المكر الصفوي (حادثة بقيق)

ناصر بن عبدالرحمن الحمد
1441/01/20 - 2019/09/19 22:28PM

الحمدلله أما بعد:

فما أشبه الليلة بالبارحة...

وما أشبه عدو الأمس بعدوّ اليوم...

عباد الله ..

إنّ العدوّ الماكر دائما يخفي عداوته ويظهر بالمكر محبّته ومودته ...

وكلّ من رضع من لُبان الحسد والحقد ونما منه جسده كانت نار الحقد أولى به ...

كثير هم أولئك الذين يلبسون لباس الدين والحقّ ظلما وزورا فيجعلونه بمكرهم باطلاً ووبالاً وبورا ...

وهكذا فعلت إيران الصفويّة في عهد الملالي بكِبر وتعالي...

انتسبوا كذباً لآل البيت عليهم السلام فجعلوها حمامة سلام وهم عدوّ المحبّة والسلام ...

قبل سنوات استعملت إيران الصفويّة أذرعها الإرهابيّة في تنظيم القاعدة واتّخذت بعض شبابنا وأولادنا لتدمير بلادنا وتمزيق لُحمتنا ...

واستعملت عقولهم وعواطفهم لتحقيق مآربهم القذرة الدنيئة في استهداف اقتصاد البلاد ومنها معامل البترول وبالأخص معامل بقيق ...

ومكّن الله ﷻ منهم رجال الأمن بحوله وطوله ...

أما اليوم فقد تطوّرت مكائد العدو ولكنّ الإرهاب الجائر هو هو ...

مكرٌ بالليل والنّهار وكيدٌ يقطع القلوب ويمزّق الدروب ...

استعمل العدوّ الصفويّ فيه فئة أخرى لتدمير بلادنا ومقدساتنا بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ...

ومثلما تعرّضت معامل بقيق قبل سنوات باستعمال بعض شبابنا المنتمين إلى تنظيم القاعدة الإرهابي الذي تدعمه إيران الصفويّة ...

ها هم اليوم يستعملون طريقة أكثر جرأة ونفاذاً وأكثر جأذ واستفزازا...

بالطائرات المسيرة وغيرها..

ومن تأمّل كيد الصفويّين منذ تولّي الخميني يدرك أنّ نظام الملالي هو نظام صفويّ توسّعي يطمح لقيادة العالم الإسلامي ومحاولة الاستيلاء على المقدسات بكلّ ما أوتي من حيلة وقوّة ....

بداية من إثارتهم للغوغاء وقتل الحجيج ...

وانتهاء باستغلال التشيّع لتحقيق المآرب السياسيّة ...

حتى دخلوا بذلك بلاد العرب والمسلمين فأفسدوا الحرث والنسل ...

وسلوا جبال لبنان ...

سلوا شام الكرامة...

سلوا بغداد الخلافة...

سلوا يمَن الحِكمة كيف عبث الصفويّ فيها ...

الحوثيّ الذي رضع من لُبان حوزات إيران لم يكن ليتعلم علماً اثنا عشرياً وإنما تعلّم خطة خبيثة للسيطرة على العالم ...

واستطاع الصفويّون بمكرهم وكيدهم أن ينفذوا في العالم الإسلامي ...

وخدعوا بمكرهم السذّج والبسطاء بإثارة الطائفيّة البغيضة ومحاولة تشويه صورة العرب المسلمين الذين فتح الله عليهم بلاد فارس .

وللأسف فقد وجدوا من يتأثر بهم ويتبع مكرهم وكيدهم ..

عباد الله ...

لما أذلّ الله تعالى إيران بهزيمتها عام 1409 في حربها مع العراق جاء بعد ذلك نظام الملالي التخريبي التوسّعي بفكرة استعمال الشعوب العربية خاصة والإسلامية عامة نيابة عنه كنوّاب للولي الفقيه وهم يستعملون النصوص الدينية والتراث الشيعي كوسيلة لتحقيق مآربهم وأنّ مرشدهم المعمّم يمثل الحسين بن علي عليهم الرضوان والسلام...

ولتكون إيران بعيدة عن مشهد القتال من أرضها وإنما ترسل أبالستها من العرب باستغلال التشيّع لاستعمار واحتلال بلاد المسلمين ...

ولا شكّ أنّ أعظم ما يطمحون إليه هذا البلد الأمين "المملكة العربية السعودية"

 لأنهم يدركون أنّهم بذلك سيسيطرون على العالم الإسلامي لوجود أقدس الأماكن التي يأتي إليها المسلمون من كل فجّ عميق

ولذلك حاولوا جاهدين إثارة التشغيب في المشاعر والشعائر وأطلق كلابهم صواريخهم صوب مكة ....

وتاريخهم الفاسد مليء بالحقد والكراهية ومحاولة السيطرة وخاصة منذ أن تولى الملالي زمام الحكم في إيران

ففي عام 1986 1406

هرّب بعض الإيرانيين متفجرات بغرض تنفيذ هجمات في مكة المكرمة

وفي عام 1987 1407

قام حجّاج إيرانيون بمظاهرة استعملوا فيها السلاح الأبيض أدى ذلك لمقتل 400 شخص

وفي عام 1989 ١٤٠٩

تورّط عشرون من حزب حسن نصر الله الكويتي المدعوم إيرانيا في تفجيرين في الحرم المكي

وفي عام 1996 1417

قام حزب حسن نصر الله الحجازي بتفجير أبراج سكنية في الخبر وقتل فيه 120 شخصا

وفي عام 2003 ١٤٢٤

قام أفراد من تنظيم القاعدة المدعومة إيرانيا بتفجيرات متفرّقة في الرياض وحاولوا الوصول لبعض معامل البترول ولكن الله ﷻ مكن منهم ...

وفي عام 2011 ١٤٣٢

تم إحباط محاولة تدمير السفارة الأمريكية ومحاولة قتل السفير السعودي

وفي عام 2016 ١٤٣٧

أحرق الصفويّون السفارة السعودية في إيران

وفي هذه السنة تم استهداف محطتي بترول في الدوادمي وعفيف عبر الطائرات بدون طيار وتبنى ذلك الحوثي

واعتداء آخر على حقل الشيبة

وآخرها الاعتداء على معمل بقيق وخريص وهذه المرة كانت صريحة في الاعتداء....

و معمل بقيق التابع لشركة أرامكو السعودية، هو أكبر معمل لتكرير النفط على مستوى العالم، وهو أكبر محطة لتركيز النفط الخام في العالم..

واستهدافه هو استهداف للسعودية واقتصادها خاصة واستهداف للعالم عامة محاولين إسقاط هذه الدولة بمل ما أوتوا من مكر وكيد ولكن محاولاتهم الجبانة دليل عهر سياسي سيخزيهم الله ﷻ ...

أستغفر الله العظيم

الخطبة الثانية:

الحمد لله العزيز المهيمن الذي بيده القوة جميعا

وصلى الله وسلم على من هدانا للحق وأرشدنا إليه فما ترك من خير إلا ودلّنا عليه وما ترك من شر إلا حذرنا منه

أما بعد:

فإننا عباد الله مواطنون ومقيمون مستهدفون في بلاد الحرمين ومستهدفون في أنفسنا ومتى ما سيطر الصفويون على بلاد المسلمين أهلكوا الحرث والنسل وسعوا في الأرض الفساد ونشروا ضلالهم وحاربوا أماجد الأمّة أصحاب رسول الله ﷺ وأفسدوا العقائد الضالة ونشروا الباطل ووسعوا البدعة وقاتلوا التوحيد وأهله ولذلك وجب علينا جميعا أن نكون صفاً واحداً ضد أعداء الملة والتوحيد ...

عباد الله ..

أنتم ترون جليا واضحا كيف هو الخطر المحدق بنا من كيد الصفويين الخمينيين الذين يريدون استعادة أمجاد فارس فاستعملوا التشيّع كصبغة دينية لتغطية مآربهم وكيدهم ومكرهم ...

وتبعهم على ذلك بعض الغوغاء فأجسادهم مع العرب المسلمين وقلوبهم مع الصفويّين ...

فالواجب علينا :

أولاً: الوقوف مع ولاة أمرنا ومناصرتهم ضد ما يحاك لهذا البلد الأمين ولجميع بلاد المسلمين

ثانيا : الدعاء بأن يكفينا شر الصفويّين ومكرهم وأن ينصر الله المؤمنين عليهم

ثالثا : الحذر من أن نكون عوناً للأعداء في بث الشائعات وتحقيق مآرب الأعداء الألداء وعدم نشر ما يخدمهم ويخالف الأنظمة حتى لا نكون عوناً للعدوّ ونحن لا نشعر

رابعاً: مواجهة مكرهم وكيدهم في كل مجال نقدر عليه في موقع أو تواصل أو مجلس والتحذير منهم

خامساً: علينا أن نكون يدا واحدة وأن لا نسعى لتفريق الصف وتمزيق اللحمة

سادساً: أن لا نغتر بقوتنا أو عتادنا وأن ندرك أن قوتنا الحقيقية هي بالله ﷻ الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق

سابعاً: علينا أن نزداد إيماناً وتوكلا على الله ﷻ أمام الأحداث المتسارعة والخطر المحدق من حولنا

"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)"

اللهم اكفنا شر الأشرار وكيد الفجار ومكر الليل والنهار

اللهم اجعل كيد الصفويين في تباب وعيشهم في خراب واجعل كيدهم كيدا عليهم ومكرهم مكراً عليهم

اللهم أيد بالحق إمامنا وولي عهده ودلّهم لما فيه الخير للبلاد والعباد واهدهم للهدى والرشاد وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة الصادقة يا ذا الجلال والإكرام

                                                              د. ناصر بن عبدالرحمن الحمد

     

                                                               إمام وخطيب جامع القفاري

المشاهدات 960 | التعليقات 0