المهتدي باللهِ

محمد محمد
1446/05/19 - 2024/11/21 18:19PM

المهتدي باللهِ-20-5-1446هـ-مستفادة من خطبة أحد الشيوخ

الحمدُ للَّهِ حمدًا كثيرًا طيِّبًا مبارَكًا فيهِ مبارَكًا عليْهِ كما يحبُّ ربُّنا ويرضى.

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ-صلى اللهُ وَسَلَّمَ وبَارَكَ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ-.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَـمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، أَمَّا بَعْدُ: فيا إخواني الكرامُ:

يا أيها الإنسانُ إنكَ كادحٌ*

                        إلى اللهِ كدحًا ما خُلِقْتَ لِتَلْعَبَا

فإِنْ طِبْتَ سَعْيًا تَلْقَهُ عنكَ راضيًا*

                   وإِنْ سُؤْتَ سعيًا تَلْقَهُ عنك مُغْضَبَا

وحَوْلَكَ آفاتٌ من الخَلْقِ جَمَّةٌ*

                    تَنُوشُك فَاحْذَرْ أَنْ تُصابَ وتَعْطَبَا

لا فوزَ ولا نجاةَ، ولا فلاحَ ولا نجاحَ، إلا بالإقبالِ على اللهِ، قالَ اللهُ-تعالى-: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ).

اِمشِ في مناكبِ الأرضِ، وكُلْ مِنْ رِزْقِ ربِّك، وابتغِ من فضلِهِ، ولا تَتَسَلَّطْ على الخلقِ، ولا تُعْرِضْ عنِ الحَقِ، قالَ اللهُ-تعالى-: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا*وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى).

اِمش إلى اللهِ سِراعًا في طاعَتِك وإخباتِك، لِيُهَرْوِلَ إليك في خيرِه ورِضاه، وليكنِ اللهُ تُجاهَك في أمورِك، ومفزعَك عندَ ملماتِك، وإليه حولُكَ وقُوَتُكَ عندَ ضعفِك وعجزِك، لا تَلْجَأْ لـِمَخْلوقٍ فَتُذِلَّ نَفْسَك، ولا تنسَ ربَّك فينساك.

ومَنْ فَرَّ مِنْ بعضِ العِبادِ لِبَعْضِهم*

                       فَقَدْ فَرَّ من أفعى لِيَقْرَبَ عَقْرَبًا

فَكُنْ هارِبًا منهم إلى اللهِ وحدَهُ*

                           فَلَمْ أرَ غيرَ اللهِ للمرءِ مَهْرَبَا

 لا عِزَّ ولا هناءَ إلا بطاعةِ أمرِ اللهِ ورسولهِ، وإنْ خالَفَتْ رغبتَك وهواك، قالَ اللهُ-تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ)، وقالَ الرسولُ-صلى اللهُ عليهِ وسلمَ-: "لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ".

(وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ)، لا تَنْشَغِلْ بـِمتجرِك وتجارتِك، ولا تَلْهُ بوسيلةِ تواصلٍ، ولا تسرحْ بـمتابعةِ رياضةٍ وأنتَ تسمعُ مناديَ الإيـمانِ "حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ".

(وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ)، لا تَتَثَاقَلْ بنومٍ، ولا تعتذرْ بسهرٍ وأنتَ تسمعَ الأذانَ ينسابُ في الفضاءِ "الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ".

(وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ)، لا تسمعِ الحقَّ بأُذنِك وتُعْرِضْ عنه بقلبِك وعملِك، أو تـُخالِفْه بـِهواك.

 (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) لا تكنْ كالذين تقرعُ آذانـَهم آياتُ القرآنِ، ويبلغُهم الحقُ والبيانُ، فلا يسمعونَه سماعَ تقبلٍ وإذعانٍ، يقولونَ بأفواهِهم ما ليس في قلوبـِهم، (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا).

إنَّ مِنَ الخيبةِ والخُسرانِ المسارعةَ إلى الفسادِ والمنكراتِ، وإنفاقَ الأموالِ فيها والثرواتِ، وتركيزَ الأبصارِ والشاشاتِ، فتُضَاعُ الصلاةُ، ويُسْتَهانُ بالدينِ والسِترِ والعفافِ والحياءِ، فلا أمرٌ بمعروفٍ، ولا نهيٌ عن منكرٍ، صمٌّ بكمٌ عميٌ عنْ كلِّ حقٍ وخيرٍ، (وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ).

الهدايةُ والتوفيقُ ليست بِذكاءٍ، ولا بـِمنصبٍ، ولا بِشُهرةٍ، ولا بـِجَمالٍ، ولا بـِمالٍ، بل هي توفيقٌ مِنَ اللهِ واصطفاءٌ، ولجوءٌ إلى اللهِ ودعاءٌ.

(مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)، (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).

أستغفرُ اللهَ لي ولكم وللمسلمينَ...

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:

فَمَنِ اهتدى بـِهُدى اللهِ، واستعملَ ما وهبه اللهُ من مَلَكاتٍ ومواهبَ ومالٍ في الخيرِ والصلاحِ فازَ، (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى*وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى).

ومَنِ ضَلَّ بضلالِ الشيطانِ، واستعملَ ما وهبه اللهُ من مَلَكاتٍ ومواهبَ ومالٍ في الشرِ والفسادِ خَسِرَ، (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى*وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)، (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ).

ولا يـمكنُ أن ينجوَ المرءُ حتى يكونَ صالحًا في نفسِهِ، مُصْلِحًا لـِمَن حولَه من أسرتِه وأهلِه وجيرانِه، قالَ الرسولُ-صلى اللهُ عليهِ وسلمَ-:  "وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ"، وقالَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَـمُوتُ يَوْمَ يـَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ".

وأجدرُ خلقِ اللهِ بالفوزِ مؤمنٌ*

                            إلى اللهِ أدى فَرْضَهُ وتَطَوَّعَا

اللَّهمَّ إنِّا نسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ، وأَنَّا نَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ، الْأَحَدُ، الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، المنَّانُ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ، ياذا الجلالِ والإِكرامِ، يا حيُّ يا قيُّومُ.

اللَّهُمَّ أصلحْ وُلاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ وبطانتَهم، ووفقهمْ لرضاكَ، ونَصرِ دِينِكَ، وإعلاءِ كَلمتِكَ.

اللَّهُمَّ انصرْ جنودَنا المرابطينَ، ورُدَّهُم سالـمينَ غانـمينَ.

اللَّهُمَّ الطفْ بنا وبالمسلمينَ على كُلِّ حالٍ، وبَلِّغْنا وإياهُم من الخيرِ والفرجِ والنصرِ منتهى الآمالِ.

اللَّهُمَّ أحسنْتَ خَلْقَنا فَحَسِّنْ أخلاقَنا.

اللَّهُمَّ إنَّا نسألك لنا ولوالدِينا وأهلِنا والمسلمينَ من كلِّ خيرٍ، ونعوذُ ونعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، ونسْأَلُكَ لنا ولهم العفوَ والْعَافِيَةَ، والهُدى والسَّدادَ، والبركةَ والتوفيقَ، وَصَلَاحَ الدِّينِ والدُنيا والآخرةِ.

اللَّهُمَّ صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ، والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ.

المرفقات

1732216131_المهتدي بالله-20-5-1446هـ-مستفادة من خطبة أحد الشيوخ.docx

1732216132_المهتدي بالله-20-5-1446هـ-مستفادة من خطبة أحد الشيوخ.pdf

المشاهدات 277 | التعليقات 0