الهوية (PDF - DOC)
عبدالله اليابس
الاعتزاز بالهوية الجمعة 7/7/1442هـ
الحَمْدُ للهِ الذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ، أَظْهَرَ الحَقَّ بِالحَقِّ وَأَخْزَى الأَحْزَابَ، وَأَتَمَّ نُورَهُ، وَجَعَلَ كَيْدَ الكَافِرِينَ فِي تَبَابٍ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ العَزِيزُ الوَهَّابُ، الـمَلِكُ فَوْقَ كُلِّ الـمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، غَافِرُ الذَنْبِ وَقَابِلُ التَّوبِ شَدِيدُ العِقَابِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الـمُسْتَغْفِرُ التَوَّابُ، قُدْوَةُ الأُمَمِ، وَقِمَّةُ الهِمَمِ، وَدُرَّةُ الـمُقَرَّبِينَ وَالأَحْبَابِ، الَّلهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيهِ وَعَلَى الآلِ وَالأَصْحَابِ، كُلَّمَا نَبَتَ مِنَ الأَرْضِ زَرْعٌ، أَوْ أَيْنَعَ ثَمَرٌ وَطَابَ.
أَمَّا بَعْدُ: {ياأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. عُنْوَانُ كُلِّ مَجْتَمَعٍ: هَوِيَّتُهُ، فَلِكُلِّ مُجْتَمَعٍ هَوُيَةٌ مُحَدَّدَةٌ يُمْكِنُ بِهَا التَفْرِقَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الـمُجْتَمَعَاتِ الأُخْرَى.
وَجَرَتِ العَادَةُ أَنَّ الضَعِيفَ يَتَأَثَّرُ بِهَوِّيَةِ القَوِيِّ، وَكَثِيرٌ مِنْ الحُكُومَاتِ وَمُؤَسَّسَاتِ الـمُجْتَمَعِ الـمَدَنِيِّ فِي شَتَّى دُولِ العَالَمِ تَسْعَى جَاهِدَةً لِنَشْرِ ثَقَافَتِهَا وَهَوُيَتِهَا فِي البُلْدَانِ الأُخْرَى مِنْ خِلَالِ الوَسَائِلِ الـمُتَعَدِّدَةِ، اِبْتِدَاءً بِالتَّرْفِيهِ وَالأَفْلَامِ وَالـمُوسِيقَى، مُرُورًا بِالـمَطَاعِمِ وَالـمُنْتَجَاتِ الِاسْتِهْلَاكِيَّةِ، وَاِنْتِهَاءً بِفَرْضِهَا مِنْ خِلَالِ الحُرُوبِ وَالسِّلَاحِ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. إِنَّ الهَوِيَّةَ الـمُوَحَّدَةَ لِلْمُجْتَمَعِ الوَاحِدِ وَالاِعْتِزَازَ بِهَا يُوَحِّدُ صَفَّ الـمُجْتَمَعِ، وَيَجْعَلُهُ مُحَصَّنًا ضِدَّ سَيلِ الدَّعَايَاتِ لِلِانْسِلَاخِ مِنْ قِيَمِهِ وَمَوْرُوثَاتِهِ، مُتَمَسِّكًا بِتَارِيخِهِ وَرُمُوزِهِ، عَزِيزًا شَامِخًا بِمَاضِيهِ وَحَاضِرِهِ وَمُسْتَقْبَلِهِ.
إِنَّ لِلْمُجْتَمَعَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ هَوُيَةٌ مُوَحَّدَةٌ.. هَوُيَةٌ جَاءَ الإِسْلَامُ بِالحَثِّ عَلَى التَمَسُّكِ بِهَا، فَهِيَ تُوَحِّدُ الـمُسْلِمِينَ، تُوَحِّدُ أَكْثَرَ مِنْ مِلْيَارِ شَخْصٍ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ لِيَكُونُوا مُجْتَمَعًا وَاحِدًا.. لِيَكُونُوا إِخْوَةً كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.
وَمَنْ تَأَمَّلَ النُّصُوصَ الشَّرْعِيَّةَ وَجَدَهَا تَوَاتَرَتْ فِي الحَثِّ عَلَى الاِعْتِزَازِ بِالهَوِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْ مُشَابَهَةِ مَا عَدَاهَا مِنْ هَوِيَّاتٍ.
لَقَدْ أَمَرَ الإِسْلَامُ مَثَلاً بِالتَزَيِّيِ بِزِيِّ الـمُسْلِمِينَ، وَنَهَى عَنِ التَشَبُّهِ بِمَلَابِسِ الكُفَّارِ الخَاصَّةِ بِهِمْ، فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَينِ -أَيْ: مَصْبُوغَيْنِ بِالعِصْفِرِ- فَقَالَ: (إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الكُفَّارِ فَلَا تَلْبَسْهَا).
لَقَدْ أَدْرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الحَقَيقَةَ، وَحَذَّرَ مِنْهَا غَايَةَ التَّحْذِيرِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ أَخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّ تَقْلِيدَ هَذِهِ الأُمَّةَ لِلأُمَمِ الكَافِرَةِ حَاصِلٌ لَا مَحَالَةَ، فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَمَا عِنْدَ البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم، شِبْرَاً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍ لَسَلَكْتُمُوهُ)، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (فَمَنْ).
إِنَّ مِنْ مَظَاهِرِ هَوِيَةِ كُلِّ مُجْتَمَعٍ: مَظْهَرُ أَفْرَادِهِ.. فَعِنْدَمَا تُشَاهِدُ شَخْصًا لَا تَعْرِفُ مِنْ أَيِّ البِلَادِ هُوَ، فَإِنَّ أَوَّلَ مَا يَدُلُّكَ عَلَى إِجَابَةِ هَذَا السُّؤَالِ: مَظْهَرُهُ.
لَقَدْ تَاهَتْ بَوْصَلَةُ الهَوِيَّةِ فِي جَانِبِ الـمَظْهَرِ عِنْدَ كَثِيرِ مِنَ النَّاسِ، رِجَالَاً وَنِسَاءً، فَإِذَا رَأَيْتَ لِبْسَهُمْ وَمَظْهَرَهُمْ رَأَيْتَ مَظْهَرَ مَنْ يَعِيْشُ فِي مُجْتَمَعٍ غَرْبِيٍّ، وَرَأَيْتَ شَخْصًا مُنْسَلِخًا مِنْ هَوِيَّتِهِ إِلَى هَوِيَةِ غَيْرِهِ.
وَمِنْ مَظَاهِرِ الِاعْتِزَازِ بِالهَوِيَةِ: الحَدِيثُ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ.
نَحْنُ بَلَدٌ عَرَبِيٌّ مُسْلِمٌ، لُغَتُنَا عَرَبِيَّةٌ، وَكِتَابُ رَبِّنَا عَرَبيٌّ، وَبَلَدُنَا عَرَبِيٌّ، وَمَعَ ذَلِكَ أَصْبَحَ البَعْضُ يَتَحَدَّثُ غَيْرَ العَرَبِيّةِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ.
فِي كُلِّ بَلَدٍ تَطَأُهُ قَدَمُكَ سَتَجِدُ أَهْلَ ذَاكَ البَلَدِ يَتَحَدَّثُونَ لُغَتَهُ، وَيَعْتَزُونَ بِهَا، وَسَتَضْطَّرُ لِتَعَلُّمِ لُغَتِهِمْ أَوِ الاِسْتِعَانَةِ بِمُتَرْجِمٍ، أَمَّا فِي بُلْدَانِنَا العَرَبِيَّةِ إِذَا أَتَى الأَجْنَبِيُّ حَادَثْنَاهُ بِلُغَتِهِ أَوِ اِضْطَرَرْنَا نَحْنُ لِلِاسْتِعَانَةِ بِمُتَرْجِمٍ!
إِنَّ الاِعْتِزَازَ بِالُّلغَةِ لَيْسَ تَرَفًا؛ إِذْ هُوَ مِنْ أَبْرَزِ مَظَاهِرِ الهَوِيَّةِ، وَلِذَلِكَ لَمَّا سَقَطَتِ الأَنْدَلُسُ وَاِحْتَلَّ النَّصَارَى بِلَادَ الـمُسْلِمِينَ، وَأَنْشَؤُوا مَحَاكِمَ التَّفْتِيشِ: مَنَعُوا الحَدِيثَ بِالعَرَبِيَّةِ ــ وَالتِي كَانَتْ لُغَةَ البِلَادِ ــ، وَمَنِ اِكتُشِفَ يَتَحَدَّثُ بِهَا فَيَتِمُّ القَبْضُ عَلَيهِ، وَتَعْذِيبُهُ حَتَّى الـمَوتِ.
وَلَمَّا اِحْتَلَّ الفَرَنْسِيُّونَ بَعْضَ بُلْدَانِ الـمَغْرِبِ العَرَبِيِّ أَجْبَرُوا أَهْلَهَا عَلَى تَعَلُّمِ الفَرَنْسِيَّةِ، وَجَعَلُوهَا الُّلغَةَ الرَّسْمِيَّةَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ الـمُسْلِمُ مِنْ هَوِيَّتِهِ العَرَبِيَّةِ، وَيَذُوبَ فِي قِيَّمِ الـمُسْتَعْمِرِ الفَرَنْسِيِّ.
لَا بَأْسَ بِتَعَلُّمِ اللُّغَاتِ الأَجْنَبِيَّةِ، لَكِنْ يَنْبَغِي أَلَّا يَكُونَ الحَدِيثُ بِهَا إِلَّا فِي حُدُودِ الحَاجَةِ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إِلَّا اللهُ رَبُّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَقَيَّومُ السَّمَاوَات وَالأَرَضِين، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى الْمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين، وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّين.
أَمَّا بَعْدُ : {ياأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. وَمِنْ مَظَاهِرِ الاِعْتِزَازِ بِالهَوِيَّةِ: الاِعْتِزَازُ بِالتَّأْرِيخِ.. وَأَعْنِي بِهِ مَا يُسَمِّيهِ النَّاسُ اليَوْمَ بِالتَّقْوِيمِ.
إِنَّ التَّأْرِيخَ بِالتَّارِيخِ الإِسْلَامِيِّ الِهجْرِيِّ رَمْزٌ مِنْ رُمُوزِ الهَوِيَّةِ الإِسْلَامِيَّةِ، فَبِهِ يَعْرِفُ الـمُسْلِمُ أَزْمَانَ عِبَادَتِهِ، وَيُؤَرِخُ مَوَاعِيدَهُ، وَفِي الوَقْتِ نَفْسِهِ يَتَّحِدُ مَعَ إِخْوَانِهِ فِي أَنْحَاءِ العَالَمِ الإِسْلَامِيِّ فِي تَأْرِيخٍ وَاحِدٍ.
لَمَّا اِحْتَلَّ النَّصَارَى بِلَادَ الـمُسْلِمِينَ زَمَنَ الاِسْتِعْمَارِ العَسْكَرِيِّ أَرْغَمُوهُمْ عَلَى اِسْتِعْمَالِ التَّارِيخِ الـمِيلَادِيِّ النَّصْرَانِيِّ، فَلَمَّا زَالَ الـمُسْتَعمِرُ فَأَيُّ عُذْرٍ بَقِيَ فِي التَّأْرِيخِ بِتَارِيِخِهِ؟
لَقَدْ كَرِهَ الصَّحَابَةُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيهِمْ التَأْرِيخَ بِتَارِيخِ فَارِسٍ وَالرُّومِ، وَاللهُ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}.
فَهَذِهِ عِدَّةُ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ.. وَهَذَا هُوَ الدِّينُ القَيِّمُ.. فَعَلَامَ نَمِيلُ عَنْهُ؟
إِنَّ الشُعُوبَ تَنْظُرُ بِتَقْدِيرٍ لِمَنْ يَعْتَزُّ بِهَوِيَتِهِ أَمَامَ الـمُجْتَمَعَاتِ الأُخْرَى، وَيَسْقُطُ مِنْ عَيْنِهَا الـمُنْسَلِخُ مِنْ هَوِيَتِهِ، التَائِهُ الـمُتَقَلِّبُ.
إِنَّ اِعْتِزَازَكَ بِهَوِيَتِكَ وَالتَّمَسُّكَ بِهَا لَا يُنَاقِضُ اِسْتِفَادَتَكَ مِمَّا لَدَى الأُمَمِ الـمُخْتَلِفَةِ مِنْ مُخْتَرَعَاتٍ وَعُلُومٍ، لَكِنَّ الطَّامَةَ هِيَ اِسْتِنْسَاخُ مَا لَدَى الأُمَمِ الأُخْرَى بِحُلْوِهِ وَمُرِّهِ، وَعُجَرِهِ وَبُجَرِهِ، وَأَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَأَطَمُّ أَخْذُ بَعْضِ النَّاسِ مَا لَدَى الكُفَّارِ مِنْ سُوءٍ وَتَرْكُ العُلُومِ وَالـمُبْتَكَرَاتِ.
لَمَّا كُنَّا سَادَةَ الدُّنْيَا فِي العُلُومِ وَالـمَعَارِفِ كَانَ مُلُوكُ النَّصَارَى يُرْسِلُونَ أَبْنَاءَهُمْ إِلَينَا لِيَتَعَلَّمُوا لُغَتَنَا، وَيَأْخُذُوا عُلُومَنَا، وَكَانَ اللِّبَاسُ العَرَبِيُّ الإِسْلَامِيُّ دَلِيلُ الرُّقِيِّ وَالتَّحَضُرِ.
هَوِيَتُنَا لَا عَلَاقَةَ لَهَا بَالتَّقَدُمَ أَوِ التَّأَخُرِ، فَهَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَصَحَابَتُهُ الكِرَامُ أَعْظَمُ مَنِ اِعْتَزَّ بِهَوِيَتِهِ، فَتَحَ اللهُ لَهُمْ بِلَادَ فَارِسٍ وَالرُّومِ.. وَمَا غَيَّرُوا شَيْئًا مِنْ هَوِيَاتِهِمْ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيْلاً.. {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
يَقُولُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "نَحْنُ قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللهُ بِالإِسْلَامِ، فَإِنِ اِبْتَغَينَا العِزَّةَ بِغَيْرِهِ أَذَلَّنَا اللهُ".
أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. اِعْتَزُّوا بِهَوِيَتِّكُمْ، وتَفَقَّدُوهَا.. وَتَفَقَّدُوا هَوِيَةَ أَبْنَاءَكُمْ وَمَنْ تَحْتَ يَدَيكُمْ، وَاِعْلَمُوا أَنَّ الـمُشَابَهَةَ فِي الظَّاهِرِ تُفْضِي لِلْمُمَاثَلَةِ فِي البَاطِنِ.
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِيْ كُلِّ وَقْتٍ وَحِيْنٍ، وَأَكْثِرُوا مِنْهَ فِي هَذَا اليَومِ الجُمُعَةِ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى، وَيَنْهَى عَنْ الفَحْشَاءِ وَالـمُنْكَرِ وَالبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1613619910_الاعتزاز بالهوية2 7-7-1442.pdf
1613619911_الاعتزاز بالهوية2 7-7-1442.docx
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق