اليمن: الحوثيون يواجهون اتهامات بالتآمر لـ «الانقضاض على الدولة» بسبب سلوكهم العسكري

احمد ابوبكر
1435/03/11 - 2014/01/12 10:47AM
النظام السابق يستخدمها أداة للانتقام من هادي

تواجه جماعة (أنصار الله) المشهورة باسم جماعة الحوثي اتهامات سياسية بالتآمر على الدولة إثر سلوكها (العسكري) وفتحها جبهات مسلحة في أكثر من محافظة ضد أطراف عديدة وإشغال الدولة بهذه الحروب على حساب القضايا الرئيسية التي من المقرر أن تنجزها المرحلة الانتقالية.

وتصاعدت حالة القلق والمخاوف السياسية من تحركات جماعة الحوثي العسكرية في محافظات عمران والجوف وحجة وصنعاء بعد أن سيطرت كلية على محافظة صعدة، وتسعى الى السيطرة على بقية المحافظات المحيطة بالعاصمة صنعاء لتعزيز قوتها التفاوضية مع انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الذي وقعت كافة الأطراف السياسية على أبرز مشكلة عالقة فيه وهي القضية الجنوبية.

وأوضح سياسيون لـ"القدس العربي" أن الحوثيين أظهروا نشاطا مسلحا كبيرا خلال الفترة القليلة الماضية بفتح جبهات في مناطق قبلية في محافظات عمران والجوف ومحافظة صنعاء الريفية وحجة، وأن هذه الحروب تجاوزت مبررات الحرب التي أشعلتها في منطقة دمّاج بصعدة ضد السلفيين الذين تتهمهم بـ(التكفيريين) لتيارهم المذهبي الاثنى عشري في عقر دار الحوثية بصعده.

وأوضحوا أن حروب الحوثي الحالية في أكثر من محافظة في اليمن ‘تهدف بشكل واضح إلى إضعاف قوى الدولة لتحقيق مآرب أخرى تخدم نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح والذي تأكد ضلوعه في حلف سياسي وعسكري مع الحوثيين، رغم عدواته السابقة إبّان حكمه".

وكشفوا أن حروب الحوثي الحالية هي حرب ضد (النظام الجمهوري) الذي تتزعمه الدولة إثر تطلعات الحوثيين السياسية التي تسعى إلى السيطرة على السلطة عبر العودة إلى النظام الإمامي القائم على أساس الحق الإلهي لهم باحتكار السلطة وفقا لمعتقداتهم الدينية التي تقول ان الإمارة يجب ألا تخرج عن السلالة الهاشمية وهو أمر مرفوض سياسيا من قبل كافة القوى السياسية والمجتمعية.

وفتحت جماعة الحوثي حروبا عديدة في الوقت الراهن ضد مختلف القوى اليمنية بما فيها القوى القبلية في حاشد وبكيل والسلفيين وحزب الاصلاح والشخصيات العسكرية البارزة وتحديدا القوى التي لعبت دورا في الاطاحة بنظام الرئيس السابق علي صالح.

وفي الوقت الذي تخوض فيه جماعة الحوثي حروبا ومواجهات مسلحة في اكثر من محافظة تشهد العاصمة صنعاء حاليا تحركات واسعة للحوثيين لإقامة مهرجانهم السنوي تحت لافتة (المولد النبوي) والذي سيقام لأول مرة في منشأة حكومية في مدينة الثورة الرياضية بصنعاء يوم 14 من الشهر الجاري، والذي سمح لهم بإقامة هذ المهرجان فيه مقابل موافقتهم على وقف إطلاق النار والتوقيع على اتفاقية أبرمتها اللجنة الرئاسية بهذا الشأن غير أن هذه الاتفاقية انهارت بعد التوقيع عليها بساعات.

ويحاول الحوثيون من خلال هذا المهرجان السنوي منذ ثلاثة أعوام إظهار حضورهم الجماهيري وقوتهم البشرية لاستعراض قوتهم على أرض الواقع من أجل الحصول على مكاسب سياسية كبيرة من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يسعى الى تأسيس نظام فيدرالي جديد يتم تقسيم اليمن بموجب مخرجاته إلى أقاليم عديدة، يطمح الحوثيون من خلال تحركاتهم العسكرية والشعبية الحالية الى السيطرة على اقليم الشمال الذي من المقرر أن يضم محافظة صعدة وبعض المحافظات الأخرى.

ويتهم سياسيون جماعة الحوثي باللعب في المنطقة الخطرة وفي الوقت الضائع، بل ويتحمّلون أعباء حرب بــ(الوكالة) لصالح أطراف أخرى محلية وإقليمية.

وقال مستشار رئيس الجمهورية الدكتور فارس السقاف لـ"القدس العربي" ‘إن الحوثيين يتوسعون من خلال الحروب، حيث أصبحوا يسيطرون على محافظة صعدة ويتوجهون حاليا نحو السيطرة على محافظات عديدة أخرى، في محاولة منهم لمحاكات إيران واستنساخ حزب الله اللبناني انطلاقا من تيارهم الجديد الاثني عشري".

وأوضح أن ‘الحوثيين برزوا بحكم المظلومية التي تعرضوا لها خلال الحروب الست مع النظام السابق (2004-2010) حيث تعاطفت معهم مختلف الأطراف السياسية ولكن جماعة الحوثي أصبحت الآن تنظيما واسعا ويسعى للتمدد أكثر بدعم قوى محلية وإقوى قليمية"، دون ذكرها صراحة ولكن الاتهامات الضمنية تتجه نحو إيران وربما السعودية بالاضافة إلى نظام صالح.

واتهم جماعة الحوثي بإثارة الحروب الحالية على أكثر من صعيد لـ"إرباك المشهد السياسي اليمني وفرض الأمر الواقع على الدولة وأعتقد أنها حرب عبثية ليست لصالح الحوثيين وتخدم الأطراف الأخرى التي تقف وراءها والتي تعد المستفيد الأول من هذه الحروب". مشيرا إلى أن الحوثيين ربما يحاولون حاليا الانقضاض على النظام الجمهوري ولكن نعتقد أن ‘هذا انتحار ولا يمكنهم القيام به".

وقال ‘أنصح الحوثيين بالتحول إلى مشروع حزب سياسي والى الانخراط في المجتمع اليمني لأن جماعة الحوثي بالشكل الحالي كقوة مسلحة تعتبر مهددا للسلطة الحالية ولأي سلطة قادمة، بموازين القوة والنفوذ التي لا يمكن تجاوزها، تفاديا لمشاكلها".

وأوضح أن ‘جماعة الحوثي حتى الآن قدمت نفسها على أساس أنها مشروع عسكري ولم تتقدم بأي مشروع آخر ولم تعرف جماهيريا إلا من خلال الحروب ولم تظهر أي مشروع سياسي كما لم تصنع شخصيات سياسية وهذه مشكلة خطيرة". متهما النظام السابق بالاسهام في تضخيم حركة الحوثيين بالاضافة إلى الدعم الخارجي الايراني الذي ساعدها ماديا ولوجستيا.

وكشف أن جماعة الحوثي أضحت بمثابة ‘رأس حربة للخارج سواء لحزب الله أو لإيران أو لغيرها من القوى الاقليمية والتي تختلف كلية عن البيئة اليمنية كما أن التوجهات الحالية لجماعة الحوثي تخدم النظام السابق".

وقال إن ‘جماعة الحوثي تريد أن تدفع بالرئيس هادي الى الزج بالجيش الى أتون هذه الحروب والمواجهات المسلحة التي يخوضها الحوثيون مع خصومهم ولكن هادي يدرك تماما ابعاد ذلك وهو على يقين بأن الخاسر الأكبر من وراء ذلك سيكون هو الدولة اليمنية واليمنيين جميعا".


المصدر: يمن برس
المشاهدات 1239 | التعليقات 0