النية الصالحة تصل بالعبد إلى أعالي الدرجات
كامل الضبع زيدان
1436/08/20 - 2015/06/07 18:52PM
المؤمن الصادق يتاجر مع ربه عزو جل
بنيته الصالحة فينال بها عظيم الدرجات
أعمالنا الصالحة لابد لها من نية صالحة حتى تقبل عند الله عزو جل قال الله تعالى {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} فلا يرفع العمل الصالح إلى الله عزو جل إلا إذا تحقق له شرطان الأول: إخلاص النية لله تبارك وتعالى.
والثاني: أن يكون على هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وجاء في الصحيحين عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى}
فلذلك أعلمنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن ننوي الخير وإن حال بيننا وبين أن نفعله حائل من الأعذار الخارجة عن إرادتنا فإن الله عزو جل وهو أكرم الأكرمين يتفضل علينا بأن يعطينا أجرنا كاملا على هذا العمل رغم أننا ما عملناه فقط نوينا ذلك وهممنا به.
روى الإمام مالك في موطئه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {ما من امرئ تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته وكان نومه هذا صدقة عليه}. وهذا من عظيم كرم الله عزو جل يثيب العبد على نيته الصالحة ثم يأجره على العذر الذي منعه من أن يؤدي ما نوى أن يعمله لله والله إنه لرب عظيم الكرم والرحمة.
وجاء في الصحيحين من حديث سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {إن الله عزو جل كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله عزو جل له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة} انظر إلى عظيم الكرم الهم بفعل الحسنة بدون أن يعملها تكتب له عند الله الكريم وإن عملها فهي بعشر حسنات تضاعف إلى سبعمائة إلى أضعاف لا يعلم عددها إلا علام الغيوب وفي المقابل السيئة إذا هم بها ولم يعملها تكتب حسنة كاملة وعلل ذلك في رواية أخرى بأنه إنما تركها من جراي أي من أجلي أي خوفا من الله عزو جل وعقابه وإذا عمل السيئة تكتب واحدة ولا تضاعف بل جاء في بعض الروايات أن الله عزو جل قال أو أغفر وفي رواية أو أمحها ولا يهلك على الله إلا هالك . إذا فالعبد المؤمن العاصي هو في مشيئة الله الغفور الرحيم إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه. وأما من يهلك بعد كل هذه الأسباب التي جعلها رب العالمين لمغفرة الذنوب فهو الهالك الظالم لنفسه والظالم لعباد الله والمتكبر على خلق الله الذي لا يستحي من خالق ولا من مخلوق فهذا المستحق لعقاب الله عزو جل أعدل العادلين.
وها هو حبيبنا في غزوة تبوك بأرض الشام يقول لأصحابه {إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا ولا أنفقتم من نفقة إلا كانوا معكم وشاركوكم في الأجر قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة قال نعم حبسهم العذر وفي رواية حبسهم المرض}. انظر ما سافروا مع رسول الله ولا تكبدوا المصاعب والمتاعب في السفر ولكن بنيتهم الصالحة فازوا ونالوا ما ناله الصحابة من الأجر والثواب بالنية الصالحة.
ومن هذا الباب أيضا ما رواه الإمام مسلم عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من سأل الله عزو جل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه}. صدق النية والعزم على أنه لو هيئت له الظروف ليقاتل في سبيل الله طلبا للشهادة في سبيل الله فسيكون من أول من يبادر إلى ذلك بصدقه هذا لو مات على فراشه نال الشرف العظيم.
ونحن في أيام الحج وأشهر الحج على المؤمن أن ينوي نية صادقة أنه لو تهيأت له الظروف واكتملت الأسباب فإنه سيبادر للسعي إلى بيت الله الحرام ما استطاع إلى ذلك سبيلا ولو نوى هذه النية المباركة بلغه الله عزو جل الأجر والثواب الجزيل طالما أنه حال بينه وبين ما نوى أسباب خارجة عن إرادته.
وعلى العبد أيضا إذا رأى أحدا من إخوانه أعطاه الله عزو جل علما أو مالا أو أنعم الله عزو جل عليه بنعمه التي لا تعد ولا تحصى ألا يتمنى زوال ما عند أخيه من النعم فهذا هو الحسد المذموم ولكن الأفضل له أن يغبطه ويتمنى أن يعطيه الله مثل ما أعطى غيره ليعمل مثلما يعمل فيفوز كما فاز وإن لم يعطه الله مع نيته هذه فإنه سيؤجر بمثل أجر الذي تمنى أن يكون مثله لو أعطاه الله عزو جل مثلما أعطاه.
إذا أحبتي في الله عزو جل النية شأنها عظيم علينا أن نتعلم كيف نتاجر مع الله عزو جل بنياتنا وأن نجني بها ثمارا يانعة في جنات الخلد والنعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا اللهم اجعلنا منهم ومعهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
بنيته الصالحة فينال بها عظيم الدرجات
أعمالنا الصالحة لابد لها من نية صالحة حتى تقبل عند الله عزو جل قال الله تعالى {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} فلا يرفع العمل الصالح إلى الله عزو جل إلا إذا تحقق له شرطان الأول: إخلاص النية لله تبارك وتعالى.
والثاني: أن يكون على هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وجاء في الصحيحين عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى}
فلذلك أعلمنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن ننوي الخير وإن حال بيننا وبين أن نفعله حائل من الأعذار الخارجة عن إرادتنا فإن الله عزو جل وهو أكرم الأكرمين يتفضل علينا بأن يعطينا أجرنا كاملا على هذا العمل رغم أننا ما عملناه فقط نوينا ذلك وهممنا به.
روى الإمام مالك في موطئه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {ما من امرئ تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نوم إلا كتب له أجر صلاته وكان نومه هذا صدقة عليه}. وهذا من عظيم كرم الله عزو جل يثيب العبد على نيته الصالحة ثم يأجره على العذر الذي منعه من أن يؤدي ما نوى أن يعمله لله والله إنه لرب عظيم الكرم والرحمة.
وجاء في الصحيحين من حديث سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {إن الله عزو جل كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله عزو جل له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة} انظر إلى عظيم الكرم الهم بفعل الحسنة بدون أن يعملها تكتب له عند الله الكريم وإن عملها فهي بعشر حسنات تضاعف إلى سبعمائة إلى أضعاف لا يعلم عددها إلا علام الغيوب وفي المقابل السيئة إذا هم بها ولم يعملها تكتب حسنة كاملة وعلل ذلك في رواية أخرى بأنه إنما تركها من جراي أي من أجلي أي خوفا من الله عزو جل وعقابه وإذا عمل السيئة تكتب واحدة ولا تضاعف بل جاء في بعض الروايات أن الله عزو جل قال أو أغفر وفي رواية أو أمحها ولا يهلك على الله إلا هالك . إذا فالعبد المؤمن العاصي هو في مشيئة الله الغفور الرحيم إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه. وأما من يهلك بعد كل هذه الأسباب التي جعلها رب العالمين لمغفرة الذنوب فهو الهالك الظالم لنفسه والظالم لعباد الله والمتكبر على خلق الله الذي لا يستحي من خالق ولا من مخلوق فهذا المستحق لعقاب الله عزو جل أعدل العادلين.
وها هو حبيبنا في غزوة تبوك بأرض الشام يقول لأصحابه {إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا ولا أنفقتم من نفقة إلا كانوا معكم وشاركوكم في الأجر قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة قال نعم حبسهم العذر وفي رواية حبسهم المرض}. انظر ما سافروا مع رسول الله ولا تكبدوا المصاعب والمتاعب في السفر ولكن بنيتهم الصالحة فازوا ونالوا ما ناله الصحابة من الأجر والثواب بالنية الصالحة.
ومن هذا الباب أيضا ما رواه الإمام مسلم عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من سأل الله عزو جل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه}. صدق النية والعزم على أنه لو هيئت له الظروف ليقاتل في سبيل الله طلبا للشهادة في سبيل الله فسيكون من أول من يبادر إلى ذلك بصدقه هذا لو مات على فراشه نال الشرف العظيم.
ونحن في أيام الحج وأشهر الحج على المؤمن أن ينوي نية صادقة أنه لو تهيأت له الظروف واكتملت الأسباب فإنه سيبادر للسعي إلى بيت الله الحرام ما استطاع إلى ذلك سبيلا ولو نوى هذه النية المباركة بلغه الله عزو جل الأجر والثواب الجزيل طالما أنه حال بينه وبين ما نوى أسباب خارجة عن إرادته.
وعلى العبد أيضا إذا رأى أحدا من إخوانه أعطاه الله عزو جل علما أو مالا أو أنعم الله عزو جل عليه بنعمه التي لا تعد ولا تحصى ألا يتمنى زوال ما عند أخيه من النعم فهذا هو الحسد المذموم ولكن الأفضل له أن يغبطه ويتمنى أن يعطيه الله مثل ما أعطى غيره ليعمل مثلما يعمل فيفوز كما فاز وإن لم يعطه الله مع نيته هذه فإنه سيؤجر بمثل أجر الذي تمنى أن يكون مثله لو أعطاه الله عزو جل مثلما أعطاه.
إذا أحبتي في الله عزو جل النية شأنها عظيم علينا أن نتعلم كيف نتاجر مع الله عزو جل بنياتنا وأن نجني بها ثمارا يانعة في جنات الخلد والنعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا اللهم اجعلنا منهم ومعهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.