الوصايا العشر - عيد العنزي

عيد العنزي
1435/05/06 - 2014/03/07 04:57AM
الوصايا العشر...


أمَّا بَعْدُ، عباد الله فاتقوا الله...
أَيُّها المُؤمِنونَ :تَحتَضِنُ سُورَةُ الأَنْعَامِ المُبَارَكَةُ ثَلاَثَ آيَاتٍ مُبَارَكَاتٍ؛ تُعْرَفُ بِآيَاتِ الوَصَايا، أو الوصايا العشر، مَنِ التَزَمَ وَصَايَاها أَمْرًا وَنَهْيًا تَحَقَّقَ فَلاَحُهُ، وَتَأَكَّدَ نَجَاحُهُ، وَقَدْ ختم اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلِّ آيَةٍ من الآيات الثلاث التي اشتملت على عشر وصايا ختمها بِالإِشَارَةِ إِلَى أَهَمِّيَّةِ مَا جَاءَ فِيهَا، فقال في الأولى (ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) وقال في الثانية (ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون) وقال في الثالثة (ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) فالثَّمَرَة التِي نَحْصُدُها وَنَجْـنِيهَا من هذه الوصايا، هي التَعَقُّلٌ وَالتَذَكُّر والتقوى، وَهُوَ مَقَامٌ نبيل يَنَالُهُ ذَوُو الأَفْكَارِ الثَّاقِبَةِ، فَيَضْمَنُونَ لأَنْفُسِهِمْ حُسْنَ العَاقِبَةِ، يَقُولُ ابنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - فِي شَأْنِ هَذِهِ الآيَاتِ: ((هِيَ مُحْـكَمَاتٌ، وَأَجْمَعَتِ الشَّرَائِعُ الإِلَهِيَّةُ عَلَى تَقْرِيرِهَا وَالعَمَلِ بِها))، وَقَدْ بَيَّـنَتْ هَذِهِ الآيَاتُ الكَرِيمَات أُصُولَ الفَضَائِلِ وأَنْوَاعَ البِرِّ، وَأُصُولَ المُحَرَّمَاتِ وَالكَبَائِرِ، فَهِيَ قِوَامُ الدِّينِ كُلِّهِ، وبِالتِزامِها أمْرًا وَنَهْـيًا تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ، فَيَعِيشُ المُؤْمِنُ فِي نُورٍ مِنْ رَبِّهِ الذِي هَدَاهُ، وَيَسْـلُكُ المُجتَمَعُ بِهَا طَرِيقَ النَّجَاةِ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) فبدأُت هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ ياعباد الله بِأَمْرٍ مُوَجَّهٍ إِلَى رَسُولِ الإِنْسَانِيَّةِ وَهَادِي البَشَرِيَّةِ، يَأْمُرُهُ رَبُّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَقُولَ لِلنَّاسِ: ((تَعَالَوْا))، أَي هَلُمُّوا وَأَقْبِلُوا ((أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ))، يَعنِي أَقْرَأْ عَلَيْكُمُ الآيَاتِ المُشتَمِلَةَ عَلَى مَا حَرَّمَهُ اللهُ عَلَيكُمْ، فَالتَّحلِيلُ وَالتَّحْرِيمُ لاَ يَـكُونُ إِلاَّ مِنَ اللهِ الكَرِيمِ، وَتَبدأُ الوَصَايَا بِالقَاعِدَةِ الأَسَاسِيَّةِ (ألا تشركوا به شيئا) وَهِيَ الدَّعْوَةُ إِلَى الوَحْدَانِيَّةِ، وَعَدَمِ الإِشْرَاكِ بِاللهِ فِي أَيِّ قَولٍ أَو عَمَلٍ، فَبِذَلِكَ يَـكُونُ العَمَلُ مَقْبُولاً، وَالجَزَاءُ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ مَضْمُونًا وَمكْفُولاً، فَكُلُّ عَمَلٍ خَلاَ مِنَ الإِخْلاَصِ هَوُ عَمَلٌ مَرْدُودٌ وَمَرْفُوضٌ، لأَنَّ أَسَاسَهُ مَنْقُوضٌ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- : ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَقْبَلُ مِنَ العَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وابتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ)). إِنَّ العَمَلَ يَسْـلَمُ بِعَقِيدَةِ التَّوحِيدِ مِنْ جَمِيعِ الآفَاتِ وَالأَوْصَابِ، فَتَصِحُّ وِجْهَتُهُ، وتُضْـمَنُ سَلاَمتُهُ، وَمِنْ أَجْـلِ ذَلِكَ جَاءَ النَّهْيُ عَنِ الإِشْرَاكِ بِاللهِ قَبْـلَ الدُّخُولِ فِي التَّكَالِيفِ وَالفَرَائِضِ، وَالأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي وَالشَّرَائِعِ وَالأَحكَامِ؛ لأَنَّ الشِّرْكَ بِاللهِ أُسُّ المُحَرَّمَاتِ، فَهُوَ يَجُرُّ إِلَى كُلِّ مُحَرَّمٍ، كَمَا أَنَّهُ مَعَ الشِّرْكِ بِاللهِ تَعَالَى لاَ تُجْدِي عِبَادَةٌ، وَلاَ يَنْفَعُ خُلُقٌ مَهْمَا بَدَا جَمَالُهُ، وَلاَ يُقْبَلُ عَمَلٌ مَهْمَا ظَهَرَ حُسْـنُهُ وَكَمَالُهُ.
أما الوصية الثانية أَيُّها المُسلِمُونَ :بعد الأَمْرَ بِعبَادَةِ اللهِ وَحْدَهُ وَالنَّهْيَ عَنِ الإشرَاكِ بِهِ شَيئًا الأَمْرَ بِالإحسَانِ إِلَى الوَالِدَيْنِ،((وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) فَبَيْنَ الأَمْرَيْنِ ارتِبَاطٌ وَثِيقٌ، وَوَصْـلٌ دَقِيقٌ، فَعِبَادَةُ اللهِ وَحْدَهُ حَقُّ مَنْ أَنْشَأَ وَخَلَقَ، وَأَوْجَدَ وَرَزَقَ، وَالإِحسَانُ إِلَى الوَالِدَيْنِ حَقُّ مَنْ كَانَا لِلْخَلْقِ وَالإِيجَادِ سَبَبًا، فالإِحسَانُ إِلَى الوَالِدَيْنِ دَعْوَةٌ إِلَى مُعَامَلَتِهِمَا مُعَامَلَةً كَرِيمَةً، مَبْنِيَّةً عَلَى المَحَبَّةِ وَالعَطْفِ، مُحَلاَّةً بِالرِّقَّةِ مُزَيَّنَةً بِاللُّطْفِ، وَإِذَا كَانَ التَّوحِيدُ هُوَ جَوْهَرَ العَقِيدَةِ فَإِنَّ بِرَّ الوَالِدَيْنِ وَالإِحسَانَ إِلَيْهُمَا ثَمَرَةٌ مِنْ ثِمَارِهَا وَأَثَرٌ مِنْ آثَارِهَا.
وَبَعْدَ الأَمْرِ بِأَدَاءِ حَقِّ اللهِ وَحَقِّ الوَالِدَيْنِ تَأْتِي الوَصِيَّةُ الثَّالِثَةُ ياعباد الله التِي تَتَعَلَّقُ بِحَقِّ الأَولاَدِ، {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ } فكانوا في الجاهلية يقتل أحدهم ولده خشية الإملاق وهو الفقر فحمى الإسلام المرء صغيرا وكبيرا وصانه، وهذا من فضل الله ورحمته سبحانه وتعالى بعباده؛ وَبِذَلِكَ تَكتَمِلُ صُورَةُ الأُسْرَةِ التِي يُرِيدُها الإِسْلاَمُ مُظَلَّلَةً بِالأَمْنِ مُنَعَّمَةً بِالسَّلاَمِ.
وَبَعْدَ وصية الوالدين والأولاد تَأْتِي الوَصِيَّةُ الرَّابِعَةُ لحفظ هذه الأسرة من أكبر خطر يهددها ((وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)) ، فَكُلُّ مَا عَظُمَ جُرْمُهُ، وَتَجاوَزَ فِي الفُحْـشِ اسمُهُ وَإِثْمُهُ؛ يَجِبُ تَوَقِّيهِ، وَيَلْزَمُ تَجَنُّبُهُ وَتَلاَفِيهِ، فَلاَ يُمْـكِنُ قِيَامُ أُسْرَةٍ سَلِيمَةٍ وَلاَ مُجتَمَعٍ نَظِيفٍ عَفِيفٍ إِلاَّ بِالبُعْدِ عَنِ الفَوَاحِشِ ظَاهِرِهَا وَخَافِيهَا.
عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ حَقَّ الحَيَاةِ لِلإِنْسَانِ مَكْفُولٌ، وَكُلُّ مَنْ وقف دونه فهُوَ أَمَامَ اللهِ مَسؤولٌ، وَالإِسلاَمُ يَحْـتَرِمُ النَّفْسَ البَشَرِيَّةَ وَيُقَدِّرُ لَهَا حُرْمَتَها، ويُوجِبُ حِمَايَتَها وَصِيَانَتَها، ولهذا جاءت الوَصِيَّةِ الخَامِسَةِ مِنْ هَذِهِ الآيَاتِ: ((وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ)) حماية للدماء التي يستبيحها البشر إذا تمردوا على شرائع الله عز وجل واستباحوا لأنفسهم سفك الدماء وارتكاب الفواحش، فالإسلام يصون الأعراض ويحفظ الدماء ويحميها وقد شرع القصاص من أجل ذلك فقال: (ولكم في القصاص حياة).
وهكذا تَتَتابَعُ الوَصَايا، فتأتي الوصية السادسة ((وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ)، إِنَّ كَفَالَةَ اليَتِيمِ قَاعِدَةُ النِّظَامِ الاجتِمَاعِيِّ فِي الإِسْلاَمِ، وَهُوَ عَمَلٌ يُقَرِّبُ الكَافِلَ لِلْيَتِيمِ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي دَارِ السَّلاَمِ، ((أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا - وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبابَةِ وَالوُسْطَى-))، فليبَذْل الجُهْد فِي حُسْنِ تَربِيَتِهِمْ، لِنَضْمَنَ لَهُمْ غَدًا وَاعِدًا، وَمُستَقْبَلاً صَاعِدًا، وَلَقَدْ ضَرَبَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- مَثَلاً لِهَذَا التَّكَافُلِ حِينَ أَشَارَ عَلَى عَمِّهِ العَبَّاسِ أَنْ يَقُومَ كُلٌّ مِنْهُما بِكَفَالَةِ ابنٍ مِنْ أَبنَاءِ عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ الذِي قَلَّ مَالُهُ؛ فَكَانَ أَنْ كَفَلَ الرَّسُولُ -صلى الله عليه وسلم- عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ، وَكَفَلَ العَبَّاسُ جَعْفرَ بنَ أَبِي طَالِبٍ؛ فَهَلْ لِلْقَادِرِينَ المُوسِرِينَ أَنْ يُخَفِّفُوا الأَعبَاءَ عَنْ إِخْوَانِهِمُ المُعْـدِمِينَ؛ لِيَكُونُوا جَمِيعًا إِخْوَانًا مُتَحابِّينَ؟
أَيُّها المُسلِمُون: بَعْدَ الوَصِيَّةِ بِاليَتِيمِ وَمَالِهِ يُوصِي اللهُ عِبَادَهُ بإِيفَاءِ الكَيْـلِ والمِيزَانِ، وهذه هي الوصية السابعة، وَهَذا أَمْرٌ لاَ يُستَغنَى عَنْهُ فِي مَجَالِ المُعَامَلاَتِ بَيْعًا وَشِراءً وَأَخْذًا وَعَطَاءً، فَلاَ تَطْفِيفَ لِلْكَيْـلِ عِنْدَ الشِّرَاءِ وَلاَ نَقْصَ لَهُ عِنْدَ البَيْعِ، وَكَذَلِكَ الشَّأْنُ فِي المِيزَانِ وَمَا شَابَهَ ذَلِكَ مِنْ مَقَايِيسَ، فَالمُؤمِنُ يَكِيلُ وَيَزِنُ وَيَقِيسُ بِكُلِّ عَدْلٍ وَبِكُلِّ دِقَّةٍ؛ لِيَأْخُذَ كُلُّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ.
وَإِذَا كَانَ العَدْلُ مَطْلَبًا شَرْعِيًّا وَأَمْرًا حَتْمِيًّا فِي تَعَامُلِ النَّاسِ فِي المَالِ وَالتِّجَارَةِ وَالبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، فَهُوَ كَذَلِكَ فِي الأَقْوَالِ وَالأَحكَامِ وَالقَضَاءِ، وَلِذَلِكَ جَاءَتِ الوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ فِي قَولِ الحَقِّ سُبْحَانَهُ: ((وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى))، إِنَّ التِزامَ قَولِ الحَقِّ وَالحُكْمَ بِالعَدلِ وَصِيَّةُ اللهِ لِلْعِبَادِ، بِهَا تَصْـلُحُ الأَحْوَالُ وَتَأَمَنُ البِلاَدُ، وَفِي ظِلاَلِ هَذِهِ الوَصِيَّةِ لاَ تَعَصُّبَ لِقَرِيبٍ، وَلاَ مُجَامَلَةَ لِحَبِيبٍ، وَلاَ ظُلْمَ لإِنْسَانٍ بِالتَّحَامُلِ عَلَيْهِ؛ بِقَصْـدِ إِيصَالِ الضَّرَرِ إِلَيْهِ.
ثُمَّ تَأْتِي الوَصِيَّةُ التَّاسِعَةُ حَيْثُ يَقُولُ رَبُّنا وَخَالِقُنا: ((وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا)، فَالوَفَاءُ بِالعَهْدِ وَصِدْقُ الوَعْدِ وَصِيَّةٌ إِلَهِيَّةٌ، بِتَحقِيقِهَا يَتَحَقَّقُ أَمْرٌ مُهِمٌّ مِنْ أَوَامِرِ الدِّينِ، وَتَنْتَشِرُ الثِّقَةُ بَيْنَ النَّاسِ فِي جَمِيعِ المَيَادِينِ، وَكُلُّ عَهْدٍ أو عقد أُبْرِمَ بَيْنَ شَخْصَيْنِ أَو بَيْنَ جَمَاعَتَيْنِ هُوَ عَهْدٌ مَعَ اللهِ وَاجِبُ الوَفَاءِ لاَزِمُ الإِتْمَامِ، مَا دَامَ مُنضَبِطًا بِقَوَاعِدِ الإِسلاَمِ.
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ-، وَالتَزِمُوا أَوَامِرَ اللهِ وَنفِّذُوا وَصَايَاهُ؛ تَسعَدُوا بِمَحَبَّـتِهِ وَرِضَاهُ.
أقُولُ قَوْلي هَذَا......




أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ المَنْهَجَ الذِي رَسَمَهُ اللهُ لِلإِنْسَانِ لِيَسِيرَ عَلَيْهِ وَيلْتَزِمَهُ فِي سُلُوكِهِ مَعَ اللهِ وَمَعَ النَّاسِ هُوَ المُعَبَّرُ عَنْهُ بِالاستِقَامَةِ، وَهِيَ خَاتِمَةُ الوَصَايَا العَشْرِ، وَفِيهَا يَقُولُ تَعَالَى: ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)، الاستِقَامَة لها أَثَرٌ طَيِّبٌ وَفَعَّالٌ فِي رُقِيِّ الإِنْسَانِ فِي حَيَاتِهِ وَفَوْزِهِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ للهِ الكَبِيرِ المُتَعَالِ، ولهذا أَوْصَى بِهَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ، فَعَنْ سُفْيانَ بنِ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: ((قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الإِسْلاَمِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ؟ قَالَ: قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ ثُمَّ استَقِمْ))، وَلأَهَمِّيَّةِ الاستِقَامَةِ فِي سَعَادَةِ الفَرْدِ وَالجَمَاعَةِ أَمَرَنا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ نَدْعُوَهُ لِيَهْدِيَنَا إِلَيْهَا فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَواتِنَا فَنَقُولَ: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ))، لِذَلِكَ وَجَبَ أَنْ تَعُمَّ الاستِقَامَةُ جَمِيعَ أَعمَالِنَا الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ، فَبِها تَصْـلُحُ الأَعْمَالُ وَالأَقْوَالُ، وَتَستَقِيمُ الأُمُورُ وَتَحْسُنُ الأَحْوَالُ.
فَاتَّقُوا اللهَ -عِبادَ اللهِ- واستَقِيمُوا على نهجه وَاستَغْفِرُوهُ، وَاعلَمُوا أَنَّ التِزَامَ هَذِهِ الوَصَايا العَشْرِ أَمْرٌ مُحْـكَمٌ ثَابِتٌ فِي كُلِّ جِيلٍ ورعيل، دَائِمٌ فِي كُلِّ آن وحين.
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ...
المشاهدات 4368 | التعليقات 0