الْوَسْــــــــــــــوَسَةُ الوَاقِعُ وَالعِلَاجُ (الجمعة 1442/4/5هـ)

يوسف العوض
1442/03/24 - 2020/11/10 16:15PM
 
الخطبة الأولى
 
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : جَعَلَ اللهُ هَذِهِ الْحَيَاةَ داراً لِلِابْتِلَاءِ وَالِامْتِحَانِ ، وميداناً للصِّراعِ بَيْنَ الْإِنْسَانِ وَبَيْنَ الشَّيْطَان وَجَعَلَ مَوْطِنَ هَذَا الصِّرَاعِ وميدانَ هَذِه الْمَعْرَكَةِ هُو قَلْبُ الْإِنْسَانِ فَأَيُّهُمَا تَمَكَّنَ مِنْهُ كَانَتْ لَهُ الْغَلَبَةُ وَكَانَ لَهُ الْفَوْز ُ فَإِذَا فَاز الْإِنْسَانُ بِالْإِيمَانِ تَمَكَّنَ مِنْ الْقَلْبِ وَطَرَدَ الشَّيْطَانَ ، وَإِذَا كَانَ الْعَكْسُ كَانَت الْعَاقِبَةُ لِلشَّيْطَان فبَاض فِيه وَفَرَّخ وَسَكَنَ فِيه وَوسوسَ!!نحنُ نَتَحَدَّثُ اليَومَ عَنْ مَرَضٍ نَفْسَي مُنْتَشِرٍ وَهُو الْوَسْوَاسُ وَقَدْ ذُكرَِ الْوَسْوَاسُ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ في قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى { فَوَسْوَسَ إلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أدلّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يبلّى } وقَوْلِه تَعَالَى  {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِلْك النَّاس إلَه النَّاسِ مَنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِس فِي صُدُورِ النَّاسِ مَنْ الْجَنَّةِ والناس} وللشَّيطانِ تَسلطٌ على الإنْسَانِ عَنْ طَرِيقِ الْوَسْوَسَةِ وَهَذَا النَّوْعُ يُعَدُّ مَرَضاً مُتعِباً ومُقلقاً لمن وَقعَ فِيه .
 
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : وَيَنْقَسِمُ مَرَضُ الْوَسْوَاسِ إلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ :
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : الْوَسْوَاسُ فِي الصَّلَاةِ .
وَالْقِسْمُ الثَّانِي : الْوَسْوَاسُ فِي الطَّهَارَةِ .
وَالْقِسْمُ الثَّالِثُ : الْوَسْوَاسُ فِي العَلاَقَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ .
وَالْقِسْمُ الرَّابِعُ : الْوَسْوَاسُ فِي الدِّينِ وَالْمُعْتَقَدِ .
 
أمَا الْقِسْمُ الْأَوَّلُ : الْوَسْوَاسُ فِي الصَّلَاةِ فَهُوَ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي : الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ هُوَ سَبَبٌ مُبَاشِرٌ لِوُجُودِ السَّهْوِ وَالْغَفْلَةِ وَالنِّسْيَانِ فِي الصَّلَاةِ ، وَهُوَ الَّذِي يَدْفَعُ الإِنْسانَ للتفكيرِ بِالْأُمُورِ الَّتِي تُبْعِدُه عَنْ الْخُشُوعِ فِي الصَّلَاةِ كالتفكيرِ بِالْأَمْوَالِ أَو الْمَصَالِحِ الدُّنْيَوِيَّةِ أَو تَخَيَّلِ الْمَنَاظِرِ الْإِبَاحِيَّةِ إِلَى آخِرِهِ ، وَالْمُرَادُ مِنْ ذَلِكَ : أَنْ الشَّيْطَانَ يُرِيدُ أَنْ تَصِلَ الْأُمُورُ عِنْدَ الْمُصَلِّي لِدَرَجَةٍ أَنْ يَنْسَى فِي أَيِّ رَكْعَةٍ هُوَ أَوْ أَنَّ يَسْهُوَ فَلَا يَعْرَفُ مَاذَا قَرَأَ أَوْ مَاذَا سَيَقرأُ كَمَا أَنَّ الْوَسْوَاسَ الْخَنَّاسَ يُدِبُّ الوَخَمَ فِي جِسْمِ الإِنْسانِ الْمُصَلِّي لترتخي أَعْصَابُه وَمِنْ ثَمَّ يَبْدَأُ بالتثاؤبِ وَالنُّعَاسِ أَوْ إخْرَاجِ الرِّيحِ مِنْ الدُّبُرِ ، وبالتالي يَفْقِدُ خُشُوعَهُ أَوْ حَتَّى تَبْطُلَ صَلَاتُهُ ، جَاءَ فِي صَحيحِ مُسلمٍ أنَّ عُثْمَانَ بنَ أَبِي العَاصِ، أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ( يا رَسولَ اللهِ ، إنَّ الشَّيْطَانَ قدْ حَالَ بَيْنِي وبيْنَ صَلَاتي وَقِرَاءَتي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ذَاكَ شيطَانٌ يُقَالُ له خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ باللَّهِ منه، وَاتْفِلْ علَى يَسَارِكَ ثَلَاثًا قالَ: فَفَعَلْتُ ذلكَ فأذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي ).
وَأمَا الْقِسْمُ الثَّانِي : الْوَسْوَاسُ فِي الطَّهَارَةِ فَهُوَ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي :  إحساسُ الْمُصَابِ بِهِ أَنَّهُ غَيْرُ طَاهِرٍ أَوْ أَنَّ وُضُوءَهُ انتَقضَ أَوْ أَنَّهُ لَمْ يَكْتَمِلْ ، أَو إحْسَاسُه بِأَنَّ هَذَا الشَّيْءَ غَيْرُ طَاهِرٍ ، وَهَذَا الشَّيْءَ غَيْرُ نَظِيفٍ أَوْ هَذَا الشَّيْءَ مُقْرِفٌ أَوْ هَذَا الشَّيْءَ لَهُ رَائِحَةٌ نَتِنَةٌ وَيَبْدَأُ بِغَسْلِ الْأَشْيَاءِ وَيَهْدِرُ الْمِيَاهَ والُمنَظِفَاتِ وَلَكِنَّهُ لَمْ وَلَن يَقْتَنِعَ بِأَن الْأَشْيَاءَ قَدْ تَطَهَّرَت أَوْ قَدْ نُظِّفَت ،  وَإِذَا كَانَ هَذَا النَّوْعُ مِنْ الْمَرَضِ مَوْجُوداً عِنْدَ الْمَرْأَةِ فَهُوَ يَعْنِي أَنَّهَا تَشْقَى بِتَنْظِيفِ الْبَيْتِ وَغَسِيلِ الْمَلَابِسِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ أَوْ اِسْتِحْمَامِ الْأَوْلَادِ بِكَثْرَةٍ أَوْ كَثْرَةِ غَسلِ الْأَشْيَاءِ كالمفرُوشاتِ أَوْ مَا شَابَهَ ذَلِكَ ، وَيَبْدَأ عِنْدَهَا الْإِحْسَاسُ بِأَن عَلَاقَتَهَا بِزَوْجِهَا مُقرفةٌ وَيَكُونُ الْحِلُّ الابْتِعَادَ عَنْهُ ، كَمَا أَنَّهَا تَشْمَئِزُّ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ حَوْلَهَا حَتَّى تَصِلَ بِهَا الْأُمُورُ إلَى أَنْ تَشْعُرَ بِأَنَّ كُلَّ مَنْ دَخَلَ بَيْتَهَا قَدْ أَحْدَثَ بِهِ شَيْئًا وَيَجِبُ عَلَيْهَا غَسْلُ كُلِّ مَا هُوَ مَوْجُودٌ فِي بَيْتِهَا ، أَمَّا إذَا كَانَ هَذَا الْمَرَضُ عِنْدَ الرَّجُلِ فَيَبْدَأ بِالْوَسْوَسَةِ فِي كُلِّ شَيْءٍ سَوَاءٌ أَكَانَ بِالْوُضُوءِ وأَنَّهُ طَاهِرٌ أَمْ لَا ؟! وعِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ قَضَاءِ الْحَاجَةِ أَوْ اشمئزازِه مِنْ رُؤْيَةِ الدَّمِ وَشُعُورِه بالغَثيانِ ، أَوْ أَنَّ يَتَعَامَلَ بالأرقامِ أَيْ أَنَّهُ يَشْعُرُ بِأَنَّ لَا تَنَظَّفُ يَدَهُ إلَّا بِغَسْلِهَا خَمْسَ مَرَّاتٍ أَوْ أَنَّهُ لَا يَتَطَهَّرُ إلَّا إذَا اغْتَسَلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ  وَأَنَّهُ لَا يَقْبَلُ أَكْلَ الطَّعَامِ الَّذِي تَعدُه امْرَأَتُه النُّفَساءُ أَوْ المَعذورةُ ، كَمَا أَنَّهُ يَغْتَسِلُ إِذَا لَمَسْتَهُ زَوْجَتُهُ وَهِيَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ وَهُو دَائِمًا يَشْعُرُ بِأَنَّ النِّسَاءَ مُقرفاتٌ بشَكْلٍ عَامٍّ حَتَّى يُصْبِحَ هَذَا الْمَرِيضُ مَصْدَرَ قَلَقٍ لِكُلِّ مَنْ حَوْلَهُ ، رَوى البُخاريُّ ومُسلمٌ ( أنه شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ . قَالَ : (لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا) .
 
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : وأمَا الْقِسْمُ الثَّالِثُ : الْوَسْوَاسُ فِي العَلاَقَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ فَهُوَ مِنْ الْمَصَائِبِ الَّتِي تَسَبَّبَ الْكَرَاهِيَةَ بَيْنَ الأفْرَادِ وَالْبِغْضَةَ بَيْن العائلات وَالطَّلَاقَ بَيْن الْأَزْوَاجِِ وَهُوَ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي : إذَا كَانَ هَذَا الْمَرَضُ مَوْجُودًا عِنْدَ الْأَبِ يَبْدَأ بِالظَّنِّ السَّيِّء وَالشَّكِّ الْقَاتِلِ حَتَّى تَصَلَّ بِهِ الْأُمُورُ بِأَنْ يَشُكَّ أَنْ ابْنَه لَهُ عَلاَقَةٌ غَيْرُ شَرْعِيَّةٍ مَعَ أُخْتِهِ وَأَنَّهُ لَا يُؤْتَمَنُ عَلَى أَعْرَاضِه وأرحَامِه وَيَبْدَأُ يُعَامِلُ ابْنَه عَلَى هَذَا الْأَسَاسِ المُدَمِّرِ أَوْ يَبْدَأُ بِالظَّنِّ بِابْنَتِه بِأَنَّ لَهَا سُلُوكاً سَيِّئًا أَو عَلاَقاتٍ مَشبوهةً وَيَبْدَأُ يُعَامِلُهَا عَلَى هَذَا الْأَسَاس ، أَمَّا إذَا كَانَ الْمَرِيضُ أَخَاً بَدَأ يَظُنُّ بِأَنَّ أُخْتَه الْفُلَانِيَّةَ لَها عَلاقَةٌ غَيْرُ شَرْعِيَّةٍ بِفُلَانٍ أَوْ امْرَأَةَ أَخِيهِ الْفُلَانِيةَ سُلُوكَهَا سَيِّءٌ ، وَيَبْدَأُ بِالتَّحْذِير مِنْهَا وَمَنْعِ مَنْ فِي العَائِلَة مِن أرحَامِه مُرافقتَها ، وَيَبْدَأُ بِتَحْرِيضِ أَخِيه عَلَيْهَا ، وَهُوَ بِذَلِكَ يُدَمِّرُ عَائِلَةً بأكَملِها وَيَبْعَثُ فِي أَفْرَادِهَا الأَحْقَادَ وَالْبُغْضَ وَالْكَرَاهِيَةَ ، أَمَّا إذَا كَانَ الْمَرِيضُ زَوْجًا فمصيبتُه أَكْبَرُ لِأَنَّهُ لَا يَشْعُرُ بِالرَّاحَةِ لَو لِلَحْظِةٍ مِن شَكِّه الشَّيْطَانِيّ الَّذِي يُوَسْوِسُ لَهُ بِأَنْ امْرَأَتَه تَخُونُه وَأَنَّ لَهَا عَلاقةً بِفُلَانٍ أَو علَّانٍ أَوْ أَنَّ فُلَانًا يَأْتِي لِبَيْتِه وَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهِ بَعْدَ خُرُوجِهِ إلَى عَمَلِهِ حَتَّى تَصِلَ الْأُمُورُ بِهَذَا الْمَرِيضِ أَنْ لَا حَلَّ لمُشكلتِه إلَّا أَنْ يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ ، وَهُنَاك أَعْرَاضٌ وَأَفْعَالٌ كَثِيرَةٌ لِهَذِهِ الْحَالَةِ ، وَأَمَّا إذَا كَانَتْ الزَّوْجَةُ صَاحِبةَ الْمَرَضِ فيحرِقُها الشَّكُّ وَالْغَيْرَةُ الجنونيةُ فتتنامَ فِي صَدْرِهَا الْوَسَاوِسُ الشَّيْطَانِيَّةُ ، حَتَّى تَصِلَ بِهَا الْأُمُورُ أَنْ لَا تُصَدَّقَ بِأَنْ زَوَّجَهَا لَا يَخُونُها أَوْ أَنَّهُ مُخْلِصٌ لَهَا حَتَّى لَوْ كَانَ زَوْجُهَا مِثَالاً لِلْأَمَانَةِ وَالْإِخْلَاص وَهُنَاكَ مِنْ الْوَسْوَاسِ مَا يُوَسْوِسُ لِلْإِنْسَانِ أَنَّ فُلَانًا يَغتابُك أَوْ فُلَانًا يَكِيدُ لَك أَوْ أَنْتَ غَيْرُ مَرْغُوبٍ بِك فِي هَذَا الْمَجْلِسِ أَوْ أَنَّ فُلَانًا يَكرَهُك حَتَّى يَفْقِدَ الثِّقَةَ بِنَفْسِه وبالآخرين .قال جَلَّ وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾  وقَالَصَلى اللهُ عَليه وسَلَّم : (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا ) متفق عليه .
نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ جَمِيعًا بِأَنْ يَحْفَظَنَا مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ وهمزاتِه ونزغاتِه اللَّهُمَّ آمِين . .
 
الخطبة الثانية
 
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : أخيراً يَأتِي الْقِسْمُ الرَّابِعُ : الْوَسْوَاسُ بِالدَّيْن وَالْمُعْتَقَدِ فَلَه إشْكَالٌ كَثِيرَةٌ فتبدأُ بِالظَّنِّ بِصِحَّةِ الْأَحَادِيثِ وَالرِّوَايَاتِ وَتَكْفِيرِ الْآخَرِين وَتَنْتَهِي بِالْوَسْوَسَةِ بِالذَّاتِ الْإِلَهِيَّةِ وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ ، وهذا ظَنُّ وشكٌ واليَقينُ لايَزولُ بالشَّكِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ( وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلمٍ إلا اتباعَ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شيئا) جَاءَ في صَحيحَ البُخاريِّ ( يَأْتي الشَّيْطَانُ أحَدَكُمْ فيَقولُ: مَن خَلَقَ كَذَا، مَن خَلَقَ كَذَا، حتَّى يَقُولَ: مَن خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ ولْيَنْتَهِ) .
 
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : مَاهُوَ العِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاجُ  ؟؟
العِلاجُ باختِصَارٍ واقتِدَارٍ هوَ إغلاقُ البابِ أمامَ الشِّيطَانِ من الوَهْلةِ الأُولَى قالَ اللهُ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) وقالَ رَبي : ( إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) وقالَ اللهُ :  ( إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) وقالَ تَعالى :  (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ* وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) .
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : فالحَذرُ كلُّ الحَذرِ من تَخويفِ الشَّيطَانِ وتَحزينِه ومن وسْوَستِه وهَمزِه ونَفخِه ونَفثِه ثم الإسْتَعِانْةُ بِاَللّهِ وَالإكْثَارُ مِنْ الدُّعَاءِ واللَّجأُ إلَى اللَّهِ وَطَلَبُ الْفَرَجِ وَكَشْفِ الضُّرِّ وَهُنا هَمسةٌ لِكلِّ مُصابٍ - لَا مَانِعَ ولا حرجَ فِي مُرَاجَعَةِ طَبِيبٍ نَفْسِيٍّ مُوثوقٍ وخَبِيرٍ - فالنُّفوسُ كالأجَسادِ تَمْرَضُ وتَتعبُ وتحتاجُ للعِلاجِ واللهُ المُستعانُ وعَليه التُّكلانُ  .
المشاهدات 1232 | التعليقات 2

جزاك الله خيرا


واياك تجزى خيرا