكم ، في أمر دينكم ودنياكم ، فأنتم من أمة (( اقْرَأْ )) ، من أمة (( ن * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )) ، افرحوا ببشرى رسولكم صلى الله عليه وسلم : (( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة )) [ أخرجه مسلم ] .

-إنكم تتعلمون في مدارسكم العقيدة , وصفة العبادة , وأحكام المعاملة , والآداب والأخلاق النبيلة ، والحديث والتفسير وعلوم الآلة ، وتتعلمون العربية والحساب وغيرها مما يهيئكم مستقبلا لاختصاص نافع مفيد .

ــ إنكم تدرسون لترتقوا في مجال الأخلاق والقيم فلا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون .

ــ إنكم تدرسون لتُعلِّموا غيركم بعد أن تحملوا العلم , فترفعوا الجهل عن الآخرين ، فلقد أنزل الله على رسولكم في الكتاب المبين بأن يأمركم فيقول : (( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ )) .

إِنَّ تَعْلِيمَ أَوْلاَدِنَا أمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا تَحَمَّلْنَاهَا وَتَحَمَّلَهَا الْمُعَلِّمُونَ مَعَنَا، فَطُوبَى ثُمَّ طُوبَى لِلْمُخْلِصِينَ وَالْمُجِدِّينَ وَالْمُجْتَهِدِينَ وَالْمُثَابِرِينَ النَّاصِحِينَ، وَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ لِلْمُسْتَهْزِئِينَ وَالْمُضَيِّعِينَ وَالْمُفَرِّطِينَ، ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾ [العنكبوت: 13]، وفِي الْحَدِيثِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ المُسْلِمِينَ، فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ"، مُتَّفقٌ عليهِ.     وقال عليه الصلاة والسلام / ما مِن عَبْدٍ اسْتَرْعاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْها بنَصِيحَةٍ، إلَّا لَمْ يَجِدْ رائِحَةَ الجَنَّةِ.

ولْنَحْذَرْ جَمِيعًا مِنْ أَنْ نَكُونَ قُدْوةً سَيئةً أَمَامَ أَوْلادِنَا وَطُلاَّبِنَا؛ فَإِنَّ أَعْيُنَهُمْ إلينا أَسْبَقُ من آذَانِهِمْ، وَبِئْسَ الرَّجُلُ رَجُلٌ قَالَ بِلِسَانِهِ الْخَيْرَ ثُمَّ فَعَلَ بِجَوارِحِهِ الشَرَّ، فإِنَّ عَلَيْهِ وِزْرَ مَا فَعَلَ، وَأَوْزَارَ مَنِ اقْتَدَى بِهِ مِنَ النَّاسِ. 

يا أَوْلِيَاءَ الْأُمُورِ.. اللهَ اللهَ فِي حُقُوقِ الْمُعَلِّمِينَ وَالْمُعَلِّمَاتِ وَحُقُوقِ الْأَبْنَاءِ وَالْبَنَاتِ، اغْرِسُوا فِي قُلُوبِ أَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ حُبَّ الْعِلْمِ وأَهْلِهِ، اغْرِسُوا فِي قُلُوبِ أَبْنَائِكُمْ وَبَنَاتِكُمْ إِجْلالَ الْمُعَلِّمِينَ وَالْمُعَلِّمَاتِ وَتَوْقِيرِهِمْ وَاحْتِرَامِهِمْ؛ طَلَبًا لِمَرْضَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، عَلِّمُوهُمُ الْأدَبَ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسُوا فِي مَجَالِسِ الْعِلْمِ وَالطَّلَبِ.  بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني و إياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم.

 

 

 الخطبة الثانية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من  لا نبي بعده

أعلن وزير التعليم آلية العودة للدراسة في العام الجديد، تقضي بأن تنطلق الدراسة  عن بعد لجميع مراحل التعليم العام خلال الأسابيع الـ7 الأولى من العام.

لتصبح مسؤولية الأسرة مضاعفة في تطبيق مبادرة «التعلم عن بعد»، لأنها تمثل جهة الإشراف المباشرة على الطالب أثناء تلقيه الدروس عبر قنوات «التعلم عن بعد»، ويعتبر نجاح التعلم عن بعد، مرهون بمدى جدية أولياء الأمور في التعامل مع هذه الحالة الطارئة، والسعي لإنجاحها، من خلال الحرص على تنفيذ كافة التعليمات، وغرس قيمة التعلم في نفوس المتعلمين، وضرورة توعيتهم بأهمية الالتزام بالدراسة، وأن التعلم عن بعد ليس إجازة مفتوحة لهم، بل إجراء استدعته الحاجة الصحية، ووفق إجراءات اتخذتها الدولة لحماية أبنائها من خطر الإصابة بفيروس كورونا.

اللهم ارفع هذا الوباء ووفق الطلاب والطالبات لكل خير  ثم صلوا

 

 

 

المشاهدات 2011 | التعليقات 0