المسابقة للخيرات في العشر من ذي الحجة
محمد البدر
1433/12/03 - 2012/10/19 03:17AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
عباد الله :قال تعالى:{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}،وقال تعالى {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}
هنيئاً لمن استغل أيام العشر من ذي الحجة بالعمل الصالح وتحرى الخير وأكثر من الذكر والدعاء وأدى القربات المشروعة رجاء أن يكون من المرحومين المنافسين في الخيرات.
ويا لخسارة من فرط في هذه الأيام فتداركوا – ياعباد الله - ما بقي من العشر ولا تضيعوها بالانكباب على الدنيا وما فيها فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِى أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
فعليكم – ياعباد الله- أن تحرصوا على أعمال البر والخير من صلة الرحم ، وزيارة الأقارب ، وترك التباغض والحسد ، والكراهية ، وتطهير القلب منها ، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم وأهم من ذلك كله المداومة على الصلاة مع الجماعة ، ولا تصلوا الفرائض في بيوتكم فما شرعت فرائض الصلاة في البيوت إلا للنساء ، وأكثروا من الاستغفار و الذكر فهي وصية رَسُولَ اللَّهِ لأصحابه فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ ؟قَالَ « لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عباد الله :وإن مما اختص الله به هذه الأيام – أيام العشر من ذي الحجة – يوم عرفة هذا اليوم العظيم عند الله عز وجل ، هذا اليوم الذي أكمل الله فيه دينه لحديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ:يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا، مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ، لاَتَّخَذْنَا ذلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا قَالَ: أَيُّ آيَةٍ قَالَ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ، يَوْمَ جُمُعَةٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
يوم عرفة يا عباد الله: يوم يباهي الله فيه بأهل عرفات من الحجاج أهل السماء من الملائكة فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِى مَلاَئِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِى أَتَوْنِى شُعْثاً غُبْراً» صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
يوم عرفة يوم العتق من النار فعَنِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
يوم عرفة يوم مغفرة الذنوب قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَإِذَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ قَطْرِ السَّمَاءِ وَرَمْلِ عَالِجٍ ) رواه الطبراني وحسنه الألباني.
(وَرَمْلِ عَالِجٍ )هو ما تراكم من الرمل، ودخَل بعضه في بعض .
من صام هذا اليوم غفر الله له ذنوب سنة مضت ، وسنة مقبلة فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ )رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
فاتقوا الله عباد الله ، واغتنموا هذه الأيام الفاضلة .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:
عباد الله :قال تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)فمن الأعمال الفاضلة في هذه العشر يوم النحر وفيه من الأعمال لغير الحاج صلاة العيد وذبح الأضاحي فعَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَطَبَنَا النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ « إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِى يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّىَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا ، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأَهْلِهِ ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِى شَىْءٍ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
فمن السنن في صلاة العيد ياعباد الله:
1 – سنة التكبير : فيشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق .
2 - الذهاب إلى مصلى العيد ما شيا أن تيسر .
3 – و من السنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلا فيصلى في المسجد لفعل الرَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
4 - الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة : والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة ، لقوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق، ويعتزلن الحيض المصلى. وعلى المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تصلى ، وحضور الخطبة والاستفادة منها .
5- كذلك من السنة مخالفة الطريق :فيستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
قَوْله: (خَالَفَ الطَّريقَ )يعني : ذَهَبَ في طريقٍ ، وَرَجَعَ في طريقٍ آخَرَ ..
6- التهنئة بالعيد : يجوز التهنئة بالعيد وذلك لثبوته عن صحابة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونقول: (تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ) .
7- وعلى المسلم معرفة الحكمة من شرعية هذا العيد ، وانه يوم شكر وعمل بر ، فلا يجعله يوم أشر وبطر ولا يجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات كالأغاني والملاهي والمسكرات ونحوها مما قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر .
ألا وصلوا ...
[/align]
عباد الله :قال تعالى:{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}،وقال تعالى {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}
هنيئاً لمن استغل أيام العشر من ذي الحجة بالعمل الصالح وتحرى الخير وأكثر من الذكر والدعاء وأدى القربات المشروعة رجاء أن يكون من المرحومين المنافسين في الخيرات.
ويا لخسارة من فرط في هذه الأيام فتداركوا – ياعباد الله - ما بقي من العشر ولا تضيعوها بالانكباب على الدنيا وما فيها فعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِى أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى وَأَسُدَّ فَقْرَكَ وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
فعليكم – ياعباد الله- أن تحرصوا على أعمال البر والخير من صلة الرحم ، وزيارة الأقارب ، وترك التباغض والحسد ، والكراهية ، وتطهير القلب منها ، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم وأهم من ذلك كله المداومة على الصلاة مع الجماعة ، ولا تصلوا الفرائض في بيوتكم فما شرعت فرائض الصلاة في البيوت إلا للنساء ، وأكثروا من الاستغفار و الذكر فهي وصية رَسُولَ اللَّهِ لأصحابه فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ ؟قَالَ « لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عباد الله :وإن مما اختص الله به هذه الأيام – أيام العشر من ذي الحجة – يوم عرفة هذا اليوم العظيم عند الله عز وجل ، هذا اليوم الذي أكمل الله فيه دينه لحديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ:يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا، مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ، لاَتَّخَذْنَا ذلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا قَالَ: أَيُّ آيَةٍ قَالَ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ، يَوْمَ جُمُعَةٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
يوم عرفة يا عباد الله: يوم يباهي الله فيه بأهل عرفات من الحجاج أهل السماء من الملائكة فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِى مَلاَئِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِى أَتَوْنِى شُعْثاً غُبْراً» صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
يوم عرفة يوم العتق من النار فعَنِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
يوم عرفة يوم مغفرة الذنوب قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَإِذَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا ، اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ قَطْرِ السَّمَاءِ وَرَمْلِ عَالِجٍ ) رواه الطبراني وحسنه الألباني.
(وَرَمْلِ عَالِجٍ )هو ما تراكم من الرمل، ودخَل بعضه في بعض .
من صام هذا اليوم غفر الله له ذنوب سنة مضت ، وسنة مقبلة فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ )رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
فاتقوا الله عباد الله ، واغتنموا هذه الأيام الفاضلة .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية:
عباد الله :قال تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)فمن الأعمال الفاضلة في هذه العشر يوم النحر وفيه من الأعمال لغير الحاج صلاة العيد وذبح الأضاحي فعَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَطَبَنَا النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ « إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِى يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّىَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا ، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأَهْلِهِ ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِى شَىْءٍ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
فمن السنن في صلاة العيد ياعباد الله:
1 – سنة التكبير : فيشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق .
2 - الذهاب إلى مصلى العيد ما شيا أن تيسر .
3 – و من السنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلا فيصلى في المسجد لفعل الرَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
4 - الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة : والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة ، لقوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق، ويعتزلن الحيض المصلى. وعلى المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تصلى ، وحضور الخطبة والاستفادة منها .
5- كذلك من السنة مخالفة الطريق :فيستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
قَوْله: (خَالَفَ الطَّريقَ )يعني : ذَهَبَ في طريقٍ ، وَرَجَعَ في طريقٍ آخَرَ ..
6- التهنئة بالعيد : يجوز التهنئة بالعيد وذلك لثبوته عن صحابة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونقول: (تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ) .
7- وعلى المسلم معرفة الحكمة من شرعية هذا العيد ، وانه يوم شكر وعمل بر ، فلا يجعله يوم أشر وبطر ولا يجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات كالأغاني والملاهي والمسكرات ونحوها مما قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر .
ألا وصلوا ...
[/align]
المرفقات
المسابقة للخيرات في العشر من ذي الحجة.doc
المسابقة للخيرات في العشر من ذي الحجة.doc