الْمُتَاجَرَةُ بِالرُّؤى وَالأَحْلامِ 18/8/1444هـ
خالد محمد القرعاوي
1444/08/17 - 2023/03/09 21:23PM
الْمُتَاجَرَةُ بِالرُّؤى وَالأَحْلامِ 18/8/1444هـ
الحمدُ للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ، يُقَلِّبُ اللهُ الَّليلَ وَالنَّهارَ، إنَّ في ذَلِكَ لَعبرَةً لأُولى الأَبْصَارِ. أَشهَدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ عَالمُ الغَيبَ وَالشَّهَادَةِ، وَمِنْهُ الخيرَ وَزِيَادَةٌ، وَأَشْهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإمَامُ الْمتَّقِينَ، الَّلهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عليهِ وعلى آلهِ وَأَصحَابِهِ وَمَن تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ. أَمَّا بعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ يَا مُسلِمُونَ: وَاحْفَظُوا حُدُودَهُ يَحْفَظْكُمْ، وَاذْكُرُوهُ يَذْكُرْكُمْ، وَاسْتَقِيمُوا على طَاعَتِهِ يُسْعِدْكُمْ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: شَرِيعتُنَا قَصَدَتْ حِفْظَ دِينِنَا وَسَمَتْ بِعُقُولِنَا وَأَفْهَامِنَا، عَن مَسَالِكِ التَّضْلِيلِ وَالأَوْهَامِ، لأنَّ نُفُوسًا قَدْ فُطرتِ على حُبِّ الاسْتِطْلاعِ وَمُحَاوَلَةِ مَعْرِفَةِ الغَيبِ فَذَهَبُوا إلى الْمُنَجِّمِينَ والْمُشَعْوذِينَ يَلْتَمِسُونَ مِنْهُم كَشْفَ مُا غُيِّبَ عَنْهُمْ، وَهَيهَاتَ أَنْ يَسْتَطِيعُوهُ! واللهُ سُبْحَانَهُ هُو القَائِلُ: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ).
عِبَادَ اللهِ: وَمِمَّا يَشْغَلُ بَالَ بَعْضِنَا مَا يَرَاهُ في مَنَامِهِ، فَيَبقَى زَمَنًا يُفَكِّرُ فِيمَا رَآهُ وَيَخَافُ مِنْ مُسْتَقْبَلِهِ, وَهذَا مِن تَلاعُبِ الشِّيطَانِ بِنَا! وَأَحْيَانًا تَكُونُ الرُّؤيَا بَشَارَاتٍ لِمُسْتَقْبَلٍ جَمِيلٍ بِإذْنِ اللهِ تَعَالى. حَسْبُكَ مِنْ أَهَمِيَّةِ الرُّؤيَا أَنَّ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} فَقَالَ: «هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ».
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: الرُّؤيَا الْمَنَامِيَّةِ لَهَا مَكَانَةٌ شَرْعِيَّةٌ وَهِيَ أَنْوَاعٌ ثَلاثَةٌ، بَيَّنَهَا لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ، وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ". رَواهُ مُسْلِمٌ
وَاعْلَمُوا يَا رَعَاكُمُ اللهُ: أَنَّ النَّاسَ مَع مَا يَرَونَ فِي مَنَامِهِم بَينَ إفْرَاطٍ وَتَفْرِيطٍ وَاعْتِدِالٍ، وَالْمُعَبِّرُونَ كَذَلِكَ، مِنْهُمْ الْمُتَعَجِّلُ، وَالْمُتَأَنَّي، وَالعَالِمُ، وَالجَاهِلُ!
عِبَادَ اللهِ: مَا نَرَاهُ فِي مَنَامِنَا أَحَدُ أَنْوَاعٍ ثَلاثَة:
أَوَّلُهَا: مَا كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِهِ في يَقَظَتِنَا فِي سَائِرِ شُؤونِنَا، أَو نَهْتَمُّ بِهِ وَنَتَمَنَّاهُ؛ فَنُفُوسُنَا مَشْغُولَةٌ بِهِ وَهَذَا كَثِيرٌ قَدْ جَرَتِ العَادَةُ بِهِ؛ فَهِيَ أَحَادِيثُ نَفْسٍ لا تَلْتَفِتُوا إليهَا.
الثَّانِي: أَنْ يَتَسَلَّطَ الشَّيطَانُ عَلَينَا بِأَحْلامٍ مُفْزِعَةٍ فَيَظُنُّ أَنَّهُ يُحْزِنُنَا وَيُفْزِعُنَا كَي نَغْتَمَّ وَنَهْتَمَّ وَنَذْهَبَ إلى الدَّجالِينَ والْمُشَعْوِذِينَ. عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ، يَخْطُبُ فَقَالَ: «لَا يُحَدِّثَنَّ أَحَدُكُمْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي مَنَامِهِ».
والنَّوعُ الثَّالِثُ مِن الرُّؤَى: هِيَ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ الْمُفْرِحَةُ الصَّادِقَةُ التي مِنَ اللهِ تَعَالى؛ فَإذا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤيًا يُحِبّهُا وَتَسُرُّهُ؛ فَقَدْ سَنَّ لَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ: أَنْ يَحْمَدَ اللهَ عَلَيهَا، وَأَنْ يَسْتَبْشِرَ بِهَا وَيَفْرَحَ, وَأَنْ يُحدِّثَ بِهَا مَنْ يُحبُّ فَقَطْ. مِصْدَاقُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا, فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ اللهِ, فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا, وَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ, وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا إِلَّا مَنْ يُحِبُّ, وَلْيُفَسِّرْهَا"
أَيُّهَا الأَخُ الْمُؤمِنُ: إذَا رَأيتَ فِي مَنَامِكَ مَا تَكْرَهُهُ فَقَدْ أَرْشَدَكَ نَبِيُّ الْهُدَى والرَّحْمَةِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: «وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلاَثًا، وَلاَ يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ» «وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ». فَأَمَرَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إذَا رَأينَا مَا نَكْرَهُ فِي مَنَامِنَا أَنْ نَتْفُلَ عن يَسَارِنَا ثَلاثًا، وَأَنْ نَسْتَعِيذَ بِاللهِ مِنَ شَرِّها وَمِنْ شَرِّ الشَّيطَانِ ثَلاثًا، وأَنْ نَتَحَوَّلَ إلى الجِنْبِ الآخَرَ في الفِرَاشِ، ولا نُحَدِّثَ بها أَحَدًا، فَإذَا فَعَلْنَا فَلا تَضَرُّنَا بإذْنِ رَبِّنَا.
وَاعْلَمُوا يَا رَعَاكُمُ اللهُ: أَنَّ أَشَدَّ أَنْواعِ الْكَذِبِ أَنْ يَقُوَل الإنْسَانُ أَنِّي رَأيتُ فِي الْمَنَامِ كَذا وَهُوَ لَمْ يَرَ، لِذَا حَذَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، وَلَنْ يَفْعَلَ» وفي رواية: «مَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ, عُذِّبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ, وَلَيْسَ بِفَاعِلٍ». وَخَاتِمَةُ الْقَولِ أَنَّ تَعْبِيرَ الرُّؤى نَوعٌ مِن الْفَتْوى فيَحْرُمُ أَنْ يُقْدِمَ أَحَدٌ عَلى تَأَوِيِلِ رُؤيًا، إلَّا إذَا كَانَ أَهْلاً لِذَلِكَ، فَإنْ كاَنَت الرُّؤيَا تَسُرُّ فَلْيَقُلْ خَيرًا وَإنْ كَانَتْ غَيرَ ذَلِكَ فَلْيَسْكُتْ. وَفِي حَدِيثٍ حَسَنٍ صَحِيحٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «لَا تَقُصُّوا الرُّؤْيَا إِلَّا عَلَى عَالِمٍ أَوْ نَاصِحٍ». قِيلَ لِلإمَامِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ: أَيُعَبِّرُ الرُّؤيَا كُلُّ أَحَدٍ؟ فَقَالَ:" أَبِالنُّبُوَّةِ يُلْعَبُ؟ لا يُعَبِّرُ الرُّؤيَا إلاَّ مَنْ يُحْسِنُها، فَإنْ رَأَى خَيرًا أَخْبَرَ بِهِ، وَإنْ رَأَى مَكْرُوهًا فَلْيَقُلْ خَيرًا أَو لِيَصْمُتَ". بَارَكَ اللهُ لَنَا فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِن الآيَاتِ والذِّكْرِ الْحَكِيمِ, وَرَزَقَنَا التَّمَسُّكَ بِسُنَّةِ الْهَادِي الأَمِينِ, وَاسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِن كلِّ ذَنْبٍّ فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ الكريمِ الفَتَّاحِ، الْمُجْزِلِ لِمَنْ عَامَلَهُ بِالكَرَمِ والجُودِ وَالسَّمَاحِ. أَشهَدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لَهُ شَهَادَةً بِها لِلقَلْبِ انْفِسَاحٌ وَانْشِرَاحٌ، وَأَشهَدُ أنَّ نَبِيَّنا مُحمَّداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ اللهُ بِالهُدى والتُّقى والصَّلاحِ، اللهمَّ صَلِّ وِسَلِّم وَبَارك عليهِ وعلى آله وأصحابه وأتبَاعِهِ بِإحسانٍ مَا بَدا نَجْمٌ ولاح. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. أيُّها الْمُسلِمُونَ: هذهِ الدّْنيا مَرَاحِلٌ والنَّاسُ فيها بينَ مُسْتَعِدٍّ وَرَاحِلٍ, وَليسَتْ العِبْرَةُ بِطُولِ العُمُرِ وَقِصَرَهُ ف {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} فَالعِبْرَةُ بِحُسْنِ العَمَلِ والخِتَامِ! {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}. نَسْألُ اللهَ أنْ يُحْسِنَ لَنَا العَمَلَ والخِتَامَ. والكَيِّسُ العَاقِلُ مَنْ حَاسَبَ نَفْسَه, وَرَجا رَبَّهُ, وَخَافَ مِنْ ذُنُوبِهِ قَبْلَ أنْ تَكُونَ سَبَبَاً فِي هَلاكِهِ.
عِبَادَ اللهِ: سَلُوا اللهَ حُسْنَ الخِتَامِ , واسْتَعِيذُوا بِه مِن سُوءِ الخَاتِمَةِ , وَتَدَبَّرُوا قَولَ اللهِ تَعالى:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} عِبَادَ اللهِ: دَائِمَاً وَأَبَدَاً اسْألوا اللهَ حُسْنَ الخِتَامِ لأنَّ رَسُولَنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلُّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ». أَخرَجَ الإمُامُ أحمدُ رَحِمَهُ اللهُ بِسَنَدِهِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ قَالَ يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ).أَيُّهَا الْمُؤمِنُونَ:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.وقَالَ رَسُولُنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً؛ صلَّى اللهُ عليهِ بِهَا عَشْرًا).فَالَّلهُمَّ صَلِّ على مُحمَّد وعَلى آلِ مُحمَّدٍ، وَارْضَ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ أبي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ والتَّابِعِينَ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَكَرَمِكَ يَارَبَ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ وفقنا للعمل الصالح وثبتنا عليه، اللَّهُمَّ إنا نسألك قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا، وعلما نافعا، وعافيةً في البدن، وبركةً في العمر والذرية والرِّزقِ، اللهم اجعل زادنا التقوى، وزدنا إيمانا ويقينا، اللَّهُمَّ إنا نسألُكَ مُوجِباتِ رحمتِك، وعزائمَ مَغْفِرَتِكَ، والسلامةَ من كلِّ إثمٍ، وَالغنيمةَ من كلِّ بِرٍّ، والفوزَ بالجنةِ، والنجاةَ من النارِ، اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ».
اللهم أحفظ بلادَنا وشبَابَنا والْمسلمينَ من كلِّ شرٍّ ومكروه. وَوفِّق ولاةَ أمرِنَا لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاهُ, وقويِّ عزائِمَهُم على الْحقِّ والهدى والدِّينِ. وانصر جُنُودَنَا وَاحفَظْ حُدُودَنا, ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النَّار. اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق