اليهود وخياناتهم
الشيخ وسام بن وفيق الدلوي
اليهود وخياناتهم
جامع الفجر
العراق / كركوك
بتاريخ 28-7-2017
أما بعد: فيا عباد الله: يقول تعالى: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ))؛ ويقول تعالى: ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)).
يقول الطبري في تفسيره: ((يقول تعالى لنبيه محمدّ r لتجدن، يا محمد، أشدَّ الناس عداوةً للذين صدَّقوك واتبعوك وصدّقوا بما جئتهم به من الإسلام هم اليهودَ والذين اشركوا)).
إن ما يفعله اليهود بالمسلمين في فلسطين نابع من حقد دفين وعداوة شديدة للإسلام والمسلمين؛ لأن اليهود أعداء لنا وأعداء لديننا، لا نتوقع إلا الشر منهم، يقول الله تعالى: ((مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مّنْ خَيْرٍ مّن رَّبّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)).
اليهود الذين وصفوا الله سبحانه بالنقص فقالوا: ((يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ)) أي بخيل لا ينفق فقال الله تعالى: ((غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا))؛ فغل الله أيديهم غلا معنويا بحيث كانوا أبخل الناس؛ اليهود الذين نقضوا عهد الله من بعد ميثاقه ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)) لذا ينبغي على المسلم عدم تصديقهم مهما أعطوا من عهود ومواثيق؛ اليهود يحرفون الكلم عن مواضعه، يقول ربنا في حقهم: ((يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ))؛ اليهود لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ، ولذلك لعنهم الله تعالى بقوله: ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)).
اليهود الذين قتلوا أنبياء الله بغير حق وسعوا في الأرض فسادا ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ))، ويقول تعالى: ((وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا))؛ اليهود الذين غدروا بخاتم النبيين محمد r ونقضوا عهده، فإنه لما هاجر إلى المدينة كان فيها ثلاث قبائل من اليهود فعقد معهم أن لا يخونوا ولا يؤذوا، ولكن أبى طبعهم اللئيم وسجيتهم السافلة إلا أن ينقضوا ويغدروا.
دخلت امرأة مسلمة إلى سوق اليهود في المدينة يسمى سوق بني قينقاع، وكانت منتقبة، فراودها يهودي على أن تكشف الوجه فقط فأبت، فربطوا آخر ثوبها بمقدمته؛ يعني: ذيل الجلباب ربطوه بمقدمة الجلباب بحيث إذا قامت بدت العورة، وهذا يبين لك أنهم يريدون لعورات المسلمين أن تبدو، وهذا ما نجحوا فيه الآن، فالعورات الآن تبدو دون ربط للمقدم بالمؤخر؛ فلما قامت المرأة انكشفت عورتها فصرخت بأعلى صوتها؛ لأنها حرة؛ وكان بجوارها رجل مسلم؛ فهب ذلك المسلم على اليهودي فقتله في الحال دفاعاً عن العرض: (من مات دون عرضه فهو شهيد) عند ذلك اجتمع اليهود فقتلوه؛ لأنه لا يستطيع أن يقتله بمفرده؛ لأن الله قال في حقهم: ((لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى))؛هذه طبيعة اليهود؛ اجتمعوا عليه فقتلوه، ووصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجهز جيشاً وذهب إلى بني قينقاع، فأجلاهم النبي r من المدينة على أن لهم النساء والذرية ولرسول الله أموالهم.
وأظهر بنو النضير الغدر بعد غزوة أحد فحاصرهم النبي وقذف الله في قلوبهم الرعب وسألوا من رسول الله أن يجليهم على أن لهم ما تحمله إبلهم من أموالهم إلا آلة حرب فأجابهم إلى ذلك فنزل بعضهم بخيبر وبعضهم بالشام.
وأما قريظة فنقضوا العهد يوم الأحزاب فحاصرهم النبي r فنزلوا على حكم سعد بن معاذ فحكم فيهم بقتل رجالهم وقسم أموالهم وسبي نسائهم وذرياتهم ولما نطق سعد بهذا الحكم علق النبي r عليه تعليقاً تهتز له الجبال الشامخات، وقال كما في صحيح البخاري: (لقد حكمت فيهم يا سعد! بحكم الله من فوق سبع سماوات).
فهؤلاء هم اليهود هذه عداوتهم وهذه صفات وهذا خبثهم؛ فمن أراد النصر والانتصار لا بد له من أن يستكمل شروط الإيمان الحقيقي الذي وصف سبحانه أهله بقوله: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(2)الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(3)أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)).