المانعاتُ من دخولِ الجنةِ-14-12-1437هـ-المغامسي-الملتقى-بتصرف
محمد بن سامر
1437/12/14 - 2016/09/15 16:21PM
[align=justify] أما بعدُ: فإنَّ النبيَ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-قالَ لرجلٍ: "كيفَ تقولُ في الصَّلاةِ؟ قالَ: أتشَهَّدُ، وأقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ، أما إنِّي لا أُحسنُ دندنتَكَ ولا دندنةَ معاذٍ، فقالَ النَّبيُّ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-حولَها نُدَنْدِنُ"، أي ما تسألُه اللهَ-جلَّ وعلا-هو ما أسألُه أنا ومعاذٌ إياه.
أيها المؤمنونَ: قدْ يظنُ بعضهمْ أنَّ الحديثَ عنِ الجنةِ أمرٌ تقليديٌ عاديٌ مكررٌ، تكادُ تسأمُه بعضُ النفوسِ، وهذا خلافُ الفطرةِ، وخلافُ هديِ النبيِّ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-وأصحابِه، وهلْ أَرَّقَ الصالحينَ وأَقَضَّ مضاجعَ المتقينَ إلا الخوفُ مِنْ منعهِمْ مِنْ دخولِ الجنةِ؟!، وهلْ عاشَ الأنبياءُ والمرسلونَ وأتباعُهم من الأخيارِ إلا وهمْ يسألونَ اللهَ-جل وعلا-أنْ يدخلَهم الجنةَ؟!، وهلْ وعدَ اللهُ-سبحانهُ- عبادَه الطائعينَ بعطاءٍ هو أعظمُ أو أجلُّ من الجنةِ؟!، [فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ]، وهلْ عاقبَ اللهُ-جل وعلا-عبادهُ العاصينَ بأعظمَ من حرمانِهم من دخولِ الجنةِ، أعاذنا اللهُ وإياكم والمسلمينَ مِنَ الخِذْلانِ والحِرْمانِ.
أيها المؤمنونَ: الجنةُ خلقَها اللهُ-عزَّ وجلَ-بيدِه في ظاهرِ القرآنِ وأقوالِ العلماءِ، وهي الدارُ التي أعدَّها اللهُ-تباركَ وتعالى- لأوليائِه وأهلِ طاعتِه، والمسلمونَ متفقونَ على أنها جنةُ المأوى وجنةُ الخلدِ، وأنها في السماءِ السابعةِ، وأنها مخلوقةٌ موجودةٌ الآنَ، وأنها لا تنتهي ولا تفنى.
أيها المؤمنونَ: قالَ النبيُّ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-: "لَقِيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْرِيَ بي، فقال: يا مُحمَّدُ أقْرِئْ أُمَّتَك منِّي السلامَ، وأَخبرْهم أنَّ الجنةَ طيبةُ التُربَةِ، عذْبةُ الماءِ، وأنَّها قِيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهُ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ".
هذه الجنةُ يُمنعُ عنها أقوامٌ فلا يدخلونها أبدًا، وهؤلاءِ-والعياذُ باللهِ-هم أهلُ الكفرِ والشركِ، قالَ اللهُ-جل وعلا-: [إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ]، فمَن أشركَ باللهِ أو كفرَ بهِ فإنَّ الجنةَ عليه حرامٌ أبدًا؛ لأنَّ اللهَ-جلَّ وعلا-ما بعثَ الرُسلَ ولا أنزلَ الكتبَ، ولا خَلقَ الخلْقَ إلا لِيُوَحَّدَ-سبحانَه-،ويُعبَدَ دونَ ما سواه، فمَن خالفَ هذا حرَّمَ اللهُ عليهِ الجنةِ، قالَ-سبحانَه-عن العاصينَ-بعدَ أنْ بَيَّنَ سببَ عذابِهم وحرمانِهم من نعمةِ اللهِ وجنتهِ قالَ: [إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ].
فمنْ ذلَّ لهذهِ الكلمةِ، وخشعَ قلبُه، وخضعتْ نفسُه لها وُفِّق لكلِّ خيرٍ، ومَنْ ولمْ يكنْ كذلك فإنَّ الجنةَ عليه حرامٌ أبدًا.
ومِنَ الناسِ من ذلَّ لهذهِ الكلمةِ، لكنه عصى اللهَ في أمورٍ كثيرةٍ، فهؤلاءِ لا يدخلونَ الجنةَ من البدايةِ-ولو ماتوا على التوحيدِ-حتى يُمَحَّصُوا في النارِ ويُطهَّرُوا.
منهم: العاقُ لوالديهِ، قال-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-: "لا يدخلُ الجنةَ عاقٌ لوالديهِ"، لأنَّ الجنةَ أعظمُ المنازلِ ولا يدخلُها إلا صاحبُ قلبٍ سليمٍ، وكيف تجتمعُ سلامةُ قلبِك مع عقوقِك لوالدتِك التي حملتك تسعةَ أشهرٍ، وتعبتْ من أجلكِ وسهرتْ، أو عقوقِك لوالدِك الذي رباك ورعاك، عقوقُ الوالدينِ منْ أعظمِ ما يمنعُ رحمةَ اللهِ ودخولَ الجنةِ.
ومنهم: مدمنُ الخمرِ، لأنَّ الخمرَ أمُ الخبائثِ، حرمَها اللهُ-سبحانهُ-فقالَ: [يا أيها الذينَ آمنوا إنَّما الخمرُ والميسرُ والأنصابُ والأزلامُ رجسٌ مِنْ عملِ الشيطانِ فاجتنبوهُ لعلكم تفلحونَ*إنَّما يريدُ الشيطانُ أن يُوقعَ بينكم العداوةَ والبغضاءَ في الخمرِ والميسرِ ويَصدَكم عن ذكرِ اللهِ وعن الصلاةِ فهل أنتم مُنتهونِ]، وحرمها رسولُه-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَّ-فقالَ: "لا يدخلُ الجنةَ مُدمنُ خمرٍ"، إلا أن يكونَ قد تابَ قبلَ وفاتِه، ولعنَ اللهُ-سبحانَه-بسببِ الخمرِ عشرةً، فقالَ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَّ-: "أتاني جبريلُ فقالَ: يا محمَّدُ! إنَّ اللهَ لعَن الخمرَ، وعاصِرَها، ومعتصرَها، وشارِبَها، وحامِلَها، والمحمولةَ إليهِ، وبائِعَها، ومُبتاعَها، وساقِيَها، ومُسقاها"، والملعون هو الذي لا يرحمه الله، ولمْ يردْ في الشرعِ كلِّه-فيما يُعلمُ-أنَّ الله لعنَ بسببِ شيءٍ معينٍ عشرةً إلا ما وردَ في هذا الحديثِ في الخمرِ وأهلِها، ويدخلُ في الملعونينَ: متعاطو المخدراتِ والحشيشِ بأنواعِها، والمروجونَ لها، والمهربونَ لها، ومن شاركَ فيها أيَّ مشاركةٍ، إلا أنْ يتوبَ، أعاذنا الله وإياكم والمسلمينَ منها ومن كلِّ شرٍ.
ومنهم: المؤذي لجارِه: فقدْ يكونُ للإنسانِ جارٌ فيه من السوءِ والشرِ ما يجعلُك لا تأمنُه ولا تثقُ به أنتَ ولا أهلُك جميعًا، فتخافُه على كلِّ شيءٍ من موقفِ سيارتِك إلى عرضِك وأهلِ بيتِك، هذا الجارُ حرمَّ اللهُ عليه على لسانِ رسولِه أنْ يدخلَ الجنةَ، قال النبيُّ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَّ-: "لا يدخلُ الجنةَ من لا يَأْمَنُ جارُه بوائِقَه"، وكانَ النبيُّ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَّ-يتعوذُ باللهِ من جارِ السوءِ فيقول: "اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من يومِ السوءِ، ومن ليلةِ السُّوءِ، ومن ساعةِ السُّوءِ، ومن صاحبِ السُّوءِ، وأعوذُ بكَ من جارِ السوءِ في دار المُقامةِ؛ فإنَّ جارَ الباديةِ يتحولُ".
أستغفرُ الله لي ولكم وللمسلمينَ...
أما بعدُ: فمَنَ الذين لا يدخلونَ الجنة من البدايةِ-إلا أن يتوبوا-: قاطعُ الرحمِ: وهو الذي غلبتْ عليهِ الأنانيةُ وحبُ النفسِ، وحُرم منه أقرباؤُه، من صلتهِ وخيرهِ وعطائِه، إلا أن يتوبَ، قالَ النبيُّ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَّ-: "لا يدخلُ الجنةَ قاطعٌ" يعني: قاطعَ رحمٍ؛ وقالَ: " أَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ إيمانٌ باللهِ، ثم صِلَةُ الرَّحِمِ، ثم الأمرُ بالمعروفِ و النَّهيُ عن المنكرِ، وأبغضُ الأعمالِ إلى اللهِ الإشراكُ باللهِ ثم قطيعةُ الرَّحِمِ"، وقال: "إنَّ الرَّحِمَ شَجْنةٌ منَ الرَّحمنِ، قالَ اللَّهُ: من وصلَك وصلتُه، ومن قطعَك قطعتُه".
ومنهم: المتكبرُ: فمَنْ عرفَ اللهَ-جل وعلا-، وأن الكبرياءَ والعظمةَ من صفاتِه-سبحانه-دون خلقهِ، منْ عرفَ ذلكَ لمْ يتكبرْ على أحدٍ، وتواضعَ لربهِ-تبارك وتعالى-وتواضعَ لخلقِه، فعرف للعبادِ حقوقَهم التي أوجبَ اللهُ-جل وعلا- عليهِ لهم، قالَ النبيُّ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَّ-: "لا يدخلُ الجنةَ منْ في قلبِه مِثقالُ ذرةٍ مِنْ كِبْرٍ".
هذه بعضُ مانعاتِ دخولِ الجنةِ، أسأل اللهَ أن يجنبَنا وإياكم والمسلمينَ هذهِ المانعاتِ، وأنْ يُعيذَنا جميعًا مِنْ منكراتِ الأخلاقِ والأعمالِ والأهواءِ والأدواءِ، اللهم صلِ وسلمْ على نبينِا محمدٍ وآلِه وصحبِه...
[/align]
أيها المؤمنونَ: قدْ يظنُ بعضهمْ أنَّ الحديثَ عنِ الجنةِ أمرٌ تقليديٌ عاديٌ مكررٌ، تكادُ تسأمُه بعضُ النفوسِ، وهذا خلافُ الفطرةِ، وخلافُ هديِ النبيِّ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-وأصحابِه، وهلْ أَرَّقَ الصالحينَ وأَقَضَّ مضاجعَ المتقينَ إلا الخوفُ مِنْ منعهِمْ مِنْ دخولِ الجنةِ؟!، وهلْ عاشَ الأنبياءُ والمرسلونَ وأتباعُهم من الأخيارِ إلا وهمْ يسألونَ اللهَ-جل وعلا-أنْ يدخلَهم الجنةَ؟!، وهلْ وعدَ اللهُ-سبحانهُ- عبادَه الطائعينَ بعطاءٍ هو أعظمُ أو أجلُّ من الجنةِ؟!، [فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ]، وهلْ عاقبَ اللهُ-جل وعلا-عبادهُ العاصينَ بأعظمَ من حرمانِهم من دخولِ الجنةِ، أعاذنا اللهُ وإياكم والمسلمينَ مِنَ الخِذْلانِ والحِرْمانِ.
أيها المؤمنونَ: الجنةُ خلقَها اللهُ-عزَّ وجلَ-بيدِه في ظاهرِ القرآنِ وأقوالِ العلماءِ، وهي الدارُ التي أعدَّها اللهُ-تباركَ وتعالى- لأوليائِه وأهلِ طاعتِه، والمسلمونَ متفقونَ على أنها جنةُ المأوى وجنةُ الخلدِ، وأنها في السماءِ السابعةِ، وأنها مخلوقةٌ موجودةٌ الآنَ، وأنها لا تنتهي ولا تفنى.
أيها المؤمنونَ: قالَ النبيُّ-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ-: "لَقِيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْرِيَ بي، فقال: يا مُحمَّدُ أقْرِئْ أُمَّتَك منِّي السلامَ، وأَخبرْهم أنَّ الجنةَ طيبةُ التُربَةِ، عذْبةُ الماءِ، وأنَّها قِيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهُ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ".
هذه الجنةُ يُمنعُ عنها أقوامٌ فلا يدخلونها أبدًا، وهؤلاءِ-والعياذُ باللهِ-هم أهلُ الكفرِ والشركِ، قالَ اللهُ-جل وعلا-: [إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ]، فمَن أشركَ باللهِ أو كفرَ بهِ فإنَّ الجنةَ عليه حرامٌ أبدًا؛ لأنَّ اللهَ-جلَّ وعلا-ما بعثَ الرُسلَ ولا أنزلَ الكتبَ، ولا خَلقَ الخلْقَ إلا لِيُوَحَّدَ-سبحانَه-،ويُعبَدَ دونَ ما سواه، فمَن خالفَ هذا حرَّمَ اللهُ عليهِ الجنةِ، قالَ-سبحانَه-عن العاصينَ-بعدَ أنْ بَيَّنَ سببَ عذابِهم وحرمانِهم من نعمةِ اللهِ وجنتهِ قالَ: [إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ].
فمنْ ذلَّ لهذهِ الكلمةِ، وخشعَ قلبُه، وخضعتْ نفسُه لها وُفِّق لكلِّ خيرٍ، ومَنْ ولمْ يكنْ كذلك فإنَّ الجنةَ عليه حرامٌ أبدًا.
ومِنَ الناسِ من ذلَّ لهذهِ الكلمةِ، لكنه عصى اللهَ في أمورٍ كثيرةٍ، فهؤلاءِ لا يدخلونَ الجنةَ من البدايةِ-ولو ماتوا على التوحيدِ-حتى يُمَحَّصُوا في النارِ ويُطهَّرُوا.
منهم: العاقُ لوالديهِ، قال-صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَّ-: "لا يدخلُ الجنةَ عاقٌ لوالديهِ"، لأنَّ الجنةَ أعظمُ المنازلِ ولا يدخلُها إلا صاحبُ قلبٍ سليمٍ، وكيف تجتمعُ سلامةُ قلبِك مع عقوقِك لوالدتِك التي حملتك تسعةَ أشهرٍ، وتعبتْ من أجلكِ وسهرتْ، أو عقوقِك لوالدِك الذي رباك ورعاك، عقوقُ الوالدينِ منْ أعظمِ ما يمنعُ رحمةَ اللهِ ودخولَ الجنةِ.
ومنهم: مدمنُ الخمرِ، لأنَّ الخمرَ أمُ الخبائثِ، حرمَها اللهُ-سبحانهُ-فقالَ: [يا أيها الذينَ آمنوا إنَّما الخمرُ والميسرُ والأنصابُ والأزلامُ رجسٌ مِنْ عملِ الشيطانِ فاجتنبوهُ لعلكم تفلحونَ*إنَّما يريدُ الشيطانُ أن يُوقعَ بينكم العداوةَ والبغضاءَ في الخمرِ والميسرِ ويَصدَكم عن ذكرِ اللهِ وعن الصلاةِ فهل أنتم مُنتهونِ]، وحرمها رسولُه-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَّ-فقالَ: "لا يدخلُ الجنةَ مُدمنُ خمرٍ"، إلا أن يكونَ قد تابَ قبلَ وفاتِه، ولعنَ اللهُ-سبحانَه-بسببِ الخمرِ عشرةً، فقالَ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَّ-: "أتاني جبريلُ فقالَ: يا محمَّدُ! إنَّ اللهَ لعَن الخمرَ، وعاصِرَها، ومعتصرَها، وشارِبَها، وحامِلَها، والمحمولةَ إليهِ، وبائِعَها، ومُبتاعَها، وساقِيَها، ومُسقاها"، والملعون هو الذي لا يرحمه الله، ولمْ يردْ في الشرعِ كلِّه-فيما يُعلمُ-أنَّ الله لعنَ بسببِ شيءٍ معينٍ عشرةً إلا ما وردَ في هذا الحديثِ في الخمرِ وأهلِها، ويدخلُ في الملعونينَ: متعاطو المخدراتِ والحشيشِ بأنواعِها، والمروجونَ لها، والمهربونَ لها، ومن شاركَ فيها أيَّ مشاركةٍ، إلا أنْ يتوبَ، أعاذنا الله وإياكم والمسلمينَ منها ومن كلِّ شرٍ.
ومنهم: المؤذي لجارِه: فقدْ يكونُ للإنسانِ جارٌ فيه من السوءِ والشرِ ما يجعلُك لا تأمنُه ولا تثقُ به أنتَ ولا أهلُك جميعًا، فتخافُه على كلِّ شيءٍ من موقفِ سيارتِك إلى عرضِك وأهلِ بيتِك، هذا الجارُ حرمَّ اللهُ عليه على لسانِ رسولِه أنْ يدخلَ الجنةَ، قال النبيُّ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَّ-: "لا يدخلُ الجنةَ من لا يَأْمَنُ جارُه بوائِقَه"، وكانَ النبيُّ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَّ-يتعوذُ باللهِ من جارِ السوءِ فيقول: "اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من يومِ السوءِ، ومن ليلةِ السُّوءِ، ومن ساعةِ السُّوءِ، ومن صاحبِ السُّوءِ، وأعوذُ بكَ من جارِ السوءِ في دار المُقامةِ؛ فإنَّ جارَ الباديةِ يتحولُ".
أستغفرُ الله لي ولكم وللمسلمينَ...
الخطبة الثانية
ومنهم: المتكبرُ: فمَنْ عرفَ اللهَ-جل وعلا-، وأن الكبرياءَ والعظمةَ من صفاتِه-سبحانه-دون خلقهِ، منْ عرفَ ذلكَ لمْ يتكبرْ على أحدٍ، وتواضعَ لربهِ-تبارك وتعالى-وتواضعَ لخلقِه، فعرف للعبادِ حقوقَهم التي أوجبَ اللهُ-جل وعلا- عليهِ لهم، قالَ النبيُّ-صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَّ-: "لا يدخلُ الجنةَ منْ في قلبِه مِثقالُ ذرةٍ مِنْ كِبْرٍ".
هذه بعضُ مانعاتِ دخولِ الجنةِ، أسأل اللهَ أن يجنبَنا وإياكم والمسلمينَ هذهِ المانعاتِ، وأنْ يُعيذَنا جميعًا مِنْ منكراتِ الأخلاقِ والأعمالِ والأهواءِ والأدواءِ، اللهم صلِ وسلمْ على نبينِا محمدٍ وآلِه وصحبِه...
[/align]
المرفقات
المانعاتُ من دخولِ الجنةِ-14-12-1437هـ-المغامسي-الملتقى-بتصرف.docx
المانعاتُ من دخولِ الجنةِ-14-12-1437هـ-المغامسي-الملتقى-بتصرف.docx
المانعاتُ من دخولِ الجنةِ-14-12-1437هـ-المغامسي-الملتقى-بتصرف.pdf
المانعاتُ من دخولِ الجنةِ-14-12-1437هـ-المغامسي-الملتقى-بتصرف.pdf