النَّجاةُ مِن الفِتَنِ
عبدالعزيز عثمان التويجري
خُطْبَةُ الجُمُعَةِ ٢٠/ ٢/ ١٤٤٤هـ
( النَّجاةُ مِن الفِتَنِ )
﴿الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي أَنزَلَ عَلى عَبدِهِ الكِتابَ وَلَم يَجعَل لَهُ عِوَجًا قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأسًا شَديدًا مِن لَدُنهُ وَيُبَشِّرَ المُؤمِنينَ الَّذينَ يَعمَلونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُم أَجرًا حَسَنًا﴾ [الكهف: ١-٢] وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.صَلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وأصْحابِهِ ومَن اقْتَفى أثَرَهُم ، واستَنَّ بِسُنّتِهِم وسَلّم تَسْلِيمًا
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
أمَّا بعدُ : أيُّها المُؤمِنُون :
إِنّنا في زَمَنِ فِتَنٍ مُدْلَهِمَّةٍ ، وخُطُوبٍ مُكْفَهِرَّةٍ ، وبَاطِلٍ انْتَفَشَ ، وحَقٍّ انْكَمَش (يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا) إِنّها فِتَنُ الشَّهواتِ والشُّبُهاتِ . ضَلالٌ وإِلحادٌ ، وفُسُوقٌ ونِفاقٌ ، وتَبَعِيَّةٌ عَمْياءُ لِكُلِّ مُسْتَورَدٍ مِن الأَفْكارِ والثَّقافاتِ المُنْحَرِفَةِ، {حتَّى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ، }
نَعَم يا عِبادَ اللهِ: بَاعَ أَقْوامٌ دِينَهُم وأَعْرَاضَهُم بِعَرَضٍ زائِلٍ مِن الدُّنْيا، حَتّى خَرَجَت فَتَياتٌ أَو أُخْرِجْنَ مِن بُيُوتِهِنَّ ، فَزاحَمْن الْباعَةَ ، و اخْتَلَطْنَ بالرِّجالِ مِن أَجْلِ الرِّيالِ ، وكَأنَّ الشَّرْعَ لم يَجْعلْ عَلَيْهِنَّ قَوّامًا ، ولم يُوجِبْ لَهُنَّ على الرّجَالِ إنْفاقًا.
أَيُّها المُؤْمِنونَ : إِنّ الوِقايَةَ مِن هذِهِ الفِتَنِ ، والمخْرَجَ مِن هذِه الظُّلَمِ ، التَّمَسُّكُ بالكِتابِ والسُّنَّةِ و الإِعْتِزازُ بِهِما ، وهذا هو الطَّرِيقُ الأَوحدُ للعِزَّةِ ، واجْتِماعِ الكَلِمَةِ ، ووحْدَةِ الصَّفِّ ، وهو سُلَّمُ الانْقاذِ، وقارِبُ النَّجاةِ ، مِن الزَّيغِ و الإِنْحِرافِ ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِنها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾ [آل عمران: ١٠٣]
إِنَّ التَّمَسُّكَ بالكِتابِ والسُّنَّةِ ،لهُ غاياتٌ جَلِيلةُ وأَهدافٌ سَامِيةٌ ومن ذلكَ :
= أنّ التَّمَسُّكَ بالْكِتابِ والسُّنَّةِ و الإِهْتِداءَ بِهَدْيِهِما هو المَخرَجُ الآمِنُ مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ و ظُلُماتِها ، وضَلالاتِ الأَهواءِ وانْحِرافاتِها ، أخرجَ الإمامُ ابنُ حِبانَ عن أَبي شُريحٍ الخُزاعي قالَ : خرجَ علينا رسولُ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ فقالَ:{ أَبشِروا أَليسَ تَشْهدونَ أن لا إله إلا اللهُ ، و أني رسولُ اللهِ ؟ قالوا : بلى : قال : إنَّ هذا القرآنَ سببٌ طَرفُهُ بِيدِ اللهِ ، و طَرفُهُ بِأَيدِيكُم ، فَتمَسَّكوا به ؛ فإنكم لن تضِلُّوا ولن تَهْلَكوا بعده أبدًا} رواه الألباني صحيح الترغيب
ولَمّا حلَّ البَلاءُ والعَذابُ بِقَومِ نوحٍ لَمّا خالَفوا أَمرَهُ وعَصَوهُ قالَ نوحٌ لابْنِهِ ﴿… يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا وَلا تَكُن مَعَ الكافِرينَ﴾ [هود: ٤٢] فَأَخذَتْهُ الشَّفَقَةُ على ابنِهِ فَأمَرَهُ بِأن يُسلِمَ ويَرْكَبَ مَعهُم سَفينَةَ النَّجاةِ ،فَأَخَذَتْهُ الشَّقاوَةُ
فقالَ كما ذَكرَ اللهُ تَعالى عنه : ﴿.. سَآوي إِلى جَبَلٍ يَعصِمُني مِنَ الماءِ﴾ [هود: ٤٣] فَكانَ الجوابُ :{ .. لا عاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللَّهِ إِلّا مَن رَحِمَ } وكانَتِ النَّتِيجَةُ { وَحالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكانَ مِنَ المُغرَقينَ}
غَرِقَ ابنُ نوحِ بالّلطُّوفانِ ، بَعدَ أنْ غَرِقَ بالكُفرِ والعِصْيانِ ، وكَثِيرٌ في زَمانِنا الغَارِقُونَ في الفِتَنِ والآثامِ ، وإذا حَلَّ العِقابُ ونَزلَ العَذابُ فلا عَاصِمَ مِن أَمْرِ اللهِ إلا مَن رحِمَ ، ورَحْمَةُ اللهِ لا تُنالُ إِلا بِطاعَتِهِ وطاعَةِ رَسُولِهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلم :﴿وَأَطيعُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾ [آل عمران: ١٣٢]
= وبِالاعْتِصامِ بالكِتابِ والسُّنَّةِ والتَّمَسُّكِ بِهِما : الرِّفْعَةُ وعُلوُّ الشّأْنِ ، فلا عِزَّةَ ولا رِفْعَةَ ولا مَكانَةَ ولا تَمْكِينَ إِلا
بالإيمانِ باللهِ والتّمَسُّكِ بحَبلِ اللهِ المَتِينِ ، واتِّباعِ الرَّسُولِ الأَمِينِ عليهِ أَفضَلُ الصَّلاةِ والتّسّلِيمِ ﴿.. وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسولِهِ وَلِلمُؤمِنينَ وَلكِنَّ المُنافِقينَ لا يَعلَمونَ﴾ [المنافقون: ٨]
﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾ [آل عمران: ١٣٩]
﴿.. يَرفَعِ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَالَّذينَ أوتُوا العِلمَ دَرَجاتٍ ﴾ [المجادلة: ١١]
والعِلْمُ الذي يَرْفَعُ صَاحِبَهُ في الدُّنيا والآخِرَةِ هو عِلْمُ الكِتابِ والسُّنَّةِ ، فعن عُمَرَ بنِ الخَطابِ: أنّ رسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ :{إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ.} رواه مسلم
= و بالْكِتابِ والسُّنَّةِ والاعتِصامِ بِهِما تَحصُلُ الهِدايَةُ للمُسْلِمِ والصَّلاحُ والفَلاحُ قالَ عَزَّ مِن قَائِلٍ :﴿.. قَد
جاءَكُم مِنَ اللَّهِ نورٌ وَكِتابٌ مُبينٌ يَهدي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ بِإِذنِهِ وَيَهديهِم إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾ [المائدة: ١٥-١٦]
قالَ ابنُ عَباسٍ رضِي اللهُ عنهُما : تَكَفّلَ اللهُ لِمن قَرَأَ القُرآنَ وعَمِلَ بِما فيهِ ، أنْ لا يَضِلَّ في الدُّنيا ، ولا يَشْقَى في الآخِرَةِ ثُمَّ تَلا قولَ اللهِ تعالى :﴿… فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشقى﴾ [طه: ١٢٣]
= ومَن تَمَسّكَ بِالكتابِ والسُّنَّةِ كانَ اللهُ ولِيَّه ونصِيرَهُ ، ومن كان اللهُ ولِيَّهُ ونَصِيرَهُ ، كانَ اللهُ مَعَهُ ، فَأَحاطَهُ بِعِنايَتِهِ وحِفْظِهِ وتَسْدِيدِهِ ، وأَيَّدَهُ على أَعْدائِهِ ونَصَرَهُ، و هَؤولاءِ هم أَهلُ التَّقْوى والاِحْسانِ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوا وَالَّذينَ هُم مُحسِنونَ﴾ [النحل: ١٢٨] ولا يَبْلُغُ العَبدُ التّقْوى ودَرجَةَ الإِحسانِ الّتِي تَحْصُلُ بِها مَعِيَّةُ اللهِ له ،
إلا إذا عَمِلَ بِطاعَةِ اللهِ وطاعَةِ رسُولِهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ
أَيُّها المُؤمِنون :
•إنّ التَّمسُّكَ بالكِتابِ والسُّنَّةِ والاعْتِصامَ بِهِما ، لَيسَت دَعاوى يَدَّعِيها المَرْءُ ، ولا أَمانِيَّ يَتَمَنَّاها ، إِنّما هيَ عَقِيدَةٌ وسُلوكٌ ، وعِبادَةٌ وعَملٌ ، وفِكْرٌ ومَنْهجٌ. فالمُتَّبِعُ لِلكِتابِ والسُّنّةِ مُوحِّدٌ للهِ ، عَابِدٌ لهُ ، مُخْلِصٌ في عَمَلِهِ لِرَبِّهِ ، لأَنّ قاعِدَتَهُ الّتِي يَنْطَلِقُ مِنها:﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ﴾ [الذاريات: ٥٦] وشِعارُهُ ﴿قُل إِنّي أُمِرتُ أَن أَعبُدَ اللَّهَ مُخلِصًا لَهُ الدّينَ﴾ [الزمر: ١١] وَمَنْهجُهُ ﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ لا
شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢-١٦٣]
• المُتَمسِّكُ بالكِتابِ والسُّنَّةِ يُحِبُّ اللهَ ورَسولَهُ ، ويُوالِي في اللهِ ويُعادي في الله ، ويُحِبُّ للهِ ويُبْغِضُ للهِ ، وهذا أوثَقُ عُرى الإِيمان ، فَاللهَ تَعالى نَهاهُ عن مُوالاةِ أعْدائهِ :﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَتَّخِذُوا اليَهودَ وَالنَّصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ﴾ [المائدة: ٥١]. وأَمَرَهُ بِمُوالاتِه ومُوالاةِ رسُولِهِ وعِبادِهِ المُؤمِنِينَ :﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَهُم راكِعونَ﴾ [المائدة: ٥٥]
• المُتَمَسِّكُ بالْكِتابِ والسُّنَّةِ ، يَخافُ اللهَ ويُراقِبُهُ فَقَلبُهُ مُمتَلِئٌ مِن خَشْيَةِ اللهِ ، فلا ظُلْمَ ولا عُدْوانَ ولا غِشَّ ولا احْتِيالَ ولا فُسُوقَ ولا فُجُورَ، يَتَرَدَّدُ مِن أَعماقِ
قَلبِهِ:﴿قُل إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ﴾ [الأنعام: ١٥]
﴿ إِنّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ العالَمينَ﴾ [المائدة: ٢٨]
• المُتَمسِّكُ بالكِتابِ والسُّنَّةِ : مُعَظّمٌ لِصَلاتِهِ حَرِيصٌ عَلى القِيامِ بها على أَكْمَلِ وَجهٍ ، يُحافِظُ عليها في أَوقاتِها جَماعَةً مع المُسلِمِينَ امْتِثالًا لِأَمرِ رَبِّهِ :﴿حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨]. وخَوفًا مِن عِقابِهِ :﴿فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيًّا﴾ [مريم: ٥٩]
• المُتَمسِّكُ بالكِتابِ والسُّنَّةِ : يَأْمُرُ بالمَعْرُفِ ويَنْهى عن المُنْكَرِ ، ويُبَلِّغُ دِينَ اللهِ بالِّينِ والحِكْمَةِ والمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ ، يَرْحَمُ الخَلقَ ، ويَنْصَحُ لهُم ، مُتَّبِعًا كِتابَ رَبِّهِ :﴿وَلتَكُن
مِنكُم أُمَّةٌ يَدعونَ إِلَى الخَيرِ وَيَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾ [آل عمران: ١٠٤]
• المُتَمسِّكُ بالكِتابِ والسُّنَّةِ : ذُو سَكِينَةٍ ووقارٍ ، وخُلُقٍ كَرِيمٍ ، وأَدَبٍ رَفِيعٍ ، مُنْبَسِطُ الوَجْهِ ، طَلْقُ المُحَيَّا ، دَائِمُ البِشْرِ، يَعْفُوا ويَصْفَحُ ، يُقِيلُ العَثْرَةَ ، ويَغْفِرُ الزَّلَّةَ ، يُحِبُّ لِإِخْوانِهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ، مُسْتَجِيبًا لِأمرِ مَولاهُ: ﴿… ادفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذي بَينَكَ وَبَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ﴾ [فصلت: ٣٤]. مُتَّصِفًا بِصِفاتِ المُتَّقِينَ ﴿الَّذينَ يُنفِقونَ فِي السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ وَالكاظِمينَ الغَيظَ وَالعافينَ عَنِ النّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحسِنينَ﴾ [آل عمران: ١٣٤].
بارك الله لي ولكم
الخُطْبَةُ الثانِيةُ
الحمدُ للهِ على أنْ هَدانا لِلإسْلامِ ، وجَعلنا مِن خَيرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَت للنَّاسِ ، وأَوجَبَ عَلينا التَّمَسُّكَ بالكِتابِ والسُّنَّةِ ، ووَعَدَنا على ذلِك بالنَّصرِ والتّمْكِينِ ، وسَعَةِ الرِّزقِ ، وحُلولِ الأَمنِ ، ووحدَةِ الصّفِّ واجْتِماعِ الكَلِمَةِ
وأشهدُ أنّ لا إلَهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ له وأشهدُ أن مُحمدًا عَبدُهُ و رَسولُهُ صلى اللهُ عليهِ وعلى آله وأصحابِه ومن تَبعَهُم با حسانٍ إلى يومِ الدينِ وسلمَ تَسليماً كثيراً
أمّا بعْدُ : أيها المؤمِنونَ : اتَّقُوا اللهَ حقَّ التَّقْوى وراقِبوهُ في السِّرِّ والنَّجْوى ، واعْمَلُوا بِطاعَتِهِ ، واتَّبِعُوا نَبيَّهُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وآمِنُوا به، واسْتَنُّوا بِسُنَّتِهِ ،واقْتَفُوا أثَرَهُ ،﴿ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [الحديد: ٢٨]
عبادَ اللهِ : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦]
اللهم صل وسلم على نبينا
اللهم اعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام انتقم من الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا إلا أن يقولوا ربنا الله اللهم انتقم منهم وأذِقهم من بأسِك الشديدِ الذي لا يردُّ عن القومِ المجرمين
اللهم أصلح ولاة أمورنا واجعلهم رحمَةً لعبادك ، محكمين لكتابِك مهتدين بهدي نبيك صلى الله عليه وسلم . اللهم انصر المجاهدين في سبيلك على الحدود والثغور ، وانصر مَن بِنصرِه عزٌّ للإسلامِ والمُسلِمين ، وأذِلَّ من بذُلِّهِ عزٌّ للإسلامِ والمُسلِمِن
اللهم الطفْ بالمؤمنين المستضعفين في كل مكان فرج همومهم ويسر امورهم واصلح أحوالهم واهد ضالهم وفك أسراهم وعافي مبتلاهم واشفِ مرضاهم وعافهم وعفو عنهم يا أرحم الراحمين
اللهم وفقنا لعمل الصالحات والبعد عن المنكرات واستغلال ما بقيَ من أعمارِنا بما يرضيك عنا يارب العالمين
ربنا أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وأزواجنا وجميع المسلمين
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين
المرفقات
1677845590_النَّجاةُ_مِن_الفِتَنِ_٢٠_٢_١٤٤٤هـ.docx
1677845694_النَّجاةُ_مِن_الفِتَنِ_٢٠_٢_١٤٤٤هـ.pdf