المسجد الحرام .. وإنفلونزا الخنازير

د. فاطمة بنت عمر نصيف

دخلت الحرم للطواف أول يوم في رمضان 1430هـ فوجدته قليل الزحام لا كما اعتدت دائمًا وفي كل عام، وعرفت

السبب إنه " إنفلونزا الخنازير" وخوف معظم الناس منها، والإحجام عن الدخول إلى مكة والإعراض عن بيت الله،

أطهر بقعة في الأرض. ومتى ؟ في أغلى الأيام وأعزها " في رمضان " موسم العبادة وزيادة الحسنات وزيادة الرصيد

الإيماني، وفي زمن تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب السعير.

فتعجبت أشد العجب ؟! وقلت: سبحان الله لم هذا الإعراض؟ نخاف من المرض والموت ولا نخاف من الذي بيده الشفاء

من المرض وبيده الموت؟ إلى أين سنذهب؟! ومم نهرب؟! إن الأرض كلها قد انتشر فيها هذا الوباء، كل الأرض؟! فلم الهروب من بيت الله؟!

يقولون الحرم المكي من أماكن التجمع التي يزداد فيها خطر " وباء إنفلونزا الخنازير". وهل يتجمع الناس فقط في بيت الله ؟!

إن أماكن التجمع في العالم كثيرة وخاصة أماكن السياحة والمطارات، .... إلخ.

ثم دعونا نناقش القضية مناقشة موضوعية علمية عقلية:

أولاً : لو كان هذا الوباء في مكة فقط لكان الدخول فيها قطعًا لا يجوز. ولكنه منتشر في كل مكان.

فحديث : " إن كان الطاعون في أرض فلا تدخلوا فيها" لا ينطبق أبدًا على حالة " إنفلونزا الخنازير " التي تجاوزت القارات.

ثانيًا : إن هذا المرض قد يصيب أي إنسان في أي مكان إذا كان قد قدر له ذلك.

وأما استشهاد الناس بقوله تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } فهو استشهاد في غير محله للأسف . فهذه التهلكة المقصودة لمن بخل ولم ينفق في سبيل الله.قال تعالى : { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين }

ثالثًا : إن الآجال محدودة ولن يموت إنسان إلا إذا انتهى أجله. وقديمًا قالوا : " تعددت الأسباب والموت واحد" فلن يموت أحد إلا وقد اكتمل أجله، فالموت سيأتي في اليوم الذي كتبه الله علينا.

قال تعالى : { أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }

رابعًا : نفترض جدلاً أن مصابًا لقي حتفه ؟ أو مات بهذا المرض ما حكمه؟! وما هو مصيره؟!

هل فكرنا حقيقة في أجر الميت بهذا الداء؟

لو قسنا هذا الوباء على وباء الطاعون وهو قياس صحيح فإن من مات بداء الطاعون فهو شهيد؛

لقوله صلى الله عليه وسلم : " المطعون شهيد " وعلى ذلك فإن من مات بوباء "إنفلونزا الخنازير" نحسبه شهيدًا

إن شاء الله وهذه درجة عظيمة يتمناها كل مؤمن ومؤمنة.

إنها درجة عظيمة يحصل بها أعلى الدرجات في الجنة وعلى الفور دون حساب ولا عقاب فهنيئاً لمن مات شهيدًا.

ولكن تحليلي الخاص أن ما يحدث هذه الأيام هو ( امتحان لإيماننا ويقيننا بالله)؟!!.

قال تعالى : { الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } .

إن مرد هذا الإحجام والإعراض "حسب ظني" هو ضعف الإيمان. فلو أن مدير مستشفى كبيرة أعلن أنه قد عقم مستشفاه تمامًا وجعلها خالية من كل الجراثيم وأخذ الاحتياطات الطبية اللازمة لإنقاذ المرتادين من أي مرض أو بلاء لوثق الناس فيه وفي مستشفاه. ولكن للأسف لم يثقوا برب العزة والجلال مالك الملك ذو الجلال والإكرام ، من بيده ملكوت كل شيء ، وهو يجير ولا يجار عليه. الذي طهر بيته للطائفين والعاكفين والركع السجود ، وجعله آمنًا، قال تعالى:

{ ومن دخله كان آمنًا }.

أفلا يؤمِّن الطائفين والعاكفين والركع السجود ونواصي جميع المخلوقات بيده، أتعجزه سبحانه المخلوقات الصغيرة " ميكروبات وفيروسات " وهو الذي خلقها وبيده أمرها. عجبًا لإنسان يثق في المخلوق ولا يثق في الخالق، أعتذر إليك ربي "سامحنا" "لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" صدقت سبحانك حين قلت : "وما قدروا الله حق قدره" نعم ما قدروك حق قدرك "وإني لأستحي منك ربي مما يحدث وأتمنى أن أصيح وأصرخ في قومي كما فعلت النملة عندما صاحت خوفًا على قومها من الهلاك. قال تعالى: "وقالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون" فأقول : هلموا إلى بيت ربكم ، هلموا إلى ضيافته فقد فتح لكم أبواب رحمته ، هلموا إلى أطهر بقاع الأرض كافة، ولا يخدعنكم الشيطان بوساوسه فيضيع عليكم أعظم الفرص لاكتساب الحسنات في أغلى الأوقات وأثمنها.

أقبلوا لتكونوا ضيوف الرحمن الرحيم، وانزلوا بفنائه، والجأوا إلى بيته فلن يضركم شيء بإذن الله وسيحميكم ربكم ومضيفكم ويكرمكم كرمًا يليق بجلاله سبحانه وتعالى فقد ورد في الحديث الشريف (العمار وفد الله) وعلى المضيف سبحانه أن يكرم ضيوفه.

نسينا ونحن نسمع الأخبار والأنباء ليل نهار عن هذا المرض ونسينا في خضم مشاغل الدنيا ومتطلبات الحياة أن الله قد منحنا " ضمن منحه الربانية الكثيرة " أدوية واقية وشافية مجانية وهي كثيرة أذكر بعضها:

1- آية الكرسي من قرأها لا يزال عليه من الله حافظ ولذا سماها الرسول صلى الله عليه وسلم الحافظة تحفظ

الإنسان من كل بلاء. فلنقرأها دائماً وبعد كل صلاة.فلو تدبرناها لسمعنا عجبًا يقول سبحانه : "ولا يؤده حفظهما"

أي السموات والأرض، أفيعجزه سبحانه حفظ المعتمرين؟!

2- قل هو الله أحد، والمعوذتين من قرأها حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات تكفيه من كل شيء. وقال صلى الله

عليه وسلم : ( أفضل ما تعوذ به المتعوذون : قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ) .

3- هذا الدعاء : ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) من قرأه ثلاث مرات لم يضره شيء.

4- وهذا الدعاء : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" من قاله ثلاث مرات لم يضره شيء ) .

ونحن نحتاج إليها كثيرًا في كل يوم فنحن عرضة وأبناؤنا وأهلونا وكل الأحياء إلى أنواع من الأمراض والابتلاءات الكثيرة يوميًا ، فهلا اهتدينا بهذا الهدي وانتفعنا به.

وفي تصوري أن المشكلة تكمن في : "مفهوم الإيمان وحقيقته لدى الناس فإن الناس لو عرفوا الله حق المعرفة وعرفوه بأسمائه وصفاته العلا وقرأوا القرآن بتدبر لكان حالهم غير هذا الحال ولعاشوا سعداء آمنين واثقين بربهم موقنين بقضائه - فلن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم ، وأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم - فهلا قدرنا الله حق قدره ووثقنا بحسن تدبيره وجميل قضائه وقدره .

إن من النفحات الربانية التي أشعر بها وأنا أطوف بالبيت والهتان الذي يتعاقب علينا والهواء المنعش الذي يهب في عز الصيف في أغسطس في مكة وكأن الله يحيي ضيوفه بهذا الغيث وبهذا الهواء الجميل.

ربنا ما عبدناك حق عبادتك ولا شكرناك حق شكرك.

http://www.islameiat.com/main/?c=133&a=3988
المشاهدات 8758 | التعليقات 17

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع الإحترام والتقدير للدكتورة فاطمة (ترجمتها هنا:
http://www.wdawah.com/contents/5356 )
فقد تضمن مقالها كثيرا من المسائل التي تحتاج إلى كثير من
النظر الشرعي وقليل من العاطفة الجياشة وها هنا فتوى أوردها
موقع الإسلام سؤال وجواب أجابت على كثير من استدلالاتها:
( هل يمكن إلغاء فريضة الحج والعمرة بسبب انتشار مرض "انفلونزا الخنازير" ؟
السؤال : هل يمكن إلغاء فريضة الحج والعمرة بسبب انتشار مرض " انفلونزا الخنازير " ؟ وهل يعتبر ذلك طاعوناً ؟ وهل مكة والمدينة في مأمن من الأوبئة بحفظ الله أو يمكن انتقال العدوى في هذه الأماكن ؟ وهل قوله تعالى : ( ومن دخله كان آمناً ) يشمل أيضا الأوبئة ، أي : يكون آمناً من الأوبئة ؟ . أفيدونا مأجورين ؛ لأني مقدم على العمرة خلال شهر .


الجواب :
الحمد لله
أولاً:
لا ريب أن الأمراض والأوبئة الفتاكة التي من طبيعتها الانتشار بالعدوى : تقاس على مرض الطاعون ، من حيث أحكامه المتعلقة بما يسمَّى " الحجر الصحي " .
فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّأْمِ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقَالَ عُمَرُ : ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ... .
فجاء عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه ، وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَ : إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْماً ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : (إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَاراً مِنْهُ) رواه البخاري (5397) ومسلم (2219) .
قال النووي رحمه الله :
وأما الطاعون : فهو قروح تخرج في الجسد ، فتكون في المرافق ، أو الآباط ، أو الأيدي ، أو الأصابع ، وسائر البدن , ويكون معه ورم ، وألَم شديد , وتخرج تلك القروح مع لهيب ، ويسودّ ما حواليه ، أو يخضر ، أو يحمر حمرة بنفسجية ، كدرة ، ويحصل معه خفقان القلب ، والقيء , وأما الوباء : فقال الخليل وغيره : هو الطاعون ، وقال : هو كل مرض عام , والصحيح الذي قاله المحققون : أنه مرض الكثيرين من الناس في جهة من الأرض ، دون سائر الجهات , ويكون مخالفاً للمعتاد من أمراض في الكثرة ، وغيرها , ويكون مرضهم نوعاً واحداً ، بخلاف سائر الأوقات ؛ فإن أمراضهم فيها مختلفة ، قالوا : وكل طاعون وباء ، وليس كل وباء طاعوناً , والوباء الذي وقع في الشام في زمن عمر كان طاعوناً , وهو طاعون " عمواس " , وهى قرية معروفة بالشام .
" شرح النووي " ( 14 / 204 ) .
وعليه : فكل مرض فتاك من شأنه الانتقال للآخرين بالعدوى التي يقدِّرها الله فيه : فإن له حكم الطاعون ؛ لأن الشريعة لا تفرِّق بين متماثلين .
ثانياً :
أخذ العلماء من الحديث السابق أنه لا يجوز القدوم على أرض بها وباء فتَّاك ينتقل بالعدوى , ولا الخروج من أرض وقع فيها ، كما هو ظاهر النص السابق .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
وفِي هذا الحَدِيث جَوَاز رُجُوع مَن أَرَادَ دُخُول بَلدَة فَعَلِمَ أَنَّ بِهَا الطَّاعُون ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَيسَ مِن الطِّيَرَة ، وَإِنَّمَا هِيَ مِن مَنْع الإِلقَاء إِلَى التَّهْلُكَة ، أَو سَدّ الذَّرِيعَة ... .
وَفِي الحَدِيث أَيضاً : مَنْع مَنْ وَقَعَ الطَّاعُون بِبَلَدٍ هُوَ فِيها مِن الخُرُوج مِنهَا .
" فتح الباري " ( 10 / 186 ، 187 ) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
"وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم للأمة في نهيه عن الدخول إلى الأرض التي هو بها , ونهيه عن الخروج منها بعد وقوعه : كمال التحرز منه ؛ فإن في الدخول في الأرض التي هو بها تعرضاً للبلاء , وموافاة له في محل سلطانه , وإعانة للإنسان على نفسه , وهذا مخالف للشرع والعقل ، بل تجنب الدخول إلى أرضه من باب الحمية التي أرشد الله سبحانه إليها ، وهي حمية عن الأمكنة ، والأهوية المؤذية" انتهى .
" زاد المعاد " ( 4 / 42 - 44 ) .
ثالثاً:
اختلف العلماء في المقصود بالأمن في قوله تعالى : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) آل عمران/97 على أقوال ، ومنها ما هو مقبول ، ومنها ما هو ضعيف لا يلتفت إليه .
أما الأقوال الضعيفة ، أو الباطلة في معنى الآية :
1. فمنها قول من قال : إن من دخله يأمن من عذاب النار في الآخرة ! .
2. وكقول من قال : إن من دخله يأمن من الموت على غير الإسلام ! .
3. وكقول من قال : إن المعنى : أن من دخل الحرم يأمن من الأمراض .
4. وكقول من قال : إن معنى الآية : الأمن من القتل .
لوجود كل ذلك في واقع الأمر ، كمن مات على الكفر ، والردة ، وكان قد دخل الحرم ، ولوجود المرض ، والوباء فيه ، وكذا حصول القتل فيه ، قديماً ، وحديثاً .
05 وقيل : إن ( مَن ) ها هنا لمن لا يعقل ، والآية في أمان الصيد .
وأما الأقوال المعتبرة في الآية :
1. أن معنى الآية : أن هذا الأمن على النفس من آيات الحرم ؛ لأن الناس كانوا يُتخطفون من حواليه ، ولا يصل إليه جبار ، فقصد الله تعالى بذلك تعديد النعم على كل مَن كان بها جاهلاً ، ولها منكراً من العرب ، كما قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) العنكبوت/ 67 ، فكانوا في الجاهلية من دخله ولجأ إليه : أمِن من الغارة ، والقتل .
2. أنه أراد به : أن مَنْ دخله عام " عمرة القضاء " مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آمِناً ، كما قال تعالى : ( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَآءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) الفتح/ 27 .
3. أنها خبر بمعنى الأمر ، تقديره : " ومَن دخله : فأمِّنوه " ، كقوله تعالى : ( فلا رفثَ ولا فسوقَ ولا جدال في الحج ) البقرة/ 197 ، أي : لا ترفثوا ، ولا تفسقوا .
قال ابن القيم رحمه الله :
وهذا إما خبر بمعنى الأمر ؛ لاستحالة الخُلْفِ في خبره تعالى ، وإما خبرٌ عن شرعه ودينه الذي شرَعه في حرمه ، وإما إخبارٌ عن الأمرِ المعهود المستمِرِّ في حرمه في الجاهلية والإسلام ، كما قال تعالى : ( أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) العنكبوت/ 67 ، وقوله تعالى : ( وَقَالُواْ إن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا، أَوَ لَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيءٍ ) القصص/ 57 ، وما عدا هذا من الأقوال الباطلة : فلا يُلتفت إليه ، كقول بعضهم : " ومَن دخله كان آمناً مِن النار " ، وقول بعضهم : " كان آمناً مِن الموت على غير الإسلام " ، ونحو ذلك ، فكم ممن دخله وهو في قعر الجحيم .
" زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 3 / 445 ) .
والقول الأول الذي ذكره ابن القيم هو الأليق بمعنى الآية .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
ويقول سبحانه : ( وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) يعني : وجب أن يؤمَّن , وليس المعنى أنه لا يقع فيه أذى لأحدٍ , ولا قتل , بل ذلك قد يقع , وإنما المقصود : أن الواجب تأمين من دخله , وعدم التعرض له بسوء .
وكانت الجاهلية تعرف ذلك , فكان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فلا يؤذيه بشيء حتى يخرج .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 3 / 380 ) .
وعلى هذا : ليس المقصود بالأمنِ الأمنَ مِنَ الأمراض والأوبئة ؛ فالأمراض والأوبئة قد تنزل أرض الحرم المكي والمدني , وهذا معروف ، قديماً ، وحديثاً .
وقد سبق في جواب السؤال رقم (131887) أن مكة والمدينة محفوظتان من الطاعون ، وليستا محفوظتين من سائر الأوبئة والأمراض العامة .
رابعاً:
نحمد لله على أن هذا الوباء لم يبلغ مكة ، أو المدينة ، وإنما هي بضع حالات في عموم المملكة العربية السعودية ، كما هو في أكثر الدول ، مع الوجود الكبير اليومي من المصلين ، والمعتمرين ، ومع ذلك فلا بأس أن يأخذ الإنسان بأسباب السلامة ، كلبس الكمامات , وغير ذلك من أسباب الوقاية من المرض .
والملاحظ أن بعض وسائل الإعلام تهول من هذا الأمر , ويستغل بعض الحاقدين والمتربصين ذلك للتنفير من شعائر الإسلام , مع أن هناك تجمعات كبيرة مماثلة - كملاعب كرة القدم ، والمهرجانات الغنائية - ولم نر ، أو نسمع ، من أولئك التحذير والتنفير من تلك التجمعات ، بل على العكس من ذلك ، نرى التشجيع على الحضور ، والمشاركة .
وإن تعجب فعجب من بعض العلماء حيث يفتون بعدم جواز الذهاب إلى الحج هذا العام بسبب ظهور بضع حالات في المملكة العربية السعودية ! وكانوا يشددون أن النص النبوي في الطاعون لا يقبل الجدال أنه منطبق على هذه الحالة ! وقد ظهر المرض في كثير من الدول ، وشفي كثير منها ، ولم يصل الأمر إلى إغلاق الدول الأبواب على نفسها .
وبكل حال : فإذا صارت بلد موبوءة بمرض " انفلونزا الخنازير " ، أو " الطاعون " : فالحكم واحد ، ولا فرق بين المملكة العربية السعودية ، وغيرها ، لكن ليس الحكم في هذا لأحدٍ من الناس ، إلا أن يُعلن من مختصين أن تلك البقعة صارت موبوءة ، فحينئذٍ نطبق عليها الحكم الشرعي ، من تحريم دخولها ، وتحريم خروج أحدٍ منها ، لكن لا يتعجلن أحد بالحكم على موسم الحج ، أو العمرة بالإلغاء ، قبل دارسة ذلك من أهل الاختصاص من الأطباء ، ثم اعتماد علمائنا ذلك وإصدارهم فتوى في الموضوع .
قال الدكتور أحمد الريسوني - الخبير في " مجمع الفقه الإسلامي " - :
إن مسألة إلغاء العمرة في رمضان أو موسم الحج المقبل بسبب " إنفلونزا الخنازير " : يرجع القرار فيها إلى الأطباء المسلمين المختصين .
وقال :
إن " منظمة المؤتمر الإسلامي " ، أو " مجمع الفقه الإسلامي الدولي " مطالبان في هذه الحالة بتنظيم لقاء للأطباء المسلمين من عدد من الدول الإسلامية ؛ ليتدارسوا الوضعية ، ويقدروا الاحتمالات ، ويصدروا توصياتهم ، وبناء عليها يقرر الفقهاء في " مجمع الفقه الإسلامي " ، أو أي هيئة فقهية تشكَّل لهذا الغرض ما إذا كانت الضرورة تدعو لإلغاء الشعيرتين .
وقال :
إن تقدير أطباء غير مسلمين ، من أمريكا ، أو كندا ، أو غيرهما : لا يكفي ؛ لأن الأمر يتعلق بالعالم الإسلامي ، والحجاج والمعتمرين القادمين منه ، ويتعلق كذلك بموازنة بين فريضة الحج وشعيرة العمرة ، وما لهما من أهمية ، مع احتمالات الخطورة ، وانتشار الوباء .
وقال :
إذا قرر الأطباء المسلمون أن هناك احتمالات مرتفعة لانتشار الوباء بواسطة تجمع الحج ، والعمرة : فيتعين حينئذ على جميع الدول الإسلامية ، وعلى المملكة العربية السعودية على الخصوص ، اتخاذ التدابير اللازمة لوقف هذه التجمعات ، وتعليقها إلى حين انجلاء هذا الوباء .
وقال :
إن هذا الإجراء لا غبار عليه ، وعلى مشروعيته ، ووجوبه ؛ لأن الله تعالى يقول : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا كان الوباء - أو الطاعون - في بلد فلا تخرجوا منه ولا تدخلوا إليه ) ، وكذلك سيدنا عمر رضي الله عنه أوقف سير جيش بكامله كان يتجه إلى الشام لما علم أن بها وباء الطاعون .
وقال :
لكن لا ينبغي التعجل ، بل اتخاذ الخطوات اللازمة التي تبتدئ بتقرير ، وتقدير الأطباء المختصين بشكل جماعي ، وتنتهي بفتوى الفقهاء ، ثم بتنفيذ المسؤولين السياسيين في البلدان المعنية ، وخاصة المملكة العربية السعودية .
انتهى من موقعه .
http://www.raissouni.org/affdetail.asp?codelangue=6&info=300
فالنصيحة للسائل أن يتوكل على الله , ويتوجه لأداء العمرة , والحج ، وأن يأخذ بأسباب السلامة - كما تقدم - ، إلا أن يظهر – لا قدَّر الله – ما يستوجب التوقف عن دخول البلد الحرام ، ويظهر ذلك بفتاوى أهل العلم الثقات ، والله هو المأمول أن يحفظنا وإياكم من كل سوء وشر .
والله أعلم


الإسلام سؤال وجواب).


وهذه فتوى الشيخ محمد النجيمي في تحريم بدء الدراسة مع تفشي المرض


سبق (الرياض) : قال الدكتور محمد بن يحي النجيمي "الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء ,
والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي" انه لا يجوز لوزارة التربية والتعليم أن تخاطر بأرواح الطلاب والطالبات , خاصة في مراحل التعليم الأولى مثل الروضة والتمهيدي والابتدائي والمتوسط , وتبدأ الدراسة في الوقت المقرر في ظل انتشار وتفشي وباء "أنفلونزا الخنازير".
وأضاف الدكتور محمد النجيمي قائلا: إن الأمر الشرعي بعدم الجواز , لان لدينا توجيه نبوي شريف في هذه الموضوعات , فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يورد ممرض على مصح , وورد عنه صلى الله عليه وسلم انه إذا نزل الطاعون بقوم انه نهى أن يورد الأصحاء على المرضى وان يخرج المرضى من مواطنهم , وعموم قوله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".
وقال النجيمي : إن العلماء يقولون , إن تصرف الحاكم على الرعية منوط بالمصلحة , ولا شك انه لا مصلحة للناس أن يبدأ العام الدراسي في موعده , مع وجود وباء أنفلونزا الخنازير , الذي تحول إلى وباء طبقا لتقارير منظمة الصحة العالمية , إضافة إلى أننا مقبلون على فصل الخريف , وهو من أشد الفصول تهيئة لانتشار الأمراض , وكذلك يليه فصل الشتاء , وأننا الآن نستعد لاستقبال حجاج بيت الله الحرام , مما يزيد الطين بلة .
لذلك أرى شرعا – والكلام للدكتور النجيمي – أنه يجب تأجيل الدراسة إلى ما بعد الحج , وبالتالي فانه لا يجوز أن تبدأ الدراسة في موعدها للأسباب التالية:
أولا: أن العلماء اجمعوا على أن كل ما يؤدي للضرر فان اجتنابه واجب , وأن فعله حرام , لعموم قوله تعالى "ولا تقتلوا أنفسكم أن الله كان بكم رحيما " وقوله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار".
ثانيا:أنه تحقق أن هذا المرض معدي , وانه صار وباءا معديا .
ثالثا: أنه لم تتوافر حتى الآن الأمصال الوقائية الخاصة بالفيروس , وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية بان هذه الأمصال لن تتوافر في بلدان الشرق الأوسط قبل بداية العام الميلادي الجديد.
رابعا: أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح , فمفاسد المرض مقدمه على المصالح التعليمية التي نحققها.
واتفق الشيخ حمود بن سعد الناجم "المستشار القانوني والمحكم الدولي المعتمد "مع رؤية الدكتور النجيمي الشرعية , وقال: من المنظور القانوني , فان الدولة بحكم هيمنتها المطلقة والتامة على رعاية شؤون الأمر والبلاد والعباد , فأنها مسؤولة نظاما , وفقا لمقتضى النظام الأساسي "الدستور"أن تكفل الرعاية لكل المواطنين والمقيمين .
وأضاف الناجم : وفقا لهذا المفهوم النظامي , وبمنطوق الموافقة فان الدولة مسؤولة عن توفير كافة السبل والوسائل التي يكون من خلالها المحافظة على الصحة العامة للمواطنين.
وقال المستشار الناجم : انه وبإمعان النظر في هذا الوباء العالمي , وقد تم الإعلان عنه ,ف انه أصبح وباءاً عالميا , وفقا لإعلان منظمة الصحة العالمية , فانه يكون لزاما على كافة السلطات التنفيذية في الدولة , إن تساهم في منع وتخفيف كل ما يفضي إلى إصابة المواطنين بهذا الداء , ووزارة التربية والتعليم , وباعتبار أنها جهاز إداري يجب عليها أن تتخذ القرار الإداري المناسب , وخاصة أن الرأي الشرعي المدعم بالأدلة يؤكد على ضرورة منع الضرر , وتأجيل الدراسة .
وخلص المستشار الناجم للقول : ومن هذا المنطوق النظامي , فان القرار الإداري المصلحي , يجب أن لا يخالف القاعدة الشرعية التي تمنع حدوث الضرر على أي وجه كان.


علماء يرفضون اتخاذ إنفلونزا الخنازير ذريعة لتعطيل فريضة الحج



رفض فقهاء وعلماء في الشريعة الإسلامية أن يتخذ مرض إنفلونزا الخنازير ذريعة لتأجيل موسم الحج والعمرة هذا العام.
وأكد العلماء على أن درجة انتشار الوباء وخطورته ليست بالقدر الذي يجوز معه تعطيل ركن من أركان الإسلام، خاصة وأنها لم تصل بعد إلى السعودية حيث توجد مناسك الحج.
ويأتي هذا الرفض عقب دعوة المفتي المصري الشيخ علي جمعة لاجتهاد جماعي بين كل المجامع الفقهية المعترف بها في العالم الإسلامي للنظر في مدى جواز تأجيل أداء الحج والعمرة هذا العام بسبب انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير.

لا يجوز تعطيل الحج حتى لو ظهر الفيروس بمكة:
من جانبه، أكد العلامة الموريتاني وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ محمد الحسن ولد الددو على أنه "حتى لو ظهرت إنفلونزا الخنازير بمكة المكرمة، ما كان لأحد أن يطالب بتعطيل ركن من أركان الإسلام" بحسب "الجزيرة نت".
وأوضح الشيخ ولد الددو أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى فقط عن القدوم على أرض الطاعون أو الفرار منها.
وأضاف أن "كل ذلك غير متحقق في حالة إنفلونزا الخنازير اليوم، فهي لا توجد بمكة ولا بالمنطقة عموما".

انتقاد المناداة المتعجلة بوقف الحج أو العمرة:
وعلى صعيدٍ آخر، أكد أستاذ مقاصد الشريعة والخبير في مجمع الفقه الإسلامي الدكتور أحمد الريسوني أن "المسارعة والمناداة المتعجلة بوقف الحج أو العمرة هكذا دون وضع ضوابط وقيود أمر ليس سديدًا".
وقال الريسوني "الآن ونحن في حالة تنذر بتطورات يجب تقديرها في ضوء ما وقع بالعالم الإسلامي وما أصابه وما يمكن أن يصيبه، فآنذاك إذا ظهر أن الخطر حقيقي ومؤكد يمكن توقيف كل التنقلات والتجمعات، سواء كانت حجا وعمرة أو صلوات أو جمعة أو صلاة عيدين، ولكن هذا كله افتراض".
وأشار إلى أن "الفتوى ها هنا هي فتوى الأطباء أكثر منها فتوى الفقهاء"، مشددًا على أنه "إذا قدر الأطباء الثقاة أن هناك دولا سالمة تمامًا من هذا الوباء مثل بعض الدول الإسلامية أو معظمها، فيسمح للحجاج والمعتمرين أن يتنقلوا من هذه البلاد".
وأضاف أن "ما يصيب بلدًا إسلاميًا أو غير إسلامي لا يجب تعميمه على الجميع"، معتبرًا أن القاعدة والمظلة الكبرى لهذا الاجتهاد هي المقاصد الشرعية وكون حفظ النفوس واحد من الضروريات الخمس.

لا يحق لأي فتوى أن تطوق النص القرآني:
ومن جانبه، شدد العالم السوري الشيخ عبد الرزاق المؤنس على أن "هذا الأمر لا يعالج بفتوى ولا يحق لأي فتوى أن تطوق النص القرآني في فريضة الحج كما هو معروف، وإنما يمكن أن تتعاون جميع الجهود لاتخاذ الاحتياطات المناسبة للتحصن من وباء إنفلونزا الخنازير".
وقال الشيخ المؤنس "إن هذا التعاون يجب أن يكون عن طريق المصحات وتعاون الدول التي ترسل الحجاج لأداء المناسك بوجود شهادة صحية صحيحة تثبت سلامة الإنسان من هذا الوباء".
وأضاف أن "للسلطات السعودية المختصة حق اتخاذ التدابير الملائمة التي تتفق وسلامة وقدسية أداء هذه الفريضة بتأمين ما يلزم لسلامة حجاج بيت الله الحرام بصورة تامة".

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/05/31/82844.html


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ينبغي أن ننتبه إلى أن القضية في بعض البلاد أضحت من قضايا الصراع بين التيارات ولم تعد قضية فقهية مجردة، ولذا نرى فيها الحماس غير العادي، والذي أقترح عدم نقله إلى هنا.
وطرح الدكتورة نصيف مبني على عدم دخول الأوبئة لمكة وسبق نقل الرد على ذلك , وأنه من الأقوال الباطلة في آية ( ومن دخله كان آمنا) وأشير هنا إلى فتوى لموقع الإسلام سؤال وجواب حول ما ذكرته الأخت الفاضلة ، جاء في الفتوى: (ليست مكة والمدينة في مأمن من الأوبئة ، فقد وقع بالمدينة وباء في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقد روى البخاري (2643) عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ : (أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ ، وَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا ، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ... إلخ) .
ومعنى : ذريعاً : أي : سريعاً .
غير أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المدينة لا يدخلها الطاعون ، وجاء في بعض ألفاظ الحديث أنه لا يدخل مكة أيضاً .
روى البخاري (1880) ومسلم (1379) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلَا الدَّجَّالُ)
قال الحافظ في "الفتح" :
"وَوَقَعَ فِي بَعْض طُرُق حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة : (الْمَدِينَة وَمَكَّة مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلَائِكَةِ عَلَى كُلّ نَقْب مِنْهُمَا مَلَك لَا يَدْخُلهُمَا الدَّجَّال وَلَا الطَّاعُون) أَخْرَجَهُ عُمَر بْن شَبَّة فِي " كِتَاب مَكَّة " عَنْ شُرَيْح عَنْ فُلَيْح عَنْ الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَرِجَاله رِجَال الصَّحِيح" انتهى .
وقد ذكر النووي رحمه الله عن أبي الحسن المدائني أن مكة والمدينة لم يقع بهما طاعون قط .
"الأذكار" ص 139.
ولكن .. ذكر بعض العلماء أن مكة قد دخلها طاعون عام 749 هـ .
وأجاب الحافظ ابن حجر رحمه الله عن ذلك بأنه لم يكن طاعوناً ، وإنما كان وباء آخر ، فظن من نقل ذلك أنه طاعون .
فالحاصل : أن مكة والمدينة محفوظتان من الطاعون ، وليستا محفوظتان من غيره من الأمراض والأوبئة .
نسأل الله تعالى السلامة والعافية لجميع المسلمين .
أ.هـ.


وأما الأذكار(وهي على الصحيح من قبيل الدعاء الذي لإجابته شروط وموانع ) فمع أهميتها فإن الذي شرعها هو الذي شرع الحجر الصحي ، ولا داعي للتشكيك في إيمان المخالف ما دامه يستند على نصوص صريحة صحيحة ، بينما الآخرون من الذين يرون تأجيل الحج والعمرة فيستدلون بالقياس على أحاديث الطاعون والوباء ويرون حسب تقديرهم أنه وصل إلى هذا الحد بينما البقية وهم من كبار علماء العصر وغيرهم لا يرون التأجيل إلا لكبار السن والمرضى وأما الأصحاء فلا ( مع أخذ الإحتياطات الطبية اللازمة ) ومنهم سماحة المفتي العام للمملكة حفظه الله والشيخ القرضاوي وفقه الله وغيرهم وقد بنو رأيهم على أن المرض لم يصل إلى حد الوباء حتى الآن وهو ما تؤكده الجهات الطبية هنا حتى الآن.


إضافة : انتشار المرض في كافة أنحاء العالم وخصوصا مكة قد يضعف الإستدلال بأحاديث النهي عن النزول بالأرض التي نزل بها الطاعون ويستدعي الإستشهاد بنصوص الفرار من المجذوم وعدم إيراد ممرض على مصح والحفاظ على النفس ودفع الضرر والتداوي ونحو ذلك والله أعلم.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ثلاثة ملايين معتمر ومعتكف ليلة ختم القرآن في الحرم المكي دونما أي إصابة بإنفلونزا الخنازير
2009-09-29


عمون - الدكتور عبد الحميد القضاة -

تقارير إعلامية كثيرة , من هنا وهناك , أشغلت الفضائيات , وأخافت الناس , حتى خُيِّل للبعض أن هذا الوباء آتٍ لا محالة , ولن يترك صغيرا ولا كبيرا بخير , ولن تسلم مجتمعاتنا خاصة , إلا إذا عطلت مدارسها , وألغت عمرتها وأجّلت حجها , وبادرت لحجز عشرات الملايين من جُرعات المطعوم السحري الموعود !! , وخاصةً أن التركيز الإعلامي إنصب على حالات الوفاة , علماً أن دراسةً متأنية بينت أن كل الذين ماتوا بسبب هذا الوباء , كانوا يعانون أصلاً من خللٍ في جهاز مناعتهم لسبب أو لآخر , ولو أن الإعلام ركز بنفس القدر على مئات الآلاف الذين تعافوا من الإصابة , لظهر الوباء للناس بسيطاً على حقيقته , وهذا التركيز بهذه الطريقة فيه تهويلٌ عظيمٌ وبعدٌ عن الحقيقة , لحاجةٍ أو لحاجاتٍ بدأت تتبدى للمهتمين يوما عن يوم , وللتوضيح أكثر , نُذكِّر بالأمور التالية:

أولاً : نقلت أكثرُ من أربعين فضائيةً عربية وإسلامية مشهداً عظيماً , لتجمع ثلاثة ملايين معتمر ومعتكف يوم الجمعة أي في الثامن والعشرين من رمضان , ليلة ختم القرآن الكريم في الحرم المكي , ولم تثبت – ولله الحمد – ولو إصابة واحده بإنفلونزا الخنازير , كما ظهر في تقرير أحد كبار المسؤولين عن الفحص في المدينة المقدسة .

تجمعٌ ضخمٌ هائل , لا مثيل له حتى في الحج , يستمر لساعاتٍ طويلةٍ في الحرم المكي , والناسُ يصلون ويطوفون بإزدحامٍ مشهود , وقد جاءوا من أطراف الدنيا كلها , متوكلين على الله , وآخذين بكل أسباب النظافة , مطمئنين إلى كرم الله ورحمته , فهم ضيوفه وفي حرمه الآمن .


ثانيا : زرعوا في روع الناس - من كثرة التكرار – أن الخريف والشتاء هما الموسم الحقيقي لإنتشار هذا الوباء , وتناسوا أن أقطاراً كثيرة في العالم , شرقه وغربه مرَّ عليها خريفٌ وشتاءٌ بعد ظهور هذا الوباء , ولم يحصل ما يقولون !!! , فلماذا يركزون على خريفنا وشتائنا بالذات ؟؟ ألأنه موعدٌ مناسب , ووقتٌ كافٍ لشركات الأدوية المصنعة للمطعوم , لتوفيره بكميات كبيرة ؟؟ ونحن المطموع بأموالنا الأقدر على دفع التكلفة ، وبالتالي يجدون عندنا ما يريدون ؟!! أم لأن فيهما موسم حجنا ؟!!

ثالثا : كفى متاجرة وتهويلاً وتخويفاً للشعوب , فقد سقطت الدعوى , وخابت آمال المتاجرين بصحة البشر , وبان الكثير من مكرهم وتخطيطهم . فما حصل من تجمعٍ هائلٍ في مكة المكرمة لأعدادٍ عظيمة من المعتمرين , جاءوا من جميع بلدان العالم , قبل توفر المطعوم وتوزيعه وإستعماله . هذا التجمع الكبير الذي - بفضل الله – بسلام وعافيه, يُثبت كذب ما يدَّعون ويروِّجون . " والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " .

رابعا : إن من يتجولَ في العالم , يرى بأم عينه الفارقَ الواضح في الإهتمام بهذا الوباء , فلا تراهُ بشكل رئيسي إلا في مطاراتِ الدول النامية وصحفهم وأحاديثهم . فلماذا لم تؤجل أو تغلق المدارس ورياض الأطفال والجامعات في البلاد الغربية الموبوءة ؟؟ . ثم لماذا لا يقومون في الغرب بالفحص المخبري لكل من تظهر عليه علامات الإنفلونزا ولو كانت الإنفلونزا العادية , ؟؟ .اما في بلادنا وحسب ما ظهر في الصحف فقد تراكمت العينات المشبوهة في المختبرات لدرجة أنها أخذت حصتها وحصة غيرها من الإهتمام والوقت والإنفاق , فهل نحن أكثرُ حرصاً على صحة مواطننا منهم على مواطنهم ؟؟ ام نحن فعلاً نطبق دون وعيٍ مقولة اننا السوق الإستهلاكية للكواشف الطبية المصنوعة في الغرب ؟؟ . فمع تقديرنا للجهود الكبيرة التي تقوم بها الجهات المعنية , إلا أننا نطالب بنفس القدر من الإهتمام بالجوانب الصحية الأخرى للمواطن في دولنا النامية .

خامسا : حذارِ من المطعوم السحري الذي تنتظره الحكومات بفارغ الصبر , فعليه ألفُ علامة إستفهامٍ وإستفهام , ويكفي أن نذكر أن مصنِّعيه لن يستعملوه لأنفسهم , وأن نصف أطباء بريطانيا سيرفضون تطعيم أنفسهم به , لمعرفتهم بآثاره الجانبية على صحة الإنسان . ومع أنني من المشجعين دائماً للناس لتطعيم أبنائهم وتحصينهم ضد الأوبئة الأخرى ؛ كشلل الأطفال والحصبة , إلّا أنني لن أستعمل مطعوم إنفلونزا الخنازير لنفسي ولن أنصح به غيري لأسباب كثيرة ونتائج تجارب ظهرت هنا وهناك .

وأخيراً : نأخذ بكل أسباب النظافة الممكنة في حياتنا اليومية , سواءً في البيت أو في مكان العمل أومكان الدراسة أو في الحل او الترحال , ولا نؤخر عملاً بسبب هذا الوباء , خاصة في ما يتعلق بالحج , فضيوف الرحمن في رعاية الله وحفظه , فلا تقلقوا عليهم.

* الدكتور القضاة إختصاصي الجراثيم الطبية والامصال

www.qudah.com



إعداد: د. عبد الرحيم الشريف.
دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن الكريم.
جامعة الزرقاء الخاصة/الأردن.
[email protected]


تعريف الطاعون:

الطاعون لغة: جاء في لسان العرب أنه: المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد له الأمزجة والأبدان (1).
وهذا التعريف غير دقيق، بل الصحيح ما جاء في المعجم الوسيط: داءٌ وَرَمِيٌّ وبائي سببه مكروب يصيب الفئران، وتنقله البراغيث إلى فئران أخرى وإلى الإنسان (2).

ويؤيده ما ورد في التعريف الاصطلاحي الذي ذكره النووي: الطاعون: قروح تخرج في الجسد فتكون في الآباط أو المرافق أو الأيدي أو الأصابع وسائر البدن، ويكون معه ورم وألم شديد، وتخرج تلك القروح مع لهيب ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة ويحصل معه خفقان القلب والقيء (3).

ويؤيد ما ذهب إليه النووي الحديث الذي روي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال: " غدة كغدة البعير يخرج في المراق والإبط ".(4)

ومن هذا التعريف يتبين أن الطاعون مرض مخصوص بأعراض معينة، وليس كل وباء معدٍ يعد طاعوناً إلا بالقياس أو المجاز.
ويرى ابن القيم أن بين الوباء والطاعون عموم وخصوص؛ فكل طاعون وباء، وليس كل وباء طاعون، وكذلك الأمراض العامة أعم من الطاعون؛ فإنه واحد منها. (أي: الطاعون أحد أنواع الأوبئة).

وهو ما ذكره الخليل بن أحمد فقال: الوباء: الطّاعون، وهو أيضاً كلّ مَرَض عامّ، تقول: أصاب أهل الكورة العام وباء شديد.. وأرضٌ وَبِئة، إذا كثر مَرْضُها، وقد استوبأتها وقد وَبُؤَت تَوْبُؤُ وَباءةً، إذا كَثُرت أمراضها. (5).

القدوم على بلد انتشر فيه الطاعون والخروج منه:

- يرى جمهور العلماء منع القدوم على بلد الطاعون ومنع الخروج منه فراراً من ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " الطاعون آية الرجز ابتلى الله عز وجل به أناساً من عباده، فإذا سمعتم به فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه " (6).
وأخرج مسلم من حديث عامر بن سعد أن رجلا سأل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن الطاعون، فقال أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنا أخبرك عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو عذاب أو رجز أرسله الله على طائفة من بني إسرائيل أو ناس كانوا قبلكم، فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوها عليه، وإذا دخلها عليكم فلا تخرجوا منها فراراً "(7).
وأخرج أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: قلت: يا رسول الله فما الطاعون؟ قال: غدة كغدة الإبل، المقيم فيها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف " (8).

- قال ابن القيم: وفي المنع من الدخول إلى الأرض التي قد وقع بها الطاعون عدة حكم:

إحداها: تجنب الأسباب المؤذية، والبعد منها.
الثانية: الأخذ بالعافية التي هي مادة المعاش والمعاد.
الثالثة: أن لا يستنشقوا الهواء الذي قد عفن وفسد فيصيبهم المرض.
الرابعة: أن لا يجاوروا المرضى الذين قد مرضوا بذلك، فيحصل لهم بمجاورتهم من جنس أمراضهم.
[ وهذا الذي ذكره ابن القيم هو ما يسمى " العدوى " في زماننا ].
الخامسة: حماية النفوس عن الطيرة والعدوى؛ فإنها تتأثر بهما، فإن الطيرة على من تطير بها، وبالجملة ففي النهي عن الدخول في أرضه الأمر بالحذر والحمية، والنهي عن التعرض لأسباب التلف، وفي النهي عن الفرار منه الأمر بالتوكل والتسليم والتفويض، فالأول: تأديب وتعليم، والثاني تفويض وتسليم. (9).

- قال النووي: والصحيح ما قدمناه من النهي عن القدوم عليه والفرار منه لظاهر الأحاديث الصحيحة. قال العلماء: وهو قريب المعنى من قوله صلى الله عليه وسلم: " لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا " (10).

* أما الحكمة من منع الخروج من البلد الذي فيه الطاعون:

- لأن الطاعون في الغالب يكون عاماً في البلد الذي يقع به فإذا وقع فالظاهر مداخلة سببه لمن بها، فلا يفيده الفرار، لأن المفسدة إذا تعينت - حتى لا يقع الانفكاك عنها - كان الفرار عبثا فلا يليق بالعاقل.
- ومنها: أن الناس لو تواردوا على الخروج لصار من عجز عنه - بالمرض المذكور أو بغيره - ضائع المصلحة لفقد من يتعهده حياً وميتاً.
- وأيضاً فلو شرع الخروج فخرج الأقوياء لكان في ذلك كسر قلوب الضعفاء، وقد قالوا: إن حكمة الوعيد في الفرار من الزحف ما فيه من كسر قلب مَن لم يفر وإدخال الرعب عليه بخذلانه.
- ومنها: حمل النفوس على الثقة بالله، والتوكل عليه، والصبر على أقضيته والرضا بها (11)
- ومن الحكم أيضاً: الحرص على عدم انتشار العدوى في البلاد غير الموبوءة.

ذكر ابن الأثير في الكامل في التاريخ أنه حين أصاب المسلمين طاعون عمواس، خرج بهم عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى الجبال، وقسمهم إلى مجموعات، ومنع اختلاطها ببعض وظلت المجموعات في الجبال فترة من الزمن، حتى استشهد المصابون جميعاً، وعاد بالباقي إلى المدن.

والمنع من دخول المناطق الموبوءة بالطاعون والخروج منها هو ما يسمى في عصرنا الحالي: " الحجر الصحي "، بحيث يمتنع انتقال المرض بالعدوى من الشخص المريض إلى السليم.
انظر مقال: الحجر الصحي

أجر الصبر على الطاعون:

- جاء في بعض الأحاديث استواء شهيد الطاعون وشهيد المعركة فقد أخرج أحمد بسند حسن عن عتبة بن عبد السلمي رفعه " يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون، فيقول أصحاب الطاعون: نحن الشهداء، فيقال: انظروا فإن كانت جراحهم كجراح الشهداء تسيل دماً وريحها كريح المسك فهم شهداء، فيجدونهم كذلك " (12).
وأخرج البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فأخبرها نبي الله أنه كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء فجعله الله رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد (13).

ويُفهم من سياق هذا الحديث أن حصول أجر الشهادة لمن يموت بالطاعون مقيد بما يلي:

أ - أن يمكث صابراً غير منزعج بالمكان الذي يقع به الطاعون فلا يخرج فراراً منه.
ب - أن يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له.
فلو مكث وهو قلق أو نادم على عدم الخروج ظاناً أنه لو خرج لما وقع به أصلاً ورأساً، وأنه بإقامته يقع به، فهذا لا يحصل له أجر الشهيد ولو مات بالطاعون، هذا الذي يقتضيه مفهوم هذا الحديث.

كما اقتضى منطوقه أنه من اتصف بالصفات المذكورة يحصل له أجر الشهيد وإن لم يمت بالطاعون.
والمراد بشهادة الميت بالطاعون أنه يكون له في الآخرة ثواب الشهيد، وأما في الدنيا فيغسل ويصلى عليه (14).

حكم الخوف من العدوى:

- الخوف من غير الله تعالى لا يكون حراماً إن كان غير مانعٍ من فعل واجبٍ أو ترك محرَّم. وكان مما جرت العادة بأنه سبب للخوف كالخوف من الأسود والحيات، والعقارب والظلمة.. ومن ذلك الخوف من أرض الوباء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا سمعتم بالطاعون في الأرض فلا تدخلوها "(15).
بل الخوف حينئذٍ واجب.. قال المناوي:.. ومن ذلك الخوف من المجذوم على أجسامنا من الأمراض والأسقام وفي الحديث:" فر من المجذوم فرارك من الأسد " فصون النفوس والأجسام والمنافع والأعضاء والأموال والأعراض عن الأسباب المفسدة واجب.

- ومما يستدل به في ذلك عن جابر بن عبد الله: أنه كان في وفد ثقيف رجلٌ مجذوم، جاء ليبايع.. فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم: "ارجع فقد بايعناك". (16)
وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُورِدَنّ ممرض على مصح". (17)
- وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على اتخاذ أسباب الوقاية من العدوى، ومنها الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غطوا الإناء وأوكئوا السقاء, فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء, لا يمر بإناء ليس عليه غطاء, أو سقاء ليس عليه وكاء, إلا نزل فيه من ذلك الوباء " (18)
ويستدل من هذا الحديث وجوب أخذ الحذر حين ينزل الوباء بشتى الأسباب المعينة عليه: مثل تغطية الأواني والأطعمة المكشوفة، وحفظها في الثلاجات، وأخذ المطاعيم الوقائية، والتداوي، ولبس الكمامات الواقية، والعناية بالنظافة الشخصية، وغسل الخضار والفواكه، والطهي الجيد للطعام، وغلي ماء الشرب، والحجر الصحي على المصابين.. الخ

هل يدخل الوباء المدينة ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على أنقاب [أبواب] المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال ". (19)
نؤمن أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حق لا مرية فيه، فالمقصود بالطاعون ليس كل وباء (كما سبق بيانه) بل هو ذاك المرض الذي يسبب غدة كغدة البعير كما بينه الحديث الشريف [انظر هامش رقم (4) ].
قال السمهودي: " وفي الصحيح قول أبي الأسود: قدمت المدينة وهم يموتون بها موتاً ذريعاً، فهذا وقع بالمدينة لكنه غير الطاعون ". (20)

محاولات منع الحج خوفاً من العدوى / سابقة تاريخية:

في أواخر عهد الدولة العثمانية: حاولت المخابرات الفرنسية منع المسلمين من سكان المستعمرات التابعة لها من الذهاب إلى الحج بدعوى الخوف من انتشار عدوى الكوليرا؛ لمنع الناس من التواصل مع دعاة الجامعة الإسلامية (21)… فلم تفلح، ولم تنتشر الكوليرا.
وقال محمد رشيد رضا: (22)
اجتمع مجلس النظار [ أي مجلس الوزراء في مصر] اجتماعًا خصوصيًّا للمذاكرة في أمر منع الحج الذي يراه مجلس الصحة البحرية ضروريًّا لمنع انتقال الوباء من بلاد الحجاز إلى مصر، ولما كان المنع من الحج منعًا من ركن ديني أساسي لم يكن للنظار أن يبرموا فيه أمرًا إلا بعد الاستفتاء من العلماء؛ ولهذا طلب عطوفة رئيس مجلس النظار لحضور الاجتماع صاحب السماحة قاضي مصر وأصحاب الفضيلة شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية والشيخ عبد الرحمن النواوي مفتي الحقانية والشيخ عبد القادر الرافعي رئيس المجلس العلمي سابقًا، فحضروا وتذاكروا مع النظار وبعد أن انفضوا من المجلس اجتمعوا، وأجمعوا على كتابة هذه الفتوى وإرسالها إلى مجلس النظار وهي بحروفها: الحمد لله وحده.. لم يذكر أحد من الأئمة من شرائط وجوب أداء الحج عدم وجود المرض العام في البلاد الحجازية؛ فوجود شيء منها فيها لا يمنع وجوب أدائه على المستطيع.
وعلى ذلك لا يجوز المنع لمن أراد الخروج للحج مع وجود هذا المرض متى كان مستطيعًا.
وأما النهي عن الإقدام على الأرض الموبوءة الواردة في الحديث، فمحمول على ما إذا لم يعارضه أقوى؛ كأداء الفريضة، كما يستفاد ذلك من كلام علمائنا.
حرر في 2 ذي القعدة سنة 1316 هـ.
هذا والله أعلم،،
والحمد لله رب العالمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتواصل: د. عبدالرحيم الشريف
[email protected]
الهوامش:
(1) لسان العرب، مادة (طعن).
(2) المعجم الوسيط، (طعن).
(3) صحيح مسلم بشرح النووي (14/204)، وانظر عمدة القاري (21/256)، والمنتقى (7/198)، وفتح الباري (10/180).
(4) زاد المعاد لابن القيم (4/38) والعين للخليل 2/209. وحديث عائشة: أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: " الطعن قد عرفناه فما الطاعون ". أخرجه أحمد (6/145) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (2/314)، وقال: رجال أحمد ثقات.
(5) زاد المعاد 4/38.
(6) حديث: " الطاعون آية الرجز… " أخرجه البخاري (فتح الباري 10/179)، ومسلم (4/1738) من حديث أسامة بن زيد واللفظ لمسلم.
(7) حديث أسامة بن زيد: " هو عذاب أو رجز… " أخرجه البخاري (فتح الباري 6/513)، ومسلم (4/1738)، واللفظ لمسلم.
(8) حديث عائشة: " قلت: يا رسول الله، فما الطاعون… " أخرجه أحمد (6/145)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (2/314)، وقال: رجال أحمد ثقات.
(9) زاد المعاد (4/44 ـ 45).
(10) صحيح مسلم بشرح النووي (14/205 ـ 207). وحديث: " لا تتمنوا لقاء العدو… " أخرجه البخاري (6/156)، ومسلم (3/1362)، واللفظ لمسلم.
(11) فتح الباري ( 10/189 ). وزاد المعاد ( 4/43 ).
(12) حديث عتبة بن عبد السلمي: " يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون… " أخرجه أحمد (4/185)، وحسنه ابن حجر في فتح الباري (10/194).
(13) حديث عائشة: " أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون… ". أخرجه البخاري (10/192)
(14) شرح الأبي على صحيح مسلم 6/37.
(15) حديث: " إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها ". أخرجه البخاري (فتح الباري 10/179)، ومسلم (4/1738) واللفظ للبخاري.
(16) رواه مسلم (2231)
(17) رواه مسلم (5374).
(18) رواه مسلم (2221).
(19) رواه البخاري (1781) ومسلم (1379). وأطال ابن حجر في بيان الفرق بين الطاعون والوباء في فتح الباري 10/181-191. ومِما قال: " الوباء غير الطاعون وَمَن أطلق على كل وباء طاعونا فبطريق المجاز، قال أهل اللغة: الوباء هو المرض العام.. ".
(20) خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى، السمهودي، ص17. وحديث أبي الأسود رواه البخاري (2500) كما يلي: " عن أبي الأسود أنه قال: أتيت المدينة، فوافقتها وقد وقع بها مرض، فهم يموتون موتاً ذريعاً، فجلست إلى عمر بن الخطاب، فمرت به جنازة، فأثني على صاحبها خيراً، فقال: وجبت وجبت، ثم مر بأخرى، فأثني عليها شراً، فقال عمر: وجبت. فقال أبو الأسود: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة " قال: فقلنا: وثلاثة؟ قال: فقال: " وثلاثة " قال: فقلنا: واثنان؟ قال: " واثنان " ثم لم نسأله عن الواحد".
(21) تاريخ الدولة العثمانية، د. محمد علي الصلابي 3/23.
(22) مجلة المنار، عدد 51.
وتمت الاستفادة من برامج المكتبة الشاملة والموسوعة الكويتية كمراجع وسيطة.
http://wahid.maktoobblog.com/1615370/%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d9%88%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%84-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d8%a7%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84/


باب ما يذكر في الطاعون

5396 حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال سمعت إبراهيم بن سعد قال سمعت أسامة بن زيد يحدث سعدا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فقلت أنت سمعته يحدث سعدا ولا ينكره قال نعم
مسألة: التحليل الموضوعيبَاب مَا يُذْكَرُ فِي الطَّاعُونِ

5396 حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا فَقُلْتُ أَنْتَ سَمِعْتَهُ يُحَدِّثُ سَعْدًا وَلَا يُنْكِرُهُ قَالَ نَعَمْ
مسألة: التحليل الموضوعيباب ما يذكر في الطاعون

5396 حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة قال أخبرني حبيب بن أبي ثابت قال سمعت إبراهيم بن سعد قال سمعت أسامة بن زيد يحدث سعدا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فقلت أنت سمعته يحدث سعدا ولا ينكره قال نعم
الحاشية رقم: 1قوله : ( باب ما يذكر في الطاعون ) أي مما يصح على شرطه . والطاعون بوزن فاعول من الطعن ، عدلوا به عن أصله ووضعوه دالا على الموت العام كالوباء ، ويقال طعن فهو مطعون وطعين إذا أصابه الطاعون ، وإذا أصابه الطعن بالرمح فهو مطعون ، هذا كلام الجوهري ، وقال الخليل : الطاعون الوباء . وقال صاحب " النهاية " : الطاعون المرض العام الذي يفسد له الهواء ، وتفسد به الأمزجة والأبدان . وقال أبو بكر بن العربي : الطاعون الوجه الغالب الذي يطفئ الروح كالذبحة ، سمي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله . وقال أبو الوليد الباجي : هو مرض يعم الكثير من الناس في جهة من الجهات ، بخلاف المعتاد من أمراض الناس ، ويكون مرضهم واحدا بخلاف بقية الأوقات فتكون الأمراض مختلفة . وقال الداودي : الطاعون حبة تخرج من الأرقاع وفي كل طي من الجسد والصحيح أنه الوباء . وقال عياض : أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد ، والوباء عموم الأمراض ، فسميت طاعونا لشبهها بها في الهلاك ، وإلا فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعونا . قال : ويدل على ذلك أن وباء الشام الذي وقع في عمواس إنما كان طاعونا ، وما ورد في الحديث أن الطاعون وخز الجن . وقال ابن عبد البر : الطاعون غدة تخرج في المراق والآباط ، وقد تخرج في الأيدي والأصابع وحيث شاء الله . وقال النووي في " الروضة " : قيل : الطاعون انصباب الدم إلى عضو . وقال آخرون : هو هيجان الدم وانتفاخه . قال المتولي : وهو قريب من الجذام ، من أصابه تأكلت أعضاؤه وتساقط لحمه . وقال الغزالي : هو انتفاخ جميع البدن من الدم مع الحمى أو انصباب الدم إلى بعض الأطراف ، ينتفخ ويحمر ; وقد يذهب ذلك العضو . وقال النووي أيضا في تهذيبه : هو بثر وورم مؤلم جدا ، يخرج مع لهب ، ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة شديدة بنفسجية كدرة ، ويحصل معه خفقان وقيء ، ويخرج غالبا في المراق والآباط ، وقد يخرج في الأيدي والأصابع وسائر الجسد . وقال جماعة من الأطباء منهم أبو علي بن سينا : الطاعون مادة سمية تحدث ورما قتالا يحدث في المواضع الرخوة والمغابن من البدن ; وأغلب ما تكون تحت الإبط أو خلف الأذن أو عند الأرنبة . قال : وسببه دم رديء مائل إلى العفونة والفساد يستحيل إلى جوهر سمي يفسد العضو ويغير ما يليه ويؤدي إلى القلب كيفية رديئة [ ص: 191 ] فيحدث القيء والغثيان والغشي والخفقان ، وهو لرداءته لا يقبل من الأعضاء إلا ما كان أضعف بالطبع ، وأردؤه ما يقع في الأعضاء الرئيسية ، والأسود منه قل من يسلم منه ، وأسلمه الأحمر ثم الأصفر . والطواعين تكثر عند الوباء في البلاد الوبئة ، ومن ثم أطلق على الطاعون وباء وبالعكس ، وأما الوباء فهو فساد جوهر الهواء الذي هو مادة الروح ومدده .

قلت : فهذا ما بلغنا من كلام أهل اللغة وأهل الفقه والأطباء في تعريفه . والحاصل أن حقيقته ورم ينشأ عن هيجان الدم أو انصباب الدم إلى عضو فيفسده ، وأن غير ذلك من الأمراض العامة الناشئة عن فساد الهواء يسمى طاعونا بطريق المجاز لاشتراكهما في عموم المرض به أو كثرة الموت ، والدليل على أن الطاعون يغاير الوباء ما سيأتي في رابع أحاديث الباب أن الطاعون لا يدخل المدينة وقد سبق في حديث عائشة " قدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله - وفيه قول بلال - أخرجونا إلى أرض الوباء " وما سبق في الجنائز من حديث أبي الأسود " قدمت المدينة في خلافة عمر وهم يموتون موتا ذريعا " وما سبق في حديث العرنيين في الطهارة أنهم استوخموا المدينة ، وفي لفظ أنهم قالوا إنها أرض وبئة ، فكل ذلك يدل على أن الوباء كان موجودا بالمدينة . وقد صرح الحديث الأول بأن الطاعون لا يدخلها فدل على أن الوباء غير الطاعون . وأن من أطلق على كل وباء طاعونا فبطريق المجاز . قال أهل اللغة : الوباء هو المرض العام ، يقال أوبأت الأرض فهي موبئة ، ووبئت بالفتح فهي وبئة ، وبالضم فهي موبوءة . والذي يفترق به الطاعون من الوباء أصل الطاعون الذي لم يتعرض له الأطباء ولا أكثر من تكلم في تعريف الطاعون وهو كونه من طعن الجن ، ولا يخالف ذلك ما قال الأطباء من كون الطاعون ينشأ عن هيجان الدم أو انصبابه لأنه يجوز أن يكون ذلك يحدث عن الطعنة الباطنة فتحدث منها المادة السمية ويهيج الدم بسببها أو ينصب وإنما لم يتعرض الأطباء لكونه من طعن الجن لأنه أمر لا يدرك بالعقل ، وإنما يعرف من الشارع فتكلموا في ذلك على ما اقتضته قواعدهم . وقال الكلاباذي في " معاني الأخبار " : يحتمل أن يكون الطاعون على قسمين : قسم يحصل من غلبة بعض الأخلاط من دم أو صفراء محترقة أو غير ذلك من غير سبب يكون من الجن ، وقسم يكون من وخز الجن كما تقع الجراحات من القروح التي تخرج في البدن من غلبة بعض الأخلاط وإن لم يكن هناك طعن ، وتقع الجراحات أيضا من طعن الإنس . انتهى . ومما يؤيد أن الطاعون إنما يكون من طعن الجن وقوعه غالبا في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواء وأطيبها ماء ، ولأنه لو كان بسبب فساد الهواء لدام في الأرض لأن الهواء يفسد تارة ويصح أخرى ، وهذا يذهب أحيانا ويجيء أحيانا على غير قياس ولا تجربة ، فربما جاء سنة على سنة ، وربما أبطأ سنين ، وبأنه لو كان كذلك لعم الناس والحيوان ، والموجود بالمشاهدة أنه يصيب الكثير ولا يصيب من هم بجانبهم مما هم في مثل مزاجهم ، ولو كان كذلك لعم جميع البدن ، وهذا يختص بموضع من الجسد ولا يتجاوزه ، ولأن فساد الهواء يقتضي تغير الأخلاط وكثرة الأسقام ، وهذا في الغالب يقتل بلا مرض ، فدل على أنه من طعن الجن كما ثبت في الأحاديث الواردة في ذلك : منها حديث أبي موسى رفعه فناء أمتي بالطعن والطاعون . قيل : يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : وخز أعدائكم من الجن ، وفي كل شهادة أخرجه أحمد من رواية زياد بن علاقة عن رجل عن أبي موسى ، وفي رواية له عن زياد " حدثني رجل من قومي قال : كنا على باب عثمان ننتظر الإذن ، فسمعت أبا موسى ، قال زياد : فلم أرض بقوله فسألت سيد الحي فقال : صدق " وأخرجه البزار والطبراني من وجهين آخرين عن زياد فسميا المبهم يزيد بن الحارث ، وسماه أحمد في رواية أخرى أسامة بن شريك ، فأخرجه من طريق أبي بكر النهشلي عن زياد بن علاقة [ ص: 192 ] عن أسامة بن شريك قال : " خرجنا في بضع عشرة نفسا من بني ثعلبة ، فإذا نحن بأبي موسى " ولا معارضة بينه وبين من سماه يزيد بن الحارث لأنه يحمل على أن أسامة هو سيد الحي الذي أشار إليه في الرواية الأخرى واستثبته فيما حدثه به الأول وهو يزيد بن الحارث ، ورجاله رجال الصحيحين إلا المبهم ، وأسامة بن شريك صحابي مشهور ، والذي سماه وهو أبو بكر النهشلي من رجال مسلم ، فالحديث صحيح بهذا الاعتبار ، وقد صححه ابن خزيمة والحاكم وأخرجاه وأحمد والطبراني من وجه آخر عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال : " سألت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : هو وخز أعدائكم من الجن ، وهو لكم شهادة ورجاله رجال الصحيح ، إلا أبا بلج بفتح الموحدة وسكون اللام بعدها جيم واسمه يحيى وثقه ابن معين والنسائي وجماعة ، وضعفه جماعة بسبب التشيع وذلك لا يقدح في قبول روايته عند الجمهور . وللحديث طريق ثالثة أخرجها الطبراني من رواية عبد الله بن المختار عن كريب بن الحارث بن أبي موسى عن أبيه عن جده ، ورجاله رجال الصحيح إلا كريبا وأباه وكريب وثقه ابن حبان ، وله حديث آخر في الطاعون أخرجه أحمد وصححه الحاكم من رواية عاصم الأحول عن كريب بن الحارث عن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري رفعه اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون قال العلماء : أراد - صلى الله عليه وسلم - أن يحصل لأمته أرفع أنواع الشهادة وهو القتل في سبيل الله بأيدي أعدائهم إما من الإنس وإما من الجن . ولحديث أبي موسى شاهد من حديث عائشة أخرجه أبو يعلى من رواية ليث بن أبي سليم عن رجاله عن عطاء عنها ، وهذا سند ضعيف ، وآخر من حديث ابن عمر سنده أضعف منه ، والعمدة في هذا الباب على حديث أبي موسى فإنه يحكم له بالصحة لتعدد طرقه إليه . وقوله : " وخز " بفتح أوله وسكون المعجمة بعدها زاي قال أهل اللغة : هو الطعن إذا كان غير نافذ ، ووصف طعن الجن بأنه وخز لأنه يقع من الباطن إلى الظاهر فيؤثر بالباطن أولا ثم يؤثر في الظاهر وقد لا ينفذ ، وهذا بخلاف طعن الإنس فإنه يقع من الظاهر إلى الباطن فيؤثر في الظاهر أولا ثم يؤثر في الباطن ، وقد لا ينفذ .


صحفية نمساوية تتهم أوباما ومنظمات دولية باستخدام مصل "إنفلونزا الخنازير" كسلاح بيولوج

كتب أحمد عثمان (المصريون): : بتاريخ 26 - 9 - 2009

70352.jpg

اتهمت صحفية نمساوية متخصصة في الشئون العلمية، الرئيس الأمريكي باراك أوباما و"اللوبي اليهودي" المسيطر على البنوك العالمية بالتآمر لارتكاب جريمة إبادة عالمية، من خلال استخدام المصل المضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير كـ "سلاح بيولوجي" للقضاء على سكان الكرة الأرضية من أجل تحقيق أرباح مادية.
وتقدمت الصحفية يان بيرجرمايستر بشكوى لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (إف بي آي)، ضد كل من منظمة الصحة العالمية ، وهيئة الأمم المتحدة، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، ومجموعة من اللوبي اليهودي المسيطر على أكبر البنوك العالمية، وهم ديفيد روتشيلد، وديفيد روكفيلر، وجورج سوروس، إضافة إلى شكوى أخرى ضد المستشار النمساوي، فينر فايمان، وهي رهن التحقيق حاليًا.
ويأتي هذا بعد أن رفعت الصحفية نفسها في أبريل الماضي دعوى ضد شركات الأدوية "باكستر" و"أفير جرين هيلز وتكنولوجي"، والتي ترى أنها مسئولة عن إنتاج لقاح ضد مرض إنفلونزا الطيور، من شأنه أن يتسبب في حدوث وباء عالمي، من أجل البحث عن الثراء في نفس الوقت.
وتقول الصحفية في شكواها إن المتهمين ارتكبوا جريمة "الإرهاب البيولويي"، واعتبرتهم "يشكلون جزءا من "عصابة دولية" تمتهن الأعمال الإجرامية، من خلال إنتاج وتطوير وتخزين اللقاح الموجه ضد إنفلونزا الخنازير، بغرض استخدامه كـ "أسلحة بيولوجية" للقضاء على سكان الكرة الأرضية من أجل تحقيق أرباح مادية".
ورأت أن "إنفلونزا الخنازير" مجرد "ذريعة"، واتهمت من أوردت أسماءهم في الشكوى، بالتآمر والتحضير للقتل الجماعي لسكان الأرض، من خلال فرض التطعيم الإجباري على البشر، على غرار ما يحدث في الولايات الأمريكية، حيث ترى أن "فرض هذه اللقاحات بشكل متعمد على البشر، يتسبب في أمراض قاتلة"، فيما اعتبرته انتهاكا مباشرا لحقوق الإنسان، والشروع في استخدام "أسلحة البيوتكنولوجية"، وصنفته في خانة ما يسمى ـ "الإرهاب والخيانة العظمى".
وقد تبنى موضوع هذه الشكوى منظمات حقوقية ومهنية في مختلف دول العالم، وفي مقدمتها "جمعية آس أو آس عدالة وحقوق الإنسان" الفرنسية، التي سارعت بدورها إلى المطالبة بفتح "تحقيق جنائي بهدف منع وقوع أزمة صحية خطيرة". وشددت على ضرورة وضع حد للتطعيم واسع النطاق المخطط للشروع فيه بداية من فصل الخريف الجاري.
وتقدمت جمعية "آس أو آس عدالة وحقوق الإنسان" الفرنسية بشكوى إلى المدعي العام بمحكمة نيس (جنوب شرق فرنسا)، بالتوازي مع توجيه رسالة إلى الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي.
إلى ذلك، تقدم حمدي حسن المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لـ "الإخوان المسلمين" بسؤال برلماني عاجل لكل من الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة حول استيراد لقاحات وأمصال ضد مرض إنفلونزا الخنازير، دون معرفة آثارها الجانبية، فضلا عن الخضوع لمطالب الشركات المنتجة بالتوقيع علي تعهد بعدم مسئوليتها عن أي أعراض جانبية محتمل حدوثها لتجنب خسائرها المادية المعتبرة في حالة ظهورها، مشيرا إلى أن حدوث ذلك "أكيد لا شك فيه".
وتساءل حسن: كيف تخالف الدولة ومسئولوها الأعراف السليمة المحترمة والطرق القانونية في استخدام الأدوية والأمصال إلا بعد تجريبها والتعرف علي آثارها الجانبية قبل السماح باستخدامها، وقال إنه "لا يشفع في هذا الأمر القول بأن عامل السرعة مهم ولا يوجد وقت كاف للدراسة والتحليل وهذا برأيي عذر أقبح من ذنب".
وتابع: إذا كانت الدولة ترتكب هذا الخطأ الفادح فما هو ذنب المواطن في أن يتلقى التطعيم إجباريا وأن يوقع أيضا على إقرار بمسئوليته هو وحده عن الأضرار الجانبية المحتملة، وهو ما وصفه بأنه يعد تخليا للدولة بالكامل عن أبسط أدوارها في حماية المواطن والقيام على شأنه وتوفير احتياجاته بشكل آمن.
وتساءل مستنكرا: أليس هذا من المضحكات المبكيات؟ إن ما تفرضه الشركات الأجنبية المنتجة للمصل علي الدولة تفرضه الدولة مضاعفا على المواطن؟، وقال ساخرا إن الأمر لا يخلو من إيجابيات متمثلة في احترام الدولة للمواطن المصري كما لم تحترمه من قبل فطلبت توقيعه وإقراره عن مسئوليته - هو وحده - عن أعراض المصل الجانبية!!
وسخر النائب من المواقف الحكومية مقترحا أن تكون الخطوة التالية هي توقيع المواطن على إقرار بمسئوليته هو وحده عن تناول مياه الشرب من الحنفية أو رغيف الخبز المدعم أو دخوله قسم شرطة وبهذا تخلي الحكومة كل مسئوليتها عن مواطنيها.
وتساءل ساخرا: هل التطعيم مسئولية كل مواطن الإنجاز رقم 61 لحكومة الحزب "الوطني" الديمقراطي؟، مشيرا إلي وجود أكثر من 100 ألف مصاب بالسرطان سنويا و30 ألف مصاب بالفشل الكلوي سنويا فمن المسئول؟.


المصدر: المصريون


مقال الدكتورة : فاطمة بنت عمر نصيف موضوع المداخلات ، يتوافق ـ للأسف الشديد ـ مع الواقع الأليم الذي تعيشه دول المنطقة ، والتي يسيطر فيها الطابور الخامس من العلمانيين وصنيعة الاستعمار والصهيونية علي كثير من مرافقها الحيوية ، ويديرونها لحساب أسيادهم ؛ بقصد هدم البنية البشرية للسكان ، سواء علموا بذلك أم لا يعلمون .
يؤكد ذلك مانشرته صحيفة " المصريون " بتاريخ 26 - 9 - 2009 من أن صحفية نمساوية متخصصة في الشئون العلمية ، اتهمت الرئيس الأمريكي باراك أوباما و"اللوبي اليهودي" المسيطر على البنوك العالمية بالتآمر لارتكاب جريمة إبادة عالمية، من خلال استخدام المصل المضاد لفيروس إنفلونزا الخنازير كـ "سلاح بيولوجي" للقضاء على سكان الكرة الأرضية من أجل تحقيق أرباح مادية.
وأغلب الظن أن وجهة النظر هذه صحيحة مائة بالمائة ، وأن ما يحدث ما هو إلا جزء من المخطط المعلن لمحاربة الإسلام بشتي الوسائل .
وتأكيدا لذلك أنقل لكم ما نشرته صحيفة " الإقتصادية الالكترونية " في عددها رقم : 5806 بتاريخ 13/9/1430 الموافق 3/9/2009 بعنوان : " إنفلونزا الخنازير.. وباء أم تجارة أدوية؟! " للدكتؤرة : نورة خالد السعد المؤيد بأقوال المسئولين الفنيين ، قالت :
سأبدأ من آخر ما نشرته منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بإنفلونزا الخنازير في تاريخ العاشر من هذا الشهر الكريم ( أى شهر رمضان ) وقولها إنها لا ترى ضرورة لتأجيل الدراسة في البلاد بسبب وباء إنفلونزا الخنازير داعية في الوقت نفسه إلى تعزيز الترصد الوبائي ومستلزمات النظافة والوقاية في المدارس وتعزيز التنسيق بين وزرايتي الصحة والتربية.
ودعا المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للأمراض المعدية والمستجدة الدكتور حسن بشري إلى زيادة التوعية والاهتمام بوسائل النظافة والتهوية الجيدة وتوفير المياه والتعقيم وتوفير كل المستلزمات الوقائية من مواد تنظيف ومطهرات في المدارس.
ودعا أيضا إلى (الالتزام بالإرشادات الوقائية للحد من انتشار العدوى بالمرض، مشددا على ضرورة غسل الأيدي بانتظام وتغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس والتزام الراحة واستشارة الطبيب عند الشعور بأعراض الإنفلونزا.
في السياق التقريري لانتشار هذا المرض نجد أن هناك إحصائيات تذكر أنه منذ انتشاره حتى يوم الخميس 20 آب (أغسطس) 2009 م توفي 1799 شخصا منهم 1579 شخصا في القارة الأمريكية، بينما تقول إحصاءات منظمة الصحة العالمية إن معدل الوفيات السنوي بالإنفلونزا والنزلات الرئوية العادية تجاوز 63 ألفا و730 إنسانا، وأنه شكل السبب السابع للوفاة في العالم في عامي 1999 و2000، بل إن الإسهال العادي يقتل في الدول النامية نحو مليون و800 ألف إنسان، هذا حسب إحصائيات 2001م.
ومن قراءة أي فرد منا منذ انتشار هذا المرض، نجد أن إنفلونزا الخنازير تصيب فئتي الشباب والأحداث أكثر من غيرها، وأن أي شخص في العالم معرض لها، وخطورتها تكمن سواء فيما يتعلق بإنفلونزا الخنازير أو أيضا الإنفلونزا العادية إذا كان جهاز المناعة متدنيا، وما تنشره بعض الإحصائيات أن الإنفلونزا العادية تقتل ما بين 250 إلى 500 ألف سنويا، وخطورة إنفلونزا الخنازير تكمن في أنها تسبب التهابا رئويا حادا والالتهاب الرئوي يؤدي إلى وفاة الآلاف من الأشخاص سنويا.
وكما ذكر الدكتور جون جبور المستشار الطبي للأمراض المستجدة في منظمة الصحة العالمية في برنامج بثته قناة الجزيرة في أول شهر رمضان عن " إنفلونزا الخنازير بين الحقيقة والتهويل" : إن منظمة الصحة العالمية منذ بدء انتشاره أصدرت نشرات توعية أرسلت إلى جميع بلدان الإقليم ومنها 22 دولة في إقليم شرقي المتوسط، ونبهنا إلى عامل الازدحام الذي يساعد في انتشار هذا المرض بشكل سريع , فالتجمعات الجماهيرية سواء كانت دينية أو اجتماعية أو غيرها, والإجراءات غير الدوائية إذا طبقت في البلدان تساهم في تأخير انتشار هذا المرض.
قد نتساءل: لماذا تم المنع وتناثرت الشائعات على التجمعات الدينية وخصوصا العمرة والحج؟ ولماذا لا تطول هذه التحذيرات التجمعات الشبابية في المباريات الرياضية؟ وهي الأعظم عددا!! والتي تتمثل في أن مشجعيها على وجه الخصوص من فئة الشباب الذين إذا كانت مناعتهم ضعيفة فقد يصابون بالمرض؟ خصوصا أن هناك عددا من اللاعبين أصيبوا به الآن واستبعدوا من المباريات؟
وهناك من يكتب أن هذه الشائعات والتضخيم في انتشار هذا المرض مصدرها تجار الأدوية !! وبعض منهم الآن تجار سلاح وحروب مثل دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي السابق ، الذي يبيع الدواء الذي يعطى لمرضى إنفلونزا الخنازير ومن قبله إنفلونزا الطيور، (تامي فلو( !!
وفي السياق الموضوعي لمواجهة هذا التضخيم للمرض نجد أن عالم الاجتماع السويسري يان تسيغلر المستشار في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أكد: (أن إنفلونزا الخنازير تستغل على حساب فقراء العالم، وأنه بينما يستنفر الإعلام من أجل 45 شخصا توفوا بالفيروس خلال الأسابيع الأولى منه فإن «مائة ألف شخص يموتون يومياً من الجوع وتداعياته المباشرة.
وأوضح أن الحملة التي تتبناها منظمة الصحة العالمية تثير مخاوف الناس ولا تتناسب مع المشكلات الحقيقية. وأكد أنه من «التبجح» أن يظهر مسؤول من منظمة الصحة العالمية أمام وسائل الإعلام المختلفة قائلا إن فيروس إتش 1 إن 1 يهدد ملياري إنسان، مشيراً إلى أن مسؤولي المنظمة يتعاملون «بشكل غير مسؤول» مع التصريحات حول خطورة الفيروس. وقال إنه لا ينكر أن منظمة الصحة العالمية ملزمة بمراقبة الصحة العالمية «ولكن عليها ألا تبالغ في تصوير الأشياء»، وأن تعطي كل حدث قدره الضروري من الاهتمام وألا تدخل الخوف في قلوب الناس لأنها تعرف أكثر مما يعرفه الناس من حقائق عن المرض. وأضاف أن نحو 953 مليون إنسان يعانون بشكل دائم من نقص التغذية، كما أن العالم يشهد وفاة طفل تحت سن عشر سنوات كل خمس ثوان، مضيفا «نحن نقبل ذلك وكأنه أمر طبيعي للغاية».
وأكد أنه «ليست هناك مؤتمرات صحافية عن هؤلاء الناس ولا استنفار دولي من أجلهم، في حين أن منظمة الصحة تدعو وسائل الإعلام يوميا لمقرها الرئيسي في جنيف لإطلاعها على آخر المستجدات الخاصة بإنفلونزا الخنازير.
وقال تسيغلر: «عندما يتعلق الأمر بالكبار فإن الضمير العالمي يهتز، إن هذا يدل على العمى الذي أصابنا وعلى برودة عواطفنا المتدنية للغاية وتهكمنا من الواقع». كما يرى البروفيسور السويسري أنه من المثير للدهشة أن يتم توجيه الإعلام في التعامل مع أزمة الخنازير، وقال إنه لن يستغرب لو تبين فيما بعد أن شركات الأدوية الكبرى هي الممسكة بدفة هذا التوجيه الإعلامي في ضوء الركود الذي أصابها جراء الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.
وأضاف تسيغلر: أن إنفلونزا الطيور عادت على شركات الأدوية العملاقة بالمليارات من بيع الأدوية بعد أن كانت «تكدس» براءات الاختراع التي تمتلكها والخاصة بالعقاقير المضادة للإنفلونزا.
وتأكيدا لهذا القول نجد أن هناك مليون مصاب باللشمانيا كل عام ولم يتم إعلان حالة الطوارئ عنهم !! وهناك الملايين يموتون من مرض الملاريا، ومن مرض النوم. كما ذكر ذلك الأستاذ / ثائر الدوري في البرنامج - المذكور أعلاه - وأن شركة النوفارتيف طورت الدواء منذ عدة سنوات وترفض إنزاله للسوق لأن المصابين بمرض النوم فقراء غير قادرين على شراء الدواء!!
فهل بعد كل هذا تريدون دليلا علي أن أنفلونزا الخنازير قضية ملفقة ضد العالم الإسلامي ، كحلقة من حلقات الصراع الأبدى بين الكفروالإسلام ؟ وإلا فمن يجيبنى علي هذا السؤال :
ــ لماذا لم يمنعوا التجمعات عندهم في الكنائس ودور عباداتهم ، أم أن أنفلونزا الخنازير أقسمت ألا تصيب إلا التجمعات عند المسلمين في الحج والعمرة والصلاة فقط ؟؟؟
ــ لماذا لايمنعون التجمعات في دور السينما والملاهي والبلاجات والمباريات الرياضية ، وكلها أكثر عرضة لانتشار المرض بمقاييسهم المعلنة ، أليست دار السنما مثلا مجتمعا مغلقا مزدحما وبيئة مثلي لانتشار المرض حسب مقاييسكم ؟؟؟ أم أنكم غير حريصين علي صحة هؤلاء وتريدون أن تخلصوا المجتمع من هذه العناصر البشرية الفاسدة التي تقضي وقتها في اللهو واللعب ؟؟؟ بينما تمنعون الحج والعمرة حرصا علي صحة المتمسكين بأهداب دينهم ؟؟؟
أما الأخ / أبو عبد الرحمن فأرجو أن يكون لي معه موقف آخر لأنني أشعر بأن الموضوع قد طال بما يدعو إلي الملل ، وسبب موقفي منه أنه يقول في مداخلته رقم 5 مايأتي : " ينبغي أن ننتبه إلى أن القضية في بعض البلاد أضحت من قضايا الصراع بين التيارات ولم تعد قضية فقهية مجردة، ولذا نرى فيها الحماس غير العادي، والذي أقترح عدم نقله إلى هنا" .
ثم هو بعد ذلك نجده قد أضرم النار في الهشيم ، بعد أن سمع قول علماء يرفضون اتخاذ إنفلونزا الخنازير ذريعة لتعطيل فريضة الحج ، فماذا تقصد ؟؟ ألم تسمع قول الله تعالي : " كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ [الصف : 3] " ؟؟؟
اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد .


الخوف يجتاح العالم

جمال سلطان (المصريون) : بتاريخ 4 - 10 - 2009


انتشرت عبر أنحاء العالم خلال الأسابيع الماضية احتجاجات واسعة على عملية فرض اللقاح الجديد لمرض انفلونزا الخنازير ، الاحتجاجات ليست وقفا على العالم الثالث وحده ، بل هناك خبراء وأطباء في الولايات المتحدة وأوربا ينشرون تقارير خطيرة على شبكة الانترنت تتحدث عن مخاطر جسيمة ترقى إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية ترتكب في حق الشعوب بتعمد تعميم وفرض اللقاح الجديد ، الاتهامات المنشورة تتحدث عن أصل فيروس انفلونزا الخنازير وأنه فيروس مركب في معامل متخصصة ، أو كما يقول أحد هذه التحذيرات نصا : إن التحليل الدقيق للفيروس يكشف عن أن الجينات الأصلية للفيروس هي نفسها التي كانت في الفيروس الوبائي الذي انتشر عام 1918م بالإضافة إلى جينات من فيروس أنفلونزا الطيورH5N1، وأخرى من سلالتين جديدتين لفيروس H3N2 وتشير كل الدلائل إلى أن أنفلونزا الخنازير هو بالفعل فيروس مركب ومصنع وراثياً ، انتهى النص ، والحقيقة أنني ألاحظ موجة غير مسبوقة من إشاعة الخوف والرعب من هذا المرض على مستوى العالم كله ، رغم أن الواقع العملي يقول بأن مستويات الإصابة به محدودة جدا إذا قيست بالأمراض الوبائية الأخرى المنتشرة في العالم ، كما أن المخاطر العملية حتى الآن التي يتسبب فيها لا تتسق مع حالة الترويع التي تنتشر الآن ، فمن بين قرابة ثلاثمائة إصابة حدثت في مصر ، تم شفاء جميع المصابين فيها تقريبا وكلهم قالوا أنها أشبه بالانفلونزا العادية ، وحالتا وفاة فقط حدثتا ، وكلاهما ليس بسبب انفلونزا الخنازير وإنما بسبب إصابة الضحايا بأمراض خطيرة أخرى مثل القلب جاءت الانفلونزا ـ مع الإهمال ـ كسبب معاون في الوفاة ، الاتهامات التي تدور الآن على نطاق واسع في شبكة الانترنت وعبر تصريحات أطباء في مصر وبلدان عربية وأوربية مختلفة ، تطرح علامات استفهام حقيقية حول عملية ابتزاز العالم بالخوف والرعب ، المحتجون يتحدثون بمنطق لا يمكن دحضه ، وهو أننا أمام إصابات بالانفلونزا لعدد لا يتجاوز عدة عشرات من الآلاف على مستوى العالم كله ، ونحن نريد أن نحقن مليارات البشر عبر العالم بلقاح جديد ومريب وقد ينتج عنه كوارث طبية لا نعرف جوهرها إلا بعد سنوات ، البعض قال أن نتائج اللقاح الجديد تظهر أعراضها الجانبية بعد سنة واحدة ، فكيف نعرض مليارات البشر للمخاطرة التي تصل إلى حد الإبادة بدعوى تحصينهم من مرض لا يمثل حتى هذه اللحظة ـ بالدليل العملي ـ أي خطر جسيم يهدد البشرية ، وكل ما نسمعه خطب ودعايات تشبه الترويج لمنتجات شركات المنظفات ومعجون الأسنان في الصحف والقنوات التليفزيونية ، المحتجون يستدلون بأن تشيكيا أوقفت استخدام لقاح انفلونزا الطيور قبل سنوات بعد أن اكتشفت أنه يحتوي على مواد تسبب السرطان ، وتم وقف تعميمه في أوربا من لحظتها ، ويقولون اليوم أن لقاح انفلونزا الخنازير يحتوي على مواد خطيرة للغاية من أعراضها أمراض نفسية وعصبية وتدمير للخصوبة وأمور أخرى ، الناس في حيرة ، والحقيقة أن ما نحن بصدده الآن إحدى كوارث العولمة ، فبقدر ما عاش العالم إيجابيات ثورة الاتصال والمواصلات والقرية الكونية الواحدة ، فإنه يعيش اليوم مخاطر وسوءات تلك القرية الواحدة ، فإن أي خطأ أو تلاعب في شركة أو مؤسسة في عاصمة في شرق الدنيا أو غربها ، يمكن أن يعرض سكان نجع بعيد في صعيد مصر لخطر الإبادة ، بدون ذنب جنوه ، والعالم اليوم أمام أزمة انعدام الثقة ، لا أحد يثق في التصريحات الرسمية ، لا أحد يثق في أمانة ونزاهة مراكز الأبحاث ، لا أحد يطمئن أبدا لتقارير شركات الأدوية ، والناس ممزقة بين خوفين ، خوف النصابين العالميين ، وخوف الأمراض المجهولة النسب والمصدر والخطر .

المصدر: المصريون


الصحة العالمية: السعودية قادرة على حج دون وباء
خالد البرديسي


بعد أقل من 24 ساعة على إعلان تونس إلغاء موسم الحج هذا العام لخوفها من تفشي فيروس الوباء العالمي (إتش1 إن1) المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان رسمي قدرة المملكة العربية السعودية على استضافة موسم الحج.

واعتبرت أن نجاحها في تنظيم موسم العمرة في شهر رمضان بوقوع 26 إصابة بالمرض فقط من بين مليوني حاج، هو خير دليل على هذه القدرة.

وقال الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط: "إن المملكة العربية السعودية لديها الإمكانيات التي تجعلها قادرة على التعامل مع الحجاج والمعتمرين، وأنه على مدى الثلاثين عاما الأخيرة لم يحدث أي وباء، سواء في الحج أو في العمرة".

واستدل الدكتور الجزائري على قدرة السعودية على تنظيم موسم حج ناجح هذا العام بقوله: إن اكتشاف 26 حالة (إصابة بالمرض) بين أكثر من مليوني معتمر في شهر رمضان الماضي معظمهم في مكة، ولم يتلقوا لقاحا يظهر مدى استعداد المملكة للتعامل مع هذه الأعداد الكبيرة".

وكانت وزارة الصحة السعودية قد أعلنت نجاح خطتها في مجال التصدي لمرض إنفلونزا "إتش1 إن1" خلال موسم العمرة في شهر رمضان، وأوضحت الوزارة أنها لم تسجل أي حالة وفاة بالمرض عقب انتهاء موسم العمرة لشهر رمضان وانتهاء فترة الحضانة للمرض.


السعودية لن تمنع أحدا
وأكد الجزائري -في بيان وزعه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة اليوم- أن "لدى السعودية كميات كافية من التدابير الدوائية وغير الدوائية"، التي تؤهلها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام.

وأشار إلى أنها تعاقدت على استيراد اللقاح الجديد الخاص بإنفلونزا (إتش1 إن1)، إلا أن "وروده سيتأخر"، وذكر أن وزير الصحة السعودي الدكتور عبد الله الربيعة أفاد بـ"أن المملكة لن تمنع أحدا من الحضور إليها، سواء كان بسبب إنفلونزا (إتش1 إن1) أو الإنفلونزا الموسمية إذا لم يحصل على اللقاح".

وكانت السعودية قد اشترطت على المقبلين على الحج في وقت سابق التطعيم باللقاح الجديد المضاد لإنفلونزا الخنازير والإنفلونزا الموسمية، لكنها عادت وألغت هذا الشرط، وكانت دول عربية وإسلامية قد أعلنت أنها ستلغي الحج إذا لم يتوافر لديها المصل المضاد للمرض.

وتونس أول بلد عربي وإسلامي يلغي موسم الحج الذي ستبدأ مناسكه يوم 18 نوفمبر المقبل في السعودية، وأعلنت تونس نهاية يوليو الماضي "تعليق عمرة شهر رمضان 1430 هجرية بسبب عدم توفر اللقاح ضد الفيروس المسبب لإنفلونزا الخنازير"، وكانت أول بلد عربي وإسلامي يتخذ مثل هذا الإجراء، ويحج سنويا نحو 9 آلاف تونسي إلى البقاع المقدسة، كما يؤدي كل عام نحو 30 ألف تونسي مناسك العمرة.

المصدر: إسلام أون لاين