انتصف شهر القرآن فهل من مشمر
محمد البدر
1438/09/14 - 2017/06/09 00:38AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد: قَالَ تَعَالَى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ها هو شهر رمضان قد انتصف فهل من مشمر قبل رحيله ونادم على ما فات وهل من مسارع لطلب الأجر والثواب والفوز بجنات النعيم والعتق من النار الأليم وهل من طالب لنيل رضا الرحمن وهل من مبادر لكسب الأجور في ما بقي من الشهر المبارك .
عِبَادَ اللهِ:شهر رمضان شهر القرآن شهر التقوى والإنابة والتوبة إلى الله والاستغفار والتسبيح وكثرة العبادات والطاعات وليس شهر التخفيضات والتنزيلات في العبادات والطاعات كما هو ملاحظ ومشاهد ومسموع هذه الأيام فهذه من السلبيات والعادات الغريبة على مجتمعاتنا والتي يجب أن تزول وتعود الأمة إلى كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وما عليه سلف الأمة الصالحين .
وَلِلَّهِ دَرُّ الْإِمَامِ مَالِكٍ يرحمه الله الْقَائِلِ : لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُهَا .
فمن هذه السلبيات : ظاهرة التخفيضات في العبادات والطاعات فإذا نظرت لصلاة المغرب في أغلب المساجد وجدت أنها تقام وفي المسجد صف أو أقل لأن بعض المصلين يجلس على مائدة الطعام ولا ينتهي منها الا مع الاقامة أو في آخر ركعة والبعض لا يكلف نفسه الذهاب إلى المسجد للصلاة بل يصلي في البيت ، كذلك صلاة العشاء يأتي إليها متثاقلاً من شدة امتلاء البطن فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ الْعِشَاءُ وَالْفَجْرُ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ،فاحذروا ان تكونوا منهم ، وقد يصلي التراويح أو بعضها أو يتركها بالكليةوالبعض يبحث عن المسجد الذي يصلي بسرعة ويقرأ القليل من الآيات .
واما صلاة الفجر فحدث ولا حرج ويشترك فيها بعض الأئمة فهم رهن إشارة المصلين ونزولاً عند رغبة المصلين تقام الصلاة مبكراً ويصلي مسرعاً ويقرأ ما تيسر لأن أكثر المصلين بطونهم ممتلئة من السحور والكثير منهم يسهر على اللهو والغفلة وجمع المال والمتعة الحرام والدوريات الرياضية ومتابعة القنوات وغيرها ،وقد يكون أحد العمال يكدح ويكد طوال اليوم حتى الساعة الثالثة صباحاً ويتمنى أن تقام الصلاة بأسرع وقت حتى يستطيع النوم ولكن ليس على حساب عبادة الله ،فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ صَلَاتَهُ؟ قَالَ: «لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا» رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللهِ:ومن الظواهر السلبية الغريبة أيضاً ويشترك فيها بعض الأئمة هداهم الله وهدى الجميع ،إنها ظاهرة إطالة الدعاء والتلذذ بتنغيمه وكثرة السجع والكلمات الرنانة والترعيد وتفاعل الإمام مع المصلين فكلما ارتفع صوت المصلين بالبُّكَاءُ والصُّرِاخُ والعَوِيلُ زاد الإمام في الدعاء وركز على ما يؤثر ويبكي المصلين ورفع الصوت فوق الحاجة وكل هذا إمعان في مخالفة السنة أبى من أبا ورضي من رضي فهي مخالفة صريحة للسنة ألم يصلي النبي صلى الله عليه وسلم التراويح ألم يصلي الصحابة والتابعين فلماذا لم ينقل لنا أنهم أطالوا في الدعاء ودعوا بهذا التطريب والتنغيم والترعيد وفصلوا فيه تفصيلا هل نحن أعلم من النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابته رضي الله عن الجميع ،فضلاً عن أنه إزعاج وتشويش على الآخرين، ويُنَافِي آداب التَّضَرُّعِ والسُّؤَالِ.
قال الكمال بن الهمام الحنفي ما تعارفه الناس في هذه الأزمان من التَّمْطِيطِ، والمبالغة في الصِّيَاحِ، والاشتغال بِتَحْرِيرَاتِ النَّغَمِ إظهاراً للصناعة النَّغَمِيَةِ، لا إقَامَةً لِلْعُبُودِيَّةِ، فإنه لا يَقْتَضِي الإجابة، بل هو من مُقْتَضَيَاتِ اَلْرَدِّ، وهذا معلوم إن كان قَصْدُهُ إعْجَابُ الناس به، فكأنه قال إعْجَبُوا مِنْ حُسْنِ صَوْتِي وتَحْرِيرِي، ولا أرى تَحْرِيرَ النَّغَمِ في الدُّعَاءِ كما يفعله القرّاء في هذا الزمان يصدر ممن يفهم معنى الدُّعَاء والسؤال إذ مقام طلب الحاجة: التَّضَرُّع، لا التَّغَنِي، فاستبان أن ذاك ـ أي التَّغَنِي والتَّمْطِيطُ ـ من مقتضيات اَلْخَيْبَةِ واَلْحِرْمَانِ)أ0هـ (فيض القدير1/229)
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
أما بعد :يلاحظ في هذا الأيام أن الإمام يشرع في صلاة التراويح والبعض يصلي خلفهم جماعة ثانية ويشوش على المصلين وهذا لا يجوز فمن دخل المسجد ولم يصل العشاء ووجد الجماعة يصلون التراويح فإنه يدخل معهم بنية العشاء ثم إذا سلم الإمام قام وأتم صلاته .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع: ادخل مع الإمام في التراويح بنية الفريضة، أي: بنية العشاء، فإذا سلم فقم وائت بركعتين إكمالاً للفريضة، إلا أن تكون مسافراً فسلم معه، ثم ادخل معه في التراويح بنية راتبة العشاء، إن لم تكن مسافراً، فإذا صليت راتبة العشاء ادخل معه في التراويح... انتهى.
الا وصلوا ...
[/align]
أما بعد: قَالَ تَعَالَى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ها هو شهر رمضان قد انتصف فهل من مشمر قبل رحيله ونادم على ما فات وهل من مسارع لطلب الأجر والثواب والفوز بجنات النعيم والعتق من النار الأليم وهل من طالب لنيل رضا الرحمن وهل من مبادر لكسب الأجور في ما بقي من الشهر المبارك .
عِبَادَ اللهِ:شهر رمضان شهر القرآن شهر التقوى والإنابة والتوبة إلى الله والاستغفار والتسبيح وكثرة العبادات والطاعات وليس شهر التخفيضات والتنزيلات في العبادات والطاعات كما هو ملاحظ ومشاهد ومسموع هذه الأيام فهذه من السلبيات والعادات الغريبة على مجتمعاتنا والتي يجب أن تزول وتعود الأمة إلى كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وما عليه سلف الأمة الصالحين .
وَلِلَّهِ دَرُّ الْإِمَامِ مَالِكٍ يرحمه الله الْقَائِلِ : لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُهَا .
فمن هذه السلبيات : ظاهرة التخفيضات في العبادات والطاعات فإذا نظرت لصلاة المغرب في أغلب المساجد وجدت أنها تقام وفي المسجد صف أو أقل لأن بعض المصلين يجلس على مائدة الطعام ولا ينتهي منها الا مع الاقامة أو في آخر ركعة والبعض لا يكلف نفسه الذهاب إلى المسجد للصلاة بل يصلي في البيت ، كذلك صلاة العشاء يأتي إليها متثاقلاً من شدة امتلاء البطن فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ الْعِشَاءُ وَالْفَجْرُ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ،فاحذروا ان تكونوا منهم ، وقد يصلي التراويح أو بعضها أو يتركها بالكليةوالبعض يبحث عن المسجد الذي يصلي بسرعة ويقرأ القليل من الآيات .
واما صلاة الفجر فحدث ولا حرج ويشترك فيها بعض الأئمة فهم رهن إشارة المصلين ونزولاً عند رغبة المصلين تقام الصلاة مبكراً ويصلي مسرعاً ويقرأ ما تيسر لأن أكثر المصلين بطونهم ممتلئة من السحور والكثير منهم يسهر على اللهو والغفلة وجمع المال والمتعة الحرام والدوريات الرياضية ومتابعة القنوات وغيرها ،وقد يكون أحد العمال يكدح ويكد طوال اليوم حتى الساعة الثالثة صباحاً ويتمنى أن تقام الصلاة بأسرع وقت حتى يستطيع النوم ولكن ليس على حساب عبادة الله ،فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَسْرِقُ صَلَاتَهُ؟ قَالَ: «لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا» رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللهِ:ومن الظواهر السلبية الغريبة أيضاً ويشترك فيها بعض الأئمة هداهم الله وهدى الجميع ،إنها ظاهرة إطالة الدعاء والتلذذ بتنغيمه وكثرة السجع والكلمات الرنانة والترعيد وتفاعل الإمام مع المصلين فكلما ارتفع صوت المصلين بالبُّكَاءُ والصُّرِاخُ والعَوِيلُ زاد الإمام في الدعاء وركز على ما يؤثر ويبكي المصلين ورفع الصوت فوق الحاجة وكل هذا إمعان في مخالفة السنة أبى من أبا ورضي من رضي فهي مخالفة صريحة للسنة ألم يصلي النبي صلى الله عليه وسلم التراويح ألم يصلي الصحابة والتابعين فلماذا لم ينقل لنا أنهم أطالوا في الدعاء ودعوا بهذا التطريب والتنغيم والترعيد وفصلوا فيه تفصيلا هل نحن أعلم من النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابته رضي الله عن الجميع ،فضلاً عن أنه إزعاج وتشويش على الآخرين، ويُنَافِي آداب التَّضَرُّعِ والسُّؤَالِ.
قال الكمال بن الهمام الحنفي ما تعارفه الناس في هذه الأزمان من التَّمْطِيطِ، والمبالغة في الصِّيَاحِ، والاشتغال بِتَحْرِيرَاتِ النَّغَمِ إظهاراً للصناعة النَّغَمِيَةِ، لا إقَامَةً لِلْعُبُودِيَّةِ، فإنه لا يَقْتَضِي الإجابة، بل هو من مُقْتَضَيَاتِ اَلْرَدِّ، وهذا معلوم إن كان قَصْدُهُ إعْجَابُ الناس به، فكأنه قال إعْجَبُوا مِنْ حُسْنِ صَوْتِي وتَحْرِيرِي، ولا أرى تَحْرِيرَ النَّغَمِ في الدُّعَاءِ كما يفعله القرّاء في هذا الزمان يصدر ممن يفهم معنى الدُّعَاء والسؤال إذ مقام طلب الحاجة: التَّضَرُّع، لا التَّغَنِي، فاستبان أن ذاك ـ أي التَّغَنِي والتَّمْطِيطُ ـ من مقتضيات اَلْخَيْبَةِ واَلْحِرْمَانِ)أ0هـ (فيض القدير1/229)
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
أما بعد :يلاحظ في هذا الأيام أن الإمام يشرع في صلاة التراويح والبعض يصلي خلفهم جماعة ثانية ويشوش على المصلين وهذا لا يجوز فمن دخل المسجد ولم يصل العشاء ووجد الجماعة يصلون التراويح فإنه يدخل معهم بنية العشاء ثم إذا سلم الإمام قام وأتم صلاته .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع: ادخل مع الإمام في التراويح بنية الفريضة، أي: بنية العشاء، فإذا سلم فقم وائت بركعتين إكمالاً للفريضة، إلا أن تكون مسافراً فسلم معه، ثم ادخل معه في التراويح بنية راتبة العشاء، إن لم تكن مسافراً، فإذا صليت راتبة العشاء ادخل معه في التراويح... انتهى.
الا وصلوا ...
[/align]