المولد النبوي مولد التحول الهائل

أحمد عبدالله صالح
1443/02/27 - 2021/10/04 14:26PM

خطبــة جمعــة بعنوان

المولد النبوي مولد التحول الهائل   

أمّا بعد ايها الأحباب الكرام :

لكل أمَّةٍ عظماء، سطّرَ التَّاريخُ مآثرَهم ...!

وأظهرَ أعمالهم، وخلَّد سِيرَهم وحياتَهم ..!

ليكونوا نبراسًا لِمن بعدَهم في عِلْمهم وعمَلِهم، وجهادهم وأخلاقهم ..

 واممٌ اخرى تنصب صوراً تذكارية لهم، وتطوف بهم وتقدسهم، وترددُ الثناء عليهم صباح مساء، ونحن لا رموز لنا، ولا قداسة أرضية،

ولا طقوس، وليس عندنا إلا رجلٌ واحد جعله الله إماماً لنا، ولكنه معصوم، وقدوةً لنا لكنه صادق، ومعلماً لنا لكنه فاتح، قال تعالى:

"  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً"[الأحزاب:21

يا خـيرَ من دُفِنَتْ بالقاعِ أعظُمُهُ      

                    فطـاب من طيبِهِنَّ القاعُ والأكَمُ

نـفسي الفداءُ لقبٍر أنت سـاكِنُهُ

                    فيه الـعفافُ وفيه الجودُ والـكرمُ

أنت الشفيعُ الذي تُرجى شفاعَتُهُ

                   عِندَ الـصراطِ إذا ما زلَّت القـدمُ

وصـاحِباك لا أنسـاهـُما أبداً

                 منّي السـلامُ عليكُم ما جرى القلمُ

أيُها الأحبَّةُ المُسلمونَ :

نعيشُ في هذا الايام من شهر ربيعٍ الاول

 نَسَمَاتِ خيرٍ ...! 

نعيشُ في لطائِفَ مُحمديةٍ ..!

نعيشُ في ذكرى ولادَةِ أحبِّ الخلقِ الى اللهِ تَعَالى.

نعيشُ في ذكرى ولادَةِ سيِّدِ الخلائِقِ العَربِ والعَجَمِ.

نعيشُ في ذكرى ولادَةِ مُحمدٍ رسولِ اللهِ عليهِ صَلَوَاتُ اللهِ ..

وهي ذكرى حيةٌ في قلوبنا.!

ذكرى عطرة، ذكرى تتجدد في كلِ عام، وفي كلِ يوم، وفي كلِ ساع ، بل وفي كل لحظه، وفي عقولنا وسلوكنا، وفي وجداننا ومشاعرها، وفي احاسيسنا وظمائرنا، لأنها تعيش في أرواحنا وتسري في دمائنا وأجسادنا وتتركز في عقولنا.

لتُصبحَ دروسها وعبرها منهج حياتنا وبرنامج عملنا ..

ومثلما كانت منهجاً للمسلمين والبشرية من قبلنا ستكونُ كذلك منهجاً للمسلمين والبشرية من بعدنا حتى قيام الساعة ..

فما أُحَيْلاها من ذكرى عظيمةٍ ..

وما أعْظَمَهَا من مُناسَبَةٍ كريمةٍ عمَّ بِها النُّورُ أرجاءَ المعمورةِ..

تجلى مولدُ الهادي وعمّتْ   

                          بشائِرُه البوادي والقضايا

وأهدتْ للبريةِ بنتُ وهب ٍ 

                            يداً بيضاءَ طوقتِ الرقابا

لقد ولدته وهاجاً منيراً 

                         كما تلدُ السماواتُ الشهابا

ما اعظمها من مناسبةٍ جليلة كريمةٍ نستقي منها الدروس ونجني منها العبر ونقف عندها الوقفات

ولعل ابرز هذه الوقفات التى سأقفها معكم اليوم في مولد فخر الكائنات وشفيع الأمة ورسول الهدى :     

( المولدُ النبوي حدثُ التحول والانتقال الهائل )

حَدَثٌ حَوَّلَ تأريخَ الجزيرةِ العربيةِ من قبائل متناحرة مشتتة متقاتله يفتك بعضها ببعض، ويحطم بعضها بعضاً ويدمر بعضها بعضاً، يتباهَوْنَ بالرذائِلِ والمحرَّماتِ، ويرفَعُونَ لواءَ الشركِ وعبادَةِ الاوثانِ ..

لقد كانت حالة الانسانية حينها قبل المولد في ضياع، وفي حروبٍ متواصله، واقتتالٍ مستمر، وفي عداوات طويله وأحداثٍ مستمره، وانغماس في المحرمات والشهوات ..

لم تكنْ حينها الأرضُ تعرفُ العدلَ والمساواة،

ولاتعرف القانون ولا الاحتكام للشرع ..

كانَ الأفرادُ والجماعات والدول يذبحونَ بعضهم والجلادون يصنعونَ بالعبيدِ ما طابَ لهم من التلذذِ والمتعةِ والقتلِ والاستعبادِ والذلِّ والمهانة ..!

وكان الظلمُ والظلامُ هو اللونُ السائدُ على وجهِ البسيطة ...                         

كانَ العالمُ يومئذ يضطربُ في رقِّ المادية وعبودية الشهوة وسلطانِ القوة الغاشمة ..!

 فلم يكن للمثَلِ الأعلى وجودٌ في ذهنه .!

ولا للغرضِ النبيل اثرٌ في سعيه ..!

ولا للشعورُ الإنساني مجرى في حسه ..!

ولا للسموِ الإلهي معنىً في نفسه .!

 إنّما كان ذلك العالم حيواناً شهوته الغلبة ..!

 مادياً غايته اللذة، أنانياً شريعته الهوى ..!

ثمّ أسرف في البهيميةِ حتى جعل كُلُّ أنثى مباحةً لكلِ ذكر ..!

 وأسرفَ في الماديةِ حتى اتخذ إلهه من خشبٍ وحجرٍ ، وفي الأنانية قتلَ أولاده خشيةَ الإملاق ..

نعم يا مسلمون :                 

لقد كان العالم قبل يومَ مولد محمد يَغطُ في قصورٍ عقلي يقتل التفكير السليم، وقصورٍ جسدي يقتل التصرف الحكيم ..!

 فلم يكنْ للأسرةِ نظامْ، ولا للقبيلةِ قانون ..!

ولا للأمةِ دستور، ولا للعقيدةِ شريعة .!

وإنّما طغيانٌ عاصفٌ يتحكم في الفردِ ويُسيطرُ على الجماعة، فالأبُ يَهبُ الموتَ والحياةَ لأبنائه بحكمِ الطبيعة، والشيخُ يَفرضُ على عشيرته الأمرُ والنهي بمقتضى العرف ..!

والملكُ يُخضع نفوس الشــــعبِ بإسم الدين.!

والكاهنُ ينسخ العقول بقوةِ الجهل ..!

أمّا عامةُ الناسِ فهم أتباعٌ من سقطِ المتاع ..

 فلمّا بعثَ اللهُ الرسولَ محمد صلى الله عليه وسلم منقذاً للبشريةِ ، تجلت المعاني السامية لتمنحَ البشريةَ أعظمَ منحةٍ وهبة إلا وهي الإيمانُ بوحدانيةِ اللهِ ومعرفةِ سرِ الحياةِ والوجود ..ُ

نعم يا كرام :

لّما بعثَ اللهُ سبحانه وتعالى محمداً رحمةً للعالمين بعثَ الحريةَ من مرقدها، وأطلقَ العقولَ من أسرها، وجعلَ التنافسَ في الخيرِ والتعاون على البرِ والتفاضل في التقوى، ثم وصلَ القلوبَ بالمؤاخاةِ والمحبة ..

 وأقامَ العدلَ والمساواةَ في الحقوقِ والواجبات..

حتى شعرَ الضعيفُ أنّ جندَ اللِه قوته ..

وأدركَ الفقيرُ أنّ بيتَ المالِ ثروته ..

وأيقنَ الوحيدُ أنّ المؤمنينَ جميعاً إخوته ..

ثمّ محا عليه الصلاة والسلام الفروق بين أجناسِ الناس ، وأزالَ الحدودَ بين الأركان ..

فأصبحتِ الأرضُ وطناً واحداً ..!

والعالمُ أسرةً متحدةً لا يُهيمنْ على علاقاتها

إلا الحبْ .!

ولا يقومُ على شؤونها سوى الإنصافُ والعدل..

وليس بين المرءِ وحاكمهِ أو خليفته حجابْ .!

ولا بين العبدِ وربه وساطة ..

حتى صارتِ الأرضُ مهدَ العلمِ والنُّورِ والإيمانِ ودولةُ الاخلاقِ والعدلِ والأمانِ بهديِ النبيِ محمدٍ عليهِ الصّلاةُ والسلامُ، يقولُ اللهُ تعالى في القرءانِ الكريمِ:

{لقد جاءَكُم رسولٌ من أنفُسِكُمْ عزيزٌ عليهِ ما عَنِتُّم حريصٌ عليكُمْ بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيمٌ}

نعم احبابي الكرام                                        

وُلِدَ صلى الله عليه وسلم فتهاوت أركانُ الظِّلَمِ والاستكبارِ من عليائها ..!

 وتساوت حقوقُ الإنسانِ مع أخيه الإنسان، لا فرقَ لعربيٍ على عجميٍ إلا بالتقوى، والناسُ سواسيةً كأسنانِ المشطِ لايفرقهم إلا العملُ الصالحُ والصادق ..

وانتشر العدلُ في نفوسِ الناسِ قبل أن تُدق به أعناقُ الظالمين في المحاكم .

وُلِدَ الرسولُ الأعظم وأصبحَ الإنسانُ يستمتعُ بحواسه الخمس، فلا يرى إلا نوراً، ولا يسمعُ

إلا عدلاً، ولا يشمُ أو يتذوقُ إلا أطيبَ حياة،

ولا يلمسْ إلا حناناً ومحبة ..!               

 فإستنارَ الكونُ بطلعةِ مولده ..!

وتهاوت عروشُ الظلمِ والعدوان ..!

وأشرقتِ الأرضُ بهذا النورِ الوهاج، حتى انقشع الظلامُ الذي كان يلفُ الأرضَ منذ عصورِ الجاهليةِ الموغلةِ في القدم ..

وُلِدَ عليه الصلاة والسلام فأنتقلتِ البشريهُ من نظامِ الأنظمةِ الجائرة التي تُعاقبُ الإنسانَ على ما ليس من فعله، وتأخذُ الأخَ بأخيه، والقريبَ بقريبه، والإنسانَ بفردٍ من عشيرته .!

وتحتقر طائفةً من الناس بسببِ ألوانهم، أو قلةِ عشيرتهم، أو فقرِ ذات أيديهم، أو اختلافِ ألسنتهم الى النظامِ الإسلامي الذي يَقُولُ للناسِ كُلِهم :

(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات/13.

 فلا طبقيةَ ولا استعباد .! ولاظلم ولا اضطهاد .!

بل فُرَصُ الحياةِ المتساوية .!

وقَدرُ كل امرئٍ ما يحسنه .!

 وخيره بمقدارِ خيره للناس، وجاء الإسلام ليقول :

(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) الأنعام/164

 فلا يحاسب الإنسان على ما لم يعمل ..!

وكل إنسان يولد بريء الذمة من حقوق الله وحقوق الناس .!

 وبهذا سَعدَ الناس، وعاشوا في ظلِ شريعةِ الله إخواناً متحابين، متساوين في المسجدِ والمحكمةِ والسوقِ مع الاعتراف لذوي الفضل بفضلهم .!

فولاةُ الأمورِ العادلونَ أقربُ إلى اللهِ من غيرهم.!

والعلماءُ العاملون مصابيحُ هدايةٍ تُحترمْ .!

والأغنياءُ الباذلون لعبادِ الله مصدرُ قوةٍ اقتصادية لأمتهم .!

وكلُ من بذلَ طاقته في سبيلِ دينه وأمته مُقدّر محترم، ومن لم يشكرْ للناسِ لم يشكرْ لله عزوجل.

وُلِدَ الرسولُ الكريمُ فأنقذنا اللهُ به من ظلماتِ الجاهلية، وعبادةِ الأصنام، وتعظيمِ الطواغيت، التي لا تضرُ ولا تنفع..!

 وشرّفنا بعبادةِ الله ِالعظيمِ الجليل الحليم فإنّ

قَدرَ العبدِ من قدرِ سيده، وشتان بين من يعبدُ حجراً وشجراً، أو شمساً وقمراً، فيَضيقُ أُفُقه، وتتحجرْ عواطفه، ويقسو قلبه، وبينَ من يعبدِ اللهَ الرحمنَ الرحيم، الذي ينادي رسوله فيقول :           

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) البقرة/186

وينادي اليائسينَ من الحياةِ فيقول :

(وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء29

وينادي الخائفين من ذنوبهم فيقول :

 (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) الزمر/53

وينادي كل الخلق فيقول :

 (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر/60.

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الايات والذكر الحكيم فاستغفروا الله لي ولكم ويا فوز المستغفرين ويا نجاة التائبين .

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :                          

أما بعـد ايها الأحباب الكرام :

 بأبي وأمي أنتَ يا خيرَ الورى

                          وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا

يا خاتمَ الرسلِ الكرامـِ محمدٌ 

                          بالوحي والقرآنِ كنتَ مطهرا

لك يا رسولَ اللهِ صدقُ محبةٍ 

                        وبفيضها شهِدَ اللسانُ وعبّرا

 لك يا رسولَ اللهِ صدقُ محبةٍ 

                فاقتْ محبةَ كل مَن عاشَ على الثرى

لك يا رسولَ اللهِ صدقُ محبةٍ

                              لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا

لك يا رسولَ اللهِ منّا نصرةٌ 

                            بالفعلِ والأقوالِ عمّا يُفترى

 نفديكَ بالأرواحِ وهي رخيصةٌ 

                      من دون عِرضكَ بذُلها والمشترى

إنّه يومُ ميلادِ الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم..

أعظمُ ميلاد ميلاده ، وأسهلُ ولادةٍ كانت ولادته .!

وُلِدَ برعايةِ الربِّ عزوجل وبعنايةِ الله جل وعلا .!

وُلِدَ محفوظاً ، وُلِدَ معصوماً ..!

فأيُّ سعادةٍ أرسلها الله للكونِ بولادةِ أحمد عليه الصلاة والسلام ..!

وأيُّ نورٍ سطعَ في كونِ ذلك الزمان بولادةِ محمد صلى الله عليه وسلم .!

في زمنٍ كانت حالةُ العرب، قبل مولده صلى الله عليه وسلم تعيش حالةً من الفوضى والرعب والخوف الدائم، والقلق المستمر .

فكانت بأمسِّ الحاجةِ إلى من يُصلحها ..!

وبحاجةٍ الى من يجمعُ شتاتها ..!

وبحاجةٍ الى من يجمعُ تفرقها وتمزقها ..

وبحاجةٍ الى من يُصلحُ اعوجاجَ أمرِها ويقودُ الى الله أُناساً كانوا يعبدونَ اصناماً من حجارةٍ ينحتونها ثّم يسجدونَ لها..

وكان أحدهم يأخذ معه حجرًا صغيرًا على هيئةِ صنمٍ يسجد له، ويطلب منه العز ويرجو منه العون.

بل ذكر انه كان لأحدهم تمراً ولم يكن معه صنمه فجعل من التمر على هيئة صنم ثم يسجد له، وبعد أن يجوع يأكله ثم يتغوطه.

 وقد شاهد أحد هؤلاء الجاهليين ثعلبين يبولان برأس صنم فقال :

أربٌّ يبولُ الثَّعلبان برأسه؟

                     لقد ذلّ من بالت عليه الثعالبُ

كما كان في العربِ عاداتٌ سيئة أُخرى كشرب الخمر ، ووأد البنات، وإهانةِ المرأة، والعصبية، والقتلِ والسلب...                   

فأنقذَ اللهُ العالمَ والبشرية بمولده عليه الصلاة والسلام واخرج الناس من الظلماتِ الى النور

ومن عبادةِ العبادِ الى عبادةِ ربِّ العباد ومن جورِ الأديان الى عدلِ الاسلام ومن ضيقِ الدنيا الى سعةِ الدنيا والآخرة ..

نعم احبابي الكرام :

إنّ مولدَ المصطفى صلى الله عليه وسلم من أعظم ما تفضلَ اللهُ به علينا، ومن أوفرِ النعمِ التي تجلى بها على هذه الأمة؛ فحُقّ لنا بهذا المولد المبارك مايلي :

اولاً : أن نفرحَ بمولده صلى الله عليه وسلم :

 (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) يونس/58.

ثانياً : أن نُحبه كُلَّ المحبة، التى تفوق محبتنا لأنفسنا واهلينا واموالنا واولادتا والنّاس اجمعين  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم :

(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) .

ثالثاً : أن نتّبعَ سنته ونعملَ بما جاءنا به، فقد قال الله تعالى :

(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) آل عمران/31.

رابعاً : أن تلهجَ ألسنتَنا دائماً بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في كل لحظة وفي حل حين وفي كل صباح ومساء وفي كل شروق وغروب

وهو القائلُ عليه الصلاة والسلام :

( من صلَّى عليّ واحدةً صلَّى الله عليه بها عشراً)

وقال الله تعالى :                           

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب/56.

اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ..

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك .

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونوراً لأبصارنا وجوارحنا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار. عباد الله :

 أمركم ربُّكم جلَّ وعلا بأمر بدأ فيه نفسه وثنى به ملائكته المسبحه بقدسه وثلّث به عباده من جنّه وإنسه فقال تعالى قولاً كريمًا :

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (56الأحزاب).

المشاهدات 1081 | التعليقات 0