المشي إلى الصلاة

سليمان بن خالد الحربي
1440/06/30 - 2019/03/07 23:05PM

الخطبة الأولى:

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستَعينُه ونستغفِرُه، ونَعوذُ باللهِ مِنْ شُرور أنفسِنا وسيِّئَاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فَلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هادِيَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه، ومَنْ سارَ على نهجِه، واقْتَفى أثَرَهُ إِلَى يومِ الدِّينِ، وسلَّم تسلِيمًا كثيرًا. أَمَّا بعْدُ:

فَاتَّقوا اللهَ -عِبادَ اللهِ- ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ) [الطلاق: ٤].

معْشَرَ المصَلِّينَ: لا رِبْحَ أرْبَحُ مِن التِّجارةِ مع اللهِ، كَم هِي الأُمُورُ الَّتي يدَّخِرُها اللهُ لكَ؟! قدْ لا تُدْرِكُ أجْرَها وفضْلَها وشَرَفَها، وهِي عنْدَ اللهِ عظِيمَةٌ، عَمَلٌ ذَكَرَهُ اللهُ في كتابِهِ، وأَخْبَرَ أنَّه يدَّخِرُهُ للْعَبْدِ فِي صحِيفَةِ عَمَلِهِ، إنَّه المشْيُ إِلى الصَّلاةِ.

سُبْحانَ اللهِ! خُطْوَاتٌ قَدْ لَا تتْرُكُ أثرًا عَلى الأَرْضِ، وإِنْ ترَكَتْ أَثَرًا محاهَا الرِّيحُ تبْلُغُ عندَ اللهِ مَنْزِلَةً عظِيمَةً، قالَ اللهُ تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)  [يس: ١٢] ، فسَّرها عُمَرُ وابْنُ عبَّاسٍ وابْنُ جُبَيْرٍ أنَّها الآثَارُ هِي الممْشَى إِلى المسَاجِدِ للصَّلَاةِ.

بل رَوى الترْمِذِيُّ عنْ أبِي سعيدٍ الخدْرِيِّ رضي الله عنه, قال: كانت بنو سَلِمَةَ في ناحِيَةٍ مِن المدينة, فأرادوا أن يَنْتَقِلُوا إلى قريبٍ مِن المسْجِدِ, فنزلَتْ: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)   [يس: ١٢]، فقال لهم النبيُّ : «إن آثاركم تكتب» فلم ينتقلوا([1]).

وأصلُ الحديثِ في صَحيحِ مُسْلِمٍ مِن حديثِ جابرٍ، قَالَ: خَلَتِ الْبِقَاعُ حَوْلَ الْمَسْجِدِ، فَأَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ». قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَرَدْنَا ذَلِكَ. فَقَالَ: «يَا بَنِي سَلِمَةَ دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ»([2]).

هذا الأثر سيبقى في صحيفةِ عَمَلِك مُسَجَّلًا مكتُوبًا ليشْهَدَ لكَ يومَ القيامةِ.

وتأمَّلوا -عِبادَ اللهِ- ما جاء في الصَّحِيحَيْنِ عنْ أبي هُريْرَةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ اللهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ»([3]).

قال الحافظ ابن رجب: «ومعنى الحَدِيْثِ: أن من خرج إلى المسجد للصلاة فإنه زائر الله تعالى، والله يعد لَهُ نزلًا من المسجد، كُلَّمَا انطلق إلى المسجد، سواء كَانَ فِي أول النهار أو فِي آخره. والنزل: هُوَ مَا يعد للضيف عِنْدَ نزوله من الكرامة والتحفة». قَالَ الحافظ أبو موسى المديني: «وزِيد فِيهِ فِي غيرِ هذه الرواية: «كما لَوْ أن أحدكم زاره من يحب زيارته لاجتهد فِي إكرامه»([4]).

وخرج من طريق الطبراني بإسناده، عَن سَعِيد بْن زربي، عَن ثابت، عَن أَبِي عُثْمَان، عَن سلمان، عَن النَّبِيّ ، قَالَ: «من توضأ فأحسن الوضوء ثُمَّ أتى المسجد فهو زائر الله، وحق عَلَى المزور أن يكرم الزائر»([5]).

فتأمَّلْ في كلِّ يومٍ كمْ يُعِدُّ الله لك مِن نُزُلٍ، وتأمَّلْ أيُّ فضلٍ تنالُه في كلِّ يومٍ أكْثَرَ مِن مرَّةٍ، والْعَجَبُ مِن الإِمَامِ البُخارِيِّ حينما بوَّب على المشْيِ إِلى صلاةِ الجمْعَةِ، ذَكَر حديثًا عظيمًا فِي فضلِ المشْيِ إِلى الصّلاةِ، وإنها لبِشَارَةٌ عظيمةٌ لِكُلِّ مُصَلٍّ في الجماعات، فروى عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ، قَالَ: أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ»([6]). فجعل المشيَ إلى المسجدِ ممن اغبرَّت قدماه في سبيل الله.

كَمْ هِي الخُطُواتُ الَّتي نمشِيها إِلى الصَّلَاةِ فِي كُلِّ يومٍ! أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ كلَّ خُطْوَةٍ تمحُو سيِّئَةً، وترفع درجَةً كَما جاءَ في صحيح مسلمٍ عَنْ أَبِي هُريْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَطَهَّرَ فِى بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِىَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً»([7]).

وفي الصَّحِيحَيْنِ عن أبي هُريْرَةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وَأَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ»([8]).

وفي الصحيحين عن أبي هُريْرَةَ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كُلُّ خَطْوَةٍ يَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ»([9]).

وفيهما مِن حديث أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أَجْرًا فِي الصَّلاَةِ أَبْعَدُهُمْ إِلَيْهَا مَمْشًى فَأَبْعَدُهُمْ»([10]).

والأجر مكتوبٌ لك في ذهابِك ورٌجوعِك، فليس الأجرُ خاصًّا بالذهابِ فقَطْ، بَلْ حتَّى رجوعُك مكتوبٌ لكَ؛ بدليل ما رواه مسلم من حديثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ لاَ أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ وَكَانَ لاَ تُخْطِئُهُ صَلاَةٌ، فَقِيلَ لَهُ: لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ وَفِى الرَّمْضَاءِ. قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «قَدْ جَمَعَ اللهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ»([11]).

فهنيئًا للمشَّائِين إلى المساجدِ، هنيئًا لمن أمضى سنواتِ عمرِه في الذهاب إلى المسجد.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء: ٤٧].

بَارك اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقولُ ما سمعْتُم، وأَستغفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولَكُم ولِسائر المسلمين مِن كُلِّ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاسْتغفِرُوه وتُوبوا إليْهِ؛ إنَّه هو الغفور الرَّحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشُّكر له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهَدُ ألا إله إلا اللهُ؛ تعظيمًا لشانِه، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه الدَّاعي إلى جنَّته ورِضوانِه، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِه وأصحابِه وأعوانه، أَمَّا بعْدُ:

معْشَرَ المصَلِّينَ: كَمْ هُو الأمْرُ مُسرٌّ ومفْزِعٌ، لئِن كانت الخطواتُ مكتوبةً ولها هذا الثوابُ، فما ظنُّكم بالعملِ نفسِه، فيا لحسرةِ المذْنِبِ كَمْ هِي الآثارُ الَّتي كُتِبَتْ علَيْهِ في أَثَرِه وممشَاهُ للمعصِيَةِ!

قال قتادة: «لو كان الله تعالى مُغفِلًا شيئًا مِن شأنك يابْن آدمَ، أغْفَل مَا تُعفِي الرِّياحُ مِن هذه الآثارِ، ولكن أحصَى على ابْنِ آدمَ أثَرَه وعمَلَه كُلَّه، حتى أحْصَى هذا الأثَرَ فِيما هُو مِن طاعةِ اللهِ أو مِن معصِيَتِهِ، فمَنِ اسْتَطاعَ مِنكُمْ أن يكتُبَ أثَرَهُ في طاعة الله، فليفعل»([12]).

 إنها لغفلَةٌ عظيمَةٌ أنْ لا يستَشْعِرَ المرْءُ وهُوَ فِي طرِيقِهِ إِلى المعصيَةِ أنَّ هذا الممْشَى مكْتُوبٌ علَيْهِ، وسيَجِدُه فِي صحيفَةِ عمَلِهِ، ستَجِدُ ممشاكَ إِلى شِراءِ الحرَامِ مِن مطْعُومٍ أو مشْرُوبٍ، ستَجِدُ ممشاكَ إِلى فِعْلِ الحرامِ مِن إِيذاءِ عِبادِ اللهِ أَو الخُصومَةِ الفاجِرَةِ والْبَغِي أو المعاكَسَةِ وَانْتِهاكِ الْأَعراضِ.

أيْنَ مَنْ ماتَ وأثَرُهُ؟ فُرْقَةُ النَّاس، وطَلاقُ زَوْجَيْن، وتشتُّتُ أسرَةٍ، وخلف الحرامِ لأهلِه وولَدِه.

ويَا سعادَةَ وفَلاحَ مَنْ كانت خُطُواتُه لإِصْلاحِ ذاتِ الْبَيْنِ، وجَمْعِ الكَلِمَةِ، وإطْعامِ الْفقيرِ والمسكينِ، والشَّفاعَةِ الحسَنَةِ، وطلَبِ الْعِلْمِ، وصِلَةِ الرَّحِمِ، وزِيارَةِ المرِيضِ، والْقِيَامِ بِحَقِّ الصَّداقَةِ والصِّلَةِ، هلْ يستوون لا يستوون؛ ولهذا فقول الله: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ)   [يس: ١٢]، لم يترك شيئًا فذَكر ما قدَّموا مِن الأَعْمالِ الَّتي قد تكُونُ معنويَّةً لَا أثَرَ لها، ثُم ثنَّى بالأَعْمالِ الحسِّيَّةِ الَّتي تترُكُ أثرًا فقَالَ: (وَآثَارَهُمْ) ، ثم ثلَّث بكلِّ شيء، فقال: (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) ؛ لتسْتَشْعِرَ النَّفْسُ بالمرَاقَبَةِ والمحاسَبَةِ والميزَانِ.

فلْنُبْشِرْ بخيرٍ ونحنُ نمشِي إِلى الصَّلاةِ بالْفَضْلِ الْعَظِيمِ، فكَيْف إِذَا كَانَ معَهُ ظُلْمَةٌ فِي الطَّريقِ، أوْ بَرْدٌ قارِسٌ؛ فهَذِا مِمّا يُعْظِمُ الأجْرَ، رَوَى مسلِمٌ عَنْ أَبِى هُريْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ»([13]).

 

([1]) أخرجه الترمذي (5/363 ، رقم 3226) وقال : حسن غريب .

([2]) أخرجه مسلم (1/462 ، رقم 665).

([3]) أخرجه البخاري (1/235 ، رقم 631) ، ومسلم (1/463 ، رقم 669)

([4]) فتح الباري لابن رجب (6/ 53).

([5]) أخرجه الطبراني (6/253 ، رقم 6139) . قال الهيثمي (2/31) : أحد إسناديه رجاله رجال الصحيح .

([6]) أخرجه البخاري (1/308 ، رقم 865).

([7]) أخرجه مسلم (1/462 ، رقم 666).

([8]) أخرجه البخاري (1/181 ، رقم 465) ، ومسلم (1/459 ، رقم 649)

([9]) أخرجه البخاري (3/1090 ، رقم 2827) ، ومسلم (2/699 ، رقم 1009).

([10])      أخرجه البخاري (1/233 ، رقم 623) ، ومسلم (1/460 ، قم 662) .

([11])      أخرجه مسلم (1/460 ، رقم 663).

([12])      تفسير ابن كثير ت سلامة (6/ 566).

([13])      أخرجه مسلم (1/219 ، رقم 251).

المرفقات

إلى-الصلاة

إلى-الصلاة

المشاهدات 1079 | التعليقات 1

جزاك الله خير وبارك الله فيما كتبت ، موضوع قد غفل عنه الكثير ،، 

بانتظار مزيداً من هذه الخطب المميزة والمؤثرة .