الموت ولا مخيم الزعتري.. مرحلة التنصير

احمد ابوبكر
1434/06/10 - 2013/04/20 02:41AM
"الموت ولا مخيم الزعتري"، لم تغب هذه المقولة عن قلوب وعقول كثير من السوريين وغيرهم من المسلمين المشفقين على أحوال إخواننا في سوريا، النازحين إلى مخيم الزعتري الأردني.

حيث نزح أكثر من 300 ألف سوري إلي الأردن منذ اندلاع الثورة السورية في منتصف مارس 2011م حتى الآن، منهم 65 ألف لاجئ يضمهم مخيم الزعتري الواقع في محافظة المفرق الواقعة في شمال شرق الأردن على بعد 68 كلم إلى الشمال من العاصمة عَمَّان.

ومنذ ذلك الحين والسوريون يعانون في هذا المخيم من مآسي عدة، حيث لم يجد اللاجئون فيه أدنى رعاية من قبل الحكومة الأردنية، مما دعا البعض إلى التفكير في العودة مرة أخرى إلى سوريا، ليموت تحت قصف بشار وبيدي زبانية نظامه، بدلا من الموت من الإهمال بكرامة مهدره.

يقول أحد اللاجئين: "أتمنى من الله أن يكون الأكل الذي يصلنا مسموماً، حتى يطلع علينا الصباح ونحن جميعاً ميتون؛ لأن ذلك أشرف لنا".

ويضيف آخر: "الفرق بين الموت هنا والموت في سورية، أن الموت هناك سريع، وهنا موت بطيء".

فحالات الموت إثر انتشار الأمراض وسوء التغذية في هذا المخيم دائمة ومتسارعة، حصدا للأطفال والشيوخ والشباب، ويحدث كل هذا وسط صمت دولي وعربي وإسلامي، حيث نفضت كل الحكومات يدها من دعم هؤلاء المنكوبين.

ووسط هذا الفقر المدقع والأمراض والأوبئة المنتشرة والظروف بالغة السوء لم تتوقف مخططات التنصير، فأخذت منظمات التنصير كالعادة في العبث بعقول الكثير من اللاجئين السوريين، مستغلة في ذلك حاجة وعوز أهل المخيم، وأخذ المنصرون في مقايضتهم على أيمانهم بالله مقابل شربة ماء أو وجبة نظيفة.

فباسم المساعدة والمعونات المادية والسياسية قامت جماعات تنصيرية باختراق المخيم تحت سمع وبصر الحكومة الأردنية، ومباشرة عملها في تنصير المسلمين هناك.

حيث كشفت تقارير صحافية أن بعثات تنصيرية تدخل مخيم الزعتري بشكل مستمر بصفة هيئة سياسية، أو جمعية أهلية خدمية، متذرّعين بأنهم يريدون أن يراقبوا أوضاع المخيم عن قرب ويتابعوا حالات اللاجئين ومن ثم مد يد العون لهم.

ومؤخراً ووفقاً لجريدة زمان الوصل السورية نقل مصدر عن أحد اللاجئين أن 6 أشخاص (4 نساء ورجلين) من الجنسية الآسيوية دخلوا المخيم كانوا يتعمّدون التفرّد ببعض اللاجئين جانباً حاملين كتباً تنصيرية.

وأشار المصدر إلى أنه من خلال الكلام معهم لوحظ أنهم يناقشون تلك العائلة على أساس اختصاص نفسي، وعند التجاوب معهم يفتحون الكتاب ويشرحونه لهم، ويقدمون المساعدة، ويعدون بمساعدات كبيرة جدًا، فيما لو اعتنقوا المسيحية، أو اقتربوا من ذلك فكرياً.

ومنذ شهور قليلة أشرنا في تقرير سابق أعدة المركز إلى مقطع فيديو نشر عبر (اليوتيوب) قالت فيه فتاة سورية أن مجموعة من المنصرين مروا علي أسرهم وأعطوهم كتبا نصرانية منها الإنجيل، وأضافت أن موزعي هذه الكتب طلبوا من اللاجئين السوريين مدارستها وحفظها، وبينت الفتاة أن من يحفظ أجزاء منها يصرف له مكافأة نقدية وعينية.

لهذا فإن شعار "الموت ولا مخيم الزعتري" يرتفع من جديد ليتصدر المشهد هذه الأيام، فالخوف هذه الأيام ليس من الجوع فحسب، وإنما الخوف الأكبر على عقائد المسلمين هناك، فمخيم الزعترى لا يحوي إلا المنكوبين من أهل السنة، ممن اضطرتهم الظروف وأحوجتهم الحرب التي يديرها عليهم بشار والشيعة إلى النزوح إلى مكان آخر أكثر أمنا لحفظ حياتهم ودينهم، لا للجوع والمرض والتنصير.

فهل سنترك إخواننا فريسة لخلايا التنصير وإهمال الحكومة الأردنية، لينتقلوا من موت متوقع إلى موت محقق، أو كفر بالله لحفظ حياتهم؟ فأين المسلمون من هذه المعاناة؟ وأين حكامهم من الأمانة التي يحملونها تجاه المنكوبين من المسلمين في شتى أرجاء الأرض ومنهم السوريين في مخيم الزعتري؟ وأين حقوق هؤلاء في أموال النفط الطائلة التي تغرق أكثر دول المسلمين؟ وأين هذا من نصرة المظلوم، وحفظ دمه المسلم ودينه؟

المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث
المشاهدات 1224 | التعليقات 0