انتشار بعض العادات والتقاليد والأعراف والأحكام الشركية
محمد البدر
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾وَقَالَﷺ:«مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.وَقَالَﷺ:«لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى يَعْبُدُوا الأَوْثَانَ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
جاء الإسلام بالتحذير والتنفير من الأعراف السيئة والعادات الشركية مثل البِنَاءِ عَلَى القُبُورِ وَتَعظِيمِها وَالطَّوَافُ حَولَهَا وَالتَّبَرُّكَ بِهَا وَالتَّوَسُّلَ بها وَتَقدِيمُ النُّذُورِ لها، أَوِ الأَخذَ مِن تُرَابِهَا، أَوِ الزِّيَارَاتِ البِدعِيَّةَ لها، أَوِ الإِنشَادَ عِندَهَا وَإِبرَازِ الآثَارِ القَدِيمَةِ، وَجَعلِهَا مَزَارَاتٍ مُعَظَّمَةً وَأَمَاكِنَ مُبَجَّلَةًأَو نَحوَ ذَلِكَ ممَّا حَرَّمَهُ ﷺوَحَذَّرَ أُمَّتَهُ مِنهُ يقَولَﷺ: «قَاتَلَ اللَّهُ اليَهُودَ،اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَ قَالَﷺ: «إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.ومن الأعراف والعادات والتقاليد والأحكام الشركية في هَذَا الزَّمَانِ ومنها إِحيَاءِ آثَارِ النَّبيِّ المَكَانِيَّةِ و آثَارِ الصَّحَابَةِ وهو طَرِيقٌ لِلشِّركِ وَوَسِيلَةٌ لِلكُفرِ، وَسَبَبٌ لِلعَودَةِ إِلى الخُرَافَاتِ وَالوَثَنِيَّةِ.قَالَ شَيخُ الإِسلامِ رَحمهُ اللهُ:"كَانَ أَبُو بَكرٍ وَعُمَرُ وَعُثمَانُ وَعَلِيٌّ وَسَائِرُ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ يَذهَبُونَ مِنَ المَدِينَةِ إِلى مَكَّةَ حُجَّاجًا وَعُمَّارًا وَمُسَافِرِينَ، وَلم يُنقَلْ عَن أَحَدٍ مِنهُم أَنَّهُ تَحَرَّى الصَّلاةَ في مُصَلَّيَاتِ النَّبيِّ ﷺوَمَعلُومٌ أَنَّ هَذَا لَو كَانَ عِندَهُم مُستَحَبًّا لَكَانُوا إِلَيهِ أَسبَقَ، فَإِنَّهُم أَعلَمُ بِسُنَّتِهِ وَأَتبَعُ لها مِن غَيرِهِم".الخ
عِبَادَ اللَّهِ: ومن العادات البدعية الشركية الحلف بغير الله :مثل الحلف بالنبي والكعبة وبالحياة وبالأمانة وبالذمة والشرف والجاه والحلف بالجيلاني والبدوي وغيرهم وهذا كله من الشرك الأصغر إذا لم يقصد تعظيم المحلوف به كتعظيم الله ، أما مع القصد فهو شرك أكبر.قَالَﷺ «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ «مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: وَاللَّاتِ وَالعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.ومن العادات السيئة التوسل إلى الله بالأموات والأولياء، والذهاب إلى الكهان والعرافين واتباع ضلالاتهم، والتعلق بالتمائم والتعاويذ والأحجبة والتطير و التشاؤم قَالَ تَعَالَى : ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ﴾.ومن العادات البدعية وَالشركية إِحيَاءِ المَوَالِدَ مثل مولد النبي ﷺ ومولد عيسى ﷺ.قَالَﷺ«لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾.قَالَ ابْنِ كَثِيْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ، وَطَاوُسُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَالضَّحَّاكُ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، وَغَيْرُهُمْ: هِيَ أَعْيَادُ الْمُشْرِكِينَ.اهـ وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺالْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ « مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ».قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِفَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ«إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ »رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ« مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ »رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ قَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ.قَالَ تَعَالَى : ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَم ابْنُ تَيْمِيَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ: إن مشابهتهم فِي بعض أعيادهم، توجب سرور قلبوهم بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْبَاطِلِ. .إلخ. الا وصلوا..