اليهود كما تحدَّث عنهم القرآن

إبراهيم بن صالح العجلان
1434/01/01 - 2012/11/15 18:45PM
اليهود كما تحدَّث عنهم القرآن

إخوة الإيمان :
حدَّثنا عنهم القرآن ففصَّل في وصفهم وأسهب ، وذكر لنا من أخبارهم وأفعالهم ونفسياتهم ،وتلونهم وتقلبهم ، ما يجلِّي سواءاتهم ، ويفضح طبائعهم .
فهل أرذلُ وأنذل من إخوة القردة والخنازير.
هل أسوأُ فكراً ، وأحطُّ انحرافاً من عبدة الطاغوت .
هذه الأمة المرذولة الملعونة هي أشد الأمم عداوة لأهل الإيمان ، وهي التي شرِقت برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكادت له أشد ما يكون الكيد ، واستخدمت كل أنواع العداء لطمس معالم الدين ونوره ، ولسان حالهم :
أُسَاجِلُكَ الْعَدَاوَةَ مَا بَقِينَا *** وَإِنْ مِتْنَا نُوَرِّثُهَا الْبَنِينَ
فماذا قالت آيات التنزيل عن هذه الأمة المتعطشة للحروب والدماء ؟.
ماذا حدَّثنا القرآن عن مكائدهم وخياناتهم ومكرهم الكُبَّار ؟
إذ إن من المهم معرفة طبيعة العدو ونفسيته ، وكيف يعتقد ويفكر ويرى خصومه .
فهذه الأمة الضالة تحركها عقائد تلمودية محرَّفه ، ترمي أتباعها في وادٍ سحيق من الانحراف والضلال ، وتغرس فيهم السواءات الفكرية والعقدية ، والغطرسة والأنانية .
فهل انحراف أشد وأبعد من الانحراف في ذات الله جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه ، فما هي عقيدة يهود في ذات الله جلَّ وعلا ؟
لقد قالوا في ربِّنا تعالى وتقدَّس قولاً إدَّا ، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال له هدَّا ، حين زعموا أنَّ عزيراً ابن الله ، تعالى الله في كبريائه وتقدس(وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم)، هؤلاء المتغطرسين تجاوزا كل حدٍّ وحدود ، فوصفوا الله بكل نقيصة ، فقالوا : إن الله فقير ونحن أغنياء ، وقالوا : يد الله مغلولة ،
لقد هان مقام الله في قلوبهم ، فما كانوا يرجون لله وقاراً ، فقالوا لموسى : لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية ، وقالوا : أرنا الله جهرة ،: ، وقالوا أيضاً : اذهب أنت وربُّك فقاتلا إنا ههنا قاعدون .
هؤلاء لم يحترموا الله جلَّ في علاه ، فهل سيكون عندهم بعد ذلك احترام لإنسان ، أو تقدير لمخلوق ؟
هؤلاء يعلمهم تلمودهم المحرَّف أنَّ هذا الرَّب يُصارع ويُغلب ، ويندم ويبكي ، تعالى الله رب السموات ورب الأرض ربُّ العرش عمَّا يصفون.
أما أنبياء الله وصفوته من خلقه وخيرته من عباده فقد عادتهم يهود أشد ما يكون العداء ، عداءٌ لا يعرفه إلا يهود ، فهل عداءٌ وجُرْمٌ أشدُّ وأفظعُ من سفك الدماء؟ دماء مَنْ ؟ دماء رسل الله ، وصفوة عباد الله .
فهذه الأمة اللعينة لها تاريخ أسود في سفك دماء الأنبياء واغتيالهم ، فقتلوا زكريا ويحيى ، وزعموا قتل عيسى ، وحالوا مراراً قتل محمد صلى الله عليه وسلم وسمَّوه ، حتى قال صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه : ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أون انقطاع أبْهَري .
قال الله تعالى مبيِّناً بشاعة صنيعهم : ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون ) ، وقال سبحانه : ( قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين ) .
هؤلا يعلمهم تلمودهم أن أنبياء الله حفنة من القتلة والغدارين ، والسكارى والمحتالين ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ).
فإذا كانت هذه نظرتهم للأنبياء ، فما ظنكم بموقفهم من أتباع الأنبياء ؟
هذه الأمة المقيتة طمس الله على قلوبهم وطبع عليها ، فقست تلك المضغ في أحشائها فهي كالحجارة أو أشد قسوة .
قلوب سوداء مريضة ، عميت عن الحق ، فلا تهتدي ولا تبصر إلا وفق هواها وشهواتها وما يزينه الشيطان لها ، (وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم)
هذه القلوب امتلأت بالأمراض ، فهي قبور ظلام في ظلام ، صدور ملأ بالحسد والحقد ، وحب الضُّر للغير .
هذه القلوب أفران تغلي في صدور أهلها لا تهدأ ولا تبرد إلا بإيذاء الآخرين ،
لذا فهم يشعلون الحروب ، ويسعون في الأرض فسادا (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الآرض فساداً والله لا يحب المفسدين ).
هؤلاء تربي فيهم عقيدتهم الغرور والتعالي ، فهم في نظرهم شعب الله المختار، وهم أبناؤ الله وأحباؤه ، ومن معتقدهم : (لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى)، فهمم ينظرون للشعوب نظرة استحقار ، وأن اليهودية اصطفاء من الله ولذا فلا يَدْعُون إلى اليهودية ، وإنما تُستحق بالوراثة .
أما غير اليهودي فينظرون إليهم كالبهائم ، فماله حلال لليهودي ( ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ).
هذه الأمة طغى عليها حبُّ الدنيا طغياناً كبيراً ،( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ) ، ولذا أحلوا الحرام ، وتحايلوا في البيع ، وأكلوا الربا ( وأخذهم الربا وقد نهوا عنه ، وأكلهم أموال الناس بالباطل )، بل وحرفوا الشرائع السماوية طمعاً وحباً في الدنيا (اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدوا عن سبيله ) .
هذه الأمة المرذولة رضعت الخيانة والكذب، (سماعون للكذب أكالون للسحت)، ليس عندهم ذمم ولا عهود ولا عقود (أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم)،
إنها خيانة يرثها الأحفاد عن الأجداد ( ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم )
هذه النفوس المعبأة بالخيانة وحب الدنيا لا يمكن أن تفكر في الموت والشهادة في سبيل مبادئها ، فنفوسهم مسكونة بالخوف والجبن ، لا يتسلطون إلا على الضعفاء والنساء ،ولا يواجهون مواجهة النِّد بالنِّد (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )
ومن المعالم القرآنية التي حكم الله بها على اليهود: التفرق والشتات ، والخلاف ماض فيهم إلى يوم القيامة، يقول تعالى: (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا) ويقول تعالى: (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)
هذه الأوصاف التي سمعناها عن يهود ليست حديثاً مفترى ، وإنما هي ممن خلقهم ، وهو أعلم بهم ، فصفاتهم وأفعالهم هي هي لم تتغير ولن تتغير ما دامت توراتهم وتلمودهم هو الذي يصوغهم ويحركهم .
فبالأمس رأى حيي بن أخطب النبي صلى الله عليه وسلم فتيقن صدقه ونبوَّته فقال حين سئل عنه : عداوته والله مابقيت ، وحين قدم لتضرب عنقه قال : ما لمت نفسي على عداوتك أبدا.
وبالأمس زرع اليهودُ ابنَ السوداء عبد الله بن سبأ الذي أحدث في الأمة فتنة كانت نهايتها قتل الخليفة عثمان بن عفان .
بالأمس غرس اليهود في الأمة ميمون القداح اليهودي الذي سعى في نشر مذهب غلاة الرافضة ، والذي تئن منه الأمة إلى اليوم .
وبالأمس أيضاً أشعل اليهود الحروب العالمية , واسقطوا الخلافة العثمانية.
ويهود اليوم خلف أسوأ لسلف سيئ ، فها هم يُعيدون ذات العداوة ،( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ) ، يقول مناحيم بيجن : أنتم أيها الإسرائيليون لا يجب أن تشعروا بالشفقة حتى تقضوا على عدوكم، ولا عطف ولارثاء حتى تنتهوا من إبادة ما يسمى بالحضارة الإسلامية، التي سنبني على أنقاضها حضارتنا.
ويقول ابن غوريون : نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام هذا المارد الذي نام طويلاً وبدأ يتململ.
إننا يجب أن نستيقن - عباد الله- أن يهود الأمس هم يهود اليوم، وهم يهود الغد، اختلفت قوالبهم، واتحدت قلوبهم، فجرائم يهود الآن التي نراها هي ذاتها الجرائم التى قامت بها عصابات يهود عند تأسيس دولة إسرائيل.
ومجازرهم البشعة اليوم في غزة , هي امتداد لمجزرة دير ياسين, والمجازر بعدها، وقادتهم المجرمين اليوم, ليسوا إلا أبناء لآبائهم المحتلين المغتصبين, إن هذا كله ليؤكد لنا أن ما تفعله دولة يهود إنما هو حلقة من سلسلة العداء التي كانت ولا زالت على دين محمد صلى الله وسلم وأتباعه في أرض الإسراء.
وسيبقى عداؤهم لنا متجددًا وماثلًا ما دام فيهم عرق ينبض، أو قلب يخفق.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ......
الخطبة الثانية

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً،أمَّا بعد فيا إخوة الإيمان:وعادت يهود إلى علوها واستعلائها وعادت توقد الحروب على المستضعفين ، فأنزلت عناقيد غضبها ، وأمطرت صواريخها على غزة الأبية .
وهاج في جسد الأمة جرح غائر طالما نزف ، في وقت تعاني فيه الأمة جرح الشام والظلم القاهر الفاجر عليها ، حتى أنستنا جراحات الشام مآسينا هنا وهناك
فلو كان سهماً واحداً لاتَّقيتهُ * * ولكنَّه سهمٌ وثانٍ وثالثٌ
ومع ذلك فإنَّ الواجب على أهل الإيمان نصرة أهل الإسلام في كل بلد يَستنصرون فيه ، كيف وإذا كان من يستنصرنا ويستصرخنا هم أهل الأرض المباركة وجيران البيت المقدس ، فواجب نصرتهم والوقوف معهم ، كل بحسبه وموقعه ، وجهده .
فقضية فلسطين هي قضيتنا القديمة المتجددة ، فألحوا وضجوا إلى ربكم في محاربكم وسجداتكم أن يرفع عن أهل فلسطين كل بأس وقهر ، وأن يرينا في عدوهم ما يخزيهم ، ويشفي قلوبنا فيهم .
ننتظر من كل وسيلة إعلامية أن تكون على قدر المسئولية والجد ، فالإعلام نوع من الجهاد باللسان ، والصورة أبلغ من ألف قول ومقال .
ننتظر منك أنت يا من يهفو قلبك لمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن تنصر قضية فلسطين بمالك ولسانك ودعائك ، ومشاعرك أن تبقى عواطفك حية بالحب والغيرة على أهلك هناك .
ننتظر نصرتك أنت أنت يا كل أبٍ ، ويا كلَّ معلم ومربٍّ أن تغرس في نفوس أبنائك وتلاميذك عقيدة البراءة من اليهود ، وتؤسسَ فيهم الولاء للمسلمين ونصرة قضاياهم والدفاع عن مقدساتهم .
وإن كنا نزعم أننا بلغ بنا الضعف والهوان مبلغاً لا نستطيع فيه مواجهة يهود ، فلا أقل أن تبقى فكرة النصرة حاضرة لا تموت مع مرِّ السنين .
فسياسة يهود هي سياسة ترقيقٍ لهذا الاحتلال، وابعادِ المسلمين عن جوهر القضية، فقضية فلسطين شوَّشها اليهود وبحبل من النصارى عبر عشرات السنين ، ولبَّسوها ، وزوَّروها ، وأضعفوها ، فقضية فلسطين أول ما كانت قضية إسلامية، فَقُلِّمَت ، فأصبحت قضية عربية، ثم حُجِّمَت ، فأضحت قضية فلسطينية، ثم خُنِقَتْ فغدت قضية الأراضي المحتلة، يعني أن هناك أرضان: أرضٌ محتلة، وأرضٌ إسرائيليةٌ لا نزاع فيها!
فلنسمِّ الأسماء باسمها ، ففلسطين قضية جميع المسلمين ، وتنحية راية الدين عن هذا الصراع مع اليهود يضعف قضيتنا ولا يخدمها ؟
أليست هذه الراية تخدم القضية الفلسطينية في الدرجة الأولى، فإذا رفعناها سمعنا صدى الاستجابة لها في أحراش أندونيسيا وأدغال أفريقيا؟!
أليست هذا الراية هي الراية التي ستقطع وتبتر اليهود غدًا، فيعرفها الحجر والشجر، فينادي: ((يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهوديٌّ خلفي، تعال فاقتله)).
والعجب أن ساسة اليهود أنفسَهم قد علموا أن نهايتهم لن تكون إلاَّ على يد هذه الراية الإسلامية .
لقد قالتها رئيسة وزراء إسرائيل (جولدا مائير): نحن لا نخاف من المسلمين إلاَّ عندما يصلون الفجر في المسجد كما يصلُّون الجمعة !!
أما وزير الدفاع الأسبق (موشي ديان) فقد قال مخاطبًا أحد المسلمين: : حقًّا سيأتي يومٌ نخرج فيه من هذه الأرض، وهذه نبوءةٌ نجد لها في كتبنا أصلاً، ولكن متى؟ إذا قام فيكم شعبٌ يعتز بتراثه، ويحترم دينه، ويقدِّر قيمته الحضارية .
اللهم أبرم لأمة الإسلام أمراً رشدا يعز فيه أهل طاعتك ويعافة فيه أهل معصيتك ....
المشاهدات 6407 | التعليقات 8

طولت شيخنا


جزاك الله خير


بارك الله فيك ونفع بك..


سددك ربي ورفع قدرك وبارك في علمك وعملك وجزاك خيرا كثيرا .


جزيت خيرا ياشيخ إبراهيم ،،

وتتميما لفضلكم، هذه الخطبة على الوورد لمن أحب ..

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/3/8/اليهود%20كما%20تحدَّث%20عنهم%20القرآن.doc

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/3/8/اليهود%20كما%20تحدَّث%20عنهم%20القرآن.doc


للرفع ،،

وأرى أنها تحتاج تعديل طفيف لتتواكب مع الحدث


وهذا تعديل للخطبة ، وإضافة لمن أحب ، دعواتكم ،،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إخوة الإيمان :
بغزة في العـراء تصيح ثكلى *** فترجم بالقذائف والرعود
وأشـلاء مبعثـرة لقــوم *** يزين جباههم أثر السجود
مجازر ضجَّت الفلوات منها *** وشاب لهن ناصية الوليد

أيام عصيبة مرَّت، ببلائها ومحنتها، وخوفها وصمودها ، رأينا فيها ظلم البعيد، وهوان القريب.
أيام رأى فيها العالم أجمع زيف حكومات الغرب، وكذبهم، وانحيازهم، وظلمهم.
لن نتحدث عن شلالات الدماء، والجثث المفحمة، والأطفال الممزقة.
لن نستذكر الصواريخ الصهيونية الني تقصف بلا رحمة ولا إنسانية الجوامع والجامعات، والمدارس والجمعيات، فعدسات الإعلام قد كفتنا تصويرها ، والصورة أبلغ من ألف قول ومقال.
وإنما سيكون الحديث عن حقائق ثابتة في زمن متغير متلقب.
عن حقائق الذكر الحكيم في هذه الأمة المرذولة الملعونة.
فكم نحن بحاجة إلى حديث القرآن في وقت علا فيه التحليل السياسي على صوت العقيدة والدين.
نحتاج إلى حديث القرآن في زمن التسابق في استرضاء من لا يرضى.
أما لماذا حديث القرآن ؟
فلكي تبقى هذه المفاهيم غائرة في القلوب لا تغيرها السياسات، ولا الأحداث ، ولا المواقف.
فلم يفصل القرآن تفصيلاً في أمة مثلما أخبر عن يهود ، فذكر لنا من تاريخهم وأفعالهم ونفسياتهم ،وتلونهم، وتقلبهم ، ما يجلِّي سواءاتهم ، ويفضح طبائعهم .
والأمم لا يمكن أن تعزل عن معتقدها وتاريخها.
هذه الأمة المرذولة تنفست الحقد والعداء علينا منذ أن بزغ نور الإسلام، فشرقت
برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكادت له أشد ما يكون الكيد ، واستخدمت كل أنواع العداء لطمس معالم الدين ونوره ، ولسان حالهم :
أُسَاجِلُكَ الْعَدَاوَةَ مَا بَقِينَا *** وَإِنْ مِتْنَا نُوَرِّثُهَا الْبَنِينَ
فهم أشد الأمم عداوة لنا بصريح القرآن .
هذه الأمة الضالة تحركها عقائد تلمودية محرَّفه ، ترمي أتباعها في وادٍ سحيق من الانحراف والضلال،وتغرس فيهم السواءات العقدية،والغطرسة، والأنانية.
فهل انحراف أشد وأبعد من الانحراف في ذات الله جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه ، فما هي عقيدة يهود في ذات الله جلَّ وعلا ؟
لقد قالوا في ربِّنا تعالى وتقدَّس قولاً إدَّا ، تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال له هدَّا ، حين زعموا أنَّ عزيراً ابن الله ، تعالى الله في كبريائه وتقدس(وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم)، هؤلاء المتغطرسين تجاوزا كل حدٍّ وحدود ، فوصفوا الله بكل نقيصة ، فقالوا : إن الله فقير ونحن أغنياء ، وقالوا : (يد الله مغلولة).
لقد هان مقام الله في قلوبهم ، فما كانوا يرجون لله وقاراً ، فقالوا لموسى : لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية، وقالوا: أرنا الله جهرة، وقالوا أيضاً : اذهب أنت وربُّك فقاتلا إنا ههنا قاعدون.
هؤلاء لم يحترموا الله جلَّ في علاه ، فهل سيكون عندهم بعد ذلك احترام لإنسان ، أو تقدير لمخلوق ؟
هؤلاء يعلمهم تلمودهم المحرَّف أنَّ هذا الرَّب يُصارع ويُغلب ، ويندم ويبكي ، تعالى الله رب السموات ورب الأرض ربُّ العرش عمَّا يصفون.
أما أنبياء الله وصفوته من خلقه وخيرته من عباده فقد عادتهم يهود أشد ما يكون العداء ، عداءٌ لا يعرفه إلا يهود ، فهل عداءٌ وجُرْمٌ أشدُّ وأفظعُ من سفك الدماء؟ دماء مَنْ ؟ دماء رسل الله ، وصفوة عباد الله .
قتلوا زكريا ويحيى ، وزعموا قتل عيسى ، وحالوا مراراً قتل محمد صلى الله عليه وسلم وسمَّوه ، حتى قال صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه : ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أون انقطاع أبْهَري .
قال الله تعالى مبيِّناً بشاعة صنيعهم : ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون ) .
هؤلا يعلمهم تلمودهم أن أنبياء الله حفنة من القتلة والغدارين ، والسكارى والمحتالين ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ).
فإذا كانت هذه نظرتهم للأنبياء ، فما ظنكم بموقفهم من أتباع الأنبياء ؟
هذه الأمة المقيتة طمس الله على قلوبهم وطبع عليها ، فقست تلك المضغ في أحشائها فهي كالحجارة أو أشد قسوة .
قلوب سوداء مريضة ، عميت عن الحق ، فلا تهتدي ولا تبصر إلا وفق هواها وشهواتها وما يزينه الشيطان لها ، (وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم)
هذه القلوب امتلأت بالأمراض ، فهي كالقبور ظلام في ظلام ، صدور ملأ بالحسد والحقد ، وحب الضُّر للغير .
هذه القلوب أفران تغلي في صدور أهلها لا تهدأ ولا تبرد إلا بإيذاء الآخرين ،
لذا فهم يشعلون الحروب ، ويسعون في الأرض فسادا (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الآرض فساداً والله لا يحب المفسدين ).
هؤلاء تربي فيهم عقيدتهم الغرور والتعالي ، فهم في نظرهم شعب الله المختار، وهم أبناؤ الله وأحباؤه ، ومن معتقدهم : (لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى)، فهمم ينظرون للشعوب نظرة استحقار ، وأن اليهودية اصطفاء من الله ولذا فلا يَدْعُون إلى اليهودية ، وإنما تُستحق بالوراثة .
أما غير اليهودي فينظرون إليهم كالبهائم ، فماله حلال لليهودي ( ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ).
هذه الأمة طغى عليها حبُّ الدنيا طغياناً كبيراً ،( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ) ، ولذا أحلوا الحرام ، وتحايلوا في البيع ، وأكلوا الربا ( وأخذهم الربا وقد نهوا عنه ، وأكلهم أموال الناس بالباطل )، بل وحرفوا الشرائع السماوية طمعاً وحباً في الدنيا (اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدوا عن سبيله ) .
هذه الأمة رضعت الخيانة والكذب، (سماعون للكذب أكالون للسحت)، ليس عندهم ذمم ولا عهود ولا عقود (أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم)،
إنها خيانة يرثها الأحفاد عن الأجداد ( ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم )
هذه النفوس المعبأة بالخيانة وحب الدنيا لا يمكن أن تفكر في الموت والشهادة في سبيل مبادئها ، فنفوسهم مسكونة بالخوف والجبن ، لا يتسلطون إلا على الضعفاء والنساء ،ولا يواجهون النِّد بالنِّد (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )
ومن المعالمالقرآنية التي حكم الله بها على اليهود: التفرق والشتات ، والخلاف ماض فيهم إلىيوم القيامة، يقول تعالى: (وَقَطَّعْنَاهُمْفِي الأَرْضِ أُمَمًا) ويقول تعالى: (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَىيَوْمِ الْقِيَامَةِ) هذه الأوصاف التي سمعناها عن يهود ليست حديثاً مفترى،وإنما هي نعت خلقهم ،
وهو أعلم بهم ، فصفاتهم وأفعالهم هي هي لم تتغير ولن تتغير ما دامت توراتهم وتلمودهم هو الذي يصوغهم ويحركهم .


فيهودي الأمس حيي بن أخطب رأى النبي صلى الله عليه وسلم وتيقن صدقه ونبوَّته فقال حين سئل عنه: عداوته والله مابقيت، وحين قدم لتضرب عنقه قال:ما لمت نفسي على عداوتك أبدا.
ويهود اليوم يعيدون ذات العداوة السوداء،يقول اليهودي بيجن:أنتم أيهاالإسرائيليون لا يجب أن تشعروا بالشفقة حتى تقضوا على عدوكم، ولا عطف ولارثاء حتى تنتهوا من إبادة ما يسمى بالحضارة الإسلامية، التي سنبني علىأنقاضها حضارتنا.
إننا يجب أن نستيقن - عباد الله- أن يهود الأمس هم يهود اليوم، وهم يهود الغد، اختلفت قوالبهم، واتحدت قلوبهم، فجرائم يهود الآن التي نراها ، هي ذاتها الجرائم التى قامت بها عصابات يهود عند تأسيس دولة إسرائيل.
ومجازرهم البشعة اليوم في غزة , هي امتداد لمجزرة دير ياسين, والمجازر بعدها، وقادتهم المجرمين اليوم, ليسوا إلا أبناء لآبائهم المحتلين المغتصبين, . إن هذا كله ليؤكد لنا أن ما تفعله دولة يهود إنما هو حلقة من سلسلة العداء التي كانت ولا زالت على دين محمد صلى الله وسلم وأتباعه في أرض الإسراء.
وسيبقى عداؤهم لنا متجددًا وماثلًا ما دام فيهم عرق ينبض، أو قلب يخفق.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ......

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً،أمَّا بعد فيا إخوة الإيمان:
ومن أعظم وأخبث مكائد اليهود تفريق المسلمين، وإبعادهم عن جوهر قضاياهم قديماً وحديثاً.
فيهود اليوم منذ أن احتلو فلسطين وهم يسلكون سياسة ترقيق لهذا الاحتلال.
فقضية فلسطين شوَّشها اليهود وبحبل من النصارى عبر عشرات السنين ، ولبَّسوها ، وزوَّروها ، وأضعفوها، وهذا الإضعاف ارتدَّ أثره على مواقف المسلمين.
فقضية فلسطين أول ما كانت قضية إسلامية، فَقُلِّمَت، فأصبحت قضية عربية، ثم حُجِّمَت ، فأضحت قضية فلسطينية، ثم خُنِقَتْ فغدت الصراع الإسرائيلي مع أهل غزَّة، ثم ضيقت فأصبح صراعاً مع بعض أهل غزَّة.
يا أهل الإيمان : ومع هذه الفواجع، وصور المواجع، فإننا على يقين من ربنا أن العاقبة للمتقين، وأن المستقبل ليس في مصلحة يهود، وأنَّ ظلمهم وعتوهم وعلوهم لن يطول ولن يدوم
مضت سنة الله فيهم يوم فسدوا وأفسدوا أن سلط عليهم من يسومهم سوء العذاب، ثم قال سبحانه: (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا).
ومع هذه المآسي المتجددة، وظلامها الدامس نرى شعاع الأمل، والأمل بالله كبير.
فما زاد هذا الإجرام المسلمين في فلسطين إلا ترابطًا، وتماسكًا، وتعلقًا بحبل السماء.
رأينا هتافات التكبير لا تنقطع عن أهالينا في غزة، ارتفعت راية القرآن وعجت الألسنة بالآيات وسورة الأنفال، وأصبحت صيحات الناس هناك:
أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفداء
رأينا تفاعل المسلمين في جميع أقطار العالم الإسلامي يهتفون حانقين غاضبين من صلف يهود واستفزاز يهود.
وقد تصحوا القلوب إذا استفزت ولفح النار يوقظ من سبات
فأبشروا يا أهل الإيمان والله والله والله لن يغلب حزب ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) على كتيبة ( فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين).
ذلك وعد الله ، ومن أوفى بعهده من الله، ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً.
اللهم أبرم لأمة الإسلام أمرا رشدا ...


الله ينفع بك المسلمين ويحمي بك الدين ويحرس بك الملة ويجعلك من دعاته المنافحين عن الحق الداعين إليه العاملين به شيخنا المبارك.