انفجار الرياض
ماجد العتيبي
1433/12/16 - 2012/11/01 19:07PM
[انفجار الرياض]
ماجد بن رفاع العتيبي
جامع الأمير سلمان بن عبدالعزيز
17-12-1433
الخطبة الأولى
[align=justify]الحمد لله الذي هدانا للإيمان، وأنعم علينا بالأمن والأمان، وسلّمنا في الدور والأوطان، ورزقنا صحة في الأبدان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فهو المستعان، وعليه التكلان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أصدق من اعتقد بالجَنَان، وأفصح من تكلم باللسان، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان، أما بعد:ماجد بن رفاع العتيبي
جامع الأمير سلمان بن عبدالعزيز
17-12-1433
الخطبة الأولى
فلا تغرنكم الحياة الدنيا فإنكم تاركوها، وعن قريب مفارقوها، وأعمالكم يوم القيامة ملاقوها، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾.
إخوة الدين، لقد هرعتِ الرياضُ صباح أمس على انفجار هائل، حين تسرب حمولةُ شاحنةٍ تقدر بنحو 17 طن من غاز البترول المسال، وفي لحظة اندلع بركان من النار، وانفجار هائل، فاهتزت على إثره المنازلُ القريبة، والشبابيكُ والأبواب، وسقطَ زجاجُ المحلاتِ التجارية، أدى إلى وفاة أكثر من 23 شخصًا، وإصابة أكثر من 130، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله على قضائه وقدره.
اللهم إنه لا شفاءَ إلا شفاؤك؛ اشفِ مرضى حادثة انفجار الرياض واجعل ما أصابهم تكفيرًا لهم من الذنوب والخطايا، واغفر لمن توفى منهم، واجعلهم من الشهداء، واربط على قلوب ذويهم.
إخوة الدين، هذا الانفجار البسيط أدى إلى هلع وخوف، وخراب وتلف، فكيف ﴿إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (*) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (*) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾، وكيف سيكون حالنا ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (*) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾ دمار ليس للمباني فقط، بل دمار للسموات والأرض، ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾، هَلَعْنَا من صوت انفجار، فكيف بهلَعِنَا حين ينفخ في الصور، ﴿فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ﴾، فكم نحن ضعفاء إن لم يرحمنا ربنا، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (*) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ﴾.
إنذارٌ رهيب يوجِّهه الله تبارك وتعالى للناس جميعًا، فإنهم سيواجهون يوم الزلزلة، حيث ترجف الأرض بمن عليها، فتنخلع القلوب فزعًا ورُعبًا، فينفصل الرُّضَّع عن صدور المرضعات الذاهلات ولم يأنِ بعدُ أوان الفطام، وتخرج الأجِنَّة من بطون الأمهات ولم يبلغِ الحملُ التمام، ويفقد النَّاسُ صوابهم ولا يملكون شيئًا من أمر أنفسهم، وكأنهم سكارى قد دارت الخمرة برؤوسهم، فشغلت ساحة وعيهم وتفكيرهم، فلكلِّ امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه.
فتزودوا عباد الله من الصالحات فإنها آمان من فزع يوم القيامة، ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ﴾.
ولنعلم إخوة الدين أن هذا الانفجار المدوّي، يذكرنا بقوله تعالى: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ فكما أيقظ دوي الانفجار أكثر سكان الرياض؛ فلنوقظ قلوبَنا من غفلتها، وعقولَنا من سكرتها.
دعِ المقاديرَ تجري في أعنَّتِها ... ولا تَبِيتَنَّ إلا خاليَ البالِ
ما بينَ غمضةِ عيْنٍ وانتباهتِها ... يغيّرُ اللهُ مِن حالٍ إلى حالِ
اللهم أيقظ قلوبنا من غفلتها، وألن قسوتها.
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله ذي الفضل والعطاء، إله الأرض والسماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير الناس جمعاء، صلى الله وسلم وبارك عليهم وعلى آله وصحبه والتابعين الأوفياء، أما بعد:فما أعظمَ نعمة الله علينا، حيث لطفنا بنا، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.
إخوة الدين، انفجار واحد أحدث هلعًا وفزعًا، فكيف بشعب يحدث عندهم أمثالُ هذا الانفجار وأشد، ليل نهار، إنهم إخوة لنا في فلسطين وسوريا والعراق، من أهل السنة، انفجارات، واغتيالات، واغتصابات، وكأن هذا الانفجار جاء ليوقظ قلوبنا من غفلتها، لنذكر نعمة ربِّنا علينا، ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾،وإن من شكر النعمة، أن نعترف بها، ونحمدَ ربَّنا الذي أنعم علينا، ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.
وجاء هذا الانفجار لنستمر في الدعاء لإخواننا المضطهدين في سوريا وفلسطين والعراق، فهم بأمس الحاجة للدعاء، فالذي أنعم علينا بالأمن والأمان، قادر على أن ينعم عليهم، وأن يهلك عدوهم.
اللهم إنا نبوء لك بنعمتك علينا، ونبوء بذنوبنا، فاغفر لنا، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أمتنا وولاة أمورنا.
اللهم لطفتنا بنا وبأولادنا، اللهم فارحم موتى الانفجار واجعلهم من الشهداء، وارفع البلاء والضراء عن المصابين، إنك جواد كريم. [/align]
المشاهدات 3812 | التعليقات 6
بارك الله فيك يا شيخ ماجد ونفع بك..
>
جزاك الله خيراً
*
بارك الله فيك
ونفع بعلمك
جزاك الله خيراً
*
بارك الله فيك
ونفع بعلمك
ما شاء الله وفقت يا شيخ ماجد
خطبة رائعة و موجزة
كما ان ملاحظة الشيخ ناصر الغامدي جديرة بالاهتمام
خطبة رائعة و موجزة
كما ان ملاحظة الشيخ ناصر الغامدي جديرة بالاهتمام
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
حماك ربي ورعاك شيخ ماجد على معا يشة الحدث وهذ مايريد ه الناس اسأل الله ان لايحرمك الأجر . وأن يرحم الموتى ويشفي المرضى .محبك ابو عبدالله
ناصر العلي الغامدي
خطبة رائعة جدا
واستثمار لحدث حي حاضر بطريقة مثلى
كنت أتمنى التعريج أيضا بذكر إعصار ساندي
وحريق أبقيق
لتربط كلها برباط واحد وهو التذكير باليوم الآخر
وبإخواننا في سوريا وبورما وفلسطين وغيرها
الشكر لك يا شيخ ماجد على الفكرة والخطبة والإيجاز
تعديل التعليق