النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ
محمد البدر
1438/03/03 - 2016/12/02 02:19AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد عباد الله : قَالَ تَعَالَى : ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِـبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْـبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْـفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِـيمٌ﴾.
فالواجب تقديم محبة النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كلِّ محبوب قَالَ تَعَالَى : ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ﴾..
والواجب طاعته واتباعه والحذر من مخالفة أمره، قَالَ تَعَالَى : ﴿فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَـٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.قال ابن كثير - يرحمه الله - في تفسيره: ( هذه الآية الكريمة حاكمة على كلِّ مَن ادَّعى محبَّةَ الله وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنَّه كاذبٌ في نفس الأمر حتى يتَّبع الشرعَ المحمدي والدِّينَ النَّبوي في جميع أقواله وأفعاله...
عباد الله : اعلموا أن محـبة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وطاعته أصل من أصول الإيمـان يجب على كل مسـلم ومسـلمة اعـتقادها والوفاء بها والحذر من نواقضها.ومن كمال الإيمان، أن يحب المسلم محمدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محبة فوق محبة الأهل والولد والوالد والناس أجمعين ،فَعَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي،فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ» فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الآنَ يَا عُمَرُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .وَعَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عباد الله :لقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم الرحمـة المهداة والنعمة المسـداة للعالمـين جمـيعا، كانت ولادته للإسـلام فتحـا كبيراً وبعثته للهدى والإيمان فجـرا جديداً، بدد الله به ظلمات الجـهل والشرك، وأخـرج به الناس من الظلمات إلى النور، كان صلى الله عليه وسلم أكرم الناس خـلقا، وأوسـعهم صدرا وأصدقهم لهجـة وأكرمهم عشـرة، وأوفاهم عهدا وأجـودهم يدا، وأسـخاهم نفـسا وأشـدهم صبرا، وأعظمهم عفوا ومغفرة وشـجاعة، وصولا للرحـم، حـسن الجوار، قريبا من كل بر ومعروف، بعيدا عن كل إثم ومنكر، لا يقول إلا حـقا، ولا يعد إلا صدقا، ولا يفعل إلا خـيرا، برا كريمـا بالمؤمنـين رءوف رحـيم.
ولقد نال الصحـابة رضي الله عنهم وأرضاهم شرف لقاء النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحـبته، فكان لهم النصيب الأوفى في محـبته وتعظيمه، مما سـبقوا غيرهم ولم يدركوا فيه من بعدهم في حـب النبي صلى الله عليه وسـلم، وتعظيمه والدفاع عنه وفداءه بالنفـس والمال والأهل والولد، فقد آمنوا به واتبعوه وهاجـروا معه وناصروه، وجـاهدوا في سـبيل الله بأموالهم وأنفـسهم، فأوذوا وقاتلوا وقتلوا، وأخرجـوا من ديارهم وأموالهم، فخرجـوا في سبيل الله طائعـين يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسـوله.قَالَ تَعَالَى : ﴿وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ (سورة التوبة : 100 )
أقول هذا القول ...
الخطبة الثانية :
أما بعد عباد الله : اعلموا أنه ليس من محبةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شيءٍ الغلوُّ فيه صلى الله عليه وسلم، بل الغلوُّ فيه مضادةٌ لشرعِه ومحادةٌ لله ورسوله، ومخالفةٌ لأمره، ومشاقٌّة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال :سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ »رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ » مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وصلوا وسلموا- ..
[/align]
أما بعد عباد الله : قَالَ تَعَالَى : ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِـبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْـبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْـفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِـيمٌ﴾.
فالواجب تقديم محبة النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كلِّ محبوب قَالَ تَعَالَى : ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ﴾..
والواجب طاعته واتباعه والحذر من مخالفة أمره، قَالَ تَعَالَى : ﴿فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَـٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.قال ابن كثير - يرحمه الله - في تفسيره: ( هذه الآية الكريمة حاكمة على كلِّ مَن ادَّعى محبَّةَ الله وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنَّه كاذبٌ في نفس الأمر حتى يتَّبع الشرعَ المحمدي والدِّينَ النَّبوي في جميع أقواله وأفعاله...
عباد الله : اعلموا أن محـبة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وطاعته أصل من أصول الإيمـان يجب على كل مسـلم ومسـلمة اعـتقادها والوفاء بها والحذر من نواقضها.ومن كمال الإيمان، أن يحب المسلم محمدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محبة فوق محبة الأهل والولد والوالد والناس أجمعين ،فَعَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي،فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ» فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الآنَ يَا عُمَرُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .وَعَنْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عباد الله :لقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم الرحمـة المهداة والنعمة المسـداة للعالمـين جمـيعا، كانت ولادته للإسـلام فتحـا كبيراً وبعثته للهدى والإيمان فجـرا جديداً، بدد الله به ظلمات الجـهل والشرك، وأخـرج به الناس من الظلمات إلى النور، كان صلى الله عليه وسلم أكرم الناس خـلقا، وأوسـعهم صدرا وأصدقهم لهجـة وأكرمهم عشـرة، وأوفاهم عهدا وأجـودهم يدا، وأسـخاهم نفـسا وأشـدهم صبرا، وأعظمهم عفوا ومغفرة وشـجاعة، وصولا للرحـم، حـسن الجوار، قريبا من كل بر ومعروف، بعيدا عن كل إثم ومنكر، لا يقول إلا حـقا، ولا يعد إلا صدقا، ولا يفعل إلا خـيرا، برا كريمـا بالمؤمنـين رءوف رحـيم.
ولقد نال الصحـابة رضي الله عنهم وأرضاهم شرف لقاء النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحـبته، فكان لهم النصيب الأوفى في محـبته وتعظيمه، مما سـبقوا غيرهم ولم يدركوا فيه من بعدهم في حـب النبي صلى الله عليه وسـلم، وتعظيمه والدفاع عنه وفداءه بالنفـس والمال والأهل والولد، فقد آمنوا به واتبعوه وهاجـروا معه وناصروه، وجـاهدوا في سـبيل الله بأموالهم وأنفـسهم، فأوذوا وقاتلوا وقتلوا، وأخرجـوا من ديارهم وأموالهم، فخرجـوا في سبيل الله طائعـين يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسـوله.قَالَ تَعَالَى : ﴿وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ (سورة التوبة : 100 )
أقول هذا القول ...
الخطبة الثانية :
أما بعد عباد الله : اعلموا أنه ليس من محبةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شيءٍ الغلوُّ فيه صلى الله عليه وسلم، بل الغلوُّ فيه مضادةٌ لشرعِه ومحادةٌ لله ورسوله، ومخالفةٌ لأمره، ومشاقٌّة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال :سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ »رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ » مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وصلوا وسلموا- ..
[/align]