الموت هادم اللذات،،،خطبة وعظية لتحريك القلوب الغافلة!!

مريزيق بن فليح السواط
1434/03/27 - 2013/02/08 02:37AM
[font="] ان الحمد لله...[/font]
[font="] عباد الله: [/font]
[font="] نباءٌ عظيم، وخطب مدلهم جسيم، غَفَل عنة جُلّ الناس، ونسيه أكثر الخلق، تشرئبُّ النفوس المقصرة من سماعة، وتأنفُ القلوب الغافلة من وقعه، ينساة كثير منا رغم إيماننا به، ويقيننا بحقيقته، ننقاد إليه رغم أنوفنا وننساق له دون حول ولا قوه منا، عدّه الله مصيبة لما يلاقيه الإنسان عند نزوله به من سكرات مُوجعة، وغُصص مُفجعة، وكُرب شديدة، وزلزلة رهيبة، ولما يَعقبُه من حسرة وألم، وحزن وندم.[/font]

[font="] أتدرون عباد الله ما هو؟؟ إنه مخلوق عجيب، وخطب رهيب، لم يسلم منه بعيد ولا قريب، إنه نهايةُ كلِّ حي، وهلاكُ كلِّ شيء، عدى الحي الذي لا يموت، إنه الموت بسكراته المؤلمة، وزفراته المُلهبة، وغصصه المبكية، كم أدمع من عين؟ وكم أحزن من قلب؟ فما من مخلوق مهما أمتد أجله، وطال عمره، الا وهو نازل به، خاضع لسلطانه، إنه الموت الذي قال الله فيه: "كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا ألا متاع الغرور".[/font]

[font="] أفق أيها الغافل وتأمل!! أفق أيها اللاهي وتدبر!! أفق أيها النائم بملء جفونه عن موعوده ومصيره!! "كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشروالخير فتنة وإلينا ترجعون". [/font]

[font="] يموتُ الصغيرُ والكبير، يموتُ الأميرُ والوزير، يموت العظيم والحقير، يموت الغني والفقير، كل نفس تموت!! إلا ذو القوة والجبروت!! "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام".[/font]

[font="] الموتُ عمومٌ لا خصوصَ فيه، واطلاقٌ لا تقييدَ فيه، حتم لازم لا محيصَ عنه، ولا مفرَّ منه، يصلُ إلينا في بطون الأوديةِ وتحت الماء، وعلى رؤوس الجبال وفوق الهواء "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ".[/font]
[font="] الموت يُفزعُ القلوب، ويُدهشُ العقول، ويُخرسُ الألسن، حَيّرَ بأمره العقلاء، واستَغلق بِسرِّه الحكماء، لا يرحمُ صغيراً لضعفه، ولا يُوقّرُ كبيراً لشيبته.[/font]

[font="] الموتُ يَقْصمُ الظهور، ويُنزلُ الناسَ من القصور، ويُخْرجهم من الدور، ويُسْكنهُم القبور، لا يستأذنُ أحدا!! ولا يخافُ أبدا!![/font][font="].[/font]
[font="] الموتُ لا والداً يُبقي ولا ولدا**هو السبيلُ إلى ألَّا ترى أحدا[/font]
[font="] مات النبيُّ فلم يَخْلدْ لأمتِه**لو خلَّد اللهُ حياً قبلَه خلــــــــدا[/font]
[font="] للموتِ فينا سهامٌ غير مخطئة**من فاته اليوم سهماً لم يفُتْهُ غدا[/font]

[font="] قد يُدركُكَ الموت وأنت على فراشك!! وقد يُدركُكَ الموت وأنت في سيارتك!! قد يدركك الموت في ساحة المعركة!! أو على خشبة المشنقة!! .[/font]
[font="] يا من بدنياه أشتغل* وغرة طول الأمل[/font]
[font="] الموت يأتي فجأة* والقبر صندوق العمل
[/font]

[font="] أيها المسلم:[/font]

[font="] تفكر حين ينزل الموت بك وأنت غير مستعدٍ له!! لم تصل الصلاة مع الجماعة؟؟ كيف وأنت لازلت تشرب الدخان؟؟ وفي جوالك صور الفاتنات العاهرات؟؟ كيف وأنت ما زلت عاقا لوالديك قاطعا لرحمك؟؟ تستمع إلى الأغاني الماجنة؟؟ وترى الصور الخليعة الفاجرة؟؟ كيف وأنت تجمع المال من حرام؟؟ وتنشغل بالدرهم والدينار؟؟ "يا أيها الذين أمنوا لا تلهكم أموالكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون". [/font]

[font="] تصور نفسك الآن على فراش الموت!! قد بَردَت يَداك، والْتَفت ساقاك، وشَخص بصرك، وثَقَُل لسانك، تنظرُ إلى أقاربِك وجيرانِك، وأبنائَك وبناتَك، وأصحابِك وخلانك، تنظرُ في عمر قضيتَه، وشبابٍ ضيعتَه، تتذكرُ أموالا جمعتَها، ودورا بنيتَها، وقصورا شيدتها، وتتألمُ لدنيا فقدتها، وذريةٍ تخاف عليها، فيشتدُّ الألم، وتستحكمُ الحسرة، وتعظمُ الكربة، حار منك الطبيب، وأيس الحبيب، " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كُنت منه تحيد".[/font]
[font="] يُعاينك أهلك وأحبابك وأنت تعالج سكرات الموت!! وما تقاسيه من كرب شديدة، وألام فضيعه، لكنهم عن إنقاذك عاجزون، وعن ردِّ الموت غير قادرون "فلولا إذا بلغت الحلقوم. وأنتم حينئذ تنظرون. ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون. فلولا إن كنتم غيرَ مدينين. ترجعونها إن كنتم صادقين". [/font]

[font="] الموتُ شديدٌ على الأرواح، صعبٌ على النفوس، فما أشدَّ نزعه، وما أقسى كأسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لمعاينة ملك الموت أشد من ضرب بالسيف". [/font]

[font="] الموتُ بهولِه وشدته، هجم على الأنبياء، وأفزع الأولياء، كسرَ الأكاسرة، وقصمَ القياصرة ذاقوا بأسه، وشربوا كأسه، قيل لإبراهيم عليه السلام يا خليل الرحمن: كيف وجدت الموت؟ قال: وجدته والله شديداً. والذي لا إله غيره إنه لأشد من الطبخ في القدور، والقطع بالمناشير، فلو أني طبخت في القدور سبعين مرة لكان أهون علي!!! قيل: أما وإنا قد هونّا عليك يا خليل الرحمن. [/font]

[font="] وقيل لموسى كليم الرحمن: كيف وجدت الموت؟ قال: كالعصفور الحي حين يُلقى على المِقلاة لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير!![/font]

[font="]ونبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق، وأحبهم إلى الله، أشتد عليه الكرب حتى جعل يَبُلّ خميصة بالماء ويضَعُها على جبينه وهو يقول: "لا إله إلا الله. إن للموت لسكرات اللهم هون علي سكرات الموت"[/font][font="]تقول عائشة رضي الله عنها: والله ما أغبطُ أحدا بهونِ موت، بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا وهو أعلم الناس بربه وأتقاهم له، وأشدهم خشية.[/font]

[font="] عباد الله:[/font]

[font="]لمثل هذا فأعدّوا، ولمثل هذا فاستعدوا، فإنكم عن الدنيا راحلون، وللأخرة مقبلون، وبأعمالكم محاسبون!![/font][font="] "[/font][font="]فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ. فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ.وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ" فماذا أعددتم للموت وللقاء الله تعالى؟[/font]

[font="] أبو بكر الصديق المبشر بالجنة تدخل عليه عائشة رضي الله عنها وهو يُعاين الموت فتقول:[/font]
[font="]لعمرك ما يُغني الثراءُ عن الفتى**إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر[/font]
[font="]فيكشف الصديق وهو في سكرة الموت عن غطاءه ويقول لها: "يا بنيه. لا تقولي هذا ولكن قولي كما قال الله: "وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ". فلما مات وجدوا عنده بغلة وثوبين، كُفٍّنَ في أحدهم، وأَرسلَ البغلة والثوب الثاني إلى عمر، وقال قولوا له: اتق الله لا يصرعنّك الله مصرعي. [/font]

[font="] وعمر الفاروق يقول وهو يعالج السكرات: يا ليت عمر لم تلده أمه، ليتني أنجو كفافا لا إليّ ولا عليّ!! وعند الموت يقول لابنه عبدالله: ضع خدي على التراب لعل الله أن ينظر إليّ فيرحمني.[/font]

[font="] وأبو عبيدة أمين الأمة رضي الله عنه يقول: وددت أني كبش ذبحني أهلي، أكلوا لحمي، وشربوا مرقي.[/font]

[font="] وأبو هريرة رضي الله عنه بكى عند الموت!! فقيل له: ما شأنك؟ فقال: أبكي على بُعدِ سفري وقلة زادي.[/font]

[font="] لهذا أشتد خوفهم عند نزول الموت، ومفارقة الحياة، معاوية رضي الله عنه، لما حضرته الوفاة قال لمن حوله: أقعدوني!! فلما أقعدوه جعل يذكر الله، ويسبحه ويقدسه، ويقول: يا رب ارحم الشيخ العاصي، ذا القلب القاسي، اللهم أقِلِِ العثرة، واغفر الزلة، وجُدْ بحلمك على من لم يرجو غيرك، ولا وثق بأحد سواك.[/font]

[font="] وعمر بن العاص رضي الله عنه، دعا بحراسه عند الموت!! وقال: هل تغنون عني من الله شيئا؟؟ قالوا: لا. قال: اذهبوا وتفرقوا عني. ثم دعا بماء فتوضأ وأسبغ الوضوء، ثم حُمِلَ الى المسجد فجعل يستغفر الله ويقول: اللهم أنت أمرتني فعصيت، وأتمنتني فخنت، وحددت لي فتعديت، اللهم لا بُراءَ فأعتذر، ولا قوىّ فأنتصر، بل مُذنب مستغفر، لا مصر ولا مستكبر.[/font]

[font="] عباد الله:[/font]

[font="] إذا كان هذا حال الأنبياء المعصومين، والصحابة المهديين، المبشرين برضوان رب العالمين، فكيف بحالنا نحن المساكين المذنبين الخاطئين، مع كثرت ذنوبنا، واستحكام غفلتنا، وعظيم تفريطنا، ما بالنا عن ذكر الموت مشغولون، وعن الاستعداد له متخلفون، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اكثروا ذكر هادم اللذات" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد. ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد . وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد . لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد".[/font]


[font="] الحمد لله على احسانه...[/font]
[font="] عباد الله:[/font]

[font="] البدار البدار، قبل انقضاء الأعمار، ومفارقة هذه الدار "[/font][font="]وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ".

[/font]
[font="] يا أسير الشهوات، يا غارقا في الملذات، يا غافلا متلذذا بالمنكرات، أعلم بأن الموت حان فلا فوات، واقلع ودع عنك الأماني الكاذبات، واذرف دموعك تائبا قبل الممات، قال الحسن رحمه الله: فضح الموت الدنيا فلم يدع لصاحب لُبٍّ فيها فرحا، وقال رحمه الله: يحِقُّ لمن يعلم أن الموتَ مَوردُه، وأن الساعة موعدُه، وأن القيام بين يدي الله مشهدُه أن يطول حُزنُة.[/font]

[font="] فاسعوا في فكاك رقابكم، فوالله ما بينكم وبين الندم، والعلم بأنّه قد زلت بكم القدم، الّا ان يحوم عقاب المنية عليكم، وتنزل سهامها لديكم، فإذا الندم لا ينفع، وإذا العذر لا يشفع، وإذا النصير لا يدفع، وإذا الذي فات لا يسترجع.[/font]

[font="] فتفكروا عباد الله فيمن صلى معكم وصام، فيما سلف من الأيام، كيف أختارهم هادم اللذات؟ وفرقهم مُفرق الجمعات؟ فأصبحوا في تلك الحفر المظلمات، لا يستطيعون زيادة في الحسنات، ولا نقصا من السيئات، وأنتم الى ما صاروا إليه صائرون!! وعلى ما قدتم من الأعمال قادمون!! وعلى ما فرطتم في جنب الله نادمون!![/font][font="] "[/font][font="]أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين. أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين . أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين. بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين".[/font]

[font="] يا من بلغ الستين ما عذرك؟ وما تقول ربك؟ وقد قامت حجته عليك، واسقط ما في يديك، قال عليه الصلاة والسلام: "[/font][font="]أعذر الله تعالى إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة[/font][font="]"، أي لا عذر له في ترك الواجبات، والوقوع في المحرمات، لقد كان سلف الأمة إذا تقدم بهم العمر زاد عملهم للقبر، واستعدادهم لما بعد الموت، فهذا[/font][font="] أبو سفيان رضي الله عنه لما أتته السكرات، قال كلمة الثبات، بكى عليه أهله!! فقال: لا تبكوا عليّ فوالله ما تلطخت بخطيئة قط منذ أسلمت. [/font]

[font="] والأعمش يقول لبناته عند موته _وأصدق العِبارات ما قيل عند الممات_ يقول لهن: لا تبكين عليّ فوالله ما فاتتني تكبيرة الإحرام مع الإمام منذ ستين سنة، وسعيد بن المسيب يقول: والله ما أذن المؤذن منذ أربعين سنة ألا وأنا في المسجد.[/font]

[font="] وأبو يوسف لما حضرته الوفاة قال: اللهم إنك تعلم أني لم أطأ فرجا حراما قط!! ولم أكل درهما حراما قط!!. [/font]


[font="] أيها الشاب:[/font]
[font="] أما آن لك أن تنتهي عن الصبوة، وتستفيق من الغفلة، لقد ضيع كثير منكم الصلوات، وشغلوا بالقنوات، وتباهوا بالتفاهات، أمضوا ليلهم وشطر نهارهم في السهرات والمعاكسات، ومشاهدة الأفلام والمباريات، وغَفِلوا عن السكرات، ونسوا وقفوهم بين يدي رب الأرض والسموات. والواقع خير شاهد؟؟ فواحد يسقط ميتا على خشبة المسرح!! وأخر يموت وهو يغني!! وثالث في الملعب!! ورابع تدركه سكرات الموت فيقال له: قول لا إله إلا الله؟ فما يستطيع، ثم يجمع أنفاسه ويقول: إنه كافر بهذه الكلمة ثم يموت!! وأخر يعيش مع الأحلام، هاجرا كتاب الملك العلام، وعند موته يقول لأهله: ناولوني القرآن ثم يُقلِّبه ويقول: إنه كافر بهذا الكتاب وبمن أنزله نعوذ بالله من الخذلان!!.[/font]

[font="] البعض يموت ولم يركع لله ركعة!! يدخلُ بيوت الناس ولا يدحل بيت الله!! يفتح الصحف ولا يفتح المصحف!! يقرأ الروايات الساقطة، والمجلات الفاضحة ولا يقرأ السنة الصحيحة والسيرة العطرة!! [/font]

[font="] فاعتبروا أيها المسلمون، واحذروا من التفريط في أمر الله، والتهاون في طاعة الله، وابتعدوا عن أكل الحرام وفعله، ومشاهدته واستماعه، الزموا الطاعة، واستقيموا على الخير، وسئلوا حسن الخاتمة، وليكن لكم في سيرة هذه المرآة عبرة وتذكرة، فقد ذكر أحد الدعاة الفضلاء: أن امرآة صالحة لم تعرف تبرجا ولا سفورا، تربت على الصلاح والعفاف والحشمة، منذ ولادتها أصيبت بعاهتين، فكانت صماء لا تسمع، بكماء لا تتكلم، لكنها نشأت على الخير والصلاح، والعفة والفلاح، أصيبت بمرض كان سببا في وفاتها، وعند موتها كان إخوانها عند رأسها، فلما أراد الله قبض روحها، أظهر لها كرامة!! هذه البكماء التي لم تنطق منذ خلقها الله أفصح لسانها، وقوى جنانها، والهمها نطق الشهادة عند موتها، فإذا بها تقول بأعلى صوتها لا إله الاّ الله ثم تموت على ذلك. [/font]


[font="] يا ابن آدم:[/font]
[font="] تفكر في مصرعك، وانتقالك من موضعك، اذا نُقلت من سعة إلى ضيق، وخانك الصاحب والرفيق، وهجرك الحبيب والصديق، يوم تُؤخذُ من فراشك، وتلبس أكفانك، وتوضع في قبرك بأعمالك، فيستوحش منك أهلك وجيرانك، وأصحابك وإخوانك. [/font]

[font="] فالتوبة التوبة، والأوبة الأوبة، فالأيام تمضي يوما يوما، والعمر ينقضي شيئا فشيئا، فهذا الطفل نما، وهذا الشابُّ قد إنحنى، وذلك الشيخ قد وراه التراب، ويتوب الله على من تاب، وإليه المصير والمآب، "ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين".[/font]
المشاهدات 10278 | التعليقات 1

خطبة جميلة، شكلا و مضمونا..