المشروع الشيعي التآمري وشعارات الزيف : الموت لأمريكا وإسرائيل
أبو عبد الله الأنصاري
1433/02/18 - 2012/01/12 00:36AM
خداع الشعارات سياسة اعتمدتها - في وقتنا الحاضر - جميع فرق الشيعة على اختلاف درجاتهم وتفاوت دركاتهم بدءاً بالنصيريين الباطنيين ، ومروراً بالإماميين الإثني عشريين ، وانتهاءاً بالجاروديين الحوثيين .
ولأن المعتقدات الشيعية - بما يغلب عليها من مصادرة للعقل ومصادمة للشرع والفطرة - لا تملك من البريق ما يجذب العقول الناضجة إليها فقد وجد الشيعة في اللجوء إلى الشعارات البراقة النفق الوحيد الذي يمكنهم أن يتسللوا منه إلى الكثير من العقول البسيطة والعواطف المتأججة ، ومن شأن تلك الشعارات العاطفية البراقة أن تزيل الكثير من الحواجز النفسية من الفكر الشيعي لدى الغالبية السنية في عالمنا الإسلامي ، وتمكن الشيعة عبر تلك الشعارات من الوصول إلى عقول البسطاء ، للتأثير في ميولهم والاستحواذ على تعاطفهم.
وقد رأينا جميعا كيف استطاعت ثورة الخميني الإيرانية أن تحقق قدرا هائلاً من التعاطف الإسلامي معها ، وصل إلى حد انخداع الكثير من العلماء والمفكرين العارفين بخلفيات الفكر الشيعي المنحرف ، لنستنتج من ذلك أن للشعارات واللافتات بريقها الساحر الأخاذ .
الواقع أن الشيعة استغلوا حالة الشعور بالانكسار والهزيمة التي يعاني منها الضمير الإسلامي في وقتنا الحاضر أمام استكبار أعداء الأمة من اليهود والنصارى وتسلطهم وإمساكهم بأزمة الأمور ، فكان لا أسهل للوصول إلى تعاطف الجماهير ولا أيسر لدغدغة مشاعر البسطاء - في ظل تلك النفسية المحبطة – من رفع شعارات العداوة لليهود والنصارى ، وتقمص أدوار الممانعة والمواجهة لهم .
غير أن الخداع مهما استمر فلابد له من أن ينتهي ، والشعار مهما أغرى فلابد له من الانكشاف .
ورغم أن تلك الشعارات الخادعة كانت ولا زالت تأخذ حجمها الهائل من الضجيج ، وتصطاد الكثير من البسطاء إلا أن الأكثر - من أمتنا - بات يدرك خواء تلك الشعارات من أي مصداقية ، ويتكشف له - من خلال الواقع - أنها لا تملك أي قدر من الحقيقة على الأرض ، فلا عداوة لليهود والنصارى ، ولا مواجهة للأعداء والمتربصين ، بل - على عكس ذلك – شهدت وتشهد سجلات التاريخ الغابر والوقت الحاضر بأن فرق الشيعة كانت هي الأقرب دائماً إلى أعداء الأمة ، وكانوا في كل زمان ومكان هم المطية التي يستخدمها الخصوم للنيل من الأمة والنكاية بها .
وسجلت فرق الشيعة على نفسها – عبر كافة مراحل التاريخ - مواقف مخزية من التواطؤ مع أعداء الأمة من النصارى والتتار على أمة الإسلام ، ففي حين كان الصراع والمواجهة على أشدها بين المسلمين وأعدائهم من التتار والصليبيين كانت فرق الشيعة تباشر كل أشكال التآمر المكشوف على الأمة الإسلامية ، بل كانت تشكل الجبهة الخلفية للأعداء المتربصين بالأمة وعقيدتها وديارها ورموزها .
حتى قد حملت الأحداثُ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – على تسجيل هذه الحقيقة الثابتة التي رآها فقال : ( الرافضة من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفار إلى بلاد الإسلام وأما قصة الوزير ابن العلقمي وغيره كالنصير الطوسي مع الكفار وممالأتهم على المسلمين فقد عرفها الخاصة والعامة وكذلك من كان منهم بالشام ظاهروا المشركين على المسلمين وعاونوهم معاونة عرفها الناس وكذلك لما انكسر عسكر المسلمين لما قدم غازان ظاهروا الكفار النصارى وغيرهم من أعداء المسلمين وباعوهم أولاد المسلمين بيع العبيد وأموالهم وحاربوا المسلمين محاربة ظاهرة وحمل بعضهم راية الصليب وهم كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديما على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم ).
ويؤكد ذلك فيقول : ( والذين يوجدون في بلاد الإسلام من الإسماعيلية والنصيرية والدرزية وأمثالهم من أتباعهم هم الذين أعانوا التتر على قتال المسلمين وكان وزير هولاكو النصير الطوسي من أئمتهم ، وهؤلاء أعظم الناس عداوة للمسلمين وملوكهم ثم الرافضة بعدهم ، فالرافضة يوالون من حارب أهل السنة والجماعة ويوالون التتار ويوالون النصارى ، وإذا انتصر المسلمون على التتار أقاموا المآتم والحزن وإذا انتصر التتار على المسلمين أقاموا الفرح والسرور ، وهم الذين أشاروا على التتار بقتل الخليفة وقتل أهل بغداد ، ووزير بغداد بن العلقمي الرافضي هو الذي خامر على المسلمين وكاتب التتار حتى أدخلهم أرض العراق بالمكر والخديعة ونهى الناس عن قتالهم ).
ولنقف لحظة مع شهادات التاريخ حول تلك الكارثة الإنسانية ودور ابن العلقمي الشيعي التآمري فيها ، والتي سجلها لنا المؤرخ ابن كثير الدمشقي في تاريخه (13 / 234) فقال - مشيراً إلى ابن العلقمي فيها - : ( دبَّر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد وإلى هذه الأوقات، ولهذا كان أول من برز إلى التتار هو، فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع بالسلطان هلاكو خان لعنه الله، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسا، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم، وأحضر الخليفة بين يدي هلاكو فسأله عن أشياء كثيرة ..وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وحسنوا له قتل الخليفة ، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هون عليه الوزير ذلك فقتلوه رفسا، وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه فباؤوا بإثمه وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد ببلاده ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقنا الوسخ، وكمنوا كذلك أياما لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ، ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي ، وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانا، بذلوا عليه أموالا جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم.
وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة، وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف مقاتل، منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف، ثم كاتب التتار وأطمعهم في أخذ البلاد، وسهَّل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعا منه أن يزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة وأن يقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتيين، وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة.
وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة ، فقيل ثمانمائة ألف، وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وكان دخولهم إلى بغداد في أواخر المحرم، وما زال السيف يقتل أهلها أربعين يوما ، وقتل الخطباء والأئمة، وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجماعات والجُمعات مدة شهور ببغداد، وأراد الوزير ابن العلقمي - قبحه الله ولعنه - أن يعطل المساجد والمدارس والرُّبط ببغداد ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم بها .
ولما انقضى الأمر المقدر وانقضت الأربعون يوما بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولما نودي ببغداد بالأمان خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والقنا والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضهم بعضا فلا يعرف الوالد ولده ولا الأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى، واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ).
وسجل لنا نفس المؤرخ شهادة تاريخية أخرى تؤكد أن العدو الأول عند كافة فرق الشيعة ليس اليهود ولا النصارى رغم شعارات الزيف والتضليل التي يستشدقون بها ، وإنما عدوهم هو هذه الأمة السنية المباركة ، ما سجله لنا ابن كثير في تاريخه (11 / 183) هو واقعة اجتياح الشيعة القرامطة للمسجد الحرام وقتل أهله فيه على يد أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي الذي قال عنه الدمشقي : ( ألحد هذا اللعين في المسجد الحرام إلحادا لم يسبقه إليه أحدا ولا يلحقه فيه ) ثم قال : ( وتوافت الركوب هناك – أي مكة - من كل مكان وجانب وفج، فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية، فانتهب أموالهم واستباح قتالهم، فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقا كثيرا، وجلس أمير هم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة، والرجال تصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام، وهو يقول: أنا الله وبالله أنا ، أخلق الخلق وأفنيهم أنا ، فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئا ، بل يُقتلون وهم كذلك ، ويطوفون فيُقتلون في الطواف، فلما قضى القرمطي لعنه الله أمره وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة، أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثيرا منهم في أماكنهم من الحرم، وفي المسجد الحرام ، وهدم قبة زمزم ، وأمر بقلع باب الكعبة ، ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه ، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود وقال: أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل ؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم ، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه ) .
وذكر ابن كثير بعض ما فعله ابنه الحسين في الحجيج فقال ابن كثير في تاريخه (11 / 170) : ( ثم دخلت سنة ثنتي عشرة وثلاثمائة في المحرم منها اعترض القرمطي أبو طاهر الحسين بن أبي سعيد الجنابي - لعنه الله ولعن أباه - للحجيج وهم راجعون من بيت الله الحرام، قد أدوا فرض الله عليهم، فقطع عليهم الطريق فقاتلوه دفعا عن أموالهم وأنفسهم وحريمهم، فقتل منهم خلقا كثيرا لا يعلمهم إلا الله، وأسر من نسائهم وأبنائهم ما اختاره، واصطفى من أموالهم ما أراد، فكان مبلغ ما أخذه من الاموال ما يقاوم ألف ألف دينار، ومن الأمتعة والمتاجر نحو ذلك، وترك بقية الناس بعد ما أخذ جمالهم وزادهم وأموالهم ونساءهم وأبناءهم على بعد الديار في تلك الفيافي والبرية بلا ماء ولا زاد ولا محمل ) .
لقد شكل ابن العلقمي الرافضي ونصير الدين الطوسي نموذجاً قديماً - متجدداً - لطبيعة الفكر الشيعي الحاقد على أمة الإسلام ، والمستعد بل المستميت في التواطؤ مع أعدى أعداء الأمة في سبيل النكاية والنيل منها ، وقد كان هذان الرجلان هما المخُرجان الفعليان للمشهد التاريخي المؤلم الذي أدى لواقعة محرقة بغداد وسقوط الخلافة .
وليس غريباً ولا مدهشاً بعد ذلك أن نجد الخميني - الذي أسس لثورته في فرنسا - وأقام تلك الثورة المصطنعة على خداع المجتمعات الإسلامية بشعارات العداء لأمريكا وإسرائيل لا يخجل من الثناء على الدور التآمري العدائي لأمة الإسلامية الذي قام به نصير الدين الطوسي في خدمة التتار وتمكينهم من دماء وأعراض الأمة في حادثة سقوط بغداد التاريخية التي راح ضحيتها ألف ألف مسلم وكانت السبب المباشر في سقوط عاصمة الخلافة الإسلامية .
الشيعة الإمامية الإثني عشرية في كل من إيران والعراق ولبنان والشيعة الباطنيون النصيرية في سوريا وأخيراً الشيعة الحوثيون باليمن هم الامتداد المستمر لنموذج الاستخفاف والاستهتار بعقول جماهيرنا ومجتمعاتنا ، فالشعارات في جهة والوقائع على الأرض في الجهة المقابلة ، الشعارات واللافتات ضد اليهود والنصارى ، والاستباحة والقتل والمجازر والجرائم في الشعوب المسلمة السُّنية ، تهتف الأقوال بشعارات العداء لليهود والنصارى وتسجل الأفعال أقبح صور التواطؤ والممالأة لهم ، بل الارتماء وتنفيذ الأجندة الاستعمارية الصهيونية والصليبية .
نعم أيها الناس: تنادي شعارات الزيف الخادعة بالموت لأمريكا وإسرائيل في واقعٍ القتل والانتهاك فيه للمسلمين .
كم استهلك الشيعة شعارات القضية الفلسطينية ثم جاءت الأحداث لتثبت أن فرق الموت الشيعية العراقية هي من كانت وراء كل عمليات الإبادة والتصفية التي تعرض لها الفلسطينيون اللاجئون بالعراق ، ولتسجل مجازر حركة أمل الشيعية اللبنانية التي نفذتها بحق الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في العام 1986 دليلاً صارخاً على كذب تلك الشعارات ، كم تبجح نظام الطائفة النصيرية في سوريا بمواقفه الصلبة تجاه الغرب وإسرائيل في الوقت الذي لا يقدر أن يشير فيه مجرد الإشارة إلى أراضيه المحتلة من قبل دولة الصهاينة ، ماذا قدم شيعة العالم للفلسطينيين في كل مرة ينفذ الصهاينة فيها محارق ومجازر جديدة في حق الفلسطينيين.
السؤال ببساطة : هل قدم شيعة العالم عموماً وإيران خصوصاً للقضية الفلسطينية أكثر من الشعارات ، وهل واجهوا اليهود والنصارى بشيء أكثر من الشعارات ؟!
أصحاب شعارات الموت لأمريكا في إيران يفاخرون العالم – على لسان رفسنجاني وغيره - بأنه لولاهم لما تمكن الأمريكان من احتلال العراق !!، ولولاهم لما تمكن الأمريكيون من البقاء في العراق طيلة هذه المدة !!.
وأصحاب شعارات الموت لأمريكا من شيعة العراق هم من استقدموا الاحتلال الأمريكي وأباحوه بلادهم وثرواتهم ، وأصدر مراجعهم وعاهاتهم الفتاوى الصارمة التي تحرم كافة أشكال المقاومة للمحتل الأمريكي .
وهم من شاركوه وارتكبوا - في ظل رعايته ودعمه - أبشع جرائم القتل والإبادة لتنفيذ مخططات غربية إيرانية مشتركة لتصفية وإنهاك الوجود السني في العراق ، حتى تجاوزت أعداد القتلى من السُّنة العراقيين مئات الآلاف ، لم يواجهوا الإحتلال الصليبي في العراق ولكنهم اجتاحوا الوجود السني في جميع محافظاته وأريافه .
وأصحاب شعارات المواجهة والممانعة والموت لأمريكا في نظام الطائفة الشيعية النصيرية هم مكنوا الصهاينة من احتلال مدن الجولان عام 1967م بدون أدنى مقاومة ، وهم الذين يقفون عديمي الفعل تجاه ذلك الاحتلال للأراضي السورية دون أن يفكروا في تعكير صفو طمأنينة الجارة إسرائيل التي لا تنفك تعربد في الأرض السورية وسمائها ، رغم أنها من ارتكبت - طيلة ما مضى - وترتكب اليوم أقسى الج ازر وجرائم الإبادة الجماعية في حق الغالبية السنية من السوريين .
وأصحاب شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل من الميليشيات الشيعة الحوثيين المنخرطين في المشروع الشيعي التآمري هم من يباشرون اليوم قتل اليمنيين واستباحة دمائهم وإزهاق أرواحهم ، وهم من يحاولون فرض سيطرتهم على العديد من الحاافظات والمديريات اليمنية مستخدمين في ذلك كافة أساليب التنكيل والبطش والترهيب لمخالفيهم .
وهم رغم ذلك سائرون على ذلك النهج القائم على تضليل الشعارات ، فشعارات الحوثيين الموت لأمريكا وإسرائيل وواقعهم سفك دماء اليمنيين ، الشعارات النصر للإسلام والحقيقة هي التواطؤ وخدمة أعداء الإسلام في تمزيق الأمة وإضعافها .
ولأن المعتقدات الشيعية - بما يغلب عليها من مصادرة للعقل ومصادمة للشرع والفطرة - لا تملك من البريق ما يجذب العقول الناضجة إليها فقد وجد الشيعة في اللجوء إلى الشعارات البراقة النفق الوحيد الذي يمكنهم أن يتسللوا منه إلى الكثير من العقول البسيطة والعواطف المتأججة ، ومن شأن تلك الشعارات العاطفية البراقة أن تزيل الكثير من الحواجز النفسية من الفكر الشيعي لدى الغالبية السنية في عالمنا الإسلامي ، وتمكن الشيعة عبر تلك الشعارات من الوصول إلى عقول البسطاء ، للتأثير في ميولهم والاستحواذ على تعاطفهم.
وقد رأينا جميعا كيف استطاعت ثورة الخميني الإيرانية أن تحقق قدرا هائلاً من التعاطف الإسلامي معها ، وصل إلى حد انخداع الكثير من العلماء والمفكرين العارفين بخلفيات الفكر الشيعي المنحرف ، لنستنتج من ذلك أن للشعارات واللافتات بريقها الساحر الأخاذ .
الواقع أن الشيعة استغلوا حالة الشعور بالانكسار والهزيمة التي يعاني منها الضمير الإسلامي في وقتنا الحاضر أمام استكبار أعداء الأمة من اليهود والنصارى وتسلطهم وإمساكهم بأزمة الأمور ، فكان لا أسهل للوصول إلى تعاطف الجماهير ولا أيسر لدغدغة مشاعر البسطاء - في ظل تلك النفسية المحبطة – من رفع شعارات العداوة لليهود والنصارى ، وتقمص أدوار الممانعة والمواجهة لهم .
غير أن الخداع مهما استمر فلابد له من أن ينتهي ، والشعار مهما أغرى فلابد له من الانكشاف .
ورغم أن تلك الشعارات الخادعة كانت ولا زالت تأخذ حجمها الهائل من الضجيج ، وتصطاد الكثير من البسطاء إلا أن الأكثر - من أمتنا - بات يدرك خواء تلك الشعارات من أي مصداقية ، ويتكشف له - من خلال الواقع - أنها لا تملك أي قدر من الحقيقة على الأرض ، فلا عداوة لليهود والنصارى ، ولا مواجهة للأعداء والمتربصين ، بل - على عكس ذلك – شهدت وتشهد سجلات التاريخ الغابر والوقت الحاضر بأن فرق الشيعة كانت هي الأقرب دائماً إلى أعداء الأمة ، وكانوا في كل زمان ومكان هم المطية التي يستخدمها الخصوم للنيل من الأمة والنكاية بها .
وسجلت فرق الشيعة على نفسها – عبر كافة مراحل التاريخ - مواقف مخزية من التواطؤ مع أعداء الأمة من النصارى والتتار على أمة الإسلام ، ففي حين كان الصراع والمواجهة على أشدها بين المسلمين وأعدائهم من التتار والصليبيين كانت فرق الشيعة تباشر كل أشكال التآمر المكشوف على الأمة الإسلامية ، بل كانت تشكل الجبهة الخلفية للأعداء المتربصين بالأمة وعقيدتها وديارها ورموزها .
حتى قد حملت الأحداثُ شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – على تسجيل هذه الحقيقة الثابتة التي رآها فقال : ( الرافضة من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفار إلى بلاد الإسلام وأما قصة الوزير ابن العلقمي وغيره كالنصير الطوسي مع الكفار وممالأتهم على المسلمين فقد عرفها الخاصة والعامة وكذلك من كان منهم بالشام ظاهروا المشركين على المسلمين وعاونوهم معاونة عرفها الناس وكذلك لما انكسر عسكر المسلمين لما قدم غازان ظاهروا الكفار النصارى وغيرهم من أعداء المسلمين وباعوهم أولاد المسلمين بيع العبيد وأموالهم وحاربوا المسلمين محاربة ظاهرة وحمل بعضهم راية الصليب وهم كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديما على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم ).
ويؤكد ذلك فيقول : ( والذين يوجدون في بلاد الإسلام من الإسماعيلية والنصيرية والدرزية وأمثالهم من أتباعهم هم الذين أعانوا التتر على قتال المسلمين وكان وزير هولاكو النصير الطوسي من أئمتهم ، وهؤلاء أعظم الناس عداوة للمسلمين وملوكهم ثم الرافضة بعدهم ، فالرافضة يوالون من حارب أهل السنة والجماعة ويوالون التتار ويوالون النصارى ، وإذا انتصر المسلمون على التتار أقاموا المآتم والحزن وإذا انتصر التتار على المسلمين أقاموا الفرح والسرور ، وهم الذين أشاروا على التتار بقتل الخليفة وقتل أهل بغداد ، ووزير بغداد بن العلقمي الرافضي هو الذي خامر على المسلمين وكاتب التتار حتى أدخلهم أرض العراق بالمكر والخديعة ونهى الناس عن قتالهم ).
ولنقف لحظة مع شهادات التاريخ حول تلك الكارثة الإنسانية ودور ابن العلقمي الشيعي التآمري فيها ، والتي سجلها لنا المؤرخ ابن كثير الدمشقي في تاريخه (13 / 234) فقال - مشيراً إلى ابن العلقمي فيها - : ( دبَّر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد وإلى هذه الأوقات، ولهذا كان أول من برز إلى التتار هو، فخرج بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه، فاجتمع بالسلطان هلاكو خان لعنه الله، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، فاحتاج الخليفة إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء والدولة والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو خان حجبوا عن الخليفة إلا سبعة عشر نفسا، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم ونهبت وقتلوا عن آخرهم، وأحضر الخليفة بين يدي هلاكو فسأله عن أشياء كثيرة ..وقد أشار أولئك الملأ من الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وحسنوا له قتل الخليفة ، فلما قدم هولاكو وتهيب من قتل الخليفة هون عليه الوزير ذلك فقتلوه رفسا، وهو في جوالق لئلا يقع على الأرض شيء من دمه فباؤوا بإثمه وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد ببلاده ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقنا الوسخ، وكمنوا كذلك أياما لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ، ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي ، وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانا، بذلوا عليه أموالا جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم.
وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة، وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف مقاتل، منهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف، ثم كاتب التتار وأطمعهم في أخذ البلاد، وسهَّل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعا منه أن يزيل السنة بالكلية، وأن يظهر البدعة الرافضة وأن يقيم خليفة من الفاطميين، وأن يبيد العلماء والمفتيين، وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة.
وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة ، فقيل ثمانمائة ألف، وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وكان دخولهم إلى بغداد في أواخر المحرم، وما زال السيف يقتل أهلها أربعين يوما ، وقتل الخطباء والأئمة، وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجماعات والجُمعات مدة شهور ببغداد، وأراد الوزير ابن العلقمي - قبحه الله ولعنه - أن يعطل المساجد والمدارس والرُّبط ببغداد ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم بها .
ولما انقضى الأمر المقدر وانقضت الأربعون يوما بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولما نودي ببغداد بالأمان خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والقنا والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضهم بعضا فلا يعرف الوالد ولده ولا الأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى، واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ).
وسجل لنا نفس المؤرخ شهادة تاريخية أخرى تؤكد أن العدو الأول عند كافة فرق الشيعة ليس اليهود ولا النصارى رغم شعارات الزيف والتضليل التي يستشدقون بها ، وإنما عدوهم هو هذه الأمة السنية المباركة ، ما سجله لنا ابن كثير في تاريخه (11 / 183) هو واقعة اجتياح الشيعة القرامطة للمسجد الحرام وقتل أهله فيه على يد أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي الذي قال عنه الدمشقي : ( ألحد هذا اللعين في المسجد الحرام إلحادا لم يسبقه إليه أحدا ولا يلحقه فيه ) ثم قال : ( وتوافت الركوب هناك – أي مكة - من كل مكان وجانب وفج، فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية، فانتهب أموالهم واستباح قتالهم، فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقا كثيرا، وجلس أمير هم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة، والرجال تصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام، وهو يقول: أنا الله وبالله أنا ، أخلق الخلق وأفنيهم أنا ، فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئا ، بل يُقتلون وهم كذلك ، ويطوفون فيُقتلون في الطواف، فلما قضى القرمطي لعنه الله أمره وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة، أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثيرا منهم في أماكنهم من الحرم، وفي المسجد الحرام ، وهدم قبة زمزم ، وأمر بقلع باب الكعبة ، ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه ، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود وقال: أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل ؟ ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم ، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه ) .
وذكر ابن كثير بعض ما فعله ابنه الحسين في الحجيج فقال ابن كثير في تاريخه (11 / 170) : ( ثم دخلت سنة ثنتي عشرة وثلاثمائة في المحرم منها اعترض القرمطي أبو طاهر الحسين بن أبي سعيد الجنابي - لعنه الله ولعن أباه - للحجيج وهم راجعون من بيت الله الحرام، قد أدوا فرض الله عليهم، فقطع عليهم الطريق فقاتلوه دفعا عن أموالهم وأنفسهم وحريمهم، فقتل منهم خلقا كثيرا لا يعلمهم إلا الله، وأسر من نسائهم وأبنائهم ما اختاره، واصطفى من أموالهم ما أراد، فكان مبلغ ما أخذه من الاموال ما يقاوم ألف ألف دينار، ومن الأمتعة والمتاجر نحو ذلك، وترك بقية الناس بعد ما أخذ جمالهم وزادهم وأموالهم ونساءهم وأبناءهم على بعد الديار في تلك الفيافي والبرية بلا ماء ولا زاد ولا محمل ) .
لقد شكل ابن العلقمي الرافضي ونصير الدين الطوسي نموذجاً قديماً - متجدداً - لطبيعة الفكر الشيعي الحاقد على أمة الإسلام ، والمستعد بل المستميت في التواطؤ مع أعدى أعداء الأمة في سبيل النكاية والنيل منها ، وقد كان هذان الرجلان هما المخُرجان الفعليان للمشهد التاريخي المؤلم الذي أدى لواقعة محرقة بغداد وسقوط الخلافة .
وليس غريباً ولا مدهشاً بعد ذلك أن نجد الخميني - الذي أسس لثورته في فرنسا - وأقام تلك الثورة المصطنعة على خداع المجتمعات الإسلامية بشعارات العداء لأمريكا وإسرائيل لا يخجل من الثناء على الدور التآمري العدائي لأمة الإسلامية الذي قام به نصير الدين الطوسي في خدمة التتار وتمكينهم من دماء وأعراض الأمة في حادثة سقوط بغداد التاريخية التي راح ضحيتها ألف ألف مسلم وكانت السبب المباشر في سقوط عاصمة الخلافة الإسلامية .
الشيعة الإمامية الإثني عشرية في كل من إيران والعراق ولبنان والشيعة الباطنيون النصيرية في سوريا وأخيراً الشيعة الحوثيون باليمن هم الامتداد المستمر لنموذج الاستخفاف والاستهتار بعقول جماهيرنا ومجتمعاتنا ، فالشعارات في جهة والوقائع على الأرض في الجهة المقابلة ، الشعارات واللافتات ضد اليهود والنصارى ، والاستباحة والقتل والمجازر والجرائم في الشعوب المسلمة السُّنية ، تهتف الأقوال بشعارات العداء لليهود والنصارى وتسجل الأفعال أقبح صور التواطؤ والممالأة لهم ، بل الارتماء وتنفيذ الأجندة الاستعمارية الصهيونية والصليبية .
نعم أيها الناس: تنادي شعارات الزيف الخادعة بالموت لأمريكا وإسرائيل في واقعٍ القتل والانتهاك فيه للمسلمين .
كم استهلك الشيعة شعارات القضية الفلسطينية ثم جاءت الأحداث لتثبت أن فرق الموت الشيعية العراقية هي من كانت وراء كل عمليات الإبادة والتصفية التي تعرض لها الفلسطينيون اللاجئون بالعراق ، ولتسجل مجازر حركة أمل الشيعية اللبنانية التي نفذتها بحق الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في العام 1986 دليلاً صارخاً على كذب تلك الشعارات ، كم تبجح نظام الطائفة النصيرية في سوريا بمواقفه الصلبة تجاه الغرب وإسرائيل في الوقت الذي لا يقدر أن يشير فيه مجرد الإشارة إلى أراضيه المحتلة من قبل دولة الصهاينة ، ماذا قدم شيعة العالم للفلسطينيين في كل مرة ينفذ الصهاينة فيها محارق ومجازر جديدة في حق الفلسطينيين.
السؤال ببساطة : هل قدم شيعة العالم عموماً وإيران خصوصاً للقضية الفلسطينية أكثر من الشعارات ، وهل واجهوا اليهود والنصارى بشيء أكثر من الشعارات ؟!
أصحاب شعارات الموت لأمريكا في إيران يفاخرون العالم – على لسان رفسنجاني وغيره - بأنه لولاهم لما تمكن الأمريكان من احتلال العراق !!، ولولاهم لما تمكن الأمريكيون من البقاء في العراق طيلة هذه المدة !!.
وأصحاب شعارات الموت لأمريكا من شيعة العراق هم من استقدموا الاحتلال الأمريكي وأباحوه بلادهم وثرواتهم ، وأصدر مراجعهم وعاهاتهم الفتاوى الصارمة التي تحرم كافة أشكال المقاومة للمحتل الأمريكي .
وهم من شاركوه وارتكبوا - في ظل رعايته ودعمه - أبشع جرائم القتل والإبادة لتنفيذ مخططات غربية إيرانية مشتركة لتصفية وإنهاك الوجود السني في العراق ، حتى تجاوزت أعداد القتلى من السُّنة العراقيين مئات الآلاف ، لم يواجهوا الإحتلال الصليبي في العراق ولكنهم اجتاحوا الوجود السني في جميع محافظاته وأريافه .
وأصحاب شعارات المواجهة والممانعة والموت لأمريكا في نظام الطائفة الشيعية النصيرية هم مكنوا الصهاينة من احتلال مدن الجولان عام 1967م بدون أدنى مقاومة ، وهم الذين يقفون عديمي الفعل تجاه ذلك الاحتلال للأراضي السورية دون أن يفكروا في تعكير صفو طمأنينة الجارة إسرائيل التي لا تنفك تعربد في الأرض السورية وسمائها ، رغم أنها من ارتكبت - طيلة ما مضى - وترتكب اليوم أقسى الج ازر وجرائم الإبادة الجماعية في حق الغالبية السنية من السوريين .
وأصحاب شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل من الميليشيات الشيعة الحوثيين المنخرطين في المشروع الشيعي التآمري هم من يباشرون اليوم قتل اليمنيين واستباحة دمائهم وإزهاق أرواحهم ، وهم من يحاولون فرض سيطرتهم على العديد من الحاافظات والمديريات اليمنية مستخدمين في ذلك كافة أساليب التنكيل والبطش والترهيب لمخالفيهم .
وهم رغم ذلك سائرون على ذلك النهج القائم على تضليل الشعارات ، فشعارات الحوثيين الموت لأمريكا وإسرائيل وواقعهم سفك دماء اليمنيين ، الشعارات النصر للإسلام والحقيقة هي التواطؤ وخدمة أعداء الإسلام في تمزيق الأمة وإضعافها .