الوفاء للوطن ( مشكلة )

   الخطبة الأولى: الوفاء للوطن

الحَمْدُ للهِ الحَكَمِ العَدْلِ، صَاحِبِ الجُودِ وَالفَضْـلِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ العَلِيمُ الخَلاّقُ، قَسَمَ بَيْنَ عِبَادِهِ الأَخْلاقَ وَالأَرْزَاقَ، وَحَثَّهُمْ عَلَى تَحَرِّي العَدْلِ وَالإِنْصَافِ، وَالكَفِّ عَنِ الظُّلْمِ وَالإِجْحَافِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَمَرَ المُؤْمنِينَ بِالسَّمَاحَةِ وَسَعَةِ الصَّدْرِ، وَوَعَدَهُمْ بِذَلِكَ الرِّفْعَةَ وَعُلُوَّ القَدْرِ، r وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.                                           أَمَّا بَعْدُ :

فَأُوصِيكُمْ ونفسي بِتَقْوَى اللـهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَالتَّقْوَى أَسَاسُ الفَلاحِ وَمِفْتَاحُ النَّجَاحِ، فَمَا بُنِيَ تَقَدُّمٌ مِنْ غَيْرِ تُقًى إِلاَّ انعَدَمَ، وَمَا شُيِّدَ بُنْيَانٌ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ انهَدَمَ .

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ t قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ النَّجَاشِيِّ عَلَى النَّبِيِّ e فَقَامَ يَخْدُمُهُمْ ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ : نَحْنُ نَكْفِيكَ، فَقَالَ:" إِنَّهُمْ كَانُوا لأَصْحَابِنَا مُكْرِمِينَ ، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُكَافِئَهُمْ " رواه البيهقي في دلائله .

عباد الله: إِنَّ فَضْـلَ اللـهِ عَلَيْـكُمْ عَظِيمٌ، وَعَطَاءَهُ لَكُمْ وَافِرٌ عَمِيمٌ، يَجِبُ أَنْ يُذْكَرَ وَلا يُكْفَرَ، فَذِكْرُهُ شُكْرٌ مَمْدُودٌ، وَنُكْرَانُهُ كُفْرَانٌ وَجُحُودٌ ( إن اللَّـهَ لذو فضلٍ على النَّاسِ ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يشكرون ) وَمِنْ فَضْـلِهِ عَلَيْـكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيْمَانِ وَشَرَّفَكُمْ بِالإِسْلامِ (يَمُنُّونَ عليك أن أسلموا قل لا تمنُّوا عليَّ إسلامَكُم بل اللـهُ يمنُّ عليكم أن هداكم للإيمانِ إن كنتم صادقين ) ، وَمِنْ فَضْـلِ اللـهِ عَلَى النَّاسِ سَعَةُ رَحْمَتِهِ ( ورحمتي وسِعَت كلَّ شيءٍ ) وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ( يختصُ برحمته من يشاءُ واللـهُ ذو الفضلِ العظيمِ ).

 إِنَّ فَضْـلَ اللـهِ عَلَى عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَى، وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُستَقْصَى، وَالمُؤْمِنُ الحَقُّ يَرُدُّ الفَضْـلَ إِلَى صَاحِبِ الفَضْـلِ وَهُوَ اللـهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، قَالَ r «لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْـمَدْحُ مِنَ اللَّـهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ...» م.

ولَيْسَ مِنَ الوَفَاءِ أَنْ يَمْدَحَ المُؤْمِنُ نَفْسَهُ وَيُزَكِّيَهَا وَيَنْسُبَ إِلَيْهَا كُلَّ تَوفِيقٍ، وَيَنْسَى فَضْـلَ اللهِ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ، فَهَذَا نَبِيُّ اللـهِ سُلَيْمَانُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - حِينَ أَحْضَرَ اللـهُ إِلَيْهِ العَرْشَ مِنْ مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ رَدَّ الفَضْـلَ إِلَى أَهْـلِهِ، وَعَدَّ هَذَا ابتِلاءً مِنْهُ سُبْحَانَهُ ( قال هذا من فضلِ ربي ليبلُوني ءَأَشكرُ أم أَكفرُ ومن شكرَ فإنما يشكرُ لنفْسِه ومن كفرَ فإنَّ ربي غنيٌ كريمٌ ) .

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ عَدَمَ نِسْيَانِ الفَضْـلِ خُلُقٌ يَجِبُ أَنْ يَبْـقَى حِلْيَةَ المُؤْمِنِينَ، فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ، فَمَنْ تَلَقَّى مِنْ أَحَدٍ عَوْنًا أَوْ جَمِيلاً أَيًّا كَانَ؛ قَابَلَ هَذَا بِالشُّكْرِ وَالعِرْفَانِ، وَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ r أُسْوَةً وَقُدْوَةً فِي هَذَا الخُلُقِ الكَرِيمِ، فَكَانَ أَوفَى النَّاسِ ذِمَّةً وَأَعْرَفَهُمْ بِالجَمِيلِ، لِلْمُسْـلِمِ وَغَيْرِ الـمُسلِمِ عَلَى السَّوَاءِ، فحِينَ عَادَ r مِنْ رِحْـلَتِهِ إِلَى الطَّائِفِ دَخَلَ مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَجَارَهُ المُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ، فَحَفِظَ الرَّسُولُ r لِلْمُطْعِمِ هَذِهِ اليَدَ رَغْمَ شِرْكِهِ، فقال في أُسارى بدر( لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا، ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلاَءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَه)خ.

وَفِي حُنَيْنٍ يَجِدُ الْأَنْصَارُ فِي أَنْفُسِهِمْ شَيْئًا مِنْ قِسْمَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ؛ حَيْثُ لَمْ يُعْطِهِمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ رَغْمَ مُشَارَكَتِهِمْ، وَأَعْطَى آخَرِينَ، بَعْضُهُمْ لَمْ يُشَارِكْ؛ تَأْلِيفًا لَـهُمْ؛ فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتَهُمْ r جَمَعَهُمْ وَسَمِعَ مِنْهُمْ ثُمَّ أَجَابَ عَلَيْهِمْ إِجَابَةً أَذْهَبَتْ مَا وَجَدُوهُ عَلَيْهِ، وَمِمَّا قَالَهُ r :" لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ: جئتَنا طريدًا فآوَيناكَ ، وعائلًا فآسَيناكَ ، وخائفًا فأمَّنَّاكَ ، ومَخذولًا فنصَرناكَ ..." اعْتِرَافًا مِنْهُ بِالْفَضْلِ لَـهُمْ . والحديث أصله في الصحيحين .

 عباد الله: لقد كَانَ e وَفِيًّا لِزَوْجِهِ السَّيِّدَةِ خَدِيجَةَ فِي حَيَاتِهَا، وَوَفِيًّا لِذِكْرَاهَا بَعْدَ وَفَاتِهَا، وكانَ يَذكُرُ فَضائِلَها ويُثني عليها ويقولُ: (مَا أَبْدَلَنِي اللـهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللـهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ ) أحمد .

ولَقَد دَخَلَتْ عَلَيْهِ امرَأَةٌ فَهَشَّ لَهَا وَأَحْسَنَ استِقْبَالَهَا، فَلَمَّا خَرَجَتْ قَالَe: (إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا أَيَّامَ خَدِيجَةَ، وإِنَّ حُسْنَ العَهْدِ مِنَ الإِيْمانِ) الحاكم وغيره ، فَتَذَكُّرُ الفَضْـلِ أَسَاسٌ فِي العَلاقَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، فَعَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ يَعْرِفَ قَدْرَ الآخَرِ وَفَضْـلَهُ، وَلَيْسَ مِنَ الأَدَبِ وَحُسْنِ العِشْرَةِ أَنْ يَذْكُرَ الزَّوْجُ مَسَاوِيَ زَوْجِهِ وَيَنْسَى فَضَائِلَهُ وَمَحَاسِنَهُ وَهِيَ أَكْثَرُ ( ولا تنسوا الفضلَ بينكم ) .

عباد الله: مِنَ الاعتِرَافِ بِالجَمِيلِ وَعَدَمِ نِسْيَانِ الفَضْـلِ اعتِرَافُ الإِنْسَانِ بِفَضْـلِ وَطَنِهِ الَّذِي أَظَلَّتْهُ سَمَاؤُهُ، وَأَقَلَّتُهُ غَبْرَاؤُهُ وَخَضْرَاؤُهُ، وَرُزِقَ فِيهِ الأَمْنَ وَالسَّلامَ، فَعَاشَ فِي طُمَأْنِينَةٍ، وَهُدُوءٍ وَسَكِينَةٍ، فَحُقَّ لِوَطَنٍ ضَمَّ أَبْنَاءَهُ وَعَلَّمَهُمْ وَحَنَا عَلَيْهِمْ، وَقَدَّمَ صُنُوفَ الخَيْرِ إِلَيْهِمْ أَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيْهِ صُنُوفَ الوَفَاءِ، وَيُشَرِّفُوا أَنْفُسَهُمْ بِحُسْنِ الانتِمَاءِ وَجَمِيلِ العطاء.

إنَّ فضلَ الوطنِ مُقَرّرٌ ومعروفٌ؛ وإنَّ الاعترافَ بجميلِ الوَطَنِ يَقْتَضي أن نحافظَ عليه من كل سوءٍ ومكروه، وأن نردَّ إليه الجميلَ تحتَ كلِّ الظروف، وأنْ نَعملَ جَاهدِينَ على نَشْرِ الفَضائلِ في جَمِيعِ أَنْحائِهِ، ودَرْءِ الرَّذَائِلِ عَنْ كُلِّ أرجائِه، والمحافظةِ على سفينةِ نجاته.

عباد الله: إِنَّ مِمَّا يَجِبُ عَلَى المُؤْمِنِينَ، وَيُعَدُّ مِنْ شِيَمِ الأَبْرَارِ المُتَّقِينَ، شُكْرَ الأَوفِيَاءِ المُحْسِنِينَ، وَتَثْمِينَ جُهُودِ العَامِلِينَ، فالإسلامُ دِينُ وَفَاءٍ، يَحُثُّ كُلَّ مَنْ أُسْدِىَ إليهِ معروفٌ أنْ يُقابلَ الجميلَ بجميلٍ، إنْ لم يكنْ بالمالِ والعطاءِ فَبِالثَّناءِ والدُّعاءِ، يقولُ الرسولُ r : ( مَنْ أُسديَ إليهِ مَعرُوفٌ فقالَ لفاعلِه: جزاكَ اللهُ خيرًا؛ فقدْ أَبلغَ في الثَّناءِ) ، يقولُ الرسولُ r: ( مَنْ أُعطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فليَجْزِ بِهِ، فإنْ لَم يَجِدْ فلْيُثنِ؛ فإِنَّ مَنْ أَثْنى فَقَدْ شَكَرَ، ومَنْ كَتَمَ فَقَدْ كَفَرَ) رواهما الترمذي

لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ: : فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ

 فشكراً لجميعِ العيونِ الساهرةِ التِي تحرُسُ وطنَنَا العزيزَ وتقومُ عليه، وتسعى في بنائِه، والرقيِ بشؤونِه ونمائِه في شتى المجالاتِ. فجزى الله الجميع خيرَ الجزاءِ وكتب أجورَهم وبارك في أعمالهِم وأعمارِهم وحفظ اللـهُ بلادَنا من كلِّ سوءٍ ومكروه (الذين إن مكنَّاهم في الأرضِ أقاموا الصلاةَ وأتوا الزكاةَ وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ). بارك الله لي لكم ...

الخطبة الثانية :

الحمد لله ...أما بعد :

أَيُّهَا المُسلِمُونَ: الوَطَنُ سَكِينَةُ النَّفْسِ، وَرَاحَةُ البَالِ، وَمَجْمَعُ الأَحِبَّةِ، وَمُنْطَلَقُ البِنَاءِ؛ اسْـأَلُوا عَنْ نِعْمَةِ الوَطَنِ مَنْ فَقَدَهَا، وَانظُرُوا إِلَى قِيمَتِهَا فِي مِيزَانِ مَنْ حُرِمَهَا، تُدْرِكُوا حَقِيقَةَ النِّعْمَةِ، وَعَظِيمَ المِنَّةِ.

وإِنَّ مِنْ نِعَمِ اللـهِ عَلَيْـنَا هَذَا الوَطَنَ الَّذِي نَتَفَيَّأُ ظِلالَهُ، وَنَعِيشُ أَجْوَاءَهُ، وَنَتَنَفَّسُ هَوَاءَهُ، نَجِدُ فِيهِ مَعْـنَى السَّكِينَةِ، وَحَقِيقَةَ الطُّمَأْنِينَةِ، فِيهِ تَتَّصِلُ أَمْجَادُ الأَجْدَادِ بِالأَحْـفَادِ، وَتَتَلاحَمُ قُلُوبُ الجَمَاعَاتِ وَالأَفْرَادِ، لَقَدْ أَكْرَمَنَا اللـهُ عَزَّ وَجَلَّ بِوَطَنٍ ضَارِبَةٍ جُذُورُ مَجْدِهِ فِي أَرْضِ التَّأْرِيخِ، وَبَاسِقَةٍ غِرَاسُ تَسَامُحِهِ وَسِلْمِهِ فِي سَمَاءِ العِزِّ، قَدْ أَرْخَى اللـهُ فِيهِ رِدَاءَ الأَمْنِ، وَقَوَّى بُنْيَانَ وَحْدَتِهِ، وَفَتَحَ عَلَيْـنَا أَبْوَابَ رِزقِهِ ، فَلَهُ تَعَالَى الحَمْدُ وَالمِنَّةُ .

 إِنَّ الوَطَنَ إِذَا اجتَمَعَتْ فِيهِ هَذِهِ النِّعَمُ فَقَدْ حَازَ أُسَّ الرَّخَاءِ، وَنَالَ قِوَامَ الحَضَارَةِ، أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ الخَلِيلَ -عَلَيْهِ السَّلامُ- يَوْمَ أَنْ دَعَا رَبَّهُ لِيُهَـيِّئَ بِمَكَّةَ أَسْبَابَ السَّعَادَةِ فقَالَ:( رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ)، فَوَطَنٌ فِيهِ قُوتٌ وَرِزقٌ، وَتَوْحِيدٌ وَوَحْدَةٌ، وَأَمْـنٌ وَإِيمَانٌ، لَـهُوَ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ مِنَ اللـهِ تَسْـتَوْجِبُ الشُّكْرَ، وَمِنَّةٌ تَسْـتَدْعِي الحَمْدَ .

عباد الله: إن مَحَبَّةَ الوَطَنِ وَالحِفَاظَ عَلَى أَمَانَتِهِ وخيراتِهِ وممتلكاتهِ لَيْسَتْ شِعَارَاتٍ مُجَرَّدَةً، وَلا عِبَارَاتٍ جَوْفَاءَ، بَلْ لا بُدَّ أَنْ تَتَغَلْغَلَ فِي القَلْبِ إِيمَانًا، وَتَسْـكُنَ فِي النَّفْسِ اقتِنَاعًا، وَتُتَرْجِمَهَا الجَوَارِحُ وَالطَّاقَاتُ سُلُوكًا وَعَمَلاً، وإِنَّ وَطَنَنَا المُبَارَكَ هَذَا لَيَسْـتَحِقُّ مِنَّا صَوْنَ مُقَوِّمَاتِهِ وَإِنْجَازَاتِهِ، وَالعَمَلَ الدَّؤُوبَ لأَجْـلِ رِفْعَتِهِ وَعِزَّتِهِ ووحدتهِ ؛ يَجِبُ أنْ نَردَّ الجَميلَ على كُلِّ مُؤسَّساتِه، وأنْ نُحافِظَ على كُلِّ مُكتَسباتِه، فَخَيرُ الوَطَنِ يعودُ خَيراً على الجميعِ .

ألا فَاتَّقُوا اللـهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَكُونُوا لِوَطَنِكُمْ هَذَا خَيْرَ بُنَاةٍ، وَلِمُقَوِّمَاتِهِ وَأُسُسِهِ حُمَاةً، رَاعُوا نُظُمَهُ وَقِيَمَهُ، وَأَوْفُوا بِجَمِيعِ حُقُوقِهِ ، حافظوا على نعمَ اللـهِ عليكم في هذا البلدِ وفي أنفسِكم بشكره تعالى وطاعتِه ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتكم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )...

هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا

المرفقات

1646323007_خطبة الوفاء للوطن-نوااافdoc.doc

1646323008_خطبة الوفاء للوطن-نوااافdoc.pdf

المشاهدات 942 | التعليقات 0