الهديّة حِكَمٌ وأحكام
رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/12/20 - 2013/10/25 06:01AM
[FONT="]بمناسبة عودة الحُجّاج إلى ديارهم
الاستفتاح بخطبة الحاجة،ثم أما بعد[/FONT][FONT="]: [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوةُ في الله[/FONT] : حديثنا اليومَ عن شيءٍ قد يكونُ صغيرًا في شكلِهِ وقيمَتِهِ ولكنَّهُ من أجلّ ما تُستَمالُ به القلوب ، وتنشرحُ به الصُّدُور ، و ينبَعِثُ بسبَبِهِ الوِئامُ في العلاقات ، وتختفي بسببه السّخائمُ والأحقاد ؛ إنَّها الهديّةُ وما أدراكَ ما الهديّة ! ، قال فيها النبيُّ [FONT="]صلى الله عليه وسلم :" تهادُوا تحابُّوا " ( حسن : الأدب المفرد 594 ) . [/FONT]
وللهديّةُ - معشر المؤمنين- جملةُ آدابٍ أذكّرُ بأهمِّهَا نفسي وإخواني ، فهي مطلوبةٌ مرغوبَةٌ في كلّ وقت ، وخاصّةً في مواسم الفرح والسرور والنجاحات ، فنسأل الله التوفيق إلى ما يُحبُّ ويرضَى :
فأمّا الأدبُ الأوّل : فهو استحبابُ الاقتصادِ في الهديّة والنظرِ إلى قيمتها المعنويّة لا إلى قيمتِها الماديّة : وقد نصّ على هذا الأدب النبيُّ[FONT="] صلى الله عليه و سلم فقال كما في البخاري :" يا نساء المسلمات لا تحقرن جارةٌ لجارتها ولو فِرْسِنَ شاة " ، والفِرْسِنُ : عظم قليل اللحم . و خصّ النساءَ بالتذكير مع دخول الرّجال معهنَّ لأنَّ النّساءَ أكثرُ الناسِ تعليقًا على الهدايا و احتقارًا لقليلِها ! [/FONT]
والشاهدُ أنّ قيمَةَ الهديّةِ في حركةِ القلبِ تُجاهَكَ لا فيما تراهُ عينُكَ من حجمِها ، وبالتالي الاقتصادُ في الهديّةِ هو الذي يُحقّقُ المقصودَ منها ، فيجلبُ الخير والبركة والألفة بين المتهادِين ، و الغُلُوُّ والتكلُّف فيها كم أحرجَ من أناس ، و حملَهم على ترك الخير و حضُورِ المناسبات لأنَّ المجتمَعَ للأسف لا يقبل الهديّةَ الرَّخِيصَة زعموا ! . فأوصيكم ونفسي بعدم احتقارِ الهديّةِ مهما كانت ، لأنّها من القلب ، ولا ينبغي التكلُّفُ فيها ولا تكليفُ الأزواجِ بما يُثقلُ كاهلَهم في ذلك ؛ رعايةً لقيمَتِها المعنويّة ، وفتحًا لبابِ التواضُعِ فيها ، وجبرًا لخاطر الفقراءِ العاجِزِين عن الكثير . . !
و أمّا الأدبُ الثاني : فهو عدمُ اشتراطِ كونِ الهديّةِ من الجديد :
وهذا الأدبُ - معشر المؤمنين- نِتاجُ الأدبِ السّابق ؛ فلو كان النّاسُ ينظُرون إلى القيمة المعنويّة للهديّة لما احتاجُوا إلى التفريق بين كونِها جديدَةً أم قديمة ، وكم من شخصٍ ركبتهُ الدُّيون ، أو سَاءت بسبب غيابه عن المناسبة الظُّنون ، وكم من أزواجٍ تخاصَمُوا ، وسببُ كلّ ذلك : عدم القُدرة على الحصول على الهديّة الجديدة ! ، خاصّةً مع كثرة المناسبات و قلّةِ ذاتِ اليَد ! .
بل بالعكس – معشر الأحبّة – قد تكونُ الهديّةُ القديمةُ أكثرَ تعبيرًا عن الوُدّ والاحترامِ و المكانة في القلبِ من الهديّة الجديدة التي هي سلعةُ السُّوقِ لا بِنْتُ القلب ! ، كتابًا قديمًا عزيزًا عليكَ تكتُبُ فيهِ بخطّك ، أو ساعةً عُمرُها عشرونَ عامًا ، أو ما شابهَ ذلك من الأمور التي تكونُ قطعةً من القلبِ وجزءً من الذكرياتِ الغاليةِ النفيسَة ! .
ومن الآداب التي تركها الناسُ في الهدايَا وهجرُوها : فنُّ الكتابةِ على الهديّة : بما يعبّرُ عن حركةِ القلبِ و احترامِهِ وصفائِهِ ودعواتِه وما شابَهَ ذلك ، هذه الكلماتُ عندَ العقلاءِ أجملُ من الهديّة و أغلى منها مائةَ ألفِ مرّة ! :
اسمَعُوا أيها الأحباب : أرسَلَ أحَدُ الإخوانِ إلى وَجِيهٍ طبقًا فيه ما تيسَّرَ، وعلمَ أنّهُ دونَ المَقام لقلّةِ ذاتِ اليد وقتَ الإهداء ، فكتبَ معه هذه الأبيات :
بعثنا بِبِرٍّ تافِهٍ دونَ قدرِكُم * * و ما تبعَثُ الألطافُ للقُلِّ والكُثرِ
و لكنَّ ظرفًا أن تزيدَ مودَّةً * * فهل تكرُمَنَّا بالقبُولِ والعُذرِ ؟!
فلَو كانَ بِرّي حَسْبَ ما أنتَ أهلُهُ * * أتاكَ إذَن رُوحِي على طَبَقِ البِرّ ! [1] .
نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى،أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية:
معشر المؤمنين : و الهديّةُ لا يشترطُ أن تكونَ مالاً أو شيئًا مغلَّفًا كما اعتادَ النّاس ، هناكَ ألوانُ من الهدايَا رُبّما تكونُ أقومَ بالمقصودِ وأجملَ و أنفع ، ذَكرُوا فيها الثلاّجةَ للبيت و المِحفظَةَ الجميلةَ للطالب و كُرسيَّ التنقّل للمَعُوق ، والرحلةَ و النُّزهةَ و العُمرَةَ ، وكتاب اللهِ أجلّ هديّة ، و الورودَ و التُّحَفَ الفنيّة و غيرها . .
ثم نختمُ – معشر المؤمنين- بذكر أنواع الهدايَا التي ينبغي إحياؤُها بالتهادِي بين الناسِ لتَعُمَّ المحبَّةُ والألفةُ القلوبَ والعلاقات :
فالنوعُ الأوّلُ :الهديّةُ الدّائمة : وهي ما تكونُ بين الجيرانِ والإخوانِ بدون سببٍ يوجبُ التهادي و إنّما لمجرّدِ التعبير ِ عن الوُدّ و تقويةِ الأواصر ، ونخشى أن تكونَ من النوعِ الذي انقطع منذُ مُدّة ، نسأل الله السّلامة والعافية ! ، ففي حديث عائشة عند البخاري أنها قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ :" إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا ".
النوعُ الثاني : هديّةُ المناسبات : وهي أشهر أنواعِ الهدايَا ، من زواجٍ و نجاحٍ وأعيادٍ و استفتاحِ وظيفةٍ أو مشروع و وِلادةٍ وختانٍ و بناءِ مسكنٍ و شراءِ مركبٍ وما شابَهَ ذلك . .
النوعُ الثالثُ : هديّةُ دعوةٍ و نصيحة : و هي من أجملِ أنواعِ الهدايَا ، وقد لا يكونُ لها مناسبةٌ خاصّةٌ بل هي تعبيرٌ من قلبِكَ عن حُبّ الخيرِ للناسِ و سَعيِكَ بصدقٍ لإيصالِهِ إليهم ، وهي تكونُ منكَ إلى الأصدقاءِ وغيرِهم ، بل حتّى إلى الكُفّارِ في غيرِ مناسباتِهِم الدّينيّة بنيّةِ دعوتِهِم وتيسيرِ الهدايةِ إليهِم : ادفَع شيئًا على سبيل الهديّةِ واجعل معهُ كتابًا أو شريطًا أو رسالةً تُبيّنُ من خلال ذلك العقيدة والإيمان ، أو الشريعة والأحكام ، أو الخُلُقَ الذي أردتَ نصيحتَهُ فيه ، أو موعظَةً تفتحُ عليه بابَ التوفيقِ والهدايةِ ، حسبَ مستواه ، وباللغةِ التي يفهمُها و يُحبُّها . . !
النوع الرابع : هديّة الشُّكر : وهي النوع الذي يكونُ على سبيل شُكرِ من قدَّمَ جميلاً و خدمةً ، أو ساقَ إليكَ معروفًا ، فيُمكنُ أن تُقدَّمَ إلى عمومِ النّاسِ ممّن خصّكَ بمعروفٍ وجميل ، وأخصُّ من تُقَدَّمُ إليهِ هذه الهديّةُ الوالدان والمعلّمون والزوجةُ والأبناءُ ومِثلُهُم . .
النوعُ الخامسُ: هديّة الاعتذار : وهي من أرقّ و أرقَى أنواعِ الهدايَا بين النّاس ، وهي التي تكونُ بعد خصومةٍ واختلاف بين صديقين او زوجين أو جارين ، يدفعها أحدُ الطرفينِ عُربُون اعتذارٍ يفتحُ به الطريق ويَرُدُّ به المياهَ إلى مجاريها ، والعلاقاتِ إلى مبادِيها قبل الخِصام . .
نسأل اللهَ التوفيق إلى حسن العلم وحسن العمل ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان . . . .
[FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="]- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء : ابن حبان البستي ( ص 193[/FONT] ) .
الاستفتاح بخطبة الحاجة،ثم أما بعد[/FONT][FONT="]: [/FONT]
[FONT="] أيها الإخوةُ في الله[/FONT] : حديثنا اليومَ عن شيءٍ قد يكونُ صغيرًا في شكلِهِ وقيمَتِهِ ولكنَّهُ من أجلّ ما تُستَمالُ به القلوب ، وتنشرحُ به الصُّدُور ، و ينبَعِثُ بسبَبِهِ الوِئامُ في العلاقات ، وتختفي بسببه السّخائمُ والأحقاد ؛ إنَّها الهديّةُ وما أدراكَ ما الهديّة ! ، قال فيها النبيُّ [FONT="]صلى الله عليه وسلم :" تهادُوا تحابُّوا " ( حسن : الأدب المفرد 594 ) . [/FONT]
وللهديّةُ - معشر المؤمنين- جملةُ آدابٍ أذكّرُ بأهمِّهَا نفسي وإخواني ، فهي مطلوبةٌ مرغوبَةٌ في كلّ وقت ، وخاصّةً في مواسم الفرح والسرور والنجاحات ، فنسأل الله التوفيق إلى ما يُحبُّ ويرضَى :
فأمّا الأدبُ الأوّل : فهو استحبابُ الاقتصادِ في الهديّة والنظرِ إلى قيمتها المعنويّة لا إلى قيمتِها الماديّة : وقد نصّ على هذا الأدب النبيُّ[FONT="] صلى الله عليه و سلم فقال كما في البخاري :" يا نساء المسلمات لا تحقرن جارةٌ لجارتها ولو فِرْسِنَ شاة " ، والفِرْسِنُ : عظم قليل اللحم . و خصّ النساءَ بالتذكير مع دخول الرّجال معهنَّ لأنَّ النّساءَ أكثرُ الناسِ تعليقًا على الهدايا و احتقارًا لقليلِها ! [/FONT]
والشاهدُ أنّ قيمَةَ الهديّةِ في حركةِ القلبِ تُجاهَكَ لا فيما تراهُ عينُكَ من حجمِها ، وبالتالي الاقتصادُ في الهديّةِ هو الذي يُحقّقُ المقصودَ منها ، فيجلبُ الخير والبركة والألفة بين المتهادِين ، و الغُلُوُّ والتكلُّف فيها كم أحرجَ من أناس ، و حملَهم على ترك الخير و حضُورِ المناسبات لأنَّ المجتمَعَ للأسف لا يقبل الهديّةَ الرَّخِيصَة زعموا ! . فأوصيكم ونفسي بعدم احتقارِ الهديّةِ مهما كانت ، لأنّها من القلب ، ولا ينبغي التكلُّفُ فيها ولا تكليفُ الأزواجِ بما يُثقلُ كاهلَهم في ذلك ؛ رعايةً لقيمَتِها المعنويّة ، وفتحًا لبابِ التواضُعِ فيها ، وجبرًا لخاطر الفقراءِ العاجِزِين عن الكثير . . !
و أمّا الأدبُ الثاني : فهو عدمُ اشتراطِ كونِ الهديّةِ من الجديد :
وهذا الأدبُ - معشر المؤمنين- نِتاجُ الأدبِ السّابق ؛ فلو كان النّاسُ ينظُرون إلى القيمة المعنويّة للهديّة لما احتاجُوا إلى التفريق بين كونِها جديدَةً أم قديمة ، وكم من شخصٍ ركبتهُ الدُّيون ، أو سَاءت بسبب غيابه عن المناسبة الظُّنون ، وكم من أزواجٍ تخاصَمُوا ، وسببُ كلّ ذلك : عدم القُدرة على الحصول على الهديّة الجديدة ! ، خاصّةً مع كثرة المناسبات و قلّةِ ذاتِ اليَد ! .
بل بالعكس – معشر الأحبّة – قد تكونُ الهديّةُ القديمةُ أكثرَ تعبيرًا عن الوُدّ والاحترامِ و المكانة في القلبِ من الهديّة الجديدة التي هي سلعةُ السُّوقِ لا بِنْتُ القلب ! ، كتابًا قديمًا عزيزًا عليكَ تكتُبُ فيهِ بخطّك ، أو ساعةً عُمرُها عشرونَ عامًا ، أو ما شابهَ ذلك من الأمور التي تكونُ قطعةً من القلبِ وجزءً من الذكرياتِ الغاليةِ النفيسَة ! .
ومن الآداب التي تركها الناسُ في الهدايَا وهجرُوها : فنُّ الكتابةِ على الهديّة : بما يعبّرُ عن حركةِ القلبِ و احترامِهِ وصفائِهِ ودعواتِه وما شابَهَ ذلك ، هذه الكلماتُ عندَ العقلاءِ أجملُ من الهديّة و أغلى منها مائةَ ألفِ مرّة ! :
اسمَعُوا أيها الأحباب : أرسَلَ أحَدُ الإخوانِ إلى وَجِيهٍ طبقًا فيه ما تيسَّرَ، وعلمَ أنّهُ دونَ المَقام لقلّةِ ذاتِ اليد وقتَ الإهداء ، فكتبَ معه هذه الأبيات :
بعثنا بِبِرٍّ تافِهٍ دونَ قدرِكُم * * و ما تبعَثُ الألطافُ للقُلِّ والكُثرِ
و لكنَّ ظرفًا أن تزيدَ مودَّةً * * فهل تكرُمَنَّا بالقبُولِ والعُذرِ ؟!
فلَو كانَ بِرّي حَسْبَ ما أنتَ أهلُهُ * * أتاكَ إذَن رُوحِي على طَبَقِ البِرّ ! [1] .
نسأل الله التوفيق إلى ما يحب ويرضى،أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية:
معشر المؤمنين : و الهديّةُ لا يشترطُ أن تكونَ مالاً أو شيئًا مغلَّفًا كما اعتادَ النّاس ، هناكَ ألوانُ من الهدايَا رُبّما تكونُ أقومَ بالمقصودِ وأجملَ و أنفع ، ذَكرُوا فيها الثلاّجةَ للبيت و المِحفظَةَ الجميلةَ للطالب و كُرسيَّ التنقّل للمَعُوق ، والرحلةَ و النُّزهةَ و العُمرَةَ ، وكتاب اللهِ أجلّ هديّة ، و الورودَ و التُّحَفَ الفنيّة و غيرها . .
ثم نختمُ – معشر المؤمنين- بذكر أنواع الهدايَا التي ينبغي إحياؤُها بالتهادِي بين الناسِ لتَعُمَّ المحبَّةُ والألفةُ القلوبَ والعلاقات :
فالنوعُ الأوّلُ :الهديّةُ الدّائمة : وهي ما تكونُ بين الجيرانِ والإخوانِ بدون سببٍ يوجبُ التهادي و إنّما لمجرّدِ التعبير ِ عن الوُدّ و تقويةِ الأواصر ، ونخشى أن تكونَ من النوعِ الذي انقطع منذُ مُدّة ، نسأل الله السّلامة والعافية ! ، ففي حديث عائشة عند البخاري أنها قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ :" إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا ".
النوعُ الثاني : هديّةُ المناسبات : وهي أشهر أنواعِ الهدايَا ، من زواجٍ و نجاحٍ وأعيادٍ و استفتاحِ وظيفةٍ أو مشروع و وِلادةٍ وختانٍ و بناءِ مسكنٍ و شراءِ مركبٍ وما شابَهَ ذلك . .
النوعُ الثالثُ : هديّةُ دعوةٍ و نصيحة : و هي من أجملِ أنواعِ الهدايَا ، وقد لا يكونُ لها مناسبةٌ خاصّةٌ بل هي تعبيرٌ من قلبِكَ عن حُبّ الخيرِ للناسِ و سَعيِكَ بصدقٍ لإيصالِهِ إليهم ، وهي تكونُ منكَ إلى الأصدقاءِ وغيرِهم ، بل حتّى إلى الكُفّارِ في غيرِ مناسباتِهِم الدّينيّة بنيّةِ دعوتِهِم وتيسيرِ الهدايةِ إليهِم : ادفَع شيئًا على سبيل الهديّةِ واجعل معهُ كتابًا أو شريطًا أو رسالةً تُبيّنُ من خلال ذلك العقيدة والإيمان ، أو الشريعة والأحكام ، أو الخُلُقَ الذي أردتَ نصيحتَهُ فيه ، أو موعظَةً تفتحُ عليه بابَ التوفيقِ والهدايةِ ، حسبَ مستواه ، وباللغةِ التي يفهمُها و يُحبُّها . . !
النوع الرابع : هديّة الشُّكر : وهي النوع الذي يكونُ على سبيل شُكرِ من قدَّمَ جميلاً و خدمةً ، أو ساقَ إليكَ معروفًا ، فيُمكنُ أن تُقدَّمَ إلى عمومِ النّاسِ ممّن خصّكَ بمعروفٍ وجميل ، وأخصُّ من تُقَدَّمُ إليهِ هذه الهديّةُ الوالدان والمعلّمون والزوجةُ والأبناءُ ومِثلُهُم . .
النوعُ الخامسُ: هديّة الاعتذار : وهي من أرقّ و أرقَى أنواعِ الهدايَا بين النّاس ، وهي التي تكونُ بعد خصومةٍ واختلاف بين صديقين او زوجين أو جارين ، يدفعها أحدُ الطرفينِ عُربُون اعتذارٍ يفتحُ به الطريق ويَرُدُّ به المياهَ إلى مجاريها ، والعلاقاتِ إلى مبادِيها قبل الخِصام . .
نسأل اللهَ التوفيق إلى حسن العلم وحسن العمل ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان . . . .
[FONT="][FONT="][1][/FONT][/FONT][FONT="]- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء : ابن حبان البستي ( ص 193[/FONT] ) .
حليم بدر
بارك الله فيك على الهدايا القيمة في خطبتك...........واعظم الهدايا نتف العلم وخواطر الادب
*ربما نسيت المكافئة على الهدية :
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ، فقال : ( مَن صَنَعَ إِليكُم مَعرُوفًا فَكَافِئُوه ، فَإِن لَم تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوا بِهِ فَادعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوا أَنَّكُم قَد كَافَأتُمُوهُ ) رواه أبو داود (1672) وصححه الألباني .
*والثواب على الهدية فقد كان رسول الله يقبل الهدية ويثيب عليها *..... البخاري
تعديل التعليق