الوفاء
بدر راشد الدوسري
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ([1]) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
أما بعد : فياأيها الأحبة في الله حديثي معكم عن موضوع مهم ألا وهوالوفاء في حياة الناس / وأول ما تذكر هذه القضية يتبادر إلى الذهن الوفاء بالعقود ، عقود البيع والشراء عقود الشركات ، عقود النكاح ونحوها تلك العقود وغيرها من العقود المباحة يقول فيها الرب سبحانه آمراً : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ..}(2).فما هو حال الناس اليوم مع الوفاء بالعقود؟ إذا أردنا أن نعرف ذلك فلننظر إلى القضايا في المحاكم والجهات التنفيذية كالحقوق المدنية ونحوها فنجد أن أغلب القضايا نشأت بسبب عدم الوفاء بالعقود إما من طرف واحد وإما من الطرفين ، وهناك فئة من الناس تبيت النية على نقض العقد وعدم الوفاء به وهم في لحظات توقيع العقد ! فهناك المستأجر الذي يبيت النية بعدم الوفاء بالعقد للمؤجر ، وهناك الزوج الذي يبيت النية بعدم الوفاء لزوجته بشروط العقد وهكذا ….ويحذرنا من مثل هذه السلوكيات خير البرية صلوات ربي وسلامه عليه بقوله : ((أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ))(3).فهل يعي أولئك الذين لا يوفون بعقودهم أن ذلك خصلة من خصال النفاق ؟ ولكن أيها الأحبة ليس كل من لم يف بالعقود يدخل في ذلك.لا.فإن هناك من لم يف بالعقد لظرف قاهر عجز معه عن الوفاء بالعقد كفقر أو إفلاس فهذا يختلف عمن يتعمد عدم الوفاء بالعقد بل حبب الله في إعذاره ومساعدته في مثل تلك الظروف ومثال ذلك قوله تعالى في آية الدين:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}(4).
ومن صور الوفاء التي بدأ يلمس الفرد ضعف الوفاء بها الوفاء للوالدين الأب والأم اللذان أنفقا حياتهما ومالهما وجهدهما في سبيل إسعاد أولادهم فما النتيجة ؟ يكونان محبوبان ماداما بصحة وعافية يذهبان ويأتيان وينفقان أما إذا كبرا أو افتقرا واحتاجا أو مرضا فيصبحان عبئاً ثقيلاً يحرص والعياذ بالله كل ولد أن يتنصل من خدمتهم ويدفعهم إلى الآخر،أو قد يكون مصيرهم في النهاية إلى دور الرعاية الاجتماعية!وما علم أولئك الأولاد بأن هذا دين سيسددونه في حياتهم فما فعلوه بآبائهم سيفعله غداً بهم أبناؤهم.وليس ذلك نهاية المطاف فما ينتظرهم في الآخرة اكبر أما سمعوا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ))(5).
ومن صور الوفاء الوفاء بين الزوجين وهناك مع الأسف من الزوجات من جعلت وفاءها لزوجها مرتبط بقضايا دنيوية بحتة فما دام زوجها قوياً غنياً جميلاً صحيحاً كانت وفية له،أما إذا وجدت والعياذ بالله أو زين لها الشيطان بأن غيره عنده ما هو أفضل تنكرت لزوجها بل وقد تتنكر لبيتها وأولادها؛وقدوتها في ذلك بطلات المسلسلات وأفلام القنوات،وينقلب الوفاء غدراً وتطالب بالطلاق بحثاً عما تريد هذا إن سلمت والعياذ بالله من الحرام،ومنهن من تكون و فية لزوجها في حال صحته وشبابه وكثرة ماله فإذا شاب شعره وكبر سنه ورق عظمه قلبت له ظهر المجن وتطاولت عليه بلسانها وآذته بأفعالها بل قد يصل الحال ببعضهن إلى أن تسلط عليه أبناءه وتحرضهم على عدم الوفاء له والبر به فيعود ذلك الأسد الذي كان يملؤ البيت زئيراً قطة مهملة في ركن من أركان البيت،فأسأل هذا الصنف من النساء أين الوفاء للرابطة الزوجية المقدسة أين كن من قول الهادي البشير: ((..لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ))(6). وفي المقابل هناك من الرجال من قل وفاؤهم لنسائهم فهو وفي لزوجته ما دامت تقوم على خدمته وخدمة بيته وأولاده محتفظة بجمالها فإذا ما كبرت وذهب شيء من جمالها أو ابتليت بداء أو مرض،أو حتى أغضبته في أمر بسيط من أمور الحياة الزوجية ، تنكر لها ولما قدمته له وعاقبها بطلاقها وقد يستخدم أولادها أداة لزيادة تعذيبها أو قد يتركها في البيت كشيء مهمل ليس له قيمة ويبحث عن زوجة صغيرة رشيقة جميلة يقضي معها حياته ولا يعطي هذه المسكينة حقوقها التي شرعها الله لها بل قد ينساها هي وأولادها،فتتحول تلك الزهرة التي كانت تملأ البيت أريجاً وعطراً والتي طالما تغنى بجمالها إلى زهرة ذابلة الأوراق ليس لها في حياته معنى.فأقول لمثل هؤلاء الرجال أينكم من وصية رسولكم لكم بالنساء يوم أن قال: ((اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ))(7).أقول لهم أين أنتم من وفاء قدوتكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهاهو يذكر حسنات خديجة بعد وفاتها بسنوات على الرغم من النساء التي كن عنده.ومن أقذر صور عدم الوفاء بين الزوجين أنه في حالة حدوث مشكلات بينهما أو طلاق لا قدر الله فيقوم كل طرف بذم الآخر ويضع فيه من ا لعيوب ما فيه وما ليس فيه وينسى أو يتناسى كل طرف منهما ما قضاه من ساعات سعادة وما نهل من أفضال الآخر . وقائمة صور الإخلال بالوفاء أيها الأخوة تطول لكني أحب أن أختم بالوفاء بين الإخوان والأخوات الذين رضعوا من ثدي واحد وأكلوا من صحن واحد وشربوا من كأس واحد وتربوا في بيت واحد تجدهم حينما كبروا فرقت بينهم الحياة ونسوا الوفاء ، فكم من أخت تشكو فتقول قدر الله علي الطلاق وقد مات والديَّ وألجأتني الحاجة إلى إخوتي فإذا بهم يشترطون على شروطاً قاسية يطلبون مني أن أتخلى عن أولادي لرجل غير مؤهل أن يعتني بهم،بل قد يقول الواحد منهم بالحرف الواحد نحن نقوم بأمرك ولكن لا نقوم بأمر أولاد الناس،فعجباً لهم هل يستطيعون هم أن يتخلوا عن أبنائهم،فكيف يطالبون الأم ذات القلب الرقيق أن ترمي بأولادها للشارع،وفي المقابل هناك أخوات أحسن إليهن إخوانهن لكنهن لم يقدرن ذلك والعياذ بالله بل منهن من أدخلت الرجل في مشكلات مع زوجته بسبب حقدها لماذا تعيش هذه المرأة سعيدة مع أخي وأنا مطلقة أو أرملة أو لا أجد زوجاً أعيش معه ، وإذا بها تحتقر كلما يقدمه لها أخوها فإذا اشترى لها سلعة قالت أنت تشتري لي أسوء السلع وتشتري لزوجتك أغلاها،وإذا اشترى لها طعاماً قالت أنت تشتري لي أسوأ الطعام وتشتري لزوجتك أفضله وهكذا فأقول لها احمدي الله الذي يسر لكي من يقوم على أمرك وكوني قنوعة شاكرة وفية لهذا الأخ الذي أحسن إليك،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}(8).
الخطبة الثانية
الحمدلله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه.أما بعد:فاتقوا الله عباد الله وربوا أنفسكم وأولادكم ونساءكم على الوفاء تسعدوا وتسعد أمتكم ، معاشر الأوفياء إن الوفاء إذا فقد في حياة الناس تحولت حياة الناس إلى جحيم لا يطاق ، وتتعرقل حركة الحياة فالرجل لا يتزوج مخافة عدم وفاة زوجته والمرأة لا تتزوج مخافة عدم وفاء زوجها لها ، والزوجان يقللان من الإنجاب مخافة عدم وفاء الأبناء والتجار كل يخاف من الآخر ألا يفي له بعقده ، وهكذا تعيش الأمة في حالة من الشك والاضطراب ، أيها الأحبة في الله في مجتمعنا بفضل الله لا زال للوفاء مكانه ولا زال الوفاء يعد من خصال الخير ، ولا زال هناك الكثير من الأوفياء لكن لا بد من الاعتراف بأن هناك مظاهر من قلة الوفاء بدأت تظهر كبثور على وجه مجتمعنا الإسلامي الجميل فأحببت التنبيه عليها حتى يسعى كل منا في مجاله لعلاجها وعدم تحولها إلى مرض خبيث يجتاح المجتمع ، واعلموا رحمني الله وإياكم أن هناك علاقة تلازم بين انتشار الوفاء في المجتمع وبين تمسك الناس بدينهم ؛ فكلما كان الناس أكثر حرصاً على التمسك بدينهم كلما انتشر الوفاء بين الناس وعم وكلما والعياذ بالله حرص الناس على الدنيا وابتعدوا عن دينهم كلما ظهرت وتكاثرت مظاهر عدم الوفاء في المجتمع .
انتهت بتصرف يسير
([1]) آل عمران : 102.(2)المائدة:1.(4)البقرة:280.(5) مسلم،كتاب البر..،ح4627.(6)ابن ماجة،النكاح،ح1843.
(7)البخاري،كتاب أحاديث الأنبياء،ح3084.(8) الرحمن:60.
المشاهدات 4839 | التعليقات 3
عدم الوفاء من الظلم الذي قال فيه أبو الطيب المتنبي :
وَالظُّلمُ مِن شِيَمِ النُّفُوس ِفَإِن تَجِدْ ... ذَا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظلِمُ
ومن ثم فإنه لا يفي إلا واحد من اثنين :
* محتاج لصاحبه .
* ومحتسب للأجر .
ومن ثم فقد قل الوفاء في دنيانا اليوم حين استغنى بعضنا عن بعضٍ وكثرت المادة في أيدينا فأطغت فئامًا منا ، وأنستهم بعضًا من هذه المعاني الجميلة والأخلاق النبوية الكريمة .
وقد كانت مجتمعاتنا فيما مضى أشد تمسكًا بمثل هذه الخلال العظيمة حين كانت الأحوال متواضعة ، فلما فتح الله عليهم من الدنيا ما فتح ، استغنى بعضهم عن بعض ، ولم يستصحبوا الأجر العظيم والثواب الجزيل الذي أعده المولى لأهل الخلق الكريم وتكفل به الحبيب ـ عليه الصلاة والسلام ـ حيث يقول : " وأنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه "
ومن ثم فإن علينا أن نذكر الناس بفضائل مثل هذه الأخلاق بين حين وحين ، ونحذرهم من أن يكون اتصافهم بها لأمر دنيوي ولغرض مادي ومتاع قليل ، متناسين عظيم الأجر وجزيل الثواب الوارد فيها .
فالوفاء والكرم والصبر والحلم والإيثار والتسامح والعفو ... كلها أخلاق تغيرت في المجتمع بسبب التغير المادي ، فمتى عرف الناس القيمة الحقيقية للمادة التي في أيديهم ، ولم تتجاوزها إلى قلوبهم ، ولم تَعدُ في نفوسهم قدرها ، فإن تلك المعاني والأخلاق ستبقى قوية ، ومتى ما زاغت الأفهام وجُعِلت الدنيا رأس مال وعُبد الدينار والدرهم ، صارت تلك الأخلاق نسيًا منسيًّا .
قال ـ سبحانه ـ : " كلا إن الإنسان ليطغى . أن رآه استغنى " فالطغيان الذي هو تجاوز الحد سببه الاستغناء ، ولكن علينا أن نعلم أنه وإن استغنينا عن إخواننا أو أصدقائنا أو زملائنا أو جيراننا ماديًّا ، فإننا لسنا في غنى عن ربنا طرفة عين "
قُلْ مَتَاعُ الدُّنيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظلَمُونَ فَتِيلاً "
ولا يجوز بحال لمن ملك مثقال ذرة من إيمان وكان له قلب وألقى السمع وهو شهيد أن يؤثر ما يفنى على ما يبقى ، ويرضى بالدون وقد وُعِدَ على تلك الأخلاق بأعالي الجنان
" بل تؤثرون الحياة الدنيا . والآخرة خير وأبقى "
وصلى الله على نبي الرحمة والهدى ، مَن كان على خلق عظيم ، فقد ضرب في الوفاء أروع الأمثلة ، ونقلت عنه في ذلك مواقف لو استطعمها كل زوج وصديق ، بل وعدو ، لتغير مسار حياته ، فهو ـ عليه الصلاة والسلام ـ الذي ظل حياتَهُ كُلَّها وفيًّا لزوجه الأولى خديجة ـ رضي الله عنها ـ وهو الذي لم ينس لأبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ سابقته في الإسلام ويده ، وهو الذي وفى حتى لأعدائه ، فقد تذكر المطعم بن عدي الذي دخل في جواره مرجعه من الطائف ، فقال في أسارى بدر بعد سنوات من دخوله في جوار المطعم : " لَو كَانَ المُطعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَني في هَؤُلاءِ النَّتنَى لَتَرَكتُهُم لَهُ "
وقد بدأتُ مُنذ مدة ليست بالقصيرة في كتابة خطبة في هذا الموضوع الجميل ، ولكني توقفت عنها لأسباب ، فلعل الله أن ييسر إكمالها ونشرها لتضاف إلى هذه الخطبة الجميلة .
وفقك الله لكل خير أخانا الكريم الشيخ بدر ونفع الله بما تكتب وتنقل .
اشكرك على زيارة الموضوع ابا محمد
عبدالله محمد الروقي
جزاك الله خيرا
تعديل التعليق