اليهود شر من وطىء الثرى 14442/1/23 هـ

د عبدالعزيز التويجري
1442/01/22 - 2020/09/10 16:15PM

الشيخ: عبدالعزيز بن حمود التويجري

المملكة العربية السعودية/بريدة-حي الصباخ/ جامع إبراهيم الخليل

الحمد لله ذي العزةِ التي لا ترام، والملكِ الذي لا يضام، قيومٌ لا ينام، عزيزُ ذو انتقام، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبدالله ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم مزيدا ... أما بعد،

{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا }

هذا بيان من رب العالمين ، وخبر أصدق الصادقين بأن اليهود أشد أهل الأرض عداوة للمؤمنين ، ولن يكون عدواً للإسلام دون أن يكون الأشد في هذه العداوة، ولن يكون فيها الأشد حتى يفعل بها الأفاعيل المنكرة.

عاث اليهود بقدسه وبطهره  ***   بغيا وأهل القدس باتوا في العرا

وبيان آخر من المصطفى ، بأن اليهود أبعد الناس عن الهدى، هم أقل الشعوب دخولاً في الإسلام ، قال عليه الصلاة والسلام «لَوْ آمَنَ بِي عَشَرَةٌ مِنَ اليَهُودِ، لآمَنَ بِي اليَهُودُ»أخرجه البخاري.

اليهود شر من وطئ الثرى ، وأبخل من جمع المال والثرى ..

قد اشتهر اليهود بكل قطر  **   بأن طباعهم شر الطباع

اليهود جنود الدجال وأتباعه «يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ، سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ» أخرجه مسلم.

 

اليهود في الأرض شرذمة قليلون، وإنهم لنا لغائضون ، فكونوا من مكرهم حاذرون، لعنوا في التوراة والإنجيل والقرآن (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) فلا هوادة عندهم في قتل النساء والصبيان{لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً } فأي خير يرجى منهم ، وأي سلام يطمع معهم ، وهم من تطاولوا على الله جلّ جلاله ، الذي تفرد بالجمال والكمال والجلال ، فقَالُوا ( إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ) وقالوا ( يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ .. غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بما قالوا )

وامتدت أيديهم إلى أنبياء الله ورسله ، وعلى رأسهم زكريا و ابنه يحيى، شدخوا رءوسهم، وقتلوهم .

الغدر من شيمهم ، والخيانة من أخلاقهم .. عاهدهم خير هذه الأمة ، وصالحهم عليه الصلاة والسلام ، فدعوه للمفاوضه ، فلما جاءهم تآمروا على قتله وإلقاء الحجر عليه ، فأجلاهم وخرب بيوتهم ..

           ما يَهودُ الغَدر إلا أَنفـــــسٌ      **    غُمِسَت في حقدها المُستَعِرِ

          إن مضى قِردٌ، فقردٌ قــــــــــادمٌ    **    وخَبَال الرَّأي للمنتــــظِرِ

كيف ترجو من سرابٍ كاذبٍ    **    شَربَةً للظامىءالمُحتضِرِ

يا قوم، هل ترجون من  قاتلِ  **    الأطفالِ حُسنَ المَعشَرِ؟!

عدائهم للإسلام لا يمكن أن يغسله الإحسان ، ولا يمكن أن ينهيه المودة والسلام، ولو كان ذلك ممكن لانتهى في عهد رسول السلام ؛ لكثرة ما أحسن إليهم ، وأراد بهم خيراً ، وفي كل مرة ينقضون العهد والميثاق {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} فما ذا يخافون منا الآن أو يرجون ، حتى يصدقوا بوعدٍ ، أو يوقفوا قتلٍ ، أو ترضيهم أعطية، وربنا يقول {وَلَنْ تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )

هذه شهادة الله على أعدائنا بما يريدونه منا، وأَيُ شهادة أعظم من شهادة الله وأصدق، والتاريخ في ماضيه وحاضره يشهد بذلك..

قائد اليهود هو الدجال الأعور، الذي يدعي الألوهية، يخرج معه من يهود أصبهان سبعون ألفاً ؛ ليقاتلوا المسلمين في الفسطاط ، لتكون المعركة الفاصلة والحاسمة ، وفي تلك المعركة لا يقاتل البشر فحسب؛ بل يقاتل في تلك المعركة الأحجار والأشجار، كلها تقاتل مع المسلمين، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ الذليل مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ: (فَيَقُولُ الْحَجَرُ وِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ) حتى يستأصل المسلمون اليهود، حينئذٍ لا يبقى على قيام الساعة إلا قليل.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ﴾

أستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إن ربي غفور رحيم .

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ: ..  

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اجْتَبَى. أَمَّا بَعْدُ:

لا يئس من روح الله، ولا وهن ولا استكانة لما نسمع أو نشاهد؛ فإن الله عز وجل أخذ على نفسه أن يتخذ شهداء, وأن يبلي المؤمنين بلاء حسنا , وأن يمحص الذين آمنوا {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}

قضى الله أنه متى ما حادت الأمة عن عقيدتها، وتعلقت بهذا أوبذاك؛ إلا وتقلبت في ثنايا الإهانات والنكبات والنكسات حتى ترجع إلى كتاب ربها وسنة نبيها.

      من يتق الله وينصر دينه           لابد في ساح المعارك يُنصَرٌ

{إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ}

لا يخدعنكم وعد، ولا يزعجنكم وعيد، ولا تلهينكم محادثات؛ فكلها ضياع أوقات.

كلُّ العِدَا قَدْ جَنَّدوا طَاقَاتِهِــم      **    ضِدَّ الهُدَى والنُّورِ ضِدَّ الرِّفْعَةِ

إِسلامُنا هُو دِرْعُنَا وَسِلاحُنَــا      **     ومنارُنا عَبْرَ الدجى فِي الظُّلْمَةِ

هُو بِالعَقِيدةِ رَافِعٌ أَعْلامَــــــهُ       **      فَامْشِ بِظِلِّ لِوَائهَا يَا أُمَّتِي

     لا الغَربُ يَقصِد عِزَّنَا كَلا ولا     **     شَرْقُ التَحَلُّلِ إنَّهُ كَالحَيَّــةِ

        الكُلُّ يَقْصدُ ذُلَّنَا وهَوَانَنَــــا     **     أَفَغَيْرُ رَبِّي مُنْقِذٌ مِنْ شِدَّةِ

الصراع عقديٌ أبدي: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} والحل الناجع مواجهتهم بسلاح العقيدة الصحيحة؛ لساناً وسناناً وفعالاً.

لكن أنَّى لهم أن يفلحوا ما تمسَّكنا بكتابنا وسُنَّةِ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم.

اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب أهزم اليهود والنصارى والبوذيين وارفع البلاء والغلاء والظلم عن المسلمين ، اللهم كن للمستضعفين والمضطهدين والمشردين من المسلمين عونا ونصيرا. 

                         

المرفقات

خطبة-اليهود-شر-من-وطئ-الثرى

خطبة-اليهود-شر-من-وطئ-الثرى

المشاهدات 898 | التعليقات 0