اليَومُ الآخِرُ

مبارك العشوان 1
1442/01/22 - 2020/09/10 06:35AM

الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ مِنْ أَرْكَانِ الإِيْمَانِ: الإِيْمَانُ بِاليَومِ الآخِرِ؛ وَهُوَ مِنْ أُمُورِ الغَيْبِ الَّتِي يَجِبُ الإِيْمَانُ بِهَا؛ قَالَ تَعَالَى عَنْ عِبَادِهِ المُتَّقِينَ: { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ سَأَلَهُ جِبْرِيلُ عَلَيهِ السَّلَامُ عَنِ الإِيْمَانِ: ( أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَقَدْ أَكْثَرَ اللهُ تَعَالَى مِنْ ذِكْرِ اليَومِ الآخِرِ فِي كِتَابِهِ؛ وَفِي سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وَبَيَّنَ تَعَالَى عَظَمَتَهُ، فَهُوَ يَومٌ مَلِيءٌ بِالْأَهْوَالِ، مَلِيءٌ بِالشَّدَائِدِ وَالكُرُوبِ؛ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، وَيُبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ، وَيُحْشَرُ النَّاسُ، وَيُحَاسَبُونَ، وتُنْصَبُ المَوَازِيْنُ، ويُضْرَبُ الصِّرَاطُ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ؛ وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ.

أَهْوَالٌ يَشِيبُ لَهَا الوِلْدَانُ؛ { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ،  لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }

{ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }.{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ، وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ، وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ، وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ، وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ، وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ، وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ، وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ، وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ، عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ } التكوير 1- 14 { إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ، وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ، وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ، عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ } الانفطار 1– 5

عِبَادَ اللهِ: وَمِمَّا يَكُونُ فِي اليَومِ الآخِرِ: الحَشْرِ؛ قَالَ جَلَّ وَعَلَا: { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } البقرة 203 وَقَالَ سُبْحَانَهُ: { وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنعام 72  وَقَالَ: { وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }المؤمنون  79 وَقَالَ تَعَالَى: { وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ }آل عمران 158 وَقَالَ تَعَالَى: { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا، وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا، لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا }مريم 85 – 87 

تَدَبَّرُوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ - هَذِهِ الآيَاتِ؛ وَتَيَقَّنُوا أَنَّكُمْ مَحْشُورُونَ؛ إِمَّا مَعَ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ ـ جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مَعَهُمْ، وَإِمَّا مَعَ الْمُجْرِمِينَ ـ أَعَاذِنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ ـ ؛ فَهَنِيئًا لِمَنِ اتَّقَى اللهَ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ؛ فَعَمِلَ بِطَاعَتِهِ، وَاجْتَنَبَ مَعْصِيَتَهُ، وَاسْتَعَدَّ لِلِقَائِهِ.

يَقُولُ السَّعْدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: يَحْشُرُهُمْ إِلَى مَوقِفِ القِيَامَةِ مُكَرَّمِينَ، مُبَجَّلِينَ مُعَظَّمِينَ، وَأَنَّ مَآلَهُمُ الرَّحْمَنَ، وَقَصْدَهُمُ المَنَّانَ، وُفُودًا إِلَيهِ،....فَالمُتَّقُونَ يَفِدُونَ إِلَى الرَّحْمَنِ، رَاجِينَ مِنْهُ رَحْمَتَهُ وَعَمِيمَ إِحْسَانِهِ، والفَوزَ بِعَطَايَاهُ فِي َدارِ رِضْوَانِهِ، وَذَلِكَ بِسَبَبِ مَا قَدَّمُوهُ مِنَ العَمَلِ بِتَقْوَاهُ، وَاتِّبَاعِ مَرَاضِيهِ، وَأنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيهِمْ بِذَلِكَ الثَّوَابِ عَلَى ألْسِنَةِ رُسُلِهِ فَتَوَجَّهُوا إِلَى رَبِّهِمْ مُطْمَئِنِّينَ بِهِ، واثِقِينَ بِفَضْلِهِ. وَأمَّا المُجْرِمُونُ، فَإِنَّهُمْ يُسَاقُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا، أيْ: عِطَاشًا، وَهَذَا أَبْشَعُ مَا يَكُونُ مِنَ الحَالَاتِ، سَوْقُهُمْ عَلَى وَجْهِ الذُّلِّ والصَّغَارِ إلَى أَعْظَمِ سِجْنٍ وَأَفْظَعِ عُقُوبَةٍ، وَهُوَ جَهَنَّمُ، فِي حَالِ ظَمَئِهِمْ وَنَصَبِهِمْ، يَسْتَغِيثُونَ فَلَا يُغَاثُونَ، وَيَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لهُمْ، وَيَسْتَشْفِعُونَ فَلَا يُشْفَعُ لهَمُ... الخ.

وَقَالَ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى: { وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا } أيْ: زُرْقًا ألْوَانُهُمْ مِنَ الخَوفِ والقَلَقِ والعَطَشِ. وَفِي آيَةٍ أُخْرَى: { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا } قَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَيْفَ يُحْشَرُ الكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى الرِّجْلَيْنِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ. قَالَ قَتَادَةُ: بَلَى وَعِزَّةِ رَبِّنَا.) أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ. 

جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ المُتَّقِينَ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ وَفْدًا إِلَى الرَّحْمَنِ، وَيَدْخُلُونَ جَنَّتَهُ بِسَلَامٍ.

وَبَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيْهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

 

 الخطبة الثانية: 

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ مِمَّا يَكُونُ فِي ذَلِكَ اليَومِ: مَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ فَقَالَ: ( يُجْمَعُ النَّاسُ، الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ وَالكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ، وَلَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ النَّاسُ: أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بِآدَمَ، فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَيَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو البَشَرِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا، لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ، فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ... ) وَفِي الحَدِيثِ أَنَّهُمْ يَأْتُونَ نُوحًا ثُمَّ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ مُوسَى، ثُمَّ عِيسَى، ثُمَّ مُحَمَّدًا صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ، فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَخَاتِمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَأَنْطَلِقُ، فَآتِي تَحْتَ العَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا، لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ البَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ مَا بَيْنَ المِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الجَنَّةِ، كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ، أَوْ: كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى.

عِبَادَ اللهِ: أَعِدُّوا لِلْيَومِ الآخِرِعُدَّتَهُ، قَبْلَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ، أَعِدُّوا لِذَلِكَ لْيَومِ عُدَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ الإِنْسَانُ: يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ الإِسْلَاَم وَالمُسْلِمِينَ بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيْمَ الجَلِيْلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

اليوم-الآخر-5

اليوم-الآخر-5

المشاهدات 1006 | التعليقات 0