النصر أمانة
أبو أروى
1436/06/05 - 2015/03/25 09:16AM
إلقاء : عمار بوزير إمام أستاذ
مسجد الشيخ محمد السعيد زموشي عين البيضاء أم البواقي الجزائر
إن الحمد لله نحمده .....
أيها المسلمون:
إن موعود ربنا منجز، وهو الذي لا يخلف عهدا ولا ميعادا قال وقوله الحق :"إن الله لا يخلف الميعاد" و " حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد" " ولن يخلف الله وعده" "وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون" موعود ربنا بالنصر آت لا محالة، لعباده المؤمنين وخاصته الصادقين ممن استقاموا على الطريقة، وسلكوا مسالك الحقيقة، سمعوا ربمهم تبارك وتعالى وهو يؤذنهم بنصره غن نصروه حين قال:" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، فساروا على نهج الأجداد وسبيل الأسلاف، مستعصمين بكتاب ربهم مستنيرين بسنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، علموا أن النصر بيد الله فاطمأنوا، وأيقنوا أن الله ناصرهم فاستكانوا.فنصر الله مكفول، وتأييده مضمون لكل من سار على نهج الأول، وما بدل وما حول، وأتى إلى ربه طائعا، ولمولاه خاضعا مستقيما على الشريعة السمحة والطريقة المثلى.
علموا أن الله ينصر عبده المؤمن إذا استقام فاستقاموا:" ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاةوأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ".
أيها المسلمون:
إنها حقيقة شرعية، وسنة ربانية، أنا معاشر المسلمين، لا قيام لكياننا، ولا رفعة لأمتنا، ولا كينونة لحضارتنا إلا بالاعتصام بالاسلام دينا وشرعة ومنهاجا، عقيدة وأحكاما وأخلاقا،بهذا نطق الفاروق الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال: إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله .
يا ايها المسلمون: يا ايها الجزائريون وأنتم قلب الأمة الإسلامية المغاربية، ودرعها الواقي، وقوسها الرامي، وزندها الواري، ورمحها الخارق، وسهمها الماحق، وسيفها البارق، قد كان لكن في الأمس البعيد شرف، وفي الأمس القريب عز، وفي اليوم الحاضر جد وكد، وفي الغد القادم بعون الله إشراق وخير.
أنتم من أعرف الناس بصفقة الانتصار، مع الواحد القهار، وأجدادكم غرسوا في ساح العزة أمتن طود، ورفعوا أغلى راية حينما وثقوا بموعود الله ونصره، وعادوا لبذل الغالين نصرة للدين ، وحماية للعرض الكريم، وتطهيرا لأرض دنسها الأنجاس وأفسدها الأركاس، الذين ظنوا حينما كان الضعف لجسد أمتنا ناخرا، وحوطها الهوان بسرباله فصار لها ساترا، ظنوا ويا لسخف ظنهم أنهم بهذه الارض مقيمون، ولهذا ولأعراض أهلها مستبيحون، فسموا أنفسهم معمرين وما كانوا إلا حفنة مستدمرين، وقالوا لأهلها أهالي، وما علموا أن سفك الدماء للدين والأرض والعرض ليس عليهم بغالي.
قامت ثورات وثورات، ما تركت فجا عميقا إلا دخلته، ولا سهلا فسيحا إلا عمته، سالت دماء العرب والبربر وكلهم في صف واحد ممزوج، غايتهم واحدة: نصرة الدين وصيانة العرض وتطهير الأرض، دعوتهم واحدة: نصر أو شهادة، رايتهم واحدة: في الشمال لا إله إلا الله، وفي الشرق لا إله إلا الله، وفي الغرب لا إله إلا الله، وفي الجنوب لا إله إلا الله.
و جزائر التاريخ في أمجادها ** خاضت غمار الحرب وسط المعتركْ
يا قارئ التاريخ في إشراقه ** انظر لشعبي ما أراد و ما ترك
لم يبد يوما للغزاة تنازلا ** كلا ، و لا خاف العدو و إن فتك
بل طار في أفق الجهاد مقاوما ** يرمي على جيش الفرنسيين الشبك
أيها الأكرمون يا ابناء الأكرمين ويا أحفاد الأكرمين: قرن وثلاثون عاما مرت على الجزائر والجزائريين، كلها عذاب واستلاب، وجلها تجهيل واستحقار، سلخ من الدين، ومسخ للهوية، توهين للعزائم، و نهب للمقدرات.
كل هذا لم يفت في عضد الأمة شيئا، ولم يخمد لها جذوة، ولم يكسر لها سيفا، بل قاومت، وجاهدت وناضلت، بالسيف تارة والمدفع تارات، في ساح القتال جولة، وساح السياسة جولات، في معترك النضال صولة وفي نعترك الصحافة صولات، ما تركت سبيلا من سبل الاتحرر إلا سلكته ولا معبرا من معابر الاستقلال إلى عبرته، مستظلة بظلال العلماء العاملين، الذين ما تركوها ولا تركوا أبناءها، نفروا للتعلم حينما جهلهم العدو، وعادوا للتنوير حينما احتاجهم الشعب فصنعوا رجالا في مصانع العز، وبنوا أبطالا في ورشات الإباء، حتى إذا اشتد العود، وقام على سوقه، فأعجب زراعه واغتاض به شانؤوه وحساده، نفر الرجال إلى الجبال وجاس الأبطال خلال الديار، في سبع من السنين، مع مليون ونصف المليون من الشهداء، جاء النصر الموعود، وحبل الفرج الممدود،وأقر الله أهل الجزائر بنصر مؤزرا، وانتصار مستحقا، توجه إعلان وقف النار، والمهادنة بين المستنفرين وبين أعدائهم الفجار.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على نبيه وعبده وعلى آله وصحبه ووفده أما بعد:
أيها الأفاضل الأكارم: إن المطل على تاريخ أمتنا من نافذة الجهاد الجزائري، ليعلم علما يقينيا أن أولئك الأبطال الأشاوس، والكرام الأماجد، قد ورثونا إرثا كبيرا، وحملونا أمانة عظيمة، إنه إرث العز والحرية، والسؤدد والسيادة، إرث الكرامة والإباء، والرفعة والنقاء، صيرونا أعزة بعد ذلة، وأـحرارا بعد استعباد، نفتخر بإسلامنا بعدما كنا تخفى بشعائره، نرفع أصواتنا بعد أن كنا لها كاتمين.
حملونا أمانة صون التاريخ والحفاظ على البلاد، أمانة البناء والتشييد، أمانة الغمار والتقدم، أمانة أبقاء الراية مرفوعة، وفي سماء الجزائر عالية.
كلما تذكرنا هذه المعاني والعبر إلا ومثل امامنا قول ربنا جل وعلا:" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"
فيا أهل الجزائر:شيبا وشبابا، رجالا ونساء، هي هذه الأمانة أمامكم والسيرة وراءكم، فاحفظوا كما جاءتكم وارعوها كما أرادها الأجداد لكم ولا تبدلوا بعدهم تبديلا.
اللهم احفظ جزائرنا الحبيبة من كل سوء ن واجعلها بلدا رخاء، وارزق أهلها من الثمرات، وبارك فيها وفي اهلها.
.....
مسجد الشيخ محمد السعيد زموشي عين البيضاء أم البواقي الجزائر
إن الحمد لله نحمده .....
أيها المسلمون:
إن موعود ربنا منجز، وهو الذي لا يخلف عهدا ولا ميعادا قال وقوله الحق :"إن الله لا يخلف الميعاد" و " حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد" " ولن يخلف الله وعده" "وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون" موعود ربنا بالنصر آت لا محالة، لعباده المؤمنين وخاصته الصادقين ممن استقاموا على الطريقة، وسلكوا مسالك الحقيقة، سمعوا ربمهم تبارك وتعالى وهو يؤذنهم بنصره غن نصروه حين قال:" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، فساروا على نهج الأجداد وسبيل الأسلاف، مستعصمين بكتاب ربهم مستنيرين بسنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، علموا أن النصر بيد الله فاطمأنوا، وأيقنوا أن الله ناصرهم فاستكانوا.فنصر الله مكفول، وتأييده مضمون لكل من سار على نهج الأول، وما بدل وما حول، وأتى إلى ربه طائعا، ولمولاه خاضعا مستقيما على الشريعة السمحة والطريقة المثلى.
علموا أن الله ينصر عبده المؤمن إذا استقام فاستقاموا:" ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاةوأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ".
أيها المسلمون:
إنها حقيقة شرعية، وسنة ربانية، أنا معاشر المسلمين، لا قيام لكياننا، ولا رفعة لأمتنا، ولا كينونة لحضارتنا إلا بالاعتصام بالاسلام دينا وشرعة ومنهاجا، عقيدة وأحكاما وأخلاقا،بهذا نطق الفاروق الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال: إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله .
يا ايها المسلمون: يا ايها الجزائريون وأنتم قلب الأمة الإسلامية المغاربية، ودرعها الواقي، وقوسها الرامي، وزندها الواري، ورمحها الخارق، وسهمها الماحق، وسيفها البارق، قد كان لكن في الأمس البعيد شرف، وفي الأمس القريب عز، وفي اليوم الحاضر جد وكد، وفي الغد القادم بعون الله إشراق وخير.
أنتم من أعرف الناس بصفقة الانتصار، مع الواحد القهار، وأجدادكم غرسوا في ساح العزة أمتن طود، ورفعوا أغلى راية حينما وثقوا بموعود الله ونصره، وعادوا لبذل الغالين نصرة للدين ، وحماية للعرض الكريم، وتطهيرا لأرض دنسها الأنجاس وأفسدها الأركاس، الذين ظنوا حينما كان الضعف لجسد أمتنا ناخرا، وحوطها الهوان بسرباله فصار لها ساترا، ظنوا ويا لسخف ظنهم أنهم بهذه الارض مقيمون، ولهذا ولأعراض أهلها مستبيحون، فسموا أنفسهم معمرين وما كانوا إلا حفنة مستدمرين، وقالوا لأهلها أهالي، وما علموا أن سفك الدماء للدين والأرض والعرض ليس عليهم بغالي.
قامت ثورات وثورات، ما تركت فجا عميقا إلا دخلته، ولا سهلا فسيحا إلا عمته، سالت دماء العرب والبربر وكلهم في صف واحد ممزوج، غايتهم واحدة: نصرة الدين وصيانة العرض وتطهير الأرض، دعوتهم واحدة: نصر أو شهادة، رايتهم واحدة: في الشمال لا إله إلا الله، وفي الشرق لا إله إلا الله، وفي الغرب لا إله إلا الله، وفي الجنوب لا إله إلا الله.
و جزائر التاريخ في أمجادها ** خاضت غمار الحرب وسط المعتركْ
يا قارئ التاريخ في إشراقه ** انظر لشعبي ما أراد و ما ترك
لم يبد يوما للغزاة تنازلا ** كلا ، و لا خاف العدو و إن فتك
بل طار في أفق الجهاد مقاوما ** يرمي على جيش الفرنسيين الشبك
أيها الأكرمون يا ابناء الأكرمين ويا أحفاد الأكرمين: قرن وثلاثون عاما مرت على الجزائر والجزائريين، كلها عذاب واستلاب، وجلها تجهيل واستحقار، سلخ من الدين، ومسخ للهوية، توهين للعزائم، و نهب للمقدرات.
كل هذا لم يفت في عضد الأمة شيئا، ولم يخمد لها جذوة، ولم يكسر لها سيفا، بل قاومت، وجاهدت وناضلت، بالسيف تارة والمدفع تارات، في ساح القتال جولة، وساح السياسة جولات، في معترك النضال صولة وفي نعترك الصحافة صولات، ما تركت سبيلا من سبل الاتحرر إلا سلكته ولا معبرا من معابر الاستقلال إلى عبرته، مستظلة بظلال العلماء العاملين، الذين ما تركوها ولا تركوا أبناءها، نفروا للتعلم حينما جهلهم العدو، وعادوا للتنوير حينما احتاجهم الشعب فصنعوا رجالا في مصانع العز، وبنوا أبطالا في ورشات الإباء، حتى إذا اشتد العود، وقام على سوقه، فأعجب زراعه واغتاض به شانؤوه وحساده، نفر الرجال إلى الجبال وجاس الأبطال خلال الديار، في سبع من السنين، مع مليون ونصف المليون من الشهداء، جاء النصر الموعود، وحبل الفرج الممدود،وأقر الله أهل الجزائر بنصر مؤزرا، وانتصار مستحقا، توجه إعلان وقف النار، والمهادنة بين المستنفرين وبين أعدائهم الفجار.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على نبيه وعبده وعلى آله وصحبه ووفده أما بعد:
أيها الأفاضل الأكارم: إن المطل على تاريخ أمتنا من نافذة الجهاد الجزائري، ليعلم علما يقينيا أن أولئك الأبطال الأشاوس، والكرام الأماجد، قد ورثونا إرثا كبيرا، وحملونا أمانة عظيمة، إنه إرث العز والحرية، والسؤدد والسيادة، إرث الكرامة والإباء، والرفعة والنقاء، صيرونا أعزة بعد ذلة، وأـحرارا بعد استعباد، نفتخر بإسلامنا بعدما كنا تخفى بشعائره، نرفع أصواتنا بعد أن كنا لها كاتمين.
حملونا أمانة صون التاريخ والحفاظ على البلاد، أمانة البناء والتشييد، أمانة الغمار والتقدم، أمانة أبقاء الراية مرفوعة، وفي سماء الجزائر عالية.
كلما تذكرنا هذه المعاني والعبر إلا ومثل امامنا قول ربنا جل وعلا:" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"
فيا أهل الجزائر:شيبا وشبابا، رجالا ونساء، هي هذه الأمانة أمامكم والسيرة وراءكم، فاحفظوا كما جاءتكم وارعوها كما أرادها الأجداد لكم ولا تبدلوا بعدهم تبديلا.
اللهم احفظ جزائرنا الحبيبة من كل سوء ن واجعلها بلدا رخاء، وارزق أهلها من الثمرات، وبارك فيها وفي اهلها.
.....
المرفقات
النصر امانة.docx
النصر امانة.docx