المحافظة على الأوقات واغتنام الدقائق واللحظات
كامل الضبع زيدان
1436/08/19 - 2015/06/06 14:19PM
المحافظة على الأوقات واغتنام الدقائق واللحظات
من أغلى ما يملكه المؤمن في دنياه
نعم والله إنه لمن الأهمية بمكان أن يهتم المؤمن بوقته مادة حياته الحقيقية التي يترتب عليها مكانه في دار إقامته الأبدية وحياته الحقيقية إما نعيم دائم لا يحول ولا يزول نسأل الله من فضله العظيم وإما شقاء نعوذ بالله من غضبه وعذابه.
ولذلك نبهنا ربنا جل جلاله على أهمية الوقت والعمر والزمان بأن أقسم به في كتابه العزيز مرات عديدة أقسم بالعصر وبالفجر وبالضحى وبالليل وبالنهار ولطالما ذكرنا بنعمته علينا وبتسخيره لنا ليله ونهاره لنعمل ونجد ونجتهد قال سبحانه {وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}
والقرآن من أوله إلى آخره يخبرنا بأن هذه نعم أنعم الله عزو جل بها علينا تحتاج منا إلى شكر واهتمام والآيات في ذلك كثيرة جدا.
وها هو حبيبنا وشفيعنا صلى الله عليه وسلم يحضنا أن نحرص على اغتنام الأوقات في طاعة الله عزو جل فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وصحتك قبل سقمك} رواه الحاكم وصححه.
نعم والله نحن مطالبون باغتنام الأوقات والمحافظة عليها لأن الوقت إذا مر فإنه لن يعود أبدا قال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى (ما من يوم تشرق شمسه إلا وينادي على ابن آدم ويقول أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة) والأيام ثلاثة يوم مضي بما فيه من خير أو شر ولا سبيل إلى إرجاعه، ويوم قادم الله أعلم هل سنبقى لنصل إليه أم لا، ويوم نحن فيه وهو مضمار السباق الحقيقي الذي نجاهد بكل ما أوتينا من قوة أن يستغل لرفع درجاتنا في جنات النعيم لأننا والله ما جئنا إلى هذه الدنيا إلا لذلك نعبد الله عزو جل فيكافئنا على ذلك بالرضا و الجنة والنعيم اللهم وفقنا لرضاك واكرمنا بتقواك.
والشباب والصحة وإذا أضيف إلى ذلك الفراغ من شواغل الدنيا وهمومها فهي نعم من أجل النعم على العبد نبهنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن كثيرا من الناس لا يستغلون هذه النعم في الطاعة والعبادة فهم مغبونون خاسرون لأنهم ما وظفوا نعم الله عزو جل في مرضاته وطاعته وعبادته وهم مسئولون عن ذلك بين يدي الله عزو جل، عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه فيما فعل فيه} رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
ووالله يا إخواني هناك آية مرعبة تزلزل الحليم هي آخر آية في سورة سبأ قال تعالى {وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب} يشتهي العبد الطاعة والعبادة ويشتهي التوبة والإنابة ولكن يحال بينه وبينها ولا يستطيع لأنه فرط في ذلك في الزمن الذي أمر به بالطاعة والتوبة وأخذ يسوف ويقول سوف أفعل وسوف أتوب وسوف أسارع في طاعة الله وإذ بملك الموت يباغته وهو على هذه الحالة من التسويف فيقول الآن أفعل ولكن هيهات ويقول كما أخبر عنه رب العالمين جل جلاله {رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون}.
علينا إخواني أن نستغل ما بقي من أعمارنا في طاعة الله جل وعلا ولا نركن إلى هذه الدنيا فإنها غرارة تغر الإنسان وتلهيه وتنسيه ولا يستفيق منها إن هو طاوع ما فيها من الشهوات والملذات ووالله لن تغني عنا شيئا فمهما طالت مدة بقائنا فيها فهي زائلة ومنتهيه ولا تساوي شيئا في مقابل الآخرة دار القرار وأبد الآباد وكان سلفنا الصالح يذكر بعضهم بعضا بقول الله عز وجل {أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون}.متع الدنيا وما فيها لا تغني عن العبد إذا علم أن أنعم أهل الأرض يؤتى به يوم القيامة فيغمس غمسة واحدة في جهنم ثم يقال له هل رأيت نعيما قط فيقول لا والله يا رب ما رأيت نعيما قط.
جاء رجل إلى الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يشكو إليه كثرة الذنوب فقال له الفضيل كم عمرك فقال ستون سنة فقال سبحان الله منذ ستين سنة وأنت سائر إلى الله توشك أن تبلغ المنزل فقال إنا لله وإنا إليه راجعون فقال له الفضيل رحمه الله من علم أنه لله وأنه إليه راجع علم أنه موقوف ومسئول ومن علم أنه مسئول لابد وأن يعد للسؤال جوابا فقال فما العمل إذا يا أبا علي قال سهل وميسور على من يسره الله تعالى عليه (أحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى وما بقي وإن أسأت أخذت بالأول والآخر).
أحبتي في الله علينا أن نحرص على أوقاتنا ونبذل ما في وسعنا لمرضات الله فيما تبقى من أعمارنا ونربي أولادنا وبناتنا على الحرص على ما ينفعهم في آخرتهم وبخاصة التسابق في حفظ كتاب الله فهو خير حافظ لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم فإن هم ملأوا أوقاتهم بالقرآن أخذ بأيديهم إلى المعالي في الدنيا والآخرة.
وختاما لا نصل إلى هذه الهمم العالية إلا بالاستعانة بالله جل وعلا فهو الموفق لكل خير فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واملأ أوقاتنا بذلك واحفظنا بحفظك الجميل اللهم آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
من أغلى ما يملكه المؤمن في دنياه
نعم والله إنه لمن الأهمية بمكان أن يهتم المؤمن بوقته مادة حياته الحقيقية التي يترتب عليها مكانه في دار إقامته الأبدية وحياته الحقيقية إما نعيم دائم لا يحول ولا يزول نسأل الله من فضله العظيم وإما شقاء نعوذ بالله من غضبه وعذابه.
ولذلك نبهنا ربنا جل جلاله على أهمية الوقت والعمر والزمان بأن أقسم به في كتابه العزيز مرات عديدة أقسم بالعصر وبالفجر وبالضحى وبالليل وبالنهار ولطالما ذكرنا بنعمته علينا وبتسخيره لنا ليله ونهاره لنعمل ونجد ونجتهد قال سبحانه {وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}
والقرآن من أوله إلى آخره يخبرنا بأن هذه نعم أنعم الله عزو جل بها علينا تحتاج منا إلى شكر واهتمام والآيات في ذلك كثيرة جدا.
وها هو حبيبنا وشفيعنا صلى الله عليه وسلم يحضنا أن نحرص على اغتنام الأوقات في طاعة الله عزو جل فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وحياتك قبل موتك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وصحتك قبل سقمك} رواه الحاكم وصححه.
نعم والله نحن مطالبون باغتنام الأوقات والمحافظة عليها لأن الوقت إذا مر فإنه لن يعود أبدا قال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى (ما من يوم تشرق شمسه إلا وينادي على ابن آدم ويقول أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة) والأيام ثلاثة يوم مضي بما فيه من خير أو شر ولا سبيل إلى إرجاعه، ويوم قادم الله أعلم هل سنبقى لنصل إليه أم لا، ويوم نحن فيه وهو مضمار السباق الحقيقي الذي نجاهد بكل ما أوتينا من قوة أن يستغل لرفع درجاتنا في جنات النعيم لأننا والله ما جئنا إلى هذه الدنيا إلا لذلك نعبد الله عزو جل فيكافئنا على ذلك بالرضا و الجنة والنعيم اللهم وفقنا لرضاك واكرمنا بتقواك.
والشباب والصحة وإذا أضيف إلى ذلك الفراغ من شواغل الدنيا وهمومها فهي نعم من أجل النعم على العبد نبهنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن كثيرا من الناس لا يستغلون هذه النعم في الطاعة والعبادة فهم مغبونون خاسرون لأنهم ما وظفوا نعم الله عزو جل في مرضاته وطاعته وعبادته وهم مسئولون عن ذلك بين يدي الله عزو جل، عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه فيما فعل فيه} رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
ووالله يا إخواني هناك آية مرعبة تزلزل الحليم هي آخر آية في سورة سبأ قال تعالى {وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب} يشتهي العبد الطاعة والعبادة ويشتهي التوبة والإنابة ولكن يحال بينه وبينها ولا يستطيع لأنه فرط في ذلك في الزمن الذي أمر به بالطاعة والتوبة وأخذ يسوف ويقول سوف أفعل وسوف أتوب وسوف أسارع في طاعة الله وإذ بملك الموت يباغته وهو على هذه الحالة من التسويف فيقول الآن أفعل ولكن هيهات ويقول كما أخبر عنه رب العالمين جل جلاله {رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون}.
علينا إخواني أن نستغل ما بقي من أعمارنا في طاعة الله جل وعلا ولا نركن إلى هذه الدنيا فإنها غرارة تغر الإنسان وتلهيه وتنسيه ولا يستفيق منها إن هو طاوع ما فيها من الشهوات والملذات ووالله لن تغني عنا شيئا فمهما طالت مدة بقائنا فيها فهي زائلة ومنتهيه ولا تساوي شيئا في مقابل الآخرة دار القرار وأبد الآباد وكان سلفنا الصالح يذكر بعضهم بعضا بقول الله عز وجل {أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون}.متع الدنيا وما فيها لا تغني عن العبد إذا علم أن أنعم أهل الأرض يؤتى به يوم القيامة فيغمس غمسة واحدة في جهنم ثم يقال له هل رأيت نعيما قط فيقول لا والله يا رب ما رأيت نعيما قط.
جاء رجل إلى الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يشكو إليه كثرة الذنوب فقال له الفضيل كم عمرك فقال ستون سنة فقال سبحان الله منذ ستين سنة وأنت سائر إلى الله توشك أن تبلغ المنزل فقال إنا لله وإنا إليه راجعون فقال له الفضيل رحمه الله من علم أنه لله وأنه إليه راجع علم أنه موقوف ومسئول ومن علم أنه مسئول لابد وأن يعد للسؤال جوابا فقال فما العمل إذا يا أبا علي قال سهل وميسور على من يسره الله تعالى عليه (أحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى وما بقي وإن أسأت أخذت بالأول والآخر).
أحبتي في الله علينا أن نحرص على أوقاتنا ونبذل ما في وسعنا لمرضات الله فيما تبقى من أعمارنا ونربي أولادنا وبناتنا على الحرص على ما ينفعهم في آخرتهم وبخاصة التسابق في حفظ كتاب الله فهو خير حافظ لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم فإن هم ملأوا أوقاتهم بالقرآن أخذ بأيديهم إلى المعالي في الدنيا والآخرة.
وختاما لا نصل إلى هذه الهمم العالية إلا بالاستعانة بالله جل وعلا فهو الموفق لكل خير فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واملأ أوقاتنا بذلك واحفظنا بحفظك الجميل اللهم آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
المشاهدات 1983 | التعليقات 2
أحسن الله إليكم وبارك فيكم وأطال في أعماركم وزادكم علما ونفعا ونورا تنيرون به الطريق لإخوانكم شاكرين لكم شكرا لا يعلم مداه إلا الله على إتاحة الفرصة والتي مهما قلنا من كلمات لا توفيكم ولو قليل من فضلكم شكرا جزيلا وجعلنا وإياكم إخوة متحابين بجلال الله وجمعنا وإياكم على منابر النور في أمن وأمان عن يمين الرحمن بفضله وكرمه وجوده وهو الكريم المنان
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
جزى الله حبيبنا الكريم الشيخ الفاضل كامل الضبع محمد زيدان على هذه البداية المشرقة والحضور الكريم والمشاركة الفاعلة في هذا الصرح الدعوي الخطابي، ونحن إذ نرحب بك ونتشرف بانضمامك بين إخوانك ومحبيك أخا وخطيبا ومفيدا ونافعا وناصحا فحياك ربي عدد ما نطق بالحروف لسانك وخط من الكلمات قلمك.
تعديل التعليق