اليهود وعداوتهم ( مجمعة ومعدلة)

الــــيهـــود وعداوتهم

9/10/1442هــــ

الحمد لله العظيم في قدره، العزيز في قهره، العالم بحال العبد في سرِّه وجهره ،ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره. أحمده على كل القضاء حلوّه ومرّه, وأستغفره من كل الذنوب وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقامة لذكره، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بالدين الحق إلى الخلق في بره وبحره؛ صلى الله عليه وعلى آله واتباعه وصحبه, وسلم تسليماً الى يوم الدين.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

 

عباد الله:

اليهود أضلّ الملل، لاح في ديانتها العوج والخلل، يرسل الله إليهم الأنبياء والرسل، (فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا)

أهل كذب ونفاق، أهل زور وبهتان، أهل خيانة وريبة، منبوذون من جميع الأجناس العرب والعجم

أبان الله في كتابه أحوالهم تصريحاً وإسهاباً، إيماءاً واقتضاباً، في مئات الآيات ووصفهم وصفاً مطابقاً عادلاً،

 

عرضت عليهم التوراة فلم يقبلوها، فأمر الله جبريل عليه السلام، فقلع جبلاً من أصله على قدرهم، ثم رفعه فوق رؤوسهم، وقيل لهم إن لم تقبلوها ألقيناه عليكم، فقبلوها كرهاً، قال تعالى: { وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

 

يكتمون الحق، ويحرفون الكلم عن مواضعه، أصحاب تلبيس ومكر وتدليس: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }

، قتلوا عدداً من الأنبياء ،أراقوا دم يحيى، ونشروا بالمناشير زكريا، وهمّوا بقتل عيسى، وحاولوا قتل محمد مرات، ولا خير فيمن قتل نبياً: { أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)

 

اليهود لنعم الله وآلائه جاحدون، نجاهم الله من الغرق مع موسى فلم يشكروا الله، بل سألوا موسى إباءً واستكباراً أن يجعل لهم إله غير الله، يعبدون الله على ما يهوون، لأنبيائه لا يوقرون، قالوا لنبيهم: لن نؤمن لك حتى نرى الله بأعيننا جهرة،

{ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ }

 

اليهود قوم حساد إن رأوا نعمة بازغة على غيرهم سعوا لنزعها، وفي زعمهم أنهم أحق بها، ﴿أَمۡ یَحۡسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَاۤ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِ... ﴾

 

ألسنتهم لا تتنزه عن الكذب والفحش والبذاء،والباطل

﴿وَقَالُوا۟ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفۡرِهِمۡ فَقَلِیلࣰا مَّا یُؤۡمِنُونَ﴾

 بل قالوا على العظيم العظائم (وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ یَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ)

 و( قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِیرࣱ وَنَحۡنُ أَغۡنِیَاۤءُۘ)

(وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ عُزَیۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ)

فتتابعت عليهم اللعنات، (وَلُعِنُوا۟ بِمَا قَالُوا۟)

(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }

 

بخيانتهم ينقضون العهود، وينكثون المواثيق ويحرفون ما أنزل الله

{ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً منهم }

 

جمع الله عليهم لعنه وغضبه ومسخهم وتوعدهم

{ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ }

 

ذهبوا في كفرهم شيعاً لا يحصون. { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ }

اختلافهم بينهم شديد، ونزاعهم كليل، الألفة والمحبة بينهم مفقودة إلى قيام الساعة، { وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ }

يحبون الحياة، ويفتدون لبقائها، ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمۡ أَحۡرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَیَوٰةࣲ وَمِنَ ٱلَّذِینَ أَشۡرَكُوا۟ یَوَدُّ أَحَدُهُمۡ لَوۡ یُعَمَّرُ أَلۡفَ سَنَةࣲ.. ﴾

جبناء عند اللقاء، قالوا لموسى: { فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }

يفرون من الموت، ويخشون القتال: { لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ }

ومع ذلك فهم يشعلون الفتن، ويوقدون الحروب، ويبثّون الضغائن، ويثيرون الأحقاد والعداوات: { كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ }

 

يتعالون على الآخرين، بالكبر تارة، وبالإزدراء أخرى، في أنفسهم أنهم شعب الله المختار، وغيرهم خدم لهم، إنما خلقوا لقضاء حاجاتهم. وهم أكثر أتباع الدجال، أمرنا الله بالاستعاذة من طريقهم في كل يوم سبع عشرة مرة فرضاً،

 

طمّ بغيهم، وعمّ فسادهم ،دمروا الشعوب والأفراد بالربا، يستمتعون بأكل الحرام، يستنزفون ثروات المسلمين بتدمير اقتصادهم، وإدخال المحرمات في تعاملهم، يفتكون بالمسلمين لإفلاسهم، ويسعون إلى فقرهم،

 

يهدفون لهدم الأسرة المسلمة، وتفكيك الروابط والأسس الدينية والاجتماعية، لتصبح أمة لا خطام لها ولا لجام، ينشرون فيها الرذائل والفواحش ويدمرون الفضائل والمحاسن،

يتعاظمون على المسلمين عند ضعفهم، ويذلون عند قوّتهم،وفي فلسطين اليوم  لا تحصى فضائحهم، ولا تعد قبائحهم، ظلم في الأراضي المقدسة، إجلاء من المساكن، تشريد من الدور، هدم للمنازل، قتل للأطفال، اعتداء على الأبرياء، استيلاء على الممتلكات نقض للعهود، غدر في المواعيد، استخفاف بالمسلمين، هتك لمقدساتهم، فواجب على المسلمين مؤازرة إخوانهم في الأراضي المباركة بالإلحاح في الدعاء لهم، والرد عن أعراضهم ،

 

نَسْأَلُ اللَّهَ -تَعَالَى- أَنْ يَحْفَظَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ مِنْ كَيْدِهِمْ، وَأَنْ يُطَهِّرَهُ مِنْ رِجْسِهِمْ، وَأَنْ يَقْطَعَ الْحِبَالَ الْمَمْدُودَةَ إِلَيْهِمْ، وَأَنْ يُعِيدَهُمْ إِلَى ذُلِّهِمْ وَصَغَارِهِمْ، وَأَنْ يَنْصُرَ أَهْلَ الْإِيمَانِ عَلَيْهِمْ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أمابعدعباد الله:

إِنَّنَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَيْقِنَ أَنَّ خِلَافَنَا وَصِرَاعَنَا مَعَ يَهُودَ هُوَ خِلَافُ عَقِيدَةٍ وَدِينٍ، قَبْلَ أَنْ يَكُونَ خِلَافَ أَرْضٍ وَتُرَابٍ،

   إنهم أعداءُ الأمسِ واليومِ والغدِ، أحفادُ بني قُريظةَ والنَضيرِ وقَينُقاعَ، فهل نَعِيْ حقيقةَ أمةِ الغضبِ والضلالِ بعد أن تَفاقَمَ شرُهم وتَطايَرَ شَرَرُهم؟!

إن يهودَ عدوٌ لا يَرحمُ ولا يَفهمُ:

( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً لّلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ)

 

أيُها المؤمنونَ:

 أما فلسطينُ فقد عرفناها يومَ استفتحَها محمدٌ صلى الله عليه وسلم ليلةَ الإسراءِ، وأَمَّ في مَقدِسِها الأنبياءُ، فلسطينُ عَرفناها يومَ دخَلَها عمرُ فاتحاً مطهِرًا،

عَرفناها يومَ ندّى سماءَها عمرُ بدعائِهِ، وبلالٌ بندائِهِ. وإن القلوبَ لا تَفتَأ تهفُو إلى القبلةِ الأولى، والمَسرَى أسىً وأسَفاً، إلا وتطيرُ شوقاً، فتمتلئُ فألاً وأمَلاً بأن نصرَ اللهِ قريبٌ

 

فاللهم احفظِ المسجدَ الأقصى من عدوانِ المعتدينَ، ومن الغاصبينَ المحتلينَ.

·       اللهم أنجِ إخوانَنا بأكنافِ بيتِ المقدسِ، وانصرهم على يهودَ.

 

 

 

 

 

 

 

 

المرفقات

1621547257_الــــيهـــود وعداوتهم.docx

1621547269_الــــيهـــود وعداوتهم.pdf

المشاهدات 1419 | التعليقات 0