المصالح الشرعية في الهدي والأضحية

جابر السيد الحناوي
1431/12/04 - 2010/11/10 21:31PM
المصـالح الشـرعية
في الهــدي والأضحــية

( منقول بتصرف )

[align=justify] [align=justify]بعد صلاة فجر اليوم العاشر من ذي الحجة بالمزدلفة ، ينفر الحجيج ، إلى منى حيث يصبحون ــ أول أيام العيد ــ بمنى ، حيث يكملون مناسك حجهم : رمى جمرة العقبة الكبرى .. والحلق .. وطواف الإفاضة .. وذبح الهدى ، أما غير الحجيج فيبدءون يومهم بعد صلاة فجر ذلك اليوم بصلاة العيد ثم نحر الأضاحي .
اليوم الأول من أيام العيد إذن هو يوم نحر الهدى هناك ، وهنا يوم الأضحية ... فإهراقة الدماء يوم النحر ـ سواء الأضاحي أو الهدي ـ هو قربة إلى الله تعالى يقصد بها المسلم التعبد لله قبل كل شئ ، ولهذا كان لها حرمات كثيرة ، والذبائح ــ التى هى عبادة ــ أنواع :
منها الهدى وهو للحجاج ، والأضحية وهى لغير الحجاج ، والوليمة للزواج ، والعقيقة وهى للمولود والمولودة ... والذي يهمنا منها اليوم الهدي والأضحية ، تلك الشعيرة المباركة ؛ فلها منزلة عظيمة ، وشأن كبير في الإسلام وهي شعيرة من شعائر الله ، وعبادة من أجل العبادات المالية التي يتقرب بها العبد إلى مولاه ، وذلك لما ورد في شأنها من الآيات والأحاديث التي تدل على مشروعيتها وعظيم مكانتها.
تعريفها :
الأضحية والضحية والهدي : اسم لما يذبح من الإبل والبقر والغنم يوم النحر، وأيام التشريق تقربا إلى الله تعالى.
أما دليل مشروعيتها : فالكتاب والسنة والإجماع ، وأصل مشروعيتها أنها كانت فداءا لإسماعيل عليه السلام قال سبحانه وتعالي : " وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ " ( ) :
ففي الكتاب قد شرعها الله عز وجل بقوله سبحانه وتعالي : " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" ( ) وذكر المفسرون أن المراد بالنحر هنا الأضحية والصلاة هنا هي صلاة العيد.
وشرعها أيضا بقوله سبحانه وتعالي : " قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " ( ) وأيضا بقوله عز وجل : " وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ " ( )
وأما السنة فقد أفرد البخاري : " بَاب مَنْ نَحَرَ هَدْيَهُ بِيَدِهِ " أورد فيه حديث أنس مختصرا وفيه " وَنَحَرَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم بِيَدِهِ سَبْعَ بُدْنٍ قِيَامًا وَضَحَّى بِالْمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ " ( )
وقد أجمع المسلمون على مشروعيتها في الجملة لفعل النبي صلي الله عليه وسلم ومداومته عليها.
إن بعض المسلمين يظنون أن المقصود بالأضاحي هو : نفع الفقراء بلحمها ، ولذلك نجدهم في هذه المناسبة ـ وبسبب ارتفاع أسعار الأغنام ـ يفكرون في شراء لحوم بَقَرِيَّة وتوزيعها علي الفقراء بمناسبة عيد الأضحي ، أو التبرع بقيمتها لبعض الجمعيات أو المؤسسات الخيرية لتتولي بدلا منهم الأضحية... وهذا الذي يحدث مع الأضاحي يحدث أكثر منه بالنسبة للهدي حيث يلجأ كثير من الحجيج إلي شراء ما يسمي بصكوك الهدي ، طلبا لراحة أنفسهم من مشقة النحر وتوزيع الهدي علي الفقراء والاستفادة بها وعدم إلقائها في شوارع مني ... وعليه يري الحاج أن شراء هذه الصكوك تحقق له مطلبه حيث يقوم أحد البنوك بالنحر بدلا منه وتوزيعها علي فقراء الحرم أو إرسالها إلي بعض الدول الإسلامية الفقيرة كالنيجر والصومال وأفغانستان ... ولا أظن هؤلاء يريدون إلا الخير ، ولكنهم أرادوا الخير واجتهدوا ، وأخطأوا في اجتهادهم .
والذي ينبغي للإنسان الذي يريد الخير، أن يجعل إرادته مبنية على قواعد الشريعة حتى لا يَضل ولا يُضل ؛ فالدين الإسلامي ليس مبنيًا على العاطفة ، وليس مبنيًا على الهوى : " وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ " ( )
إن الدين الإسلامي مبني على قواعد عظيمة متينة ، وهي ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم ، وإن هذه التصرفات يحصل به فوات مقصود كبير في الأضاحي والهدي ، لذلك فإني أنصح أخواني المسلمين ألا يلجأوا لهذا الأمر ، وألا يبعثوا بأموالهم للجمعيات الخيرية أو المؤسسات المعنية بهذا النشاط ليشترى بها أضاحي في أفغانستان أو في غيرها ، بل يضحون بأنفسهم في بلادهم ، ويذبحون هديهم في حجهم بأيديهم ، وإذا أرادوا التبرع لهذه البلاد ، أو لمؤسسات العمل الخيري ، فإن باب التبرع واسع ومفتوح ، و لهم أن يتبرعوا بما شاءوا وحيثما شاءوا ، أما الشعائر الدينية فإنه يجب أن تكون محترمة معظمة .
إن من أفضل الأعمال المقربة إلى الله سبحانه وتعالي أن يذبح المسلم بنفسه الأضاحي أو الهدي ، فقد قرن الله النحر له بالصلاة له ، فقال سبحانه وتعالي : " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر " ( ) وقال سبحانه وتعالي : " قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " ( )
أما توكيل المسلمين لغيرهم في ذبح الهدي والأضاحي ، ونقلها إلى خارج البلاد ، أو حتي توزيعها بواسطة المؤسسات الخيرية داخل البلاد ، فإنه يفوت به مصالح كثيرة :
الأولى : أنه يفوت به إظهار شعيرة من شعائر الله ، وهي شعيرة الأضحية :
فتصبح البلاد معطلة من هذه الشعيرة في بعض البيوت ، وربما أدى ذلك إلى الانتشار والتوسع ، فتعطلت كثير من البيوت من هذه الشعيرة ، ومن المعلوم أن الأضاحي من شعائر الله ، وليس المقصود منها مجرد الإنتفاع باللحم ، قال الله عز وجل : " لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ" ( ) وفرق النبي صلي الله عليه وسلم بين الأضحية واللحم ، فقال : " مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا وَنَسَكَ نُسْكَنَا فَقَدْ أَصَابَ النُّسُكَ وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَتِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ" فَقَامَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَقَدْ نَسَكْتُ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَعَرَفْتُ أَنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ فَتَعَجَّلْتُ وَأَكَلْتُ وَأَطْعَمْتُ أَهْلِي وَجِيرَانِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم : " تِلْكَ شَاةُ لَحْمٍ " ( )
وثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال : " مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا ذَبَحَ لِنَفْسِهِ وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ " ( ) فتأمل كيف قال النبي صلي الله عليه وسلم : " وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ " ليتبين لك أن طريقة المسلمين أن يضحوا، وأن الأضاحي شعيرة من شعائر الإسلام ، ففي هذه الآية وهذين الحديثين دليل واضح على أنه ليس المقصود من الأضاحي مجرد الانتفاع باللحم ، إذ لو كان الأمر كذلك لم يكن فرق بين المذبوح قبل الصلاة وبعدها .
ويدل لذلك أيضًا أن الأضحية خصت بنوع معين من البهائم وهي : الإبل ، والبقر ، والغنم ، وقيدت بشروط معينة كبلوغ السن والسلامة من العيوب ، وكونها في أيام النحر ، ولو كان المقصود مجرد الانتفاع باللحم لأجزأت بكل بهيمة حلال كالدجاج ، والظباء ، ولأجزأت بالصغير من الأنعام ، ولاجزأت بالعضو من البهيمة.
فالأضاحي لها شأن كبير في الإسلام ، ولهذا جعل لها حرمات ، فمن أراد أن يضحي فإنه لا يأخذ من شعره ، ولا من ظفره ، ولا من بشرته شيئًا ، لحديث رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم : "َ مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ " ( )
ولو كان المقصود بها مجرد التصدق باللحم لم تكن لها هذه الحرمة لأن الإنسان إذا أراد أن يتصدق ولو بالملايين من الدراهم ، ولو بالملايين من الغنم ، والإبل ، والبقر فانه لا يحرم عليه أن يأخذ شيئًا من شعره ، ولا من ظفره ولا من بشرته ، إذًا فالأضحية عبادة مقصودة بذاتها .
الثانية : من المصالح التي تفوت إذا نقلت الأضاحي إلى خارج البلاد أو قامت مؤسسة أو بنك بالأضحية بدلا عنك ، مصلحة مباشرة المضحي ذبح أضحيته بنفسه أو حضوره ذبحها:
فإن السنة أن يذبح المضحي أضحيته بنفسه تقربًا إلى الله ، واقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم حيث كان يذبح أضحيته بنفسه ، وقد مر بنا حديث أنس وفيه " وَنَحَرَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم بِيَدِهِ سَبْعَ بُدْنٍ قِيَامًا وَضَحَّى بِالْمَدِينَةِ كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ " ( ) وقد قال أهل العلم : إذا كان المضحي لا يحسن الذبح بنفسه فليحضر الذبح .
الثالثة : من المصالح التي تفوت بهذا العمل ، شعور المضحي بالتعبد لله تعالى بالذبح نفسه :
فإن الذبح نفسه عبادة عظيمة قرنها الله عز وجل بالصلاة في قوله سبحانه وتعالي : " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ" ( ) وفي قوله سبحانه وتعالي : " قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " ( )
فأين التعبد للإنسان الذي أخرج أضحيته عن بلاده ، أو وكل بها إلي غيره ولم يشهدها ، ولم يباشرها بنفسه ؟ أين التعبد الذي يحصل للقلب إذا كانت أضحيتك تذبح بعيدة عنك في المشرق ، أو في المغرب .
الرابعة : من المصالح التي تفوت جراء نقل الأضاحي إلى خارج البلاد أو توكيل الغير بها ، مصلحة ذكر المضحي اسم الله على أضحيته:
وقد أمر الله عز وجل بذكر اسمه عليها سبحانه وتعالي : " وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ " ( ) وقال سبحانه وتعالي : " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ". ( ) وفي هذا دليل على أن ذبح الأضحية وذكر اسم الله عليها عبادة مقصودة بذاتها ، وأنها من توحيد الله ، وتمام الاستسلام لله ، وربما كان هذا المقصود أعظم بكثير من مجرد انتفاع الفقير بها ، ومن المعلوم أن من لم يباشر ذبيحته بنفسه ، أو علي الأقل يحضر الذبح إن لم يكن يجيد الذبح ، فإنه لا يحصل له هذا الشعور العظيم الذي به تمام التوحيد والاستسلام لله عز وجل .
الخامسة : من المصالح التي تفوت بتوكيل الغير بالتضحية ، أو نقل الأضاحي إلى خارج البلاد مصلحة الأكل من الأضحية الذي قدمه الله على إطعام الفقير:
أن المضحي مأمور بالأكل من أضحيته إما وجوبًا ، وإما استحبابًا على خلاف في ذلك بين العلماء ، بل أن الله عز وجل قدم الأكل منها على إطعام الفقير ، فقال سبحانه وتعالي : " ... فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ " ( ) وقال سبحانه وتعالي : " ... فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ... ". ( )
ومن المعلوم أن نقلها إلى خارج البلاد ، أو قيام مؤسسة ما بالذبح نيابة عنك يؤدي إلى عدم الأكل منها ، فيكون الناقل لها مخالفًا لأمر الله ، ويكون آثمًا على قول من قال بوجوب الأكل منها من أهل العلم .
السادسة : وإذا كانت الأضحية وصية ، فإن نقلها قد يفوت به مقصود الموصين :
لأن الموصين لم يكن في نيتهم حين أوصوا بالأضاحي إلا أن تتمتع ذريتهم وأقاربهم بهذه الأضاحي ، وأن يباشروا بأنفسهم تنفيذها ، ولم يخطر ببالهم أبدًا أن أضاحيهم ستنقل إلى بلاد أخرى قريبة أو بعيدة ، أو أن بنكا أو جمعية من الجمعيات ستباشر ذبحها والتصرف فيها ، فيكون في نقل أضاحي الوصايا مخالفة لما يظهر من مقصود الموصين .
سابعا : وبالإضافة إلى فوات هذه المصالح يحصل به مفسدة كبيرة جدًا تخل بجانب التعبد :
إذً أن توكيل مؤسسة أو جمعية بالتصرف في الأضحية ، أو نقل الأضاحي إلى خارج البلاد ، تبدوا فيها مفسدة عظمي للناظر المتأمل ، ألا وهي أن الناس ينظرون إلى العبادات المالية نظرة اقتصادية محضة ، أو نظرة تعبدية قاصرة بحيث يشعر أنه استفاد منها مجرد الإحسان إلى الغير، مع أن الفائدة الكبرى من هذه العبادات المالية هي التعبد لله ، وابتغاء مرضاته ، والتقرب إليه ، بحيث يشعر الإنسان أنه بهذا الفعل متعبد لله حقا ، متقرب إليه بالفعل ، لا مجرد أنه محسن إلى أخيه ونافع له ، لأن العبادات المالية المتعدية للغير لها جهتان : جهة تعبد لله تعالى ، وجهة إحسان إلى الغير ، والجهة الأولى أعظم وأحق بالرعاية من الجهة الثانية .
علينا إذا بتقوى الله عز وجل ، وألا نقدم على أمر إلا إذا وزناه بميزان الكتاب والسنة حتى نكون بذلك من الله على بصيرة وعلى بينة وبرهان ، وعلينا ألا ننساق خلف العواطف والأهواء ، ضحوا بأنفسكم لأنفسكم ولأهليكم ،
وانحروا هداياكم بأنفسكم ، أو على مشهد منكم علي أقل تقدير واستمتعوا بعبادتكم لربكم ، وأما الجمعيات التي تحتاج مساعدتكم ، وأما البلاد الأخرى المحتاجة إلى معونتكم فإني أحثكم على معونتهم بقدر ما تستطيعون ، فالمعونة شئ ، والعبادات شئ آخر ، والأضحية عبادة لا ينبغي للإنسان أن يخل بها .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )[/align]




[/align]
المشاهدات 2168 | التعليقات 0