انقضت العشر الأوائل من رمضان فلا نفتر...
عيد العنزي
1437/09/12 - 2016/06/17 02:46AM
الخطبة الأولى:
أما بعد: أيها المسلمون: ما أشبه الليلة بالبارحة!! بالأمس كنا نستقبل رمضان وها نحن نودع الثلث منه نودع العشر الأوائل مضت منه بما فيها من طاعات وأعمال صالحة من صيام وقيام وتلاوة قران وها هي أيامه الجميلة ولياليه الطاهرة تمشي الهويني لكي تطوي علينا هذا الشهر المبارك.
إذا تم أمر بدا نقصه تأمل زوالا إذا قيل تم
دخلت أيام رمضان وكانت "الهمة العالية" والمساجد مكتظة بالمصلين ولكن وبعد مرور "أيام"، إذا بالكسل ينزل بساحتهم، وإذا بالفتور يخيم على رؤوسهم.
نعم.. إنها حالةٌ تتكرر في كل "رمضان" أن تجد الإنسان حريصًا على وقته، ملازمًا للقرآن، مسابقًا للخيرات في أول الشهر وما يلبث إلا قليلا ويفتر
وما علم أن رمضان كله موسم للتنافس وليس أوله فقط، فيا من "فتر" استيقظ وبادر ولا تنم، فلقد سبقك السابقون، واسمع لنداء رب العالمين (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(
إنه والله من العجيب أن نرى أناسا ليس لهم هم في هذه الدنيا إلا تضييع الأوقات في اللهو والغفلة تمر عليهم المواسم والفرص ولا يحرصون على استغلالها في طاعة الله.
هيا إلى المعالي أخي المبارك ، واصعد للجنان بهمة الإيمان؛ لتفوز برضا الرحمن، ولقد مضت أيام وبقيت أيام، وما يدريك ماذا قُبل من عملك؟!
إنني أخاطب روحك لعلها أن تنهض وتسابق، فنحن ما زلنا في "السباق"، ما زالت هناك بقية من رمضان، فلتكن أعمالك فيما بقي خيرٌ مما ذهب.
فنسأل الله عز وجل أن يتقبل منا صالح الأعمال وأن يغفر لنا التفريط والتقصير.
أيها المسلمون : صوموا تقبل الله صيامكم واحذروا من نواقض الصوم ونواقصه، وصونوه عن قول الزور والعمل به فقد ورد في الحديث الصحيح إن النبي قال: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) رواه البخاري.
فالصائم الحقيقي هو الذي صامت جوارحه عن الآثام ولسانه عن الكذب والفحش والغيبة والنميمة وقول الزور وبطنه عن الأكل والشرب وفرجه عن الرفث، فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه نافعا صالحا، وكذلك أعماله هذا هو الصوم المشروع ، رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وقائم حظه من قيامه والسهر، كل قيام لا ينهى عن الفحشاء والمنكر لا يزيد صاحبه إلا بعدا، وكل صيام لا يصان عن قول الزور والعمل به لا يورث صاحبه إلا مقتا وردا.
عباد الله هذا شهر رمضان الذي أنزل فهي القرآن وفي بقيته للعابدين مستمتع، وهذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويسمع، وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا يتصدع.
فهنيئا لكم الصيام والقرآن ففي الحديث الصحيح: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فيقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان(
وهاأنتم صليتم مع إمامكم التراويح والقيام وحصلتم على أجر قيام ليلة في كل ليلة ولكن أيها المسلمون إذا كنا نخفف من صلاة التراويح حتى لا يتذمر المتذمرون و لا يهرب المقصرون و حتى يدرك أصحاب الأعمال و الوظائف أعمالهم فهذا لا يعني أن تنقطع العبادة بعد صلاة التراويح ، بل بقي لك من قراءة القرآن والصلاة – مثنى مثنى – إذا أردت دون أن تعيد الوتر... بقي لك متسع وإن اكتفيت بما صليت مع إمامك فخير والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
أيها الصائمون: يا من يريد العتق من النار ومغفرة الذنوب ورضا الرحمن، ينبغي لك أن تأتي بأسباب توجب لك الرحمة والمغفرة والعتق من النار وهي متيسرة في هذا الشهر ولله الحمد من الصيام والقيام وقراءة القرآن والذكر ومساعدة الفقراء والمحتاجين وإطعامهم والصدقة والاستغفار وغير ذلك من الأعمال الصالحة .
واعلم ((أن لله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة)) و إن رحمة الله قريب عن المحسنين
فاتقوا الله تعالى واجتهدوا في الأعمال الصالحة في بقية شهركم تقبل الله من الجميع صيامه وقيامه.
بارك الله........
الخطبة الثانية:
أما بعد:
(أياما معدودات) لا نشعر كيف تنسحب من بين أيدينا، لكأنّما هي ساعات معدودات، لا نشعر باليوم منها كيف يبدأ ولا كيف ينتهي.. وهكذا تظلّ أيام رمضان في قدومها وسرعة تتابعها وانقضائها واعظا صامتا يقرع القلوب والأرواح بأنّ هذه الحياة الدّنيا ظلّ زائل، وأنّ أيامها معدودة.. يحسّ العبد المؤمن وهو يودّع هذه الدّنيا بأنّها كانت أياما قليلة، بل ويظنّ يوم القيامة أنّها كانت يوما أو بعض يوم ((قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُون)).
كما انقضت العشر الأولى من رمضان، ستنقضي العشر الثانية، والعشر الأخيرة، وسيرحل رمضان عمّا قريب، والسّعيد من اتّعظ بسرعة انقضاء أيامه الغالية، واجتهد في حسن استغلالها، وتزوّد فيها من الصّالحات، لعلّه يحظى بعفو مولاه وبعتق رقبته من النّار.
إخواني المسلمون، تضرعوا إلى الله في نصر الإسلام والمسلمين في كل مكان؛ فإنهم قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ولا نصر ولا عز لنا ولهم إلا بالتحاكم إلى شرع الله، والتوبة إلى الله؛ فالتوبة سبب النصر على الكافرين. نسأل الله أن يفرج كربهم، ويكبت عدوهم. ونسأله سبحانه أن يهدينا، وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم.
هذا وصلوا....
أما بعد: أيها المسلمون: ما أشبه الليلة بالبارحة!! بالأمس كنا نستقبل رمضان وها نحن نودع الثلث منه نودع العشر الأوائل مضت منه بما فيها من طاعات وأعمال صالحة من صيام وقيام وتلاوة قران وها هي أيامه الجميلة ولياليه الطاهرة تمشي الهويني لكي تطوي علينا هذا الشهر المبارك.
إذا تم أمر بدا نقصه تأمل زوالا إذا قيل تم
دخلت أيام رمضان وكانت "الهمة العالية" والمساجد مكتظة بالمصلين ولكن وبعد مرور "أيام"، إذا بالكسل ينزل بساحتهم، وإذا بالفتور يخيم على رؤوسهم.
نعم.. إنها حالةٌ تتكرر في كل "رمضان" أن تجد الإنسان حريصًا على وقته، ملازمًا للقرآن، مسابقًا للخيرات في أول الشهر وما يلبث إلا قليلا ويفتر
وما علم أن رمضان كله موسم للتنافس وليس أوله فقط، فيا من "فتر" استيقظ وبادر ولا تنم، فلقد سبقك السابقون، واسمع لنداء رب العالمين (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(
إنه والله من العجيب أن نرى أناسا ليس لهم هم في هذه الدنيا إلا تضييع الأوقات في اللهو والغفلة تمر عليهم المواسم والفرص ولا يحرصون على استغلالها في طاعة الله.
هيا إلى المعالي أخي المبارك ، واصعد للجنان بهمة الإيمان؛ لتفوز برضا الرحمن، ولقد مضت أيام وبقيت أيام، وما يدريك ماذا قُبل من عملك؟!
إنني أخاطب روحك لعلها أن تنهض وتسابق، فنحن ما زلنا في "السباق"، ما زالت هناك بقية من رمضان، فلتكن أعمالك فيما بقي خيرٌ مما ذهب.
فنسأل الله عز وجل أن يتقبل منا صالح الأعمال وأن يغفر لنا التفريط والتقصير.
أيها المسلمون : صوموا تقبل الله صيامكم واحذروا من نواقض الصوم ونواقصه، وصونوه عن قول الزور والعمل به فقد ورد في الحديث الصحيح إن النبي قال: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) رواه البخاري.
فالصائم الحقيقي هو الذي صامت جوارحه عن الآثام ولسانه عن الكذب والفحش والغيبة والنميمة وقول الزور وبطنه عن الأكل والشرب وفرجه عن الرفث، فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه نافعا صالحا، وكذلك أعماله هذا هو الصوم المشروع ، رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وقائم حظه من قيامه والسهر، كل قيام لا ينهى عن الفحشاء والمنكر لا يزيد صاحبه إلا بعدا، وكل صيام لا يصان عن قول الزور والعمل به لا يورث صاحبه إلا مقتا وردا.
عباد الله هذا شهر رمضان الذي أنزل فهي القرآن وفي بقيته للعابدين مستمتع، وهذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويسمع، وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا يتصدع.
فهنيئا لكم الصيام والقرآن ففي الحديث الصحيح: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، فيقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان(
وهاأنتم صليتم مع إمامكم التراويح والقيام وحصلتم على أجر قيام ليلة في كل ليلة ولكن أيها المسلمون إذا كنا نخفف من صلاة التراويح حتى لا يتذمر المتذمرون و لا يهرب المقصرون و حتى يدرك أصحاب الأعمال و الوظائف أعمالهم فهذا لا يعني أن تنقطع العبادة بعد صلاة التراويح ، بل بقي لك من قراءة القرآن والصلاة – مثنى مثنى – إذا أردت دون أن تعيد الوتر... بقي لك متسع وإن اكتفيت بما صليت مع إمامك فخير والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
أيها الصائمون: يا من يريد العتق من النار ومغفرة الذنوب ورضا الرحمن، ينبغي لك أن تأتي بأسباب توجب لك الرحمة والمغفرة والعتق من النار وهي متيسرة في هذا الشهر ولله الحمد من الصيام والقيام وقراءة القرآن والذكر ومساعدة الفقراء والمحتاجين وإطعامهم والصدقة والاستغفار وغير ذلك من الأعمال الصالحة .
واعلم ((أن لله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة)) و إن رحمة الله قريب عن المحسنين
فاتقوا الله تعالى واجتهدوا في الأعمال الصالحة في بقية شهركم تقبل الله من الجميع صيامه وقيامه.
بارك الله........
الخطبة الثانية:
أما بعد:
(أياما معدودات) لا نشعر كيف تنسحب من بين أيدينا، لكأنّما هي ساعات معدودات، لا نشعر باليوم منها كيف يبدأ ولا كيف ينتهي.. وهكذا تظلّ أيام رمضان في قدومها وسرعة تتابعها وانقضائها واعظا صامتا يقرع القلوب والأرواح بأنّ هذه الحياة الدّنيا ظلّ زائل، وأنّ أيامها معدودة.. يحسّ العبد المؤمن وهو يودّع هذه الدّنيا بأنّها كانت أياما قليلة، بل ويظنّ يوم القيامة أنّها كانت يوما أو بعض يوم ((قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُون)).
كما انقضت العشر الأولى من رمضان، ستنقضي العشر الثانية، والعشر الأخيرة، وسيرحل رمضان عمّا قريب، والسّعيد من اتّعظ بسرعة انقضاء أيامه الغالية، واجتهد في حسن استغلالها، وتزوّد فيها من الصّالحات، لعلّه يحظى بعفو مولاه وبعتق رقبته من النّار.
إخواني المسلمون، تضرعوا إلى الله في نصر الإسلام والمسلمين في كل مكان؛ فإنهم قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، ولا نصر ولا عز لنا ولهم إلا بالتحاكم إلى شرع الله، والتوبة إلى الله؛ فالتوبة سبب النصر على الكافرين. نسأل الله أن يفرج كربهم، ويكبت عدوهم. ونسأله سبحانه أن يهدينا، وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم.
هذا وصلوا....