المفتي : المدّعون أن الكسوف والخسوف ظواهر كونية مخالفون للشرع وللسنة

أبو عبد الرحمن
1431/02/02 - 2010/01/17 07:25AM
المفتي : المدّعون أن الكسوف والخسوف ظواهر كونية مخالفون للشرع وللسنة



السبت, 16 يناير 2010

لطفي عبد اللطيف - الرياض

ردّ سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ على من يقولون ان كسوف الشمس وخسوف القمر ،ظواهر كونية ولا علاقة لها بالذنوب والخطايا ، وقال: إنها تنعقد سببا للعذاب،وأنها تكسف على المسلم والكافر ،وأنهم يعلمون موعد الكسوف والخسوف بدقة..

واكد سماحته ان هذه أخطاء يقع فيها هؤلاء المتقوّلون بذلك لان الكسوف والخسوف آيتان من ايات الله يخوّف بهما عباده ،

وقال سماحة المفتي العام : إن من يقولون بان الكسوف والخسوف ظواهر كونية مخالفون لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطالب من يقولون ذلك ويكتبون باقلامهم هذه الاراء والافكار ان يتوبوا الى الله عز وجل ، ويتبعوا سنة رسول الله .وقال المفتي العام: إن الله يُري عباده الايات
ليتعظوا ويعتبروا ، والمؤمن يأخذ العبرة والعظة منها ،

واضاف سماحته:ان ظاهرة الكسوف والخسوف آيات من آيات الله ، ومن يقولون بأنهم يعلمون الكسوف والخسوف منذ فترة وبدقة جهل منهم ، وقول على الله بلا علم ’لان اصدق القائلين صلى الله عليه وسلم الذي يحدث عن رب العزة ، اخبرنا بان هذه آيات من الله .

وأشار سماحته الى ان كسوف الشمس وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، في العام العاشر من الهجرة ، عندما مات ابنه ابراهيم ،فخرج صلى الله عليه وسلم الى المسجد ، وأمر بالنداء للصلاة جامعة } وصلى بالناس ركعتين اطال في الركعة الاولى تلاوة وركوعا وسجودا ، وفي الثانية لم يطل فيها كما اطال في الاولى ، فلما فرغ من صلاته وتجلت الشمس ، خطب في الناس خطبة عظيمة ، قال فيها ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله يخوف بهما عباده ، ولا ينكسفان لموت أحد من عباده ،

وورد عن رسول الله انه قال اذا رأيتم الكسوف افزعوا الى الصلاة وذكر الله وصلوا وتصدقوا .

وانتقد سماحته الاقلام والكتابات التي يزعم كاتبوها ان الكسوف والخسوف لا ارتباط لها بالذنوب والمعاصي ،وهي ظواهر كونية ، وقال "هذه اقوال تخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم" ، وقال سماحته : ان صلاة الكسوف والخسوف ، صلاة خوف وتوبة وتضرع وانابة ، وتحذير للامة .

واضاف: ان الكسوف ينعقد سببا للعذاب ، ولكن الله لطيف بعباده .وحذّر المفتي العام من افشاء المعاصي في بلاد الاسلام ، وقال : ان هذه مصيبة عظيمة وبلية من البلايا ، ويجب التناهي بالمعروف ، ويقيموا حدود الله ، ويأخذوا على يد السفيه ، ويؤطروا على الحق اطرا ، ولكن ترك هؤلاء يكتبون ضد الشرع والدين والسنة أمر خطير ، يؤدي الى اكثار الخبائث ، واضاف سماحته : ان بعض هذه الكتابات تخالف السنة ، وتصادم الشرع .

http://al-madina.com/node/215657

ملحوظة : ليت من لديه نص كلام سماحته ينقله لنا فإني أرى في نقل هذا الصحفي شيء من التعبير بالمعنى والاختصار المخل، مثاله في الموضعين المعلمين باللون الأحمر والعلم عند الله تعالى .
المشاهدات 4228 | التعليقات 4

الكسوف والخسوف


خطبة لسماحة المفتي الشيخ العلامة عبد العزيز آل الشيخ

أيها المسلم، ظاهرة الكسوف والخسوف إنها آيات كونية ولكنها أسباب من جهة العباد ، تقصير في الواجبات أو انتهاك شيء من المحرمات ، إن البعض من الناس يرجع هذا الكسوف وهذا الخسوف بمجرد ظاهرة كونية وأنها فرجة وأنها متعة إلى غير ذلك ، وكل هذا من الخطأ المخالف لسنة محمد صلى الله عليه وسلم يقول قائلهم الشمس تكسف على المسلم والكافر ويقول قائلهم نعلم وقت الكسوف والخسوف لعدة سنين فأين الذنوب وأين المعاصي كل هذا سوء ظن برب العالمين وكل هذا جهل وظلال وقول على الله بلا علم.


إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله، الشمس والقمر آيتان من آيات الله دالتان على كمال عظمة الرب وكمال قدرته وأنه على كل شيء قدير (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ أن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، من تأمل في عظمتهما وسيرهما على نظام دقيق علم عظمة الرب وكمال قدرته وأنه على كل شيء قدير وأن هذه الآيات تجري بكمال حكمة تسخيره (إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)، (الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ)، العباد عاجزون عن التصرف في هذه الآيات انظر إلى من حاج إبراهيم عندما قال إبراهيم (أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أن آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
أيها المسلم، آيات دالة على عظمة الرب وكمال قدرته وكمال حكمته ورحمته بعباده أن جعل مصالحهم مرتبطة بهذه الآيات وله الحكمة العظيمة في ذلك فإنها آيات ربانية وظواهر كونية لكنها تابعة لقدرة الله فالله المتصرف فيها كيف يشاء نعمة من الله عندما يذهب نور الشمس والقمر بعضه أو كله فإن ذلك إنذار للعباد وتحذير للعباد وأن هذه النعمة قد تسلبوا عنهم فلا يستطيعون ردها إنذار لهم ليتوبوا إلى ربهم قبل أن يتصل هذا الكسوف بالإنذار والبطش الشديد (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)، (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ* أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ)، (قُلْ أَرَأَيْتُمْ أن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّهَارَ سَرْمَداً إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ* وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، إن الله يري عباده عظمته وقدرته يريهم شيئا من ذلك لعلهم أن يتعضوا ويعتبروا فالمؤمن يأخذ كل شيء عظة وعبرة والتجاء إلى الله واضطراراً إليه وتوبة نصوح مما سلف وكان من المعاصي كم من آيات فيها نذر للعباد من كسوف شمس أو خسوف القمر أو زلازل أو براكين وغير ذلك من الكوارث التي يذهب ضحيتها الآلاف من الناس قدرة الرب جل وعلا (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
أيها المسلم، ظاهرة الكسوف والخسوف إنها آيات كونية ولكنها أسباب من جهة العباد تقصير في الواجبات أو انتهاك شيء من المحرمات أن البعض من الناس يرجع هذا الكسوف وهذا الخسوف بمجرد ظاهرة كونية وأنها فرجة وأنها متعة إلى غير ذلك وكل هذا من الخطأ المخالف لسنة محمد صلى الله عليه وسلم يقول قائلهم الشمس تكشف على المسلم والكافر ويقول قائلهم نعلم وقت الكسوف والخسوف لعدة سنين فأين الذنوب وأين المعاصي كل هذا سوء ظن برب العالمين وكل هذا جهل وظلال وقول على الله بلا علم أن أصدق المخبرين عن رب العالمين هو محمد صلى الله عليه وسلم فهو أصدق الخالق قولاً وآمنه قولاً محمد صلى الله عليه وسلم أصدق الخلق قولاً أعلمهم بالله وأعلمهم بما يتقيه أن كسوف الشمس وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة في العام العاشر من الهجرة اليوم الذي مات فيه ابنه إبراهيم عليه السلام وقع ذلك الكسوف بعد ارتفاع الشمس بقدر رمحين فلما رآه النبي الكسوف خرج إلى المسجد يجر إزاره خائف يخشى أن تكون الساعة أمر بالنداء الصلاة جامعة فأجتمع الناس فتقدم وصلى بهم فأطال القيام ثم أطال الركوع ثم رفع وقرأ وأطال القراءة أقل من الأولى ثم ركع فأطال الركوع ثم سجد سجدتين ثم قام وصلى الثانية كالأولى قام قيام أقل من الأولى ثم ركع أقل من الركوع الأول ثم رفع وقرأ اقل من القراءة التي قبلها ثم ركع ركوعاً أقل ثم سجد سجدتين فاستكمل ركعتين في كل ركوع ركعتان وسجدتان فلما انصرف من صلاته وقد تجلت الشمس خطب الناس خطبة عظيمة وعظهم فيها فقال: "يا أمة محمد ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثير"، ثم قال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده وإنهما لن ينكسفان لموت أحد ولا لحياته"، ثم قال لهم: "لقد رأيتم في مقامي هذا ما وعدتم به رأيت النار يحطم بعضها بعض فتأخرت رأيت امرأة تعذب في هرة حبستها لاهي أطعمتها ولا سقتها ولا هي تركتها تأكل من خشائش الأرض"، رأى عمر بن لحي يجر قصبه بالنار أول من غير ملة إبراهيم رأى سارق الحاج الذي يسرق بحجنه يعذب في تلك النار وقال لهم صلى الله عليه وسلم: "عرضت علي الجنة حتى كدت آخذ عنقود من عناقيدها فتقدمت"، ثم قال لهم: "أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب من فتنة المسيح الدجال يقال للرجل من ربك وما دينك وما نبيك"، ثم قال لهم أيضا مخبرا: "إن الدجال خارج فيكم أعور العين اليسرى وأنه يدعي أنه الله فمن صدقه فلن ينفعه أي يعمل صالح سبق ومن كذبه لم يضره أي عمل سيئ سبق"، ثم أخبرهم: "أن هناك فتن قبل ذلك يرقرق بعضها بعضا يتسائل الناس هل أخبر قال فيها نبيك قول أم لا"، ثم أنه قال: "إذا رأيتم الكسوف ففزعوا إلى ذكر الله والصلاة والصدقة"، ففزعوا إلى ذكر الله ودعاءه وصلوا وتصدقوا هكذا أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلم، ما بال أقوام منا تخطوا أقلامهم سوءا ويكتبون جرما يقولون لا ارتباط للكسوف والخسوف بالذنوب إنما هي ظواهر كونية تجري عادة ليس للذنوب والمعاصي أثرا وهذا مخالف لسنة محمد صلى الله عليه وسلم الذي انزعج لهذا الكسوف وخرج يجر إزاره خوف من قيام الساعة وأطال القيام والركوع والسجود إنها صلاة خوف وتضرع وصلاة خوف وتوبة وإنابه إنه وعظ الناس تلك الموعظة العظيمة حذرهم فيها من جرائم الذنوب حذرهم فيها من المعاصي والمخالفات وبين لهم الجنة ونعيمها والنار وعذابها كل ذلك تحذير للأمة وأن هذا الكسوف أو الخسوف ينعقد سببا للعذاب لكن الله لطيف بعباده (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)، أن فشوا المعاصي في بلاد الإسلام مصيبة عظيمة إذا فشت المعاصي فلم تغير ولم تنكر يظن الظان حلها ويظن الظان أنها أمر سهل فينشأ الصغير ويهرم عليها الكبير وتلك مصيبة عظمى أن فشوا المعاصي في المجتمع المسلم من البلايا العظيمة أن الواجب على المسلمين أن يتآمروا بالمعروف ويتناهوا عن المنكر فيما بينهم وأن يقيموا حدود الله وأن يأخذوا على يد السفيه ويأطروه على الحق أطرى يقول صلى الله عليه وسلم: "مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا سفينة فكان بعضهم أعلاها وبعض أسفلها فكان الذي في أسفلها استقوا الماء سقوا من فوقهم فقالوا لو خرقنا في نصيبنا خرقا فلم نؤذ من فوقنا"، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وأن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا"، فإن أخذ على يد السفهاء ويد المخالفين في أقوالهم وأعمالهم نجا المجتمع بتوفيق من الله وإن ترك لهؤلاء يقولون ما يشاءون ويكتبون ما يشاءون ويفعلون ما يشاءون عما العذاب يقول صلى الله عليه وسلم لما قيل له: أنهلك وفينا الصالحون؟، قال: "نعم إذا كثر الخبث"، فلنتق لله في أنفسنا ولنتآمر بالمعروف فيما بيننا ولنتناهى عن المنكر فيما بيننا فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الأمانة لهذه الأمة يحميها من السوء والبلاء (فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ)، والله جل وعلا حذرنا من تعطيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن تعطيله يؤذن بهلاك الأمة بأمنها ويحصل لها ما حصل لمن قبلها ممن ضل عن سواء السبيل (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ
إن بعض كتابنا هدانا الله وإياهم زلت بهم القدم واتحدت ألسنتهم بما أنطوت عليهم قلوبهم لمخالفة لشرع الله وعدم انقياد لشرع الله محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشمس والقمر آيتان يخوف الله بهما عباده"، وهؤلاء يقولون لا خوف ولا خشية ولا عذر لها ولا اعتبار لها يصادم سنة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه انغمس في الذنوب والمعاصي فيرى ما هو عليه وما هو واقع فيه من مخالفة شرع الله يرى أن ذلك حق وأن ذلك جائز (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ).
فيا أيها الكتاب الأعزاء يا أيها المسلمون، اتقوا الله في أنفسكم واحذروا أن تخط أقلامكم ما يخالف شرع الله أن تدعوا إلى أمر يخالف شرع الله عالجوا قضايا مجتمعنا على ضوء الكتاب والسنة إياكم أن تتساهلوا عن محرمات الله وان تدعوا إلى ما يفسد الأخلاق ويدمر أخلاق الأمة إن الأمة بأخلاقها ودينها متى أصيبت أخلاقها بالمصيبة العظيمة فإن ذلك علامة بلاء فلنتق الله في أنفسنا ولنتق الله في أخلاقنا وأعمالنا ولنتق الله فيما نكتب وما تخطه أقلامنا ولنعلم أن الله محاسب كل عما يقول (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)، (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، كم من داع لاختلاط الجنسين بعضهم بعض وكم من منادٍ لهذه الجرائم والفساد وكم م محسن للفساد ومجتمعات السوء وكم من داع إلى تحلل الأمة من أخلاقها وقيمها تحت أي مسمى كان فلنتق الله في أنفسنا ولنحافظ على ديننا ولنكن دعاة إلى الخير والصلاح وما فيه إصلاح الأمة واستقامة حالها
أسال الله أن يأخذ بنواصينا لما يحبه ويرضاه وأن يصلح شأننا ويثبت قلوبنا ويهدينا سواء السبيل إنه ولي ذلك والقادر عليه بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.
عباد الله، اتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في أحوالكم كلها وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وخطاياكم فإن الله يقبل التوبة عماً تاب (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فلنستقم على دين الله ولنتواصى فيما بيننا بالحق والصبر عليه ولنكن دعاة إلى الله في قلوبنا وألسنتنا وأعمالنا لتكن أقلامنا تكتب ما ينصر الإسلام ويرفع شأنه ولتكن مقالاتنا وأحاديثنا في عز الإسلام ورفعة المسلمين وان نتواصى بالحق فيما بيننا وأن تكون كلماتنا جامعة لقلوبنا مألفة لصفوفنا مبعدة لنا عن شبح الإختلاف والإنقسام فنحن أمة واحدة يجب أن نكون يد واحدة متمسكين بهذا الدين معتصمين به فهو الذي يجمع القلوب ويألفها (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)، نسأل الله أن يثبت الجميع على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وان يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى فيما يصلح الأمة ويحفظ كيانها ويقوي روابطها ويجمع شتاتها ويألف بين أفرادها على الخير والهدى أنه على كل شيء قدير.
واعلموا رحمكم الله أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة؛ ومن شذ شذ في النار، وصلوا رحمكم الله على محمد صلى الله عليه وسلم كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، اللهم وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبدالله بن عبدالعزيز لكل خير، اللهم وفقه لكل خير، اللهم أمده بعونك وتوفيقك وتأييدك واجعله مباركاً أينما كان، اللهم اجمع به كلمة الأمة ووحد به صفوفها على الخير إنك على كل شيء قدير، اللهم شد أزره بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز ووفقه لصالح الأقوال والأعمال، اللهم ووفق النائب الثاني لكل خير واجعلهم جميعا دعاة خير ورشد إنك على كل شيء قدير، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثتنا، اللهم أغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق. اللهم أغثنا غيثا هنيئا مريئا سحا غدقا طبقا مجللا نافعا غير ضار عاجل غير آجل، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.


كما توقعت فالشيخ لا ينفي العلم به فهو يقول: وكل هذا من الخطأ المخالف لسنة محمد صلى الله عليه وسلم يقول قائلهم الشمس تكسف على المسلم والكافر ويقول قائلهم نعلم وقت الكسوف والخسوف لعدة سنين فأين الذنوب وأين المعاصي فهو ينكر على من يربط بين معرفة الكسوف سنين عدة وبين نفي أن سببه الذنوب، والنقل السابق كان فيه نقل بالمعنى أفسده الصحفي بقصد أو بغير قصد، وشكرا لك على نقل الخطبة كاملة...


ليتك يا أبا عبد الرحمن ما نشرت هذا حتى تتأكد بنفسك مما قال الشيخ، والذي يظهر لي أن الشيخ -إن ثبت عنه هذا الكلام- لم يرد أن الكسوف ليس منتظماً، ولا يمكن معرفة وقته، وإنما أراد: أن الذين يزعمون أن الكسوف ليس تخويفاً يحتجون بأنه يعلم بدقة وأنه ظاهرة كونية، ويكون قوله حفظه الله تعالى: جهل منهم وقول على الله بلا علم، يعود على نفي التخويف، وليس على إثبات أن الكسوف دورة كونية أو كونهم يعرفونه بدقة، بمعنى أنه كان يسوق حججهم على عدم التخويف بالكسوف، ثم حكم أن من يحتج بها ليس عنده علم، هذا هو مراده فيما يظهر لي، بل أكاد أجزم به، لكن الشيخ لم يتضح كلامه لأنه يلقي ارتجالا.
ولو بحثت يا أبا عبد الرحمن في فتاوى الشيخ أو أقواله حول إمكانية معرفة وقت الكسوف ووضعته هنا لأزال اللبس الحاصل، وصح ما فهمته أنا من كلام الشيخ..
وأنا متأكد أن العلمانيين سيستغلون هذا الكلام للطعن في الشيخ وفي سائر العلماء والدعاة حفظهم الله تعالى؛ بكونه ينفي ثبوت دورة الكسوف مع أنها ثابتة بالعلم والتجربة، وعلى وجه الدقة؛ إذ ما رأينا الحاسبين أخطئوا ولا مرة واحدة في تحديده، ولو فرض وقوع خطأ فهو من الحاسب الذي حسب، وليس من كونها ليست دورة كونية...
فمن الذب عن الشيخ إيضاح كلامه الملبس والمتشابه بالرجوع إلى كلامه المحكم في دورة الكسوف وإمكانية معرفته، ونشره هنا حتى تتضح الصورة، ويزول اللبس، وفقني الله تعالى وإياك والقراء لكل خير..


يرفع للمناسبة
كسوف الأربعاء 13/7/1432هـ